حيدرصبي
البدايـــة ..
طلبت مني احدى القنوات العالمية المعروفة عمل تقرير حول الواقع الاستثماري في محافظة النجف الاشرف وعن عمل الهيئة وطلبت مني اجراء لقاء متلفز مع السيد رئيس هيئة الاستثمار الدكتور ” ضرغام هادي كيكو ” يوضح خلاله التحديات التي تقف امام عمل هيئته وان يتكلم عن ما هو مطروح من فرص استثمارية في المحافظة , وهل هناك من مستثمرين من دول اوربا دخلوا سوق المحافظة الاستثماري , وايضا معرفة نوعية المشاريع المقامة وانعكاس تلك المشاريع على الواقع الخدمي ومساهمتها في تطوير البنى التحتية وما شكلت من تاثير ” سلبي كان ام ايجابي ” على مستوى التطور التنموي في المحافظة . على ان التقرير كان سيعرض بالترجمة الانكليزية .
تواصلت مع الاخ رئيس هيئة الاستثمار وابدى موافقته الفورية , ايضا تواصلت مع عدد من المستثمرين ومع رؤساء اقسام الهيئة وايضا كان بالنية اخذ اراء عدد من المواطنين من المستفيدين من المجمعات السكنية قبل ان اذهب الى بغداد لاستطلاع رأي رئيس الهيئة الوطنية الدكتور سامي الاعرجي .
- ما لم يكن بالحسبان
الرياح غالبا تأتي بما لا تشتهي السفن , فظهور فيروس ” كوفيد 19″ كان ان اجهز على جميع التحضيرات كون اصبح هنالك حظرا للتجوال وتخوف من الاختلاط , منه طلبت من القناة ارجاء التقرير الى ما بعد الانتهاء من فترة الحظر وتم لي ذلك .
وحتى لا يذهب عملنا ادراج الرياح وايضا وجدت ان القناة ربما ما عادت مهتمة حاليا بعرض التقرير فكورونا بات المادة الدسمة لتقاريرهم الخبرية , لذا وددت هنا بهذه العجالة من كشف بعض ما حصلت عليه من معلومات ربما ستحدث صدمة للكثيرين خصوصا من كان غير مطلع منهم على طبيعة عمل الهيئة والتحديات التي تواجهها .
((كيكو : لم امنح اية فرصة استثمارية للمناطق الخضراء نهائيا ))
رئيس هيئة استثمار المحافظة الحالي الدكتور ” ضرغام هادي كيكو ” كان قد دخل دهاليز الهيئة بداية عام 2014 شاغلا منصب نائب رئيس الهيئة ثم اصبح رئيسا للهيئة بالوكالة عام 2016 وقبل ان يتسنم منصب رئاسة الهيئة اصالة عام 2018 , أي ان الرجل لديه تدرج وظيفي وربما هذا ما مكنه فيما بعد من ادارة الهيئة الادارة الناجحة .
الجميع يعرف مدى سطوة احزاب السلطة على الجانب الاقتصادي في البلد فهي لم تترك مؤسسة من مؤسسات الدولة الا وفتحت ” دكان ” فيها من خلال ما يعرف باللجان الاقتصادية , ولما كان القطاع الاستثماري احد اهم القطاعات الاقتصادية للبلد لذا سال لعاب تلك الاحزاب وصارت تضغط على جميع رؤساء هيئات الاستثمار في البلد باتجاه الحصول على فرص استثمارية مستخدمة نفوذها بالترهيب تارة واخرى بالترغيب واستطاعت بفعل تلك السياسية من الحصول على عدد كبير من الفرص الاستثمارية .
لم تكن هيئة النجف بعيدة عن هكذا تحركات حزبية , وبذا كان هناك الكثير من المشاريع الاستثمارية حصل عليها مستثمرون اما مقربون من الاحزاب او بيعت لمستثمرين من قبل شخصيات حزبية نافذه الى آخرين .
- المواجهة تحتاج لشجاعة
بوصول الدكتور ” كيكو ” الى منصب رئاسة الهيئة وجد امامه تركة ثقيلة كان قد تركها له من سبقه , وكان التحدي الاكبر لديه هو ما موجود من عدد كبير من المشاريع الاستثمارية بشقيها المتوقف او المتلكئ الواصل لنسب انجاز محددة .
ما زاد من مهمة رئيس الهيئة صعوبة هو ان اغلب تلك المشاريع تعود لمستثمرين تقف خلفهم احزاب كبيرة , واذن فالخيارات امامه باتت محدودة فهو اما ان يتسلح بالشجاعة والارادة القوية ويسحب اجازات تلك المشاريع وبذا سيواجه حربا ضروس من قبل الاحزاب وجيوشهم الالكترونية , او يخضع للمستثمرين ويلتزم جانب الصمت وهو هنا سيحصل على مباركة ورضا تلك الاحزاب وستقوم ذات الجيوش بالتهويل والتطبيل لكل منجز يخرج الى العلن .
قرر ” كيكو ” المواجهة , بعد ان قام بسحب اكثر من ” 92 ” اجازة استثمارية , ومن بين العدد الكلي قامت الهيئة الوطنية للاستثمار بإعادة 3 منها فقط بعد اعتراض اصحابها لديها , وهو بذلك يكون قد اخلى مسؤوليته القانونية والاخلاقية .
لم تتوقف ماكينة ” كـيكـو ” الاصلاحية عند هذا الحد فقد قام بحل مشكلة اكثر من ” 65 ” مشروعا استثماريا كانت تواجه معوقات فنية او ادارية وما كان يواجهها من مشاكل مع الدوائر ذات العلاقة .
اما تغيراته الادارية فقد افضت الى العمل الجدي والحقيقي عبر تفعيل مبدأ العمل بالنافذة الواحدة , غير من هيكلية العمل في اغلب اقسام الهيئة , اغلق اقساما قديمة كانت معطلة للعمل وفتح اخرى لتسهيل الاجراءات , وضع خارطة استثمارية لتأهيل وتطوير منطقة بحر النجف , وخارطة اخرى مماثلة لصحراء النجف للاستغلال تلك الاراضي صناعيا وزراعيا وتجاريا , ايضا قامت الهيئة بوضع خارطة استثمارية لمشاريع الصناعات الملوثة وغير الملوثة , ثم وجدنا متابعاته للمشاريع الاستثمارية وبشكل يومي والتي اسهمت في الاسراع من وتيرة الانجاز, على ان الهيئة اخذت على عاتقها الحد من ازمة السكن وايضا اهتمامها بمشاريع القطاع الصحي والتعليمي وغيرها من القطاعات . - مشاريع منجزه واخرى قيد الانجاز
انجزت هيئة المحافظة عدد كبير من المشاريع الاستثمارية بمختلف القطاعات بينما لازال هناك البعض منها قيد الانجاز , نذكر على سبيل المثال لا الحصر :
• قطاع السكن : عدد المشاريع 16 مشروعا , المنجزة 5 مشاريع بواقع 600 وحدة سكنية واما من هو قيد الانجاز فيبلغ 11 مشروعا
• قطاع الصحة : عدد المشاريع 11 مشروعا , المنجز منها 5 مشاريع , ما هو قيد الانجاز يبلغ 6 مشاريع وبنسب انجاز متفاوتة .
• قطاع الصناعة : عدد المشاريع 13 مشروعا , المنجز 6 مشاريع , قيد الانجاز 7
• القطاع التجاري : عدد المشاريع 9 مشاريع , المنجز منها 4 , قيد الانجاز 5 وبنسب انجاز متفاوتة .
• القطاع الترفيهي 11 مشروعا , المنجز منها 7 مشاريع , قيد الانجاز 4 مشاريع وبنسب انجاز متفاوتة .
• قطاع السياحة والفندقة : عدد المشاريع 18 مشروعا , المنجز منها 9 , قيد الانجاز 9 وبنسب انجاز متفاوتة . - سبـة كيكو
غالبا ما كنا نسمع من ان رئيس هيئة استثمار النجف قام بمنح اجازات استثمارية لمناطق خضراء في المحافظة , وايضا كانت سبة السيد ” كيكو ” هو المشاريع الترفيهية وما يقوم فيها المستثمر من اقامة مشيدات مخالفة للمخططات المصادق عليها .يقول الدكتور ضرغام بهذا الصدد :
” لم اقم بمنح أي اجازة استثمارية منذ تسنمي للمنصب وحتى الساعة , مضيفا ان مجلس الهيئة كان غير موجود , لذا فمنح الاجازات الاستثمارية اصبح من مهمة الهيئة الوطنية للاستثمار وهي من اصبحت تمنح الاجازات ” .
وعن مقدار نسب المشيدات داخل المشاريع الترفيهية , يقول : ” هنالك لبس لدى العدد الكبير من المواطنين , فهم ينحون باللائمة علينا بما خص المشيدات وحجم مساحتها ونوعيتها في المشاريع الترفيهية , بينما هذا الاجراء ليس من صلاحيتنا نحن بل من صلاحية وزارة البلديات والاشغال العامة ووزارة التخطيط , تلكما الوزارتان هما من تضعان المخططات وتصادقان عليها , واما نحن كهيئة نراقب فقط التنفيذ وفق المصادق عليها من مخططات .
ثم يدلل كلامه بالقول : ” مثلا مدينة الالعاب والمدينة المائية ومنتديات الشباب جميعها انجزت بعد ان قامت وزارتا البلديات والتخطيط بالمصادقة على مخططاتهما ، مبينا ان نسب المشيدات خاضعة لمزاجية الوزير ، فمثلا كانت نسبة المشيدات في زمن الوزير عادل المهودر هي 50% ، بينما نسبتها قلت الى 25% بزمن الوزيرة آن ، في حين ارتفعت النسبة عند الوزير بنكين ريكاني الى 35% واذن فتحديد النسب لا يدخل ضمن صلاحياتنا ” .
طرح “الايجابيات” عن أي مسؤول غالبا ما يعرض المتقصي للحقيقة لهجوم شرس , يواجه بسببها المزيد من الاعتراضات والاشكالات نعم وسَيُشَكّ بنزاهة تقريره لتكال له التهم بعدها خصوصا ان كان الكاتب معروفا عنه الحيادية بالطرح وكونه معارضا شرسا لسلوكيات احزاب السلطة , حينها ” شدو روسكم يكرعان فذبابهم الالكتروني سيهيج !!” .


