in

تيه أميركي، وتراجع سعودي، وصعود إيراني -تركي في العراق !.

بقلم :- سمير عبيد
#تأجيل الأنتخابات بالون أميركي :-
بلا شك ان التداعيات التي جرت ولازالت جارية في الولايات المتحدة أثرت على الواقع السياسي في العراق. وعلى الرغم من محاولة السفير الأميركي في بغداد التحرك لسد الثغرات ،ومحاولة الإيحاء بأن الامور طبيعية في العراق .ولكن كل هذه التحركات مجرد محاولات تطمينية لحلفاء واشنطن في العراق لكي لا ينفرط عقدهم.
بحيث حتى بالون تأجيل الأنتخابات هوَ بالون من صنع السفارة الاميركية نفسها .وهي التي بلغت ادواتها السياسية والاعلامية لترويج موضوع التأجيل. لكي لا تجرى الانتخابات في موعدها خوفا من فقدان جغرافية الاخطبوط الاميركي في العراق لصالح ايران او قوى أخرى .لأن الرئيس بايدن وفريقه الدبلوماسي والسياسي غير قادر وفي هذه الاشهر القليلة تفريغ نفسه الى ملف العراق. لأن الملفات الكبرى متراكمة، والخراب الذي تركه الرئيس ترامب هو الآخر متراكم، ناهيك عن جائحة كورونا والانهيارات الاقتصادية والامنية داخل الولايات المتحدة نفسها !.لاسيما وان خروج ايران بلا ضربة من المجنون ترامب سوف تعود ايران قوية في العراق وسوف ينتعش حلفاء ايران في العراق على حساب حلفاء واشنطن والرياض والخليج واسرائيل !.

#أمريكا حائرة في العراق !
العراق في حالة أفضل من السابق لو كان يمتلك فريق سياسي متجانس ويحب العراق وتقوده رجالات دولة محترفة ولديها مساحة وطنية معقولة .لأنها فرصة ذهبية للعراق أن يُملي شروطه على واشنطن الحائرة ليقتنص منها اتفاقيات أمنية واقتصادية، وتنازلات مهمة. وفي نفس الوقت يستطيع العراق اعادة هيكلة العلاقة مع إيران وجعلها بصورة أفضل. أي ينتقل بها من ( سياسة السيد ايران والعراق العبد….الى سياسة السيد مع السيد !)
فليس أمام الولايات المتحدة في العراق كضامن للحفاظ على عدم فقدان العراق والبقاء على مصالحها الا ( المناصفة الايرانية السعودية ) على الطريقة اللبنانية التي استمرت لعشرين عاما .أي تصبحا سفارتي الرياض وطهران لاعبين مهمين في العراق وباشراف المايسترو الأميركي .وليس أمام الرئيس بايدن الا هذه المعادلة الصعبة جدا .وبالفعل بدأوا بها منذ اكثر من ستة أشهر ولكنها تلكأت بسبب ضعف وخوف حلفاء السعودية في العراق. وبسبب قوة وثبات وتمترس حلفاء ايران في العراق على المستوى السياسي والعسكري والتعبوي .بحيث بلحظة تراجعت السعودية والخليج بسبب خيبة الأمل التي أصابتها من الصاعدين الجدد ” الشباب” والذين تبين ان أعمالهم وبرامجهم ووعودهم مجرد أحلام بحيث لا يستطيعون حتى الولوج على الأرض داخل تضاريس المجتمع العراقي !.

#علامات استفهام كبيرة !!
بحيث بدأت جهات عراقية من هؤلاء الشباب الذين وصلوا لمواقع متقدمة ، وغيرهم من السياسيين الآخرين القدماء والجدد بمغازلة اسرائيل عن طريق القنوات الخليجية للحصول على الدعم والحصانة والحماية. وهناك من اتصل بالإسرائيليين بشكل مباشر .خصوصا وان السياسة العراقية الأمنية لم تحرك ساكنا لوضع كوابح وطرق وقائية وشروط جديدة على العراقيين المقيمين في الامارات والبحرين والسعودية ودول الخليج ، وعلى العراقيين المسافرين الى الامارات والبحرين خاصة والدول الخليجية عامة بعد تطبيع تلك الدول مع إسرائيل.ولم يلجأ جهاز المخابرات العراقي الى طريقة ما للحفاظ على الأمن القومي العراقي من خلال فرض مندوب منها يرافق جميع الوفود العراقية مهما كان نوعها والتي تزور دول الخليج خصوصا، ودول الغرب عموما . بل ترك الملف سائبًا وهنا نضع علامات الأستفهام الكبيرة !
ولكن حتى هذه المراهنة لن تنجح أبدا لأن الشعب العراقي بقرارة نفسه مناصرا للقضية الفلسطينية. ويعرف ان قضية (القدس هي قضية نبيهم ورسولهم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم)ولن ينخدع الشعب العراقي بالاعلام المستأجر والوجوه والاقلام المستأجرة التي تروج لها مواقع اسرائيلية على مراع التواصل الاجتماعي .وان هكذا مراهنات تنعش شعبية أحزاب الاسلام السياسي في العراق، وتنعش قوة وشعبية حلفاء ايران في العراق.

#التحالف الإيراني – التركي هو المُرجّح في العراق !

جميعنا نعرف العنفوان الذي تشعر به القيادة التركية بعد تسجيل انتصارها الأستراتيجي في قره باغ عندما فرضت تركيا الثانية” أذربيجان” سلطتها ونفوذها على اقليم قره باغ . وأن هذا النصر وفر لتركيا فضاءات أستراتيجية واقتصادية وأمنية مهمة وخطيرة والتي باتت مفتوحة للوصول الى حدود الصين. ولكن لن تفلح بها تركيا دون التفاهمات مع روسيا أولا وإيران ثانيا . لا سيما وان النصر التركي في قره باغ كان لروسيا وإيران دورا فيه والهدف تطمين تركيا وجرها من معسكر الولايات المتحدة والناتو نحو المحور الجديد والصاعد عالميا بقيادة الصين وروسيا والذي رأس حربته ايران !.
#وهنا أصبحت تركيا مضطرة لصنع التحالفات مع إيران وتقوية العلاقة مع روسيا . وبالمقابل هناك لهفة صينية وروسية لترويض تركيا وفتح الفضاءات المغرية أمامها لكي تتحالف مع ايران في العراق لكي تميل كفة العراق من خلال ايران وتركيا نحو المحور الصيني الروسي وهنا يتم افشال سياسات وعراقيل وترهيب واشنطن في العراق لمنع الساسة والقادة العراقيين من التقارب مع الصين.بحيث أسقطت واشنطن حكومة عادل عبد المهدي في العراق بسبب تقاربها مع الصين.

وبما ان الولايات المتحدة بأسوأ حالاتها ،وهناك أدارة أميركية جديدة بقيادة الرئيس بايدن فبات التحالف ” الايراني – التركي” في العراق هو الأقرب للواجهة.وهنا سوف تتقهقر الأستراتيجية السعودية وحلفاءها في العراق من جهة ، وفي نفس الوقت سوف تصنع مصدات بوجه اسرائيل في العراق من جهة اخرى . والأهم سوف تنتعش جبهتي الاسلام السياسي ” الشيعية والسنية ” في العراق . أي ستنتعش الدعوة وفروعها وحلفاءها وكذلك سينتعش الآخوان المسلمين وفروعهم وحلفاءهم. وسوف تولد ثنائية حُكم بأساس اسلامي ومثلما حصل بين تحالف حزب الدعوة والحزب الاسلامي بفترة الجعفري والمالكي !!. وان حصل ذلك سوف يتم اجتثاث جميع الاستراتيجيات السعودية والاماراتية والمصرية والاردنية في العراق وهذا سيكون سببا في تقهقر المحور السعودي الاميركي الاماراتي المصري الاردني الذي ولد بعد ما يسمى بحراك تشرين !.

#ربما تكون هناك مغامرة أميركية !
وعند تحقيق ماوردَ أعلاه في العراق يعني ضربة قاصمة للمحور الاميركي الخليجي العربي الإسرائيلي. ونصر إستراتيجي متصاعد للمحور الصيني الروسي الايراني التركي. ففقدان العراق لصالح روسيا والصين وايران يعني كارثة على واشنطن لهذا سوف تضطر الولايات المتحدة وبمساندة من اسرائيل الى :-
١- التنازل الاميركي لتركيا ودلالها تماماً لكي تعود حليفا قويا ومميزا للولايات المتحدة في المنطقة والعالم.وتتعهد واشنطن بموجب ذلك حماية حزب اردوغان، وايقاف جميع الاخطار الأسرائيلية والخليجية على تركيا .ودعم تركيا ماليا .وحتى معاقبة السعودية بسبب مقتل جمال خاشقجي وفتح ملف جنائي دولي ضد السعودية لكي تعود تركيا حليفا لواشنطن !

٢- أو ستضطر الولايات المتحدة باعطاء الايعاز الى وكالة المخابرات المركزية CIA للقيام بعملية أنقلاب ناعمة في العراق وبلا دماء وعلى طريقتها التي أتبعتها في اليونان والبانيا وامريكا اللاتينية بحيث يتم من خلالها اجتثاث الاسلام السياسي بنوعيه ” الشيعي والسني” وتفريغ يدي إيران وتركيا في العراق، وسيكون هذا بتمويل ودعم خليجي واسرائيلي.وحتى ربما تغيير صيغة الحكم في العراق ليكون على الطريقة المصرية او الفرنسية وحينها يدخل العراق بعهد وتاريخ جديد !.

٣- أو القيام بحرب اميركية او اسرائيلية خاطفة في سوريا واخراج تركيا وايران منها ، وحصار الروس فيها.وفرض نظام سوري جديد يوالي امريكا ،ويؤمن بالتطبيع مع اسرائيل.وسوف تكون ارتداداته في العراق حيث ستتم عملية اجتثاث ايران وتركيا من العراق ايضا واعادة العراق الى الحضن الاميركي دون شريك باستثناء الشريك الاسرائيلي السري !.
# ولكن السؤال:-
هل تستطيع ادارة بايدن القيام بذلك ؟ أم ستوكل المهمة الى اسرائيل ؟
وهنا …هل سترد ايران ام ستصمت كعادتها مادام ان الجغرافية الايرانية لم يصلها الرصاص والصواريخ !؟

والسؤال الاخير 😕
مَنْ سيسبق مَنْ في العراق ..هل المحور الاميركي الاسرائيلي الخليجي…. أم المحور الصيني الروسي الايراني ؟!

فتركيا إذن هي بيضة القبان.. والحصان الأسود في السباق !!

سمير عبيد
١٨ -١-٢٠٢١

وزير الخارجية يحذر من استهداف السفارة الاميركية في بغداد

الذكرى الثلاثون لنشوب حرب الخليج الاولى