شعر : شاكر القزويني
” الحبِّ لا يشيخ إذا غنّى غيثه للبساتين أغاني الصبا”
دفنْتُ شجوني بليلِ القَلَقْ رحيلٌ على كفِّ ريحِ الأَرَقْ
تَقاذَفَني مَرْكبٌ شاردٌ ورُبّانُ وَهْمٍ أَجادَ الغَرَقْ
مَرافِئُنا خائِنٌٌ يُرتَجى وموعدُهُ كِذْبةٌ تُخْتَلَقْ
وذكرى تطوف بإحساسنا هَواجسُها تسْتَثيرُ الفَرَقْ
وجفّتْ سواقيكِ في غُرْبَتي فكانتْ سرابا وتَيها نَطَقْ
تَرَكْتُ عُطوري بِقُمْصانِكُمْ لَها نَبْضَةٌ وارْتِعاشُ الشَبَقْ
وأيْبَسَ غصني شِتاءُ الهَوى وناحَتْ طُيوري ودَمْعِيَ رَقْ
فَعُودِي بِِنا رَحْمَةً بِالمُنى فَمَيْتٌ أَنا مُنْذُ ذاكَ الغَسَقْ
وَجُودي عَلَيْنا بِعُمْرِ هَني فقُرْبُكِ خُلْدٌ وعِيدٌ صَدَقْ
فَعُذْراً إلى قَلْبِ ذاكَ النَدى وعُذْراً إلى مَوعِدٍ قَدْ سَبَقْ
إلى كُلِّ نَجْمٍ رَعى حزنكمْ إلى دَمْعَةٍ كابَدَتْها المُؤَقْ
فَقَبَّلْتُ خَطْواً إِلَيْكمْ دَنا وحَنَّيتُ باباً لِقَلْبٍ خَفَقْ
ألفْتُ اضْطِراباً يُمَنّي اللقا لِعِطْرٍ تَغَشّى وَوَعْدٍ أَبَقْ
كأنَ اقْتِراباً لِسحْرِ الجوى إلى مُهْجَتي رَدَّ بَعْضَ الرَمَقْ
أَصِدْقاً سَأَمْسُكُ كَفَّ النَدى؟ وحَقّاً سَيَخْضَرُّ هذا الوَرَقْ؟
فلا تَتَّئِدْ يا جُنونَ الهَوى أَفِقْ ما كَتَمْتُ فَقَلْبي عَبَقْ
رُوَيْداً سَأَحْمِلُ أَحْلامَنا أُعَلِّقُها في مَآقي الشَفَقْ
فَأَشْرَبُ مِنْها كُؤوسَ الطلا رَحيقٌ بوصلٍ دنا فانعتَقْ
فمِحْرابُ عشقٍ عتيقُ الهوى تَفَطّرَ حتى سَقاهُ الأَلَقْ
