الجزء الثالث والاخير :-
——————
هكذا يريدون تفجير الجنوب العراقي..كيف ولماذا !؟
كيف ستعود بريطانيا لاعبا مهما في العراق !؟
بقلم :- سمير عبيد
التلاعب بملف بغداد !!.
ومثلما ورد في الجزأ الاول والثاني من هذا البحث حول مخطط تقسيم العراق والذي تارةً يعلو للسطح وتارة يخفت بعض الشيء بسبب الرفض الشعبي قفزوا نحو مخطط العاصمة بغدد ولكي يزيدوا في ” تدويخ” الشعب العراقي اي أقحموه بموضوع بغداد وتقسيمها الى دويلات مذهبية وطائفية وحزبية ودينية وفئوية وعرقية وإثنية ومليشياتية فباتت أمر واقع تقريبا لولا الرفض الشعبي والاعلامي فبقيت على بعض الدويلات .
واخيرا سمعنا أن هناك تحوير آخر بموضوع تقسيم العاصمة بغداد بحيث يترك ( نصف جانب الرصافة الجنوبي ) مهملا ليتحول الى مستنقع من المافيات والعصابات والعشوائيات والأهمال والجهل والبطالة وتتم العناية بجزء من ” الرصافة ” ويكون الاهتمام بجانب الكرخ ليكون هو مقرر المؤسسات والشركات والبورصات ومراكز النفوذ والدويلات VIPوالمحميات الخضراء والمقرات الحكومية المهمة ….الخ !!!!.
———
هناك مخطط اميركي جديد لبغداد!!!.
فهناك مخطط اميركي جديد لبغداد يجسد العزل الابدي بين المكاتب الحكومية والشعب، ويجسد الرعاية الاميركية لحكومة عراقية اميركية والخطة التي سيتم المباشرة بها هي :-
١- ستكون حماية الحكومة العراقية ومقراتها وافرادها والمسؤولين العراقيين بعهدة (مكتب الامن الدبلوماسي) الذي يحرس السفارة الاميركية والسفارات الأجنبية سوف يتوسع للقيام بحماية الحكومة والمسؤولين العراقيين وهذا سيجر معه الشركات الامنية الاميركية للواجهة !!.
٢- سيتم توزيع المنطقة الخضراء الى ( مناطق خضراء صغيرةٌ ) مغلقة تماما .ويتم جرد الذين سيبقون ساكنين وعاملين في كل منطقة خضراء صغيرةٌ ، وتكون حمايتهم بعهدة الشركات الامنية الاجنبية التي ورد ذكرها في (١) .وسيطرد ويُهجر جميع الذين هم خارج التعليمات والنقاط التي سيتم اعتمادها لخارج المنطقة الخضراء الكبرى وخارج المناطق الخضراء الصغيرة والمغلقة !!.
٣- سيتم تسييج المنطقة الدولية ( الخضراء) بشكل عام بالحواجز ( الهيدرو ليكية) اي بالاعمدة الفولاذية التي تختفي بالارض وتصعد من جوف الأرض ل ٦ أختيار اوتماتيكيا وستكون متقاربة لمنع تسلسل ودخول البايسكل والموتورسيكل والسيارة وحتى الانسان ومحاطة بالكاميرات وأجهزة الانذار المبكر !.
٤- سيتم تبديل لواء ٥٧،٥٦ المسؤولة عّن الحماية في المنطقة الخضراء ويكون بدلا عنها اولوية مهمات خاصة من جهاز مكافحة الارهاب وقوات الرد السريع بعد فرزها تماما وقوات خاصة اخرى ومنها من قاتل تنظيم داعش !. وستزود بمركبات ومدرعات حديثة جدا وسيتم ( تأسيس جهاز خاص قتالي ومن القوات الخاصة لحماية المنطقة الخضراء والحكومة) ويمكن لهذا “الجهاز” أن يقوم بعد ذلك بإجراء تمارين منتظمة يتم فيها نشر تعزيزات إضافية من قاعدته في “مطار بغداد الدولي” إلى المركز الحكومي، وبذلك يوجّه رسالة قوية إلى الميليشيات ويقلّل حساسيتها تجاه هذه التحركات.
