in

لماذا هذا العداء بين أمريكا وإيران علماً أن إيران لم تؤذي أمريكا !!؟

الناس تسأل:-
لماذا هذا العداء بين أمريكا وإيران علماً أن إيران لم تؤذي أمريكا !!؟
بقلم :- سمير عبيد

طبيعي ان الناس على مستويات مختلفة من الثقافة والوعي والمتابعة، وحتى هناك تفاوت في الأستيعاب وحتى وان أطلعوا على الحقيقة .وبالتالي هناك أكثرية لا تعرف الاسباب الحقيقية لهذا العداء.كذلك هناك اكثرية تُخدع بالصورة والأعلام ومثلما خُدعت بالصعود الأول للقمر وتبين أخيرا أنها خدعه أميركية لم تتحقق في حينها وكان الاتحاد السوفيتي الخصم يعرف الحقيقة ولكن هذه الكذبه اعطته دافع ليصل القمر قبل امريكا !!.

وبالتالي فطريقة الخداع في فن الدعاية الحربية معروف ومنذ القدم لأرهاب الخصوم واستنفار الشعوب والدول المجاورة ، ولكن هناك قاعدة عسكرية تقول ( لا تلوح بسلاح وتختبره أمام الناس) لأنه سيعرف من قبل الخصوم والأعداء بنسبة كبيرة ويصبح ليس بذلك التأثير وكذلك لا تكشف ما بترسانتك ، وخصوصا في هذا الزمن التكنلوجي الخارق.

ولا يمكن ان تكون اختبارات الأسلحة والصواريخ بهذا الكم غير المعقول والتي لم تُجربُ بحروب فعلية وتكدس بها الدولة في جوفها وشاهدنا في هذا الموضوع إيران!!
وتريد النصر على اكبر دولة في العالم وهي الولايات المتحدة المعروفة من حيث المال والسلطة والنفوذ والمال والتكنولوجيا وترسانة الأسلحة والمعدات وفِي جميع الميادين والتي تُجدد بسلاحها باستمرار ومن خلال تكتم خرافي وفِي جميع المجالات. بحيث لكل حرب تستعد لها امريكا و تصنع سلاحها الخاص للمعركة الجديدة لكي تربحها !.

وهنا لسنا بصدد الدعاية للقوة الاميركية الغاشمة، ولسنا بصدد تثبيط الإيرانيين وأصدقائهم. فهذا ليس هدفنا وليس شغلنا!!.
ولكننا نوضح الامور للرأي العام (فهناك ميزانية أميركية سنوية للدفاع والصناعات الحربية تقدر ب 800 مليار دولار مقابل ميزانية إيرانية للدفاع والسلام تقدر ب 80 مليار ) فلا توجد مقارنة اطلاقاً..فما بالك إذا نجحت واشنطنو عملت وأسست تحالف من 40دولة وربما أكثر ضد إيران وهو موضوع بات بحكم المتكون !!؟

#فالحرب ضد إيران هي حرب وجود ونفوذ بالنسبة للولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل. ولقد تطرقنا في تحليلات سابقة لهكذا أمور. ولكن اليوم نتطرق الى جانب آخر وهو :-

١- فمن وجهة نظر الولايات المتحدة ومعها بريطانيا ان إيران تمثل رأس حربة الصين وروسيا وتلك المنظومة من الناحية الاستراتيحية والجيوسياسية والتي تشكل خطر وجودي على سطوة وهيمنة الولايات المتحدة . وتعتبر ايران البوابة الأمنية بالنسبة للصين وروسيا من وجهة نظر موسكو وبكين ….. وبالتالي ان منع إيران من التوسع والنفوذ في تركة بريطانيا الأستعمارية في الخليج والشرق الأوسط والعراق والتي حارستها امريكا أمر ممنوع للغاية .. وان حدث في غفلة من واشنطن فيجب تصحيحه من وجهة نظر واشنطن. وهذا ما قامت به أدارة ترامب وبدعم بريطاني واسرائيلي وسعودي وخليجي !!

٢- واشنطن تعرف ان لإيران في مجلس الأمن أصدقاء وحلفاء وهما الصين وروسيا وسوف لن تسمحا بتمرير قرارات حربية ضد ايران ومثلما فعلت روسيا تجاه سوريا …فشرعت واشنطن واسرائيل وبدعم خليجي وبريطاني ونرويجي الى سلسلة أحداث غامضة وكثيرة وخطيرة خلال الأشهر الماضية وسُجلت كلها كأنتهاكات خطيرة ضد ايران في مجلس الأمن ، وآخرها أحداث ضرب المنشآت النفطية السعودية التابعة لشركة آرامكو والتي سميتها ( ١١ سبتمبر السعودي) وهنا بات الموقفين الروسي والصين ضعيفين جدا في مجلس الأمن للدفاع عن ايران !!.

