in

اصوات الفقراء هل تغيّر الواقع السياسي العراقي ..!

محمد الخويلدي

يستعد العراقيون لخوض تجربة انتخابية جديدة في ظل اوضاع داخلية مُعقّدة وغير مستقرة وخلال اكثر من ثمانية عشر عاماً شهد العراق احداث سياسية اجتماعية واقتصادية وامنية تركت اثارها على حاضر العراق وباتت تهدد مستقبله ، فالبلاد التي خرجت من رحم الديكتاتورية كان اهلها يُمنّون النفس بالخلاص من الاستبداد والتهميش وكانوا يتطلعون الى بسط الامن والاستقرار والانطلاق نحو عهد جديد تغيب فيه مظالم اكثر من ثلاثة عقود من الزمن وتحضر فيه الرحمة والعدالة والانصاف ، فاذا بالعراقيين يجدون انفسهم وسط اُِنقسام سياسي حاد ووسط خراب وفوضى جديدة صنعته الخلافات بين الاحزاب السياسية والمجموعات المتصارعة على المصالح من دون ان يلتفت ممثلو هذه الأحزاب في السلطات الثلاث الى معاناة العراقيين الذين بحت اصواتهم ومناشداتهم لوقف الانهيار والانحدار في العملية السياسية ، وقد كان الثمن باهضاً لهذا التخبط السياسي الناجم عن صراعات الفرقاء التي تمثّل باحتلال داعش لاجزاء واسعة من الاراضي العراقية وشيوع الفساد السياسي والاقتصادي وانعكاس ذلك على الاوضاع الاجتماعية والامنية ، وبات الفقر علامة فارقة في العراق وباتت البطالة اكبر التحديات التي يواجهها النظام السياسي الحالي ولم تفلح الحلول الترقيعية للحكومات المتعاقبة في انتشال البلاد من المحنة ، وهكذا تاتي هذه الانتخابات لتعكس مشهداً جديداً للعراق يختلف كلياً عن مشهد العراق بعد سقوط النظام الديكتاتوري ، سيجد المرشحون للانتخابات التشريعية صعوبة كببرة في تسويق حملاتهم الانتخابية في ضوء المتغيرات الجديدة وسيصبح من اكبر الاخطاء تكرار المرشحين لخطابات التخويف والتهويل من اسطوانة البعث والتعكز على الخطاب الطائفي او القومي او المذهبي من اجل اثارة الراي العام وجذب اصوات الناخبين في ظل اتساع الهوة بين الشارع وبين افراد الطبقة السياسية وفي ظل الوعي المتنامي لجيل شبابي عراقي ادرك اَلاعيب واكاذيب احزاب وجهات انتفعت كثيراً من خطاب الكراهية والتطرف الذي مارسته في ظروف استثنائية مر بها العراق وكان الضحية فيها المواطن العراقي الذي افتقد الحدود الدنيا من الحياة الكريمة وصار من الضروري التنبيه الى ان هذه الانتخابات التي هي انتخابات مفصلية تمثل الحياة او الموت للعراقيين الذين ضحوا بآلاف الارواح ونزفوا الدماء في انتفاضة تشرين من اجل اعلاء صوت الرفض لواقعهم المتردي ومن اجل ان يلتفت العالم الى وطن مفجوع اختطفته يد الديكتاتورية لتسلمه بيد الارهاب والفساد وقد طال انتظار الملايين في العراق من اجل ان يشهدوا ولادة جديدة لنظام سياسي عادل يعيد للشعب حقوقه المهدورة وكرامته المجروحة ويضع حدا لمسلسل النهب والسرقة لموارده وثرواته ، وفي نفس الوقت فان الانتخابات المقبلة هي الفرصة الاخيرة للشعب العراقي لتصحيح مسارات الانحراف التي تسببت بوصول اشخاص غير قادرين على توليهم المسؤوليات وغير اَمينين على ما اِؤتمنوا عليه وقد حان الوقت لصنع التغيير الجذري باصوات الرفض لحقبة الفساد وايداعها في صناديق الاقتراع من دون خوف او تردد .

تحالف القوى العراقية يدين استغلال نفوذ الحشد في كركوك انتخابياً

الحلبوسي نسعى ان يكون منصب رئيس الجمهورية للعرب السنة