٥- تفريغ المنطقة الخضراء من جميع مقرات ومكاتب ومخازن القوات العسكرية ، والحشد ، والفصائل ، وجميع مكاتب الاحزاب ، وجميع الذين يسكنون في داخل المنطقة الخضراء والذين هم ليسوا في الحكومة ومن هم خارج السياقات الجديدة التي سيتم تطبيقها !.
٦- هناك خطة لجمع بعض المسؤولين والقضاة في أماكن سكنية أكثر أماناً. وأحد الخيارات المتاحة في هذا الشأن هو “بيت ضيافة” رئيس الوزراء، وهو عبارة عن فندق حكومي قليل الاستعمال يحتوي على ثمانية وخمسين غرفة، من بينها أربعة عشر جناحاً وجناحان رئاسيّان.
٧- وهناك خطوات كثيرة سيتم تنفيذها بهذا الصدد !.
————
العراق بتسع اقاليم !!
فيبدو أن أطماع الساسة العراقيين وصلت لمديات خطيرة بحيث بات عددا منهم لا يستطيع الانسجام مع زملائه وخصومه داخل لاقاليم الثلاثة المقترحة ( الشيعي والسني والكردي) بل باتت الاحلام تتحول من السياسة الى الاقطاع. وكأن العراق مزرعة خاصة بهم ولهم الحق بتقسيمها الى مزارع خاصة بهم وحسب توسع الذي بات كالفطر المسموم !!.
فهناك من أطرب الى موضوع تقسيم ( بغداد) بدوافع مذهبية وطائفية ودينية وسياسية وحزبية وتقسيمها لدويلات منغلقة .فذهبوا للتفنن في موضوع تقسيم العراق الى ( ثلاث اقاليم :- شيعي وسني وكردي) والذي بات معروفا بمشروع بايدن واخذ مديات كبيرة من النقاش والحوار والجدل …الخ ..
لكن الطامة الكبرى وبدل من نضوج العمل السياسي في العراق بحكم التراكم الزمني والخبرة ذهب الأفرقاء نحو التدني في العمل السياسي الفئوي والأناني والاقطاعي بحيث حكومة ٢٠٢٠ هي أسوأ من حكومة العراق بعد مجلس الحكم وان البرلمان العراقي بدورته الحالية أسوأ بكثير من اول دورة برلمانية !!!!.
بحيث ذهبت بعض الاطراف العراقية وبتعاون مع جهات اميركية وصهيونية وخارجية وغيرها فتم وضع تقسيم آخر ومحتمل ومن جوهر التقسيم الثلاثي وهو ( تقسيم العراق الى تسع اقاليم ) وبالفعل أضافوا اقليم ( سهل نينوى ) واقليم ( كركوك ) (واقليم البصرة ) واقاليم اخرى في الوسط والجنوب .وهذا بحد ذاته تفتيت للعراق وليس تقسيم ويصب في مخطط ( تقسيم المقسم ) والذي تعمّل عليه اسرائيل في الدرجة الاولى !!!.
———-
ننتقل لموضوع آخر :-
موضوع :- محاولة تفجير الجنوب العراقي ..لماذا وكيف !؟
ماهو سر أهمال الجنوب من قبل الحكومة !؟
ليس اعتباطا وليست صدفة أن يُستهدف ويُشيطن الجنوب في العراق والجنوب في لبنان وكل حسب ادواته ولكن المخطط هو نفسه واللاعبين هم أنفسهم واولهم الولايات المتحدة واسرائيل والسعودية ودوّل الخليج اضافة الى اللاعبين الداخليين في العراق ولبنان والذين يأتمرون بأوامر هذه الدول .
وهناك اهداف تكتيكية ومرحلية اقتصادية وسياسية وامنية من وراء ذلك . ولكن الهدف الاستراتيجي هو بند من بنود الحرب ضد إيران .اي محاولة انهاء النفوذ الايراني في هاتين المنطقتين ليحل محلهما النفوذ السعودي حسب دراسة وتوصيات مركز دراسات الامن القومي الاسرائيلي.و هذا من الجانب السياسي والامني !!!.
ولكن هناك الجانب الغيبي وجانب الاساطير وهو الاخطر و التي تؤمن بها الكنيسة الانجيلية والحركة الصهيونية والمحفل الماسوني والوهابية بأن العراق نقطة انطلاق الامام المهدي ” المصلح ، والمنفذ، والمنتظر” والذي يعطل الهيمنة على الكون ويعطل الظلم والأستخواذ والتفرقة العنصرية والطبقية ويحول العالم الى بيئة آمنه بالعدل والمساواة, وينهي هيمنة الدولار من خلال نظام اقتصادي يبنى على المقايضة السلعية ” المقاصة ” والذي بدأت ايران بتدشينه فعلا ….. وان منطقتي الجنوب في لبنان والعراق هم البيئتين المؤمنتين بالامام المهدي والمخطط يقود الى تفتيتهما واضعافهما ونشر الجهل والخرافة والبطالة والمخدرات والموبقات والالحاد والشذوذ والخوف فيهما لمنع وحدتهما معا ومنع وحدة ( الشيعة ) في الجنوب اللبناني والجنوب العراقي وكل على جهة.وهذا سر اهمال الحكومة العراقية للجنوب العراقي !!.
فالمخطط هو :-
١-زيادة ودعم وتغذية الانفلات الامني في الجنوب لكي تنهار الادارات المحلية فتتسيد العصابات والمافيات ويحصل النهب والسلب وانعدام الامن في مدن الجنوب .وحينها تنتهي الوحدة المجتمعية والايدلوجية والعقائدية ..ثم يتم احتواءها فيما بعد من خلال تمكين زعامات المافيات والخراب ليكونوا هم قادة تلك المنطقة وبدعم من الحكومة !!.
٢- محاولة تهيئة الجنوب العراقي رويدا رويدا ليدخل في مخطط ( أفغنة ) الجنوب العراقي لكي نحصل المناوشات بين الخصوم، ثم تتطور الى حرب عصابات، ثم الى حرب احزاب والخطة ( لكي يُجبر الحشد الشعبي والفصائل المسلحة من التدخل )
وهنا يحقق اصحاب المخطط مايلي :-
••اولا :- عندما تتفاعل الاحداث في المحافظات الجنوبية سيضطر الحشد والفصائل للانسحاب من الموصل والرمادي والمناطق ” السنية ” ومناطق التماس مع كردستان ومن بغداد والالتحاق بالجنوب لمنع الفتنة هناك !. وحينها سوف يدخل الاكراد الى كركوك وفرض الامر الواقع ، وسوف يُعلن الاقليم السني واقليم سهل نينوى ويكونا امرا واقعا !. والذي يذهب للجنوب لن يعود ثانية لمناطق كان يتواجد بها في الشمال وفِي الغربية وفِي بغداد !!!!.
••ثانيا:- محاولة تحقيق مخطط الصراع ” الشيعي -الشيعي” والذي سيقود الى حرب اهلية في المناطق الشيعية والتي ستقود قطعا الى الهجرة من المدن والى سرقة المصارف والبنوك والى احراق مؤسسات الدولة والى تدمير البنية التحتية تماما وتحويل الجنوب الى مدن منكوبة …الخ ليبقى الشيعة يلعقون خوفهم وجوعهم وضياعهم !!.
••ثالثا :- ستُستغل الظروف من اصحاب المخطط. وسيُنفذ مخطط ( العاصمة بغداد / Baghdad DC )بحيث سيكون واقع بغداد مختلف وَلَن يعود لها من خرج منها .وحينها ستفرض تعليمات وقوانين صارمه فيها .وبعد ذلك سيتم التهجير منها بالترهيب والترغيب والاساليب التي تجيدها الاستخبارات الاميركية والغربية والموساد …والاموال السعودية والاماراتية وغيرها !.
————
السؤال :-
هل ما يدور هو خطوات الحصاد البريطاني !؟
فقطعا ان بريطانيا هي التي توجه الولايات المتحدة. وهي المايسترو الشيطاني للولايات المتحدة. والتاريخ يخبرنا بأن إيران لا تخاف الولايات المتحدة ولكنها تخاف بريطانيا جدا وهكذا روسيا ايضا.وان سر الهدوء الايراني في العراق وخفوت الاندفاع الايراني في العراق وتخليها عّن الكثير من حلفائها وعدم ممانعتها الى عرس ٧ مايو ٢٠٢٠ يوحي لنا أن هناك ومن تحت الطاولة تفاهمات بريطانية -ايرانية سنراها في المستقبل القريب ..!!!.
