تحليل لخطبة المرجعية الشيعية بتاريخ ٢٧ ديسمبر ٢٠١٩ !!.
بقلم :- سمير عبيد
الجهل والجهلة ألد أعداء العراق :-
بالأمس ٢٦ ديسمبر ٢٠١٩ نشرتُ تغريدة مهمة وقلت فيها ( سمعنا أن المرجعية الشيعية لن تتطرق في خطبتها غدا الى الخطبة السياسية ،، ونتمنى من المرجعية أن تؤكد على العروبة والهوية العربية لمجتمع ضُربت فيه العروبة والوطنية منذ ١٦ عاماً ولا زال ..الخ ) !!.
وكتب المتصيدون بالماء العكر مباشرة ،ومعهم الجهلة الذين ابتلانا بهم مؤسس الفيسبوك السيد مارك صاحب مقولة ( اليوم ساوينا بين الجاهل والعالِم ) واتهمونا بالعنصرية والقومچية .ولم نتفاجأ من ردود هؤلاء وهجومهم علينا ….. لأنهم أما ذباب إلكتروني مستأجَر ، أو ذباب تابع الى الأحزاب التي ثبتت وبالتجربة أنها لا إسلامية ولا وطنية ،أو ذباب تابع لرؤوس تاجرت بالطوائفية وتمددت وكبرت وسرقت الشعب والوطن وتخاف على مجدها وبقاءها.. فبات ديدنها محاربة التنوير والاستنهاض الوطني !!.
فلم نقصد بالنداء” التغريدة ” التي تمنينا من خلالها أن تُنهّض المرجعية الشيعية موضوع العروبة والوطنية لا لأجل دعوة عنصرية ..والله دعوتنا لا من قريب ولا من بعيد لنعرةٍ عنصرية ضد كُردٍ ولا ضد فُرسٍ ولا ضد تُركٍ .بل كانت دعوتنا وطنية و توحيدية أستنهاضية للشعب كله دون المرور على الطوائفية والمناطقية والمذهبية !!. ……..
فكنا نتمنى أن تصبح مرجعية السيد السيستاتي ( مرجعية وطن ) بدلاً من مرجعية طائفة. لا سيما بعد أن وثق بها الشيعي والسني ، والمسلم والمسيحي ، والكردي والتركماني ،وأصحاب الاديان والأقليات الأخرى من جهة ، وبعد ان أصبحت مرجعية السيستاتي مرجعية عالمية يُنظر لها بالوسطية والأعتدال !!.
فبعد أن نجحت مرجعية السيد السيستاتي دام ظله بأن تحافظ على العراق من التشرذم، وتنقذ طائفة كاملة ليست من طائفة السيد السيستاتي وهي الطائفة السنية الكريمة عندما تعرضت لهجمة بربرية مظلمة قادها تنظيم داعش الأرهابي. وتنقذ قومية كريمة أراد داعش الارهابي الصعود لها والفتك بها وهي الكردية … .فسارع السيد السيستاتي فأصدر ( فتوى الجهاد الكفائي) ليُخلط الدم الشيعي بالسني وبالعكس ، ويخلط الدم العربي بالكردي والتركماني وبالعكس من أجل تحرير المحافظات المحتلة، والبقاء على سلامة الشعب الكردي ، واسقاط الطائفية، والبقاء على العراق سالماً، وتحميل العالم جميل العراق والعراقيين لأنهما خلصا البشرية والعالم من تنظيم داعش الارهابي العالمي !!
ولكن وللاسف ليس لدى العراق نظام سياسي متجانس وطنيا ومصيريا لكي يُنتج دبلوماسية عراقية تنجح بجعل العالم ينحني للعراق والعراقيين الذين خلصوا الدول والشعوب والعالم من طاعون الأرهاب.ولم ينجحوا بتسجيل العراقيين أممياً كأشجع شعب ضد الأرهاب وتسجيله كأشجع شعب يحب الحياة ويحارب العنصرية !!!.