٣-من خلال سير الأحداث ضد إيران في سوريا ومعالجتها بسلسلة عمليات عسكرية من قبل اسرائيل والدعم الأمريكي لها باتت نتيجة ذلك لصالح روسيا التي عززت نفوذها في سوريا مقابل فقدان ايران لسوريا بشكل متسارع. ولقد لعب نتنياهو دورا كبيرا في مساعدة موسكو في تعزيز نفوذها وانتشارها في سوريا وأخذ على عاتقه نيتانياهو تجفيف التمدد الايراني في سوريا .. وجاءت احداث آرامكو لتعطي للطائرات السعودية والخليجية والأميركية ومنذ أيام حرية تدمير حلفاء ايران في سوريا والحدود العراقية السورية ومنطقة البوكمال وسط صمت روسي وسعادة روسية خفية …
وهذا بمثابة صفقة واضحة من واشنطن لموسكو لكي لا تقف بوجه امريكا تجاه إيران والتي لا تريد منها الا أجبار إيران على الأنكفاء داخل حدودها مع تعطيل لبرنامجها النووي والصاروخي لعشرين عاما وأكثر !!!. …….

٤- ويبدو أن التقارب الضخم للغاية بين بغداد وبكين والذي يتواجد بها وفد عراقي كبير للغاية ودون معارضة أميركية تذكر .. هو الآخر بمثابة صفقة أميركية مع الصين مقابل الصمت الصيني حول ما يدور ضد إيران….

مادامت واشنطن أعطت تعهدات بأنها تريد أخراج ايران من سوريا والعراق واليمن ومن ثم تمنعها من تهديد دول الخليج. وإجبارها على الأنكفاء والتقوقع داخل حدودها فالصين لا تشعر بالخطر مثلما تتوغل امريكا او تضرب بغاية تغيير النظام !!
فمن وجهة نظر واشنطن غير مسموح لها التمدد الايراني لأن الدول الخليجية والعراق باتت مستعمرة بريطانية بقيادة أميركية
، وسوف تكون هناك مخططات مستقبلية تجاه ايران وشرحناها في تحليلنا الموسع الذي نشرناه قبل أيام !.وايران تعرف بذلك ولهذا تمانع وترفض الخروج من العراق وسوريا وترفض تخفيف سطوتها على الخليج ومضيق هومز !!.

#السياسة (التنقيطية) لترامب ترهق إيران !!.

ركن الرئيس الأميركي دونالد ترامب على سياسة التنقيط السياسي مع إيران وعلى طريقة رجال الاعمال والمقاولات ومن خلال ( الترهيب والترغيب) تاره و( الأبتزاز ) تارة أخرى وذلك لتفكيك الصبر الايراني الذي عرف به النظام الايراني من جهة ، ولتوريط إيران أكثر وأكثر في أخطاء شيطنتها امريكا لصالحها من جهة أخرى ، وليُشهد العالم عليها وهي تتورط وهو يحصي ويرسل لمجلس الأمن لكي يُسرّع بتأسيس التحالف الدولي لحماية الملاحة الدولية في الخليج ومضيق هرمز والأمور ذاهبه بهذا الأتجاه !!.

#وان واشنطن باتت جاهزة وفقط:-

١- تنتظر خروج بريطانيا من الأتحاد الأوربي

٢- ، وتنتظر تشكيل حكومة إسرائلية

٣-، وتنتظر زيادة تدريب الطيارين السعوديين والإماراتيين والذين باشروا بضرب حلفاء ايران في سوريا وعلى طول الحدود العراقية السورية بحجة الرد على ١١ سبتمبر السعودي/آرامكو!!.

٤-وتنتظر تشكيل التحالف الدولي الذي اشرنا له في سياق المقال .

٥- وتنتظر دول الخليج كم ستدفع الى ترامب مقابل القيام بالمهمة وهي أجبار ايران على الأنكفاء داخل حدودها.

وهذا سيحتاج لضربات صاروخية وضربات بالقنابل ضد منشآت نووية وبالستية وعسكرية واقتصادية وأمنية بهدف تركيع إيران لعشرين عاما أو أكثر !.

#لذا نتوقع !!.

نتوقع سوف ينهار الصبر الايراني خصوصا بعد توجيهات الرئيس ترامب أخيرا لوزير الخزانة الأميركية بفرض عقوبات جديدة ضد إيران وتكون قاسية بسبب احداث آرامكو السعودية !!!،

من هنا نتوقع سوف تغامر ايران بمغامرة غير محسوبه هذه المرة ،وسوف تكون هناك خسائر. ولا ندري ربما تغامر داخل العراق، أو في دول الخليج، او داخل المياه البحرية بحوار هرمز من اجل استقدام حرب او معركة بأي طريقة وحتى وان كانت خاسرة.. فالمهم أن تخلط الاوراق. وهذا ما يعتقده ترامب لهذا هو غير متعجل وينقط تنقيط مع ايران !!.

سمير عبيد
٢٠ أيلول ٢٠١٩

لغز أختيار السيد باقر صولاغ لوزارة الصحة

حضور رسمي للعتبة العلوية في أعمال المؤتمر العلمي السنوي الثاني لاستذكار العلامة المقرم كاتب مقتل الامام الحسين (ع)