in

اللوحة الثالثة… ماسر هرولة الاكراد نحو بغداد تزامنا مع نزول ” ماكرون” فيها !؟

ماهو الدور الخفي ل “ايران وروسيا” !

مقدمة ضرورية :

مثلما أكدنا في ” اللوحة الثالثة ” ان ايران تخاف جدا من البريطانيين وتحسب لهم الف حساب . ولكنها تمتلك أواصر تفاهم تاريخية مع فرنسا .اما بالنسبة للولايات المتحدة فالايرانيون يفهمون جدا السياسة الأميركية بفضل تراكم العلاقات التاريخية والسرية بين امريكا ونظام الشاه الايراني. فوجد النظام الجديد في ايران تركة عملاقة من الاسرار والدبلوماسية والتركة الاميركية في أيران فصاروا خبراء بالسياسة الاميركية والسبح بها مثلما يسبح الغواص في البحر .خصوصا عندما احتفظ النظام الجديد في ايران باغلب الدبلوماسيين المخضرمين ,وبأغلبية رجال وقادة اجهزة الشاه السرية وحافظوا على الدسك الاميركي دون تلف ودون تشتيت الخبراء الايرانيين العاملين عليه. وهذا اعطى للنظام الجديد في ايران فهم معمق بالسياسة الاميركية .فبات الايرانيين يفهمون الاميركان والسياسة الاميركية وحتى يفهمون السياسة الاسرائلية بفضل ما وجدوه من ارشيف ضخم لعلاقة نظام الشاه باسرائيل وبالعكس!

•• فصار الايرانيون اكثر من الخليجيين أنفسهم بفهم امريكا واسرائيل .ولهذا نجحوا بترويض الولايات المتحدة واللعب باعصابها لسنين طويله ولا زالوا …لاسيما وقد عُرف الايرانيون بالسياسة البراغماتية والنفس الطويل واللعب بالزمن ” الوقت” !

ومن هنا سارعوا بتعجيل فرنسا نحو لبنان .ومحاولة اغراء فرنسا في العراق بحيث حتى استغلوا حلفائهم التقليدين ( أكراد السليمانية ) والذين تربطهم علاقات جيدة وافضل من البرزانيين مع اللوبي الفرنسي ليضغطوا على فرنسا بالقدوم نحو العراق، واستغلال الخصومة القوية بسبب المتوسط وليبيا بين الرئيس التركي اردوغان والرئيس الفرنسي ماكرون وبالعكس. واظهار خوفهم من تركيا المتوغلة في العراق اي الاكراد لكي يحركوا الكراهية الفرنسية ضد تركيا ونجحوا بذلك كمرحلة اولى …ولهذا شاهدنا ولاول مرة هرولة كبار ( قادة السليمانية ) الى بغداد تزامنا مع زيارة ماكرون …….ومن هناك لاحظنا الحركات السعيدة والغرور الذي تمخض عّن برهم صالح !

ومن هناك طار ” نجيرفان برزاني” الى تركيا والتقى الرئيس التركي أردوغان ( وهي أشارة وحركة واضحة من البرزاني مسعود :- بأن أربيل لا عليها بصفقة قدوم الرئيس الفرنسي وفرنسا نحو العراق بالضد من تركيا وان الرئيس صالح والسليمانية وايران وراء ذلك ! ) بمحاولة من البرزاني واربيل بالإبقاء على شعرة معاوية مع تركيا ومع شخص الرئيس اردوغان !.
—————————

ماذا تريد ايران من جرجرة فرنسا نحو العراق !؟

1- الايرانيون ومثلما اكدنا اعلاه استغلوا( علاقة السليمانية المتميزة وعلاقة ال طالباني المتميزة جدا مع اللوبي الفرنسي)في موضوع مساعدة ايران باستقدام فرنسا نحو العراق بشكل عام ونحو الجنوب العراقي بشكل خاص .لملأ الفراغ قبل ان يتحرك البريطانيين نحو هذه المنطقة…….. ولأفشال مخطط ” إسرائيل -الامارات ” بدفع السعودية لملأ الفراغ في جنوب العراق بدلا من ايران … .ويبدو ان صفقة طهران مع باريس هدفها جنوب العراق قبل ان تكون هدفها لبنان وحلفاء ايران في لبنان !.

2- يعتقد الايرانيين أن تمهيد الطريق لفرنسا نحو جنوب العراق -وبرضا اميركي لاسباب امنية وانتخابية – لمنع مخطط ( اسرائيل والامارات ) لعزل البصرة عّن ايران ومن ثم التحكم بميناء البصرة وربط السوق العراقي بموانىء الامارات واسرائيل ومن هناك افادة مصر والاردن من السوق العراقي تثمينا لجهودهم في التطبيع ولانجاح مشروع ( اسرائيل الكبرى اقتصاديا ) …..وهذا ما جاءت من اجله القمة الثلاثية ” المصرية العراقية الاردنية )
ولو فتشنا بالعمق سوف نجد ان هذه الخطة وهي ( سلخ البصرة )وربطها اقتصاديا ولوجستيا بالموانىء الاماراتية ومن ثم الموانىء الاسرائيلية هي تماشيا مع تفعيل قانون ( قيصر ) الاميركي !