فعلينا جميعا معرفة حقيقة مهمة وهي أن ( الجهل والجهلة ) ألد أعداء العراق والعراقيين. وان خطبة الجمعة بتاريخ ٢٧ ديسمبر تناولت هذا الخطر وعندما نصحت باتباع اهل العقل والحكمة !!.
وللاسف بات الجهل والجهلة الصوت الاعلى في المجتمع وداخل ادارة البلاد.. وهذا أنذار بالكارثة بل أنذار بالكوارث على العراق
موقف تاريخي خالد.. ويفترض أن يُدرّس :-
جلس الخليفة عمر بن عبدالعزيز رحمه الله مع الحكيم والفقيه الحسن البصري رحمه الله .. فسالهُ الخليفة عمر
: بمن استعين على الحكم يابصري؟
•فقال ياأمير المؤمنين :
إما أهل الدنيا فلا لك حاجة بهم..،
وأما أهل الدين فلا حاجة لك بهم.. .
فتعجب عمر بن عبدالعزيز وقال له:
فمن استعين إذن؟
•فقال عليك بأهل الشرف. فأن شرفهم يمنعهم من الخيانة.
——-
فعليكم أذن بأهل الشرف.!!!.
ومرشحهم أن يكون شريفاً قبل كل شيء !!.
وجميعنا نعرف من خلال التاريخ والسيرة عن دهاء وحكمة وعدل الخليفة عمر بن عبد العزيز، ولكنه مع ذلك أستعان بأهل الحكمة والعقل والنبوغ ليسألهم فسأل المرحوم الفقيه والحكيم حسن البصري. وامتثل للنصيحة ولَم يشعر بالغيرة من الحسن البصري فيأمر بسجنه أو أجتثاثه أو اغتياله ، ولَم يستهزأ برأي البصري ويتركه بل التزم بنصيحة البصري !!.
والمرجعية الشيعية وفِي خطبتها بتاريخ ٢٧ ديسمبر ٢٠١٩ جاءت لتعرض شكواها أمام الله والشعب والعالم من طبقة سياسية حاكمة لا تستشير الحكماء والعقلاء ، وان أستشارات لا تسمع رأي أهل العقل والحكمة بل تذهب لتنفذ ما لديها من برامج وخطط وحيل وخداع من جهة ، وتذهب لتعطي ظهرها الى أرشادات المرجعية والأصرار على الجدل والفرقة والأستفزاز !!.
وايضا أشتكت من معلم ومدرس وطالب لم يسمعون النصيحة ليعودوا لمدارسهم وجامعاتهم ،واشتكت من موظف لم يسمع النصح ويعود لدائرته ومؤسسته ليقضي معاملات الناس ويدعم استتباب الأمن.. وأشتكت من متظاهر يدعي السلمية زورا ويفتك ويحرق ولا يسمع نداء العقل والحكمة.. واشتكت من متظاهر سلمي لم يساعد الأجهزة الأمنية ويمنع المندسين من دخول مظاهراتهم وساحات تظاهراتهم مثلما أوصته المرجعية !!
فحطبة المرجعية بتاريخ ٢٧ ديسمبر ٢٠١٩ هي أعلان التخلي العلني عّن السياسة والعودة الى ماقبل عام ٢٠٠٣ وهي أشارة واضحة لأفول ماهو موجود !!.
وهذا يعني أنها عادت لوضعها الطبيعي والسابق الذي كان قبل عام ٢٠٠٣ مرجعية تتعاطى مع الدين والمجتمع وباتت بأنتظار ماهو قادم نحو العراق أسوة بالشعب بعد أن ساد الجهل بدلا من الحكمة والعقل. فحالة طبيعية أن زمن الجدل والفرقة والأستفزاز والعشوائية والتغريد خارج السرب والتهديد والترهيب قد شاخ وهزل وأصيب في حبله الشوكي وبات يفقد السيطرة على أطرافه بانتظار نهايته !!.
فالذي لا يأخذ العِبرة من نهاية نظام صدام والقذافي فليس له عقل !!.
سمير عبيد
٢٧ ديسمبر ٢٠١٩