in

عرض “سياسي واستراتيحي وأقتصادي” لتلك الأتفاقية والتي جعلت واشنطن في حالة الهستيريا !!

الحلقة رقم (١) :-

ويسألونكَ عن الأتفاقية الصينية -العراقية !.

.

بقلم :- سمير عبيد

الأتفاقية الصينية وجوهر مشروع خط الحرير الجديد !!.

يُقلّل البعض من الأتفاقية الصينية العراقية ويصفها بالتفاهة مجاملةً لواشنطن ودوّل الخليج .او لعداء مع عبد المهدي وحكومته .وآخرون ينسبونها الى العبادي وحتى المالكي!!.
• ولكن السؤال:- لماذا لم تنفذها الحكومات السابقة أذن ؟
•الجواب:- لأنها كانت تخاف السوط الأمريكي من جهة، وتنافق وتداهن مع واشنطن وتعمل لمصالحها الشخصية من جهة أخرى !!.
فجاء السيد عبد المهدي فشد الرحال صوب الصين لتنفيذ الاتفاقية و دون أن يكترث للسوط الأميركي #وللأسباب التالية:-
١- لأن واشنطن تعاملت مع السيد عبد المهدي ببرود وجفاء وتهديد مبطن لأنه قطع الطريق على التجديد للعبادي الذي أُريد به لولاية ثانية لكي يكمل حلقات رهن وبيع ماتبقى من العراق للبنك الدولي بدعم واشنطن !.

٢- لدى عبد المهدي معرفة كاملة حول النظام الصيني وكيفية انفتاحه الأقتصادي على الدول بحكم ان عبد المهدي رجل اقتصاد متخصص، وثانيا لأن عبد المهدي اعطى حقبة من حياته بالأنتماء للخط الشيوعي الصيني ( الماوي) وبالتالي هو عارف الاقتصاد الصيني الصاعد باسقاط اشتراكي تنموي بعيد المدى!.
٣- لأن الفرنسيين والأوربيين وبعد اتفاقيات تقارب سرية مع الصين حثّا عبد المهدي بالذهاب الى الصين بعد أتخاذ قرار أوربي بتأثير فرنسي وألماني بالابتعاد عّن الهيمنة والسطوة الأميركية على واردات النفط والغاز والسلع التي تمر عبد البحار والمحيطات التي باتت تهيمن عليها الولايات المتحدة والتي لديها خطط أستعداد واذلال أوربا والصين ودوّل العالم من خلال هذه الهيمنة على الممرات والمضايق المائية من خلال فرض الرسوم والتحكم بأسعار النفط والغاز !!.

ولكن السؤال :-

لماذا حث الفرنسيين والأوربيين عبد المهدي بالذهاب نحو الصين وتفعيل الاتفاقية العراقية الصينية والتمسك بها !؟

الجواب:-

لقد لعب القدر الآلهي بأن يقع الأختيار الصيني الأوربي على العراق ليكون هو حلقة الوصل ( البرية) بين الشرق والغرب دون المرور بالمياه والبحار والمحيطات التي تهيمن عليها الولايات المتحدة .وذلك عبر ( خط الحرير الجديد) القادم من الصين نحو أوربا عبر إيران والعراق ومن خلال (١٢ سكة حديد عملاقة ،وعبر ميناء الفاو الكبير والذي يفترض أن يعمل بأشراف الشركات الصينية وشركات أوربية مساهمة معها ل ٣٠ عاماً) !!
هذا الأتفاق (طريق الحرير الجديد) هو الهدف الأكبر لأنه سيوفر مبالغ طائلة قيمتها ( ٣ ترليون ونصف دولار سنويا ) وسوف تكون حصة العراق منها خرافية ….

وبالتالي أن ( بناء المدارس ، والجامعات ، والمستشفيات ، والمجمعات السكنية ، وتحسين البنية التحتية في جميع المحافظات العراقية ماهي الا تحصيل حاصل لن يكلف الشركات الصينية قياسا ب ٣ ترليون ونصف دولار أرباح !!) …هذا بحد ذاته جعل الولايات المتحدة في حالة هيجان وهستيريا!!.

——————

الولايات المتحدة تُكشّر عن أنيابها فأقدمت على مايلي :-

١- تحريك السفن والبارجات الأميركية وبعض الجيوش الأميركية الى مياه البحر المتوسط والخليج والبحر الأحمر وبحر العرب بحجة الأزمة الإيرانية وحصار إيران ولكن الهدف الأستراتيجي هو الأستعداد المبكر لقطع الطريق على الصين وافشال طريق الحرير عن طريق ايران والعراق .وهنا بات العراق ساحة صراع دولية واقليمية !.
٢- وضعت الولايات المتحدة خطة خاصة بالمعركة البحرية الخاطفة للهيمنة على ( مضيق هرمز) لكي تُقهقر إيران وتجبرها على الأنكفاء. وبعدها الهيمنة على الصين واليابان واوربا من خلال الهيمنة على مرور النفط والغاز والسلع عبر البحار .فباشرت واشنطن بفرض حصار بحري ضخم اضافة للحصار الاقتصادي ضد ايران وباتت تتحرك على قرار دولي مدعوم من مجلس الأمن الدولي يتيح لها الهيمنة وخصوصاً بعد افتعال ضرب الناقلات في الفجيرة وفِي مياه سلطنة عُمان .ولكن الأوربيين لم يكونوا متحمسين لذلك ، ناهيك ان الصين روسيا لديهما الفيتو الجاهز ضد أي قرار بهذا الاتجاه !.

