Menu
in

أضواء على الأنقسام الكردي في العراق …وعلى الصحوة الشيعية وملامح الصحوة السنية !

بقلم :- سمير عبيد
قرأت بعض المقالات والتعليقات هذه الايام والتي يتحدث أصحابها عّن مايسمى ب” الأنقسام الكردي” ويسألون ( هل هي بدايات الأنقسام الكردي؟) وعندما أطلعنا على تفاصيلها وجدناها تدور حول قشور القضية والمشكلة مما دفعنا الى كتابة هذا المقال . لكي تتوضح الصورة بالاستناد الى احداث تاريخية!

#من قال لكم أن هناك أتفاقاً كاملا بين الأكراد؟
١-لايوجد أتفاق يلامس القلوب ويوحدّ الكلمة بين أكراد أربيل وأكراد السليمانية، وعلى الاقل بين القيادات وجماهير الحزبين ” الحزب الكردستاني الديموقراطي بزعامة ال برزاني وحزب الاتحاد الكردستاني بزعامة آل الطالباني ” .فالأتفاق الذي حصل بين الحزبين والقيادتين هو سياسي تكتيكي نفعي وضمن شعار ( وجوه متوالفه وقلوب متخالفة).بحيث تم ابعاد الزعيم جلال الطالباني رحمه الله الى بغداد لكي يرتاح مسعود البرزاني من الخوف والرعب من فقدان السلطة او التنازل عّن ٥٠٪؜ منها !
٢-فلولا بغداد عاصمة الدولة العراقية العربية التي قبلت ان يمتطيها الأكراد بدعم الاحزاب الاسلامية الشيعية ويفرضون فيها رئيساً كرديا هو ” المرحوم جلال الطالبني” ،والشيعة الذين انبطحوا للأكراد مقابل السلطة والنفوذ لِما نجح الاتفاق التكتيكي النفعي بين الحزبين الكرديين!!!!!!!. بحيث ذهب شيعة السلطة الاسلاميين أبعد من ذلك عندما سمحوا للحزب الديموقراطي والاكراد ان يشاركوا ايضا في مؤسسات القرار والحكومة في بغداد بحيث نجح الأكراد بتسكين مشاكلهم في الاقليم واستحداث مناصب لقادتهم وجماهيرهم على حساب بغداد والعرب العراقيين( ولقد استغل الاكراد غياب الطرف السني الذي كان يرفض المشاركة في العملية السياسية .. فتمدد على حصص السنة في مؤسسات الدولة ) …..
وكان يُفترض فقط تعطى الرئاسة والمؤسسات التابعة لها للأكراد ولحزب الاتحاد حصراً. وتبقى اربيل والاقليم للحزب الديموقراطي وماتبقى من قيادات الاتحاد. ولكن حتى هذا لم يجرؤ الشيعة الاسلاميين على قوله. لا بل انبطحوا أمام الاكراد والبرزاني ليُلغموا الدستور بمواد دستورية، وراحوا ففرض الأكراد ملحق للدستور بات مقدساً فيما بعد وبموجبه وصلت خارطة كردستان الى تخوم العمارة .
٣- وبالتالي فلولم ينجح مسعود البرزاني وبمساعدة الشيعة الاسلاميين من ابعاد جلال الطالباني الى بغداد رئيسا لِما حصل اي اتفاق بين الاكراد ولأستمرت النزاعات والمعارك على الحدود والثروات والقرار الكردي.
ولتم فتح الملف الأحمر ( ملف الدم) الذي لازال مغلقا وتكمن فيه الكوارث والثأر والاحقاد والكراهية والوجع بين الطرفين . وهو الملف الذي يتعلق بمقتل وأسر وتغييب واعدام الكثيرين في المعارك التي حدثت بين الحزبين منتصف التسعينات والتي خلالها أستنجد مسعود البرزاني بصدام حسين ضد جلال الطالباني وحزب الاتحاد الذي لديه علاقات تاريخية مع الايرانيين. فأعطى صدام حسين حينها سبغة سياسية ووطنية لتدخله على ان جلال الطالباني و معه الايرانيين ويريدون أجتياح أربيل . علما كان الصراع والمشاكل بين جلال ومسعود وبين قيادات الحزبين على الاموال التي يدر بها معبر جسر إبراهيم الخليل على اربيل والبرزاني واهداف اخرى !!.

#نقطة نظام :-
لهذا نقول الى الكتاب والمحللين كفاكم ملامسة القشور وترك حيثيات المواضيع والملفات .فهذا ليس عملاً حقيقيا بل خداع للشارع العراقي وخداع للرأي العام ………فيجب معرفة أبعاد وحيثيات جعل الاكراد لديهم ( دولة ونصف) .والشيعة والسنة وجميع الاقليات الاخرى ب ( نصف دولة ) ! .
فهي واحدة من كوارث شيعة السلطة على العراق بشكل عام وعلى الشيعة والسنة بشكل خاص ! والسبب لأن شعارهم كان ولا زال ( أعطني السلطة والنفوذ والوصول للأموال … وخذ كل شيء) !

