بقلم السيد حسين الشريفي
الحلقة الاولى
رغبة في طلبات الاصدقاء لاعادة كتابة رحلة الى عالم الجن بعد ان انقطعت بسبب اعتقالي في زمن النظام السابق كانت الصورة النقدية التحدث بلغة الجن عما يجري في عالم الانس من ويلات وحروب واضطهاد وانها ممزوجة بالطلاسم ومشوقة للتعبير كما في حي ابن يقظان لابن طفيل وكليلة ودمنة (للفيلسوف بيديا) وقرى الجن للمرحوم حعفر الخليلي وتداعي الحيوانات على الانسان (لاخوان الصفا) وقد صوروا حكومات الجن تصويرا رائعا باسلوب قصصي مشوق وجذاب وعالجوا كثير من الامراض الاجتماعية و البحث عن السعادة الحقيقية و العدالة الانسانية التي يجب ان تكون هدف البشرية الشامل ولكن الحقيقة مرة في عالم مازال يرسوا في قيود المادة رغم التطور العلمي و التقني في وسائل الاتصال و الذي اصبح فيه العالم قرية كما يقولون للاسف كثرت الضحايا وينعم الظالمون بثمار الجرائم الى وقت محدود بينما حكومات الجن يهيمن عليها الاخلاص و التجرد. كانت رحلتنا الخيالية الى هذا العالم الخفي الذي وصفه القرآن المجيد في كثير من السور و الايات في قوله تعالى (يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس قال أولياءهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجلنا قال النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء اللـه ان ربك حكيم عليم).
البداية
كانت محلة العمارة في مدينة النجف الاشرف احدى المحلات الاربعة التي تشكل المجتمع النجفي و التي تعرضت الى الهدم الحقيقي الذي قضى على معظم معالمها وازقتها ومدارسها وجوامعها ومكتباتها ومقابرها وترثها الذي لا يقدر بثمن تحت مبررات كثيرة سياحية مرة. وسياسية مرة اخرى… كان بيت الشيخ حسون الساعاتي في احد ازقة محلة العمارة وللشيخ حسون ولد جميل حباه اللـه من الوسامة يطلقون عليه (مدلل اهله) لحسنة وهو لا ينام الا وجدته عند رأسه تقص عليه القصص و الاحاديث مما تلفق او تحفظ رغم بلوغه السابعة عشر من عمره واجتيازه الدراسة المتوسطة وكانت حكايتها لو اتيح لك ان ترجع القهقري الى سنة 1300هـ ثم اتيح لك ان تمر في هذه الازقة مثل عكد ال شعبان وعكد الخمايسي وكان الليلة الرابعة عشر من شهر شعبان لرأيت حركة غير اعتيادية وسمعت اصوات الزغردة و الهلاهل تشق اعنان السماء والشموع و السروج قد جعلت من هذه الازقة الضيقة نهارا وضاح للجبين مشرق الاسارير واذا حانت منك التفاتة الى الوجوه لرأيت وسط القوم شابا يرتدي جبة من الحرير هي جبة العرس (الكرمسود) توجت رأسه عمامة بيضاء تولى لفها على رأسه احد الخطباء الروزخونية الذين كثيرا مما يجيدون لف العمائم وتنسيق وضعها اكثر من غيرها ولرأيت على كتف الشاب مخضبين بالحناء الى حد الرسخ وقد زينت خنصريه بخواتم من الفيروز و العقيق و الدر وهو يمشي الهويني … الهوينا … ينم عن خجل مشوب بالكبرياء وبين كل فترة واخرى يهتف احد اقاربه واصدقائه (الف الصلاة و السلام عليك يارسول اللـه محمد وعلى اله)
الى اللقاء في الحلقة القادمة