وبريطانيا تعتبر العراق عاصمة التركة البريطانية في المنطقة. ولا يمكن تتركها خصوصا وان العالم ذاهب نحو القطبية المتعددة. وان بريطانيا ايضا تبحث عّن دور عالمي ومن اجله جاءوا بترامب البريطاني وهو ” بوريس جونسون ” وعندما أصرت بريطانيا للخروج من الاتحاد الاوربي هو من اجل أن تتحرر للمضي قدما نحو تركتها المهمة في الشرق الأوسط والذهاب نحو موقع عالمي . وبالفعل باشرت بريطانيا بالاستعدادات المبكرة في الكويت والبحرين ودوّل الخليج للعودة .
فبريطانيا تنتظر وبشعف لاستطلاعات الرأي حول بورصة الرئيس الاميركي ترامب وحظوظه في الانتخابات القادمة وان العراق لا يُترك للصين ولروسيا ولرأس حريتهما أيران لا سيما وان الولايات المتحدة بدأت تتقهقر فالفراغ سوف يُملىء من قبل بريطانيا.
لذا فالعراق لن يترك عندما يلتهي ترامب او يخسر بل سيكون العراق من حصة جونسون. والخطط البريطانية جارية من خلال اللاعب الاميركي .فسوف تستخدم بريطانيا الولايات المتحدة وترامب لأخر يوم في العراق لكي تكون الامور كلها مرتبه لبريطانيا في العراق وان (( الرجل البريطاني جالس اصلا داخل الحكومة العراقية الجديدة )) في حالة حدوث الثورة الشعبية او في حالة حدوث انقلاب وطني مرتب بلا بيان رقم واحد !!.
مؤشرات وأستنتجات :-
فالبريطانيين هم أكثر شعب وحكومة واستخبارات ومعاهد ونظام سياسيي يفهم العراقيين. ويعرفون مزاج العراقيين .. ويعرفون تماما ان التاريخ السياسي في العراق لا يُؤْمِن بالتغيير من مدرسة سياسية الى اخرى، ومن نمط سياسي الى آخر الا من خلال ( الثورة ) او الانقلاب.والسبب لأن الشعب العراقي يلتصق بالحاكم ويعطيه قداسة وتأليه حتى يصيبه بالديكتاتورية فيكون كارثة على الشعب والبلاد. بحيث ان هذا الشعب قد إخرج الديموقراطية التي بدأت منذ عام ٢٠٠٥ ليعيدها الى الديكتاتورية والاقطاعية السياسية بسبب الولاءات الحزبية والدينية والشخصية والقبلية .فهو شعب لا تنفع معه الديموقراطية على الاطلاق !!!.
وبريطانيا تراقب وتدرس وباتت تعرف أن في جوف العراق ثورة جاهزة ،وأنقلاب جاهز ولا ينتظر الاالضوء الأخضر وسوف يلتف حوله الشعب . فلم يتغير المشهد السياسي الفاشل منذ ١٧ سنة والذي كلما تقدم كلما زاد فشله وأنعزل الساسة والمسؤولين العراقيين عّن الشعب الذي كرههم وبات لا يطيق بقائهم في السلطة والحكم.ومن هنا سوف نلعبها بريطانيا في العراق وما علينا الا الانتظار !!.
وان الاوامر التي صدرت للبريطانيين للانسحاب من قاعدة التاجي تؤشر أن هناك أحداث قادمة .وجاء ذلك خلال بيان لوزارة الدفاع البريطانية تحت عنوان “الجيش البريطاني يغادر معسكر التاجي، لكنه لم يغادر العراق بأي حال من الأحوال”…وانظروا الصرامة في البيان البريطاني بحيث يؤكد لن تنسحب بريطانيا من العراق اطلاقا .وهذا مؤشر أن بريطانيا باقية وليست عائمة مثلما فضلت طيلة السنوات الماضية بل ستكون فاعلة جدا .ولمن لا يعرف تاريخ السياسة البريطانية فهي تختلف عّن السياسة الاميركية فهي لا تؤمن بالأكشن ونشر الفوضى والقتل والاهم انها لا تتعامل مع الفاسدين واللصوص اطلاقا لانها تهاب وتحترم تاريخها السياسي وعلى عكس امريكا التي تعتمد اللصوص والفاسدين والقتلة والشاذين وقطاع الطرق والمنبوذين والمغمورين والرعيان …الخ !!.
شكرا لأصغائكم ….
•وحمى الله العراق وأهله من سر الاعداء والعملاء !.
الى اللقاء في مقالات اخرى !!.
سمير عبيد
١٨ تموز ٢٠٢٠