#حقائق ترتجف منها أربيل !
١- ان القنبلة النووية والتسونامي بالنسبة لأربيل والحزب الكردستاني وعائلة ال برزاني هو عندما تؤخذ الرئاسة من الأكراد لصالح العرب ، ويعود جماعة الأتحاد للأقليم. هنا وبغضون اسبوع سوف تسقط جميع الاقنعة الديموقراطية والحرية والشفافية في اقليم كردستان ، وسوف تحدث معارك طاحنة وبجميع الاسلحة بين اربيل والسليمانية بحيث سيصل النزوح الكردي الى تركيا وايران وكركوك والموصل. وفِي اخر المطاف سيتقسم الاقليم الى ثلاث كيانات متناحرة جدا !
٢- اذا تحالف ( السنة والشيعة العرب ) واخذوا المناصب التي أستحوذ عليها الاكراد في بغداد وتصاريس وزارات ومؤسسات الدولة ، وتم تفريغ بغداد من الهيمنة الكردية على القرار . هنا سوف يتم نزوح جميع (الوزراء والوكلاء والمدراء العامين والموظفين ورجال الاعمال والقادة الامنيين والعسكريين وغيرهم من الأكراد) …وحينها سوف يتم حدوث ( آلاف الوظائف للشيعة والسنة والاقليات ) في بغداد .وهناك سوف تحدث معارك وصدامات طاحنة ( كردية – كردية ) على المناصب والوظائف والاستحقاقات والمحاصصة والنفوذ !
٣- أربيل والحزب الديموقراطي خائفان جدا ولديهما حالة رعب حقيقية من تنامي حالة الرفض الكردية لسياسات عائلة ال البرزاني والحزب الديموقراطي وسط الشباب ، ووسط بعض النواب الأكراد.
ومن هناك حالة النأي الناعمة من قبل ( دهوك) عّن أربيل رويدا رويدا. لا سيما وان محافظة دهوك لديها علاقات قوية جدا مع دولة قطر ومع التيارات الاسلامية في الخليج . والذي لديه علاقات مع قطر يعني لديه علاقات مع تركيا او ستكون هناك علاقات متميزة مع تركيا. وهذا يرعب البرزاني واربيل ولكنه تحصيل حاصل وسوف يحدث !

#الصحوة الشيعية !
هناك صحوة بين الشباب الشيعة بدأت تتصاعد بشكل ملحوظ ومدعومة من النخب والكفاءات والنساء ، وحتى من قبل بعض شيوخ القبائل الذين قطعوا علاقاتهم مع أيران وانحرفوا نحو دول الخليج. وهي صحوة رفض لأحزاب الاسلام السياسي الشيعي الذي هيمن على السلطة ل ١٧ عاما دون تقديم اي منجز يُذكر بأستثناء صنع الازمات، وحروب طحنت عظام رجال العراق .بل كبل العراق باتفاقيات سرية مع واشنطن وايران ومع الاكراد.
وكانت لتلك الاحزاب دورا كبيرا في ترسيخ المحاصصة ، وفِي تجذير منظومة الفساد، وتأسيس استراتيجية تمويل الاحزاب من اموال الدولة ، ودورها في تقزيم دور العراق محليا وعربيا واقليميا ودوليا ، وتفقير وتجهيل الشعب العراقي، ورفض الاصلاح والتجديد بحجة ان الذين يريدون الاصلاح هم من البعثيين والصداميين. ومن الذين تديرهم سفارات امريكا والخليج واسرائيل ولازالوا بهذه الاسطوانة المشروخة ! .على اساس هم ليسوا على علاقات مع السفارة الاميركية والسفارات الاخرى وليس سافر بعضهم سرا الى اسرائيل وحسب تقارير اسرائيلية وشهادات من زملاء لهم !

#صحوة سنية!
في حال تشاطرت الصحوة الشيعية المتصاعدة مع صحوة سنية بين الشباب والنخب والرموز الأجتماعية والقبلية السنية سوف يكون هناك ( بداية زلزال حقيقي) لأنهاء المحاصصة ، وانهاء الفساد ، وتقويض الهيمنة الكردية على القرار العراقي ، وأجبار الأكراد على الانسحاب من بغداد نحو الاقليم ….
وهذا ما خافت منه أحزاب شيعة السلطة فذهبت لأستنهاض الاحزاب والوجوه السنية القديمة التي تحالفوا معها منذ عام ٢٠٠٥ وصاروا جزء من المحاصصة ومنظومة الفساد لكي تعود وجوههم وتشكيلاتهم الى الواجهة من خلال ابعاد الوجوه الشبابية السنية . وذلك لمنع اي صحوة سنية في المناطق الغربية. لكي لا تتآخى مع الصحوة الشيعية في المدن الشيعية وحينها سيتبلور مشروع وطني جامع لانقاذ العراق من ثنائيات الاستبداد الشيعي والسني والكردي وفك تحالفها الذي دمر العراق وشتت العراقيين وفتت المجتمع العراقي !.

فهناك خوف من صحوة وطنية سنية تقوي الصحوة الوطنية الشيعية وحينها ستكبر كرة الثلج الوطنية لأكتساحهم وتحرير العراق والشعب من هيمنتهم وكوارثهم!
——
هل عرفتم الآن أبعاد المشهد؟
وهل عرفتم الآن حيثيات تخادم أحزاب السلطة على حساب العراق، وحساب مصالح الشعب العراقي، وعلى حساب عروبة وتاريخ العراق !؟

أنه مخطط أعطى أصحابه العراق على طبق من ذهب الى اعداء العراق واولهم إسرائيل مقابل حصولهم على السلطة والمنافع والنفوذ والهيمنة والمال !والخاسر هو العراق والشعب العراقي حتى هذه اللحظة !

سمير عبيد
٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٠