in

الشاعر عبد الحسين أبو شبع(ت1980م)

 

رقية فلاح الخفاجي

    حياته: هو عبد الحسين بن حسن بن ناصر أبو شبع وينتهي بهِ النسب إلى بني كلاب القبيلة العربية الأصيلة المعروفة, التي هاجرت من الحجاز إلى العراق على شكل جماعات وأبرزهم (تويم), الذي سكن النجف الأشرف وغيره… ولد عبد الحسين أبو شبع في محلة الحويش في مدينة النجف الأشرف أرض العلم والأدب والثقافة التي تحولت هذه المدينة إلى جنة لا مثيل لها في العالم ببركة قبر أمير المؤمنين (ع) والد الريحانتين الحسن والحسين (عليهما السلام), نظم الشعر منذ مطلع شبابه ولا يتجاوز عمرة (13) عاماً, وقيل في بعض الكتب منها: دليل النجف الحضاري للجصاص, والولاء في قوافي الشعراء للكعبي أحمد انهُ “تتلمذ وتأثر بعمه الشاعر إبراهيم أبو شبع(ت1384م)”, وقال فيه أمير الشعراء المرحوم عبود غفلة (ت1936م) عند استماعه لشعره أول مرة: (إن لهذا الشاعر شأناً عظيماً)… وقد صدقة نبوءته, إذ أبدع في شعره على مدى السنين لمدة تزيد عن أكثر من (50) عاماً, وتعامل مع العديد من رواد المنبر الحسيني وأشتهرت قصائده معهم, منهم: السيد كاظم القابجي وأشهر قصيدة له هي: (عالميــــة***دائميـــة), وفاضل الرادود(ت1982م) وأشهر قصيدة له هي: (ألليل ألليل والخيل الخيل***وين أخويتي), وعبد الرضا الرادود(ت2006م) وأشهر قصيدة له هي: (أيام أيام ***هاي الدنيا أيام), ووطن(ت2004م) وأشهر قصيدة له هي : (رحنه إبظعينة***هل يوم أجينة), وعباس الكوفي(ت2017م) وأشهر قصيدة له هي: (يكرام فكرتوا بينه***شيصير باجر علينه), وغيرهم ..، وأما المعاصرين هم جاسم النويني وأشهر قصيدة له هي: (جسام يا ضنوتي*** رايح رايح إمن اعيوني), وأبو بشير وأشهر قصيدة له هي: (زينب أتناديك***والمثلث بيك), وهادي مريطي وأشهر قصيدة له هي: (زينب اتنادي وليان الحرم***وينكم يخوتي يهل الشيم), وغيرهم ..، ويلقى شعره إلى الآن في هذا الزمن الحاضر لكثير من الرواد الشباب الذين لم يعاصروه, وممن يلقون شعره الآن: الرادود القدير كرار أبو غنيم وأشهر قصيدة له لعبد الحسين أبو شبع هي: (من خلد هاي الفكرة***جاوبنه عن إيمان), هذه القصيدة التي لها دور مهم بالمجتمع وتنطبق على كل زمان ومكان وفيها توجيهات ونصائح سنفصل بعض القول عنها لاحقاً, وقد عاصر عبد الحسين أبو شبع الحكم الملكي بالعراق في زمان الملك فيصل الأول, والملك غازي, وعاصر الحكم الجمهوري, حكم عبد الكريم قاسم, أخيراً عاصر النظام الدكتاتوري لصدام حسين الذين قاموا باغتيالهِ, ولكل نظام قد وقف في وجه الظلم وله مقالات وشعر ينطبق على هذا الزمن الحاضر وكأنه يعلم ماذا يحدث الآن, وقد يصفهُ الكثير منهم من الذين واكبوه والمعاصرين له ـ خلال لقاء معهم من قبل حفيده الأُستاذ علي أبو شبع بتاريخ (29\6\2018) لغرض البحث الدراسي الأكاديمي ـ, هم: حمد القابجي, وسمير معلة, واصفين اياه بأنه (فيلسوف) ومفكر ومحلل؛ لأنه في شعره الراجل يصف كل ما يتوقع انه سيحدث بالمستقبل, وفعلاً يحدث ما يتوقعه أبو شبع, وقال عنه الشاعر صباح أمين عند مقابلته في قناة كربلاء الفضائية واصفا: “أن عبد الحسين أبو شبع كان مراسلا حربيا في ساحات الطفوف؛ لأنه كان يصف معركة الطف وحرق الخيام ومسيرة السبايا للشام, كأنه حاضراً في ساحات الطفوف ويرى ما يحدث بعينه” ولقبَ بـ (مدرسة الشعر), ومن أبرز القصائد التي أخذت دوراً مهماً، هي قصيدته السياسية, الاجتماعية, الدينية التي ألقاها الرادود القدير المرحوم وطن(ت2004م) في أربعينية الإمام الحسين (ع) في الحسينية النجفية في كربلاء المقدسة هي: (من خلد هاي الفكرة***جاوبنه عن إيمان), وذكر الرادود جميل أبو شبع في قناة كربلاء الفضائية متحدثا عن هذه القصيدة قائلا: “قد وقف في وجه النظام البائد وهو نظام حزب البعث, وفي بعض القصائد أيضاً, عندما وضعوا شعارهم (أُمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة), وقد ذكر عبد الحسين أبو شبع في هذه القصيدة من خلد هاي الفكرة بيتاً مؤثراً أنصدم بهِ النظام… وقال في البيت:

هـي الرسالــة الخالــدة اللــي تنفــع

هــي الــذي للبشــر رادت تجمـــــع

هــي الــذي أعمــل تكول  أو أزرع

هــي اتّكــول العقــل خــل يتوسع

يبين الشاعر في هذا البيت أن الرسالة الخالدة إلي تنفع هي رسالة الإمام الحسين (ع) وليس رسالة حزب البعث” وقد عرضوا عليه النظام البائد راتباً مغرياً, على شرط أن يترك رثاء أهل البيت(ع) ويكون بدلاً عن ذلك شاعراً للإذاعة والتلفزيون. لكنه رفض ذلك رفضاً شديداً! وبسبب ذلك حاولوا اغتياله أكثر من مرة… لكن المحاولات باءت بالفشل! وأخيراً استدعته مديرية أمن النجف بأمر من رئيس العراق السابق للنظام الجمهوري صدام حسين, بحجة تفحص مستهلات الأربعينية, ودُس له السم في فنجان قهوة واستشهد على أثر ذلك في تاريخ (ت1980م), وكتب عنه في الصحف والمجلات وذكره بعض المؤلفين في كتبهم, وقد ذكر الدكتور المرحوم الشيخ أحمد الوائلي (ت2003), في إحدى محاضراته إذ قال (أعرف تاجراً ثرياً قد مات ولم يمشي وراء جنازته إلا ثلاثة رجال, بينما عبد الحسين أبو شبع رجل فقير مادياً ولا يملك شيئاً, وقد ازدحم الناس في تشييع جنازته! وهذا ما يدل على أن الإمام الحسين (ع) لا ينسى خدامه والذين يرثونه), وقد قال عنه الكلام الشفوي من المعاصرين معه “في سوق الحويش حيث مرت جنازة الشهيد عبد الحسين أبو شبع قد أغلقت الحوانيت كافة, وكذلك شارع الصادق وسوق الكبير وشارع زين العابدين وازدحم الناس في تشييع جنازته, ودفن في مقبرة وادي السلام.

وله من الدواوين: ديوان (حسينيات أبو شبع), وديوان (قصائد مختارة), أعدها المؤلف طاهر الشافعي, وديوان (مشاعر الولاء يقع في أربعة أجزاء), وديوان (روائع عبد الحسين أبو شبع الاجتماعية), أعدها المؤلف أحمد الكعبي, وموسوعة (مدرسة الشعر لعبد الحسين أبو شبع) بعون الله تعالى تصدر قريباً وهي في قيد البحث والإعداد والطبع يعدها الباحثان جعفر الكرماني والأستاذ علي أبو شبع.

عبد الحسين أبو شبع لم يكن شاعراً اعتيادياً بل طرق كل أبواب الشعر وانغرس حبه بالأدب الشعبي فبرز بين فطاحل الأدب والشعر الشعبي, وتناول الشعر في كل فنونه وألوانه, ويؤكد على أن الشاعر الشعبي هو عبارة عن مرآة بيئية ينصح ويوجه من خلال قصائده وشعره وكلماته الصادقة, ولأبي شبع أسلوبه الخاص ونهجه المستقل وطابعه المميز عن بقية شعراء عصره, ذو أسلوب جميل وآفاق واسعة, ومصوراً بارعاً للأحداث الاجتماعية والاقتصادية والإسلامية.

نتنياهو: ايران قربتنا من العالم العربي بشكل لم نر مثله قط

المسافاتُ .. والأحجياتُ الحُمر