٣- اتباع واشنطن أقصى وأعلى درجات الحصار ضد ايران كدولة ونظام سياسي وكشعب واقتصاد اضافة لرموز الدولة الإيرانية وشل الصناعات المهمة وبمقدمتها البتروكيماوية اضافة لشل العملة الإيرانية والبنوك في سبيل تركيع ايران لتصبح حليفة لواشنطن. ولكنها لازالت ترفض التقارب والتفاوض مع واشنطن اَي ايران، وبدعم صيني وروسي بعدم تصديق واشنطن !!.

٤- بعد ذلك انتقلت واشنطن واسرائيل الى سياسة ( الأرض المحروقة ) ضد إيران في سوريا ثم انتقلوا الى العراق من خلال استهداف فصائل المقاومة والحشد الشعبي بقصد ايران ولَم تنجح واشنطن واسرائيل من استدراج الحشد والفصائل نحو المعركة لكي يتم الأنقضاض عليها !. ….
٥- جن جنون واشنطن واسرائيل معاً لأنهما فشلا باستدراج ايران وفشلا باستدراج الحشد والفصائل المسلحة (فذهبت واشنطن ومعها اسرائيل وبدعم خليجي لتجييش وتحريك الشارع العراقي ضد حكومة عبد المهدي وإسقاطها من خلال الدخول على المظاهرات السلمية بقوة واحرافها لتصبح مظاهرات عنف وحرق وتحرش بالقوات الأمنية ورفع الشعارات ) هذا من جهة …من جهة اخرى :أجبرت الدول الخليجية بمقدمتها ( السعودية والأمارات) بدعم مالي وإعلامي ولوجستي لتلك المظاهرات المندسة التي خطفت المظاهرات السلمية وباتت تتصدر المشهد تماماً وسط ذهول وصدمة الشعب العراقي….. (فاتبعت الحكومة العراقية وباستشارة من الصين واوربا وروسيا سياسة عدم الرد واستخدام النفس الطويل وعدم الأكتراث لجميع الأستفزازات والتحرشات ) لكي لا تنجح واشنطن واسرائيل في تفعيل الحرب الأهلية والفوضى في العراق من خلال افتعال صراع شيعي /شيعي !!!.

٦- فبعد اليأس لجأت الولايات المتحدة واسرائيل بدعم خليجي الى وضع خطة اغتيال الجنرال (سليماني) ومعه القائد المهم في الحشد الشعبي العراقي (ابو مهدي المهندس) لكي تكون الضربة المستفزة الكبرى لإيران والحشد الشعبي لكي ترد ايران والحشد ضد الولايات المتحدة وحينها سينفذ ضدهما ( سيناريو الجحيم ) ……..

ولكن الحكمة الإيرانية فرضت نفسها أيضاً عندما قال المرشد الايراني “علي الخلمنئي” بُعيد اغتيال سليماني مباشرة (على جميع حلفاء ايران عدم الرد بل الرد سيكون إيرانيا ) وكان بمثابة الكود السري للحشد والفصائل المسلحة بعدم الرد ..بعدها بأيام اختارت الحكمة الإيرانية استراتيجية ( ضربة بضربة) فوجهت ضربة ذكية للغاية لقاعدة عين الأسد في العراق بمثابة صفعة أولى, وبمثابة ان هناك اول دولة بالعالم تمكنت من قصف قاعدة أميركية عسكرية ..وبعدها صرحت القيادة الإيرانية أنها مجرد صفعه وان ثمن اغتيال سليماني هو أخراج القوات الأميركية من المنطقة كلها ….

٧- العراقيون من جانبهم أختاروا الرد الحكيم وبنصيحة إيرانية صينية روسية كان الرد من خلال البرلمان العراقي بالتصويت على أخراج القوات العسكرية الأميركية من العراق. وتبنت الحكومة ورئيسها عادل عبد المهدي موضوع التصعيد لأخراج القوات الأميركية مما جعل الهستيريا تنتقل الى واشنطن عبر تهديدات هوجاء باستخدام الحصار ،ومصادرة أموال العراق في امريكا ،ودفع ثمن بناء قاعدة عين الأسد، واصدار عقوبات على مسؤولين عراقيين ومنع السفر واعادة العراق للفصل السابع …..الخ مقابل صمت عراقي واصرار على خروج امريكا .فذهبت واشنطن لتحريك الشارع من خلال المظاهرات التي لهم فيها عيونهم وادواتهم للمطالبة ببقاء القوات الأميركية وشن حملة شعواء ضد الاتفاقية الصينية !!.

يتبع …….. الحلقة رقم ٢

ملاحظة :-
تحليلي مهني ومن معلومات موثوق بها.. لذا لا دخل لي بالولاءات والخصومات!!.

سمير عبيد

٢١يناير ٢٠٢٠

منتدي الربيعي الثقاف يحتفي بمناسبة مرور ثلاثة وعشرون عاما على تأسيسه

الخضراء تقصف وحكومة تصريف الاعمال تجرم