3- الايرانيون قادرون على مساومة ( الكويت) لتكون معهم بسيناريو ايران وهو ( استقدام فرنسا ) قبل تفعيل مخطط الامارات اسرائيل في جنوب العراق ومحاصرة الكويت ايضا ….والكويت نفسها ” تستنكف ” أن يُملي عليها من قبل الامارات التي لديها خطط للعبث في الكويت . وللامارات اطماع في الكويت وكذلك اطماع نحو ( ميناء مبارك الكويتي) وهذا يدفع الكويت لتكون مع أيران ، وافضل لها انتشار الفرنسيين اقتصاديا ولوجستيا في جنوب العراق……وهذا من وجهة نظر البريطانيين افضل الحلول لبقاء الكويت سالمة، ولبقاء ميناء مبارك سالم هو الاخر وبحصانة فرنسية ( والذي هو في الاصل ميناء بريطاني واشرفت عليه بريطانيا وتحديدا شركة رئيس الوزراء الاسبق توني بلير )

4- فرنسا من جانبها وجدتها فرصة تاريخية لا تعوض على الاقل تعويض خسارتها في ليبيا (فنجحت بأستحصال الضوء الاخضر الأميركي /وحصلت على دعم الاتحاد الأوربي ) لا سيما وان بريطانيا حاليا تعاني خسائر اقتصادية جسيمة ، وهناك مشكلة جائحة كورنا وضعف في اداء حكومة( بوريس جونسون) والذي بات يحوم حوله تغيير الحكومة او تغييره هو شخصيا (ولكنها قادمة لا محال اي بريطانيا نحو جنوب العراق والكويت وان نزول فرنسا مؤقتا يسرها ولا يغضبها، وهي وافضل من غيرها في جنوب العراق من وجهة نظر بريطانيا وروسيا وايران )

وهذا سر اطلاق تصريح الرئيس الفرنسي حول ( حماية سيادة العراق ، وحماية العراق من دول طامعة فيه ، وان داعش لازال قويا واحتمال عودته ) وكلامه واضح نحو تركيا والامارات والسعودية بالدرجة الاولى !لان فرنسا لن تمانع من ولادة اسرائيل الكبرى اقتصاديا !ولفرنسا اهداف اخرى في العراق سنسلط عليها الاضواء في اللوحات القادمة !

5- تفاجأ الكثيرون من التحرك الفرنسي السريع نحو لبنان وبُعيد انفجار مرفأ بيروت .وايضا تفاجأ الكثيرون من قدوم الرئيس الفرنسي نحو العراق …ولكن السر يكمن في ( مؤتمر مجموعة السبع) والتي كانت ( ثمانية دول ) ولكن اخرجوا روسيا منها بسبب قضية ضم ( القرم ) الى روسيا .

فمؤتمر مجموعة السبع الجديد سيكون في الشهر الجاري حسب دعوة الرئيس الاميركي ترامب والذي يلح ان تعود روسيا عضوا فيه ..ولكن هناك معارضة اوربية شديدة لعودة روسيا (فياترى:- هل الابتعاد الروسي اخيرا عّن تركيا واهمه تخفيض تصدير الغاز الروسي لتركيا ولاول مرة ، وهندسة موسكو مع أيران عودة فرنسا الى لبنان وتقديم تسهيلات لها في العراق هو مقابل موافقة فرنسا والاوربيين على عودة روسيا عضوا في (مؤتمر مجموعة السلع لتصبح ثمانية؟ ومقابل رفض الاوربيين لدعم الولايات المتحدة في قرارها الاحادي بالعودة للعقوبات ضد ايران بأثر رجعي !) فالواضح ان الصفقة كذلك وسارت في لبنان وستسري في العراق ) !

ويبدو ان الالمان لوحدهم مصرين على عدم عودة روسيا لقمة السبعة الكبار فذهبت لافتعال ملف ( تعرض المعارض الروسي الشهير “أليكسي نافالني” للتسميم بمادة كيماوية .ونافالني معارض شرس للرئيس الروسي بوتين) ويبدو ان الرئيس الاميركي ترامب عُرف المخطط الالماني فسارع لاصدار بيان وضح فيه ( انه يرفض ادانة روسيا بتسميم المعارض ولا يوجد دليل حول ذلك ….واردف قائلا :- نحث الصحفيين على التركيز بدلا من ذلك على الصين التي قال إنها تمثل تهديدا أكبر للعالم من روسيا)

ولمن لا يعرف فأن مؤتمر ( هؤلاء الكبار) مهم للغاية سياسيا واقتصاديا وامنيا. لأن تلك الدول تضع خطط وبرامج قيادة العالم بشكل عام، وقيادة منطقتنا بشكل خاص و لمدة عام قادم. وتمضي الدول باتباع ماتقرر في هذه القمة لمدة عام !)

ولهذا سارعت فرنسا نحو لبنان والعراق قبل انتهاءالعام وما قررته قمة الدول السبع لهذا العام والذي نحن نعيش اواخره. ولتنفيذ ( صفقة ظريف -ماكرون /برضا أميركي بتاريخ ٢٦ آب ٢٠١٩ والتي تحدثنا عنها بمقال مستقل ) والتي تمت على شرف أجتماعات قمة السبع في فرنسا) ….والآن جميع الدول محمومة ومندفعه لتسجيل اهداف على الأرض لكي تتشبث بها ويتم اقرارها في مؤتمر السبعة الكبار الذي سينعقد في هذا الشهر حسب دعوة الرئيس ترامب والذي سيقرر توصياته للعام المقبل !.

الى اللقاء في اللوحة الرابعة !

سمير عبيد

رئيس مجلس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي يستقبل الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق

الصحة تصدر امرا وزاريا بتوزيع الملاكات من الخريجين المشمولة بقانون التدرج الطبي لسنة ٢٠١٨-٢٠١٩