in

احباط ويائس وفشل … هذه اسباب الانتحار في العراق

تحقيق : أمير البركاوي
الظروف القاهرة التي تعيشها الشعوب من فساد بعض الحكومات وعدم توفر متطلبات العيش الكريم هوعامل اساسي لتزايد حالات الانتحار بين الاوساط الشبابية.
ونحن نتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة التلفاز نرى شاب يطلق النار على نفسة او قيام شابة برمي نفسها من اعلى الجسر او الانتحار بطريقة امام الجمهور بتقنية البث المباشر حتى بدأت تسجل احصائيات مرتفعة لحالات الانتحار ولهذا اعددنا تحقيق صحفي حول ظاهرة الانتحار لنتعرف على العوامل النفسية والاجتماعية المسببة للانتحار وما هي خطوات المعالجة التي يجب ان تتخذها الجهات المعنية للحد تنامي هذه الظاهرة.
واقع مأساوي
في البداية التقينا بالدكتور حسنين جابر الحلو الاختصاص في فلسفة المجتمع وتدريسي في جامعة الكوفة فحدثنا قائلاً :
يمر المجتمع بشقيه العالمي والمحلي ، بظروف مأساوية كثيرة ، حيث لعب العامل السياسي على تأجيج الوضع في المنطقة ككل ، فأنتج حالة من الصراعات والحروب ، القت بظلالها على الشعوب ، فأنتجت واقع مأساوي مؤطر بأطر التراجع الاقتصادي ، فحلل الحياة الاجتماعية ، بكثرة البطالة من جهة ، وصعود فئات وهبوط أخرى، على حساب المحسوبية والمنسوبية،
تبعات نفسية
ويضيف الدكتور حسنين جابر الحلو قائلاً : وهذا بدوره أدى إلى تراجع نفسية الفرد العربي عامة والعراقي خاصة ، بالتزامن مع جائحة كورونا وما فرضته من تبعات نفسية واقتصادية ، بحيث نجد الشاب اليوم ضحية النتاجات السياسية والاقتصادية ، ولاسيما اللذين ليس لديهم ايمان كافي بالحياة ومتغيراتها ، فيصابوا بإحباط في أول فشل يصادفهم، مما يعمل على الذهاب إلى طرق الهروب من الواقع، واحدة منها الانتحار ، وبطرق مختلفة ، منها الشنق ، أو القفز من المباني والجسور.
تكاتف المساعي
ويسترسل لنا الدكتور حسنين جابر الحلو فيقول : وهذا الأمر يحتاج إلى تكاتف المساعي ، من قبل الأهل والمجتمع والدولة ، للحد من هكذا أفعال، فعلينا أن نوقف التنمر، على شكل او فعل أو عمل ، وكفى للانتقاص من الاخر ، لان كل هذه الأمور تؤدي إلى ضعف الشخصية ، وهز الثقة ، ومن ثم التراجع ، في التماشي مع الحياة ،
ويشير الدكتور حسنين جابر الحلو قائلاً : وعلى الاسرة ان تحتضن ابنائها ، ولاسيما المراهق ، الذي ينزعج او يغضب لأتفه الأسباب، مما يغير الحالة ويقلبها إلى الانتحار ، لأنه لا يستطيع المواجهة ، والأسرة والمجتمع لا يعطيه المجال ، ليعبر عن رأيه ، فتفلت زمام الأمور ،
وينوه الدكتور حسنين جابر فيقول : علينا أن نعمل جاهدين للحد من الانتحار، من خلال تكثيف الجهود الإعلامية، لبيان أهمية الفرد داخل المجتمع ، وتفعيل دور الأسرة، في بيان الفرد داخل الأسرة، وتفعيل دور المدارس والجامعات في بيان أهمية الطلاب لبناء المستقبل.

ارتفاع ملحوظ
من اجل معرفة العوامل الاجتماعية ذهبنا الى المفوