د. منذر العذاري
قبل أيام وجه اتحاد الكرة العراقي كتابا ( شديد اللهجة ) لنادي الزوراء مهددا بالويل والثبور وعظائم الأمور ، حتى وصل الحال بالاتحاد لأن يهدد بانهاء عضوية نادي الزوراء من منظومة كرة القدم العراقية ولا يحق له المشاركة في أي نشاط للاتحاد وبصورة دائمية فيما لم يقم الكابتن عدنان درجال عضو الهيئة العامة للنادي بسحب الدعوى الجزائية التي أقامها ضد الاتحاد في محكمة تحقيق الرصافة خلال سبعة أيام .
بصراحة لقد استغربنا لغة الكتاب لأنها المرة الأولى التي يستعمل فيها الاتحاد مثل هذه الكلمات ويلجأ للتهديد والوعيد في مخاطباته الرسمية ، فطالما كانت ( اللغة الدبلوماسية ) الهادئة هي السمة المميّزة لكتب الاتحاد ومخاطباته الرسمية ، وهذا ما أدخل الشك في نفوسنا في أن يكون هذا الكتاب قد ورد كاملا من خارج أسوار الوطن وحمل توقيعا ( شكليا ) لأمين سر الاتحاد ( المغلوب على أمره ) .
إن أندية مثل الزوراء والقوة الجوية والشرطة والطلبة والميناء والنجف تمثل تاريخ الكرة العراقية ولا يمكن لأي أحد – مهما علا شأنه – أن يوقف مسيرة هذه الأندية الكبيرة أو يلغي تاريخها ، ويكفي أن نقول إن بريطانيا التي كانت القوة ( العظمى ) حاولت في الأربعينات الغاء فريق القوة الجوية عندما أصبحت انتصاراته في سوح الكرة معان سياسية لكنها فشلت فشلا ذريعا ، وحاول أقزام البعث البائد الغاء النادي مرتين عامي 1984و1991 لكن إرادة جماهيره كانت هي الأقوى وعاد بقوة للساحة الرياضية ، وإذا كانت الجماهير الرياضية قد تمكنت من إعادة نادي القوة الجوية في عصر ( الدكتاتورية ) مرتين ، فكيف سيتمكن أحد إلغاء نادي الزوراء صاحب الشعبية الكبيرة ونحن في عصر ( الديمقراطية ) كما يعبرون .
لقد أصبح البقاء على ( كراسي ) الاتحاد هو الشغل الشاغل والهدف الأكبر للملا مسعود ورفاقه وياويل من يحاول الاقتراب منهم ومنافستهم على ( مناصبهم ) العزيزة ، ولذلك أصبح نجوم الكرة العراقية الكبار أعدى أعدائهم وأخذوا يسعون بكل ما لديهم من قوة وتأثير من أجل إبعاد هؤلاء النجوم عن الاتحاد ، لأن أكثرهم لم يمارس طيلة حياته سوى ألعاب ( الدعبل والجعاب والطم خريزه ) ، واستغل أحد ( العاطلين ) عن العمل من خارج أسوار الوطن هذا الحب ( الجنوني ) للسلطة لدى أعضاء الاتحاد لملأ جيوبه من أموال الشعب العراقي بعد أن اقنعهم بأنه ( سفينة النجاة ) لهم بتلاعبه بالقوانين واللوائح والتعليمات ، ليضيع عليهم الخيط والعصفور .
على اتحاد الكرة تقديم اعتذار رسمي لنادي الزوراء فورا قبل أن ينقلب السحر على الساحر وتنتفض الجماهير الرياضية وليس جماهير القلعة البيضاء فقط ولات ساعة مندم .
أخر الكلام / شكوى الكابتن درجال تتعلق بواقعة جنائية تتعلق بالتزوير ولذلك فأنها لا تعد انتهاكا للمواد 62 – 2 و13 -1- ح و37 من النظام الأساسي للاتحاد .