in

ستبقى فلسطين في الوجدان العراقي ..!

 

محمد الخويلدي

القضية الفلسطينية تمثل نقطة التحول في تأريخ العرب عامة والعراق في وجه الخصوص لانها تشكل تحدياً مستمراً الى هذا اليوم ، وهي أيضاً تمثل نقطة صراع وخلاف بين الشرق والغرب ولاسيما الولايات المتحدة والمملكة المتحدة التي دعمتا و ايدتا اليهود في السعي الى اعلان وطنهم القومي في ارض فلسطين متجاوزين كل السياقات الاخلاقية والدينية التي تمنع حقوق الآخرين والنيل من استقلالهم ، ومن خلال تطورات هذه القضية ومن خلال عرضها على المنظمة الأممية عام ١٩٤٧ سعى العراق بكل ثِقَلهِ السياسي ومكانتهِ الدولية المرموقة في تلك الفترة من اجل منع صدور اي قرار يسعى الى قضم الحق الفلسطيني او تقسيم فلسطين واستغل علاقاتهِ وتأثيرهُ القوي على الدول الأعضاء الى دعم القرارات التي تؤيد العرب الفلسطينيين وتمنحهم الحق الشرعي في ارضهم ولكن الضغوطات الامريكية والبريطانية حالت دون ذلك واثبتت انحيازهم الواضح لليهود ومخالفتهم للبنود التي وضعوها داخل هذه المنظمة الأممية في التحرر والاستقلال إضافةً الى زرعهِم لهذا الجسم الغريب في ارضنا العربية .
كانت سياسة الحكومة العراقية منذ قديم الزمان وبعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام ١٩٢١ وتماشياً مع سياستها تجاه القضية الفلسطينية وخلال الاجتماع الذي عقد في مقر الجامعة العربية في لبنان في تموز عام ١٩٤٨ للتداول والنظر في طلب مجلس الامن الدولي وقف القتال بين العرب واليهود والموافقة على عقد هدنة بين البلدين رفض رئيس وزراء الحكومة العراقية في حينها مزاحم الباچچي الهدنة وكان هدفه بان تستطيع الجيوش العربية ان توحِّد قيادتها وتساندها في ادامة المجهود الحربي حتى يتحقق النصر المؤزر ومواصلة القتال ولكن لم يوَفّق في هذا السعي .
وخلال اكثر من ستة عقود بقي الصراع العربي الاسرائيلي يشكل ذورة الصراعات في المنطقة وشكلّت زيارة الرئيس المصري الراحل انور السادات الى اسرائيل انتكاسة في الاجماع العربي تجاه قضية فلسطين وفرَّط السادات بمواقف مصر التاريخية والقومية لسلفه الرئيس جمال عبد الناصر واتخذ طريقا معاكسا للتيار العروبي الذي كان يتخذ من الصمود والمقاومة بوجه العنجهية الصهيونية والتوسع الاستيطاني وتلقى السادات من التيار المصري السلفي رد الفعل الدموي حينما اقدم الاسلامبولي ومجموعته على اغتيال الرئيس السادات في استعراض عسكري ، لكن بعد مرور عشرة سنوات على توقيع اتفاقيات كامب ديفيد حصل مالم يكن في الحسبان حيث اقدم (صدام حسين) على احتلال الكويت عام 1991 مما تسبب بانفراط عقد التضامن العربي وشق صفوف الاجماع العربي تجاه القضايا المصيرية وتراجع ملف فلسطين والقدس الى الخلف وبانت بشكل واضح الخلافات العرببة في ترتيب الاولويات للبيت العربي ووقفت الحامعة عاحزة عن اصلاح ماحل من خراب وتشظي وانقسام داخل المنظومة العربية ..لقد استغل الاسرائيليون ومم خلفهم الولايات المتحدة الأمريكية هذه الاحداث الجسام في العالم العربي وتحرك اللوبي الاسرائيليى في اميركا واوربا لرصد المتغيرات واستثمارها لصالح اسرائيل فنتج عن ذلك مبادرات التطبيع وتراجع الخطاب العربي القومي وتشجيع السياسات الاحادية والتاسيس للاحلاف والتكتلات التي تنأى عن الاجماع العربي ..وفي اتجاه اخر تم توظيف الازمة في العلاقات الامريكية – الايرانية لتهويل المخاوف من النفوذ الايراني والدفع باتجاه تحسين العلاقات الخليجية الاسرائيلية وفي كل هذه التحولات لم تخمد جذوة التحرر من الاحتلال داخل الاراضي العربية الفلسطينية وتعاظمت معها مشاعر الرفض لسياسات التطبيع عند فئات المجتمع العربي المقهورة في وسط وجنوب العراق وفي جنوب لبنان وفي اوساط المجتمع العربي المختلفة الرافضة لسياسات الانظمة ، وقد تجلت جذوة الرفض العربي في احداث غزة الاخيرة حيث حاولت حكومة نتنياهو اختبار مواقف الفلسطينين من خلال الممارسات القمعية في القدس واهانة مشاعر الفسلطينين داخل المسجد الأقصى ..ولم يكن في حسبان نتنياهو بعد هذا المشوار الطويل من التنازلات والعطايا التي قدمتها انظمة الخليج الزاحفة نحو التطبيع ، لم يكن في حسبانهم ان يظهر جيل فلسطيني جديد مدعوم من الايرانيين رد الصاع صاعين الى التنمر الاسرائيلي وكشفت الضربات الصاروخية مدى اتساع التحالف بين حكومة غزة والايرانيين وفي نفس الوقت انتجت معركة غزة معادلة جديدة ستغير بالتاكيد مسارات القضية الفلسطينية وتعيدها الى الواجهة من جديد ..ثم ان هذا الصمود الفلسطيني اربك حسابات التطبيع ووضع صفقة القرن على رفوف النسيان ، وما يسعد القلب ان تكون للعراقيين بصمة وحضور في هذه الجولة الجديدة من الصراع العربي – الاسرائيلي عبر التاييد الواسع للشباب العراقي لاخوانهم في فلسطين وتنظيم قوافل التضامن باتجاه الحدود الاردنية – الفلسطينية وعبر البيانات التي اعلنت استعدادها لنصرة فلسطين مهما كانت الصعوبات فكان الموقف العراقي موقفاً متفرداً ..كعادة العراقيين في كل مواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي .

الحلبوسي يستقبل رئيسة لجنة الدفاع الوطنية والقوات الفرنسية البرلمانية

بلدية النجف تنظم حملة كبيرة لتنظيف وزراعة عدد من الاحياء الشمالية بمشاركة ٥٤ آلية والعشرات من العمال ومنظمات المجتمع المدني تساهم في نشر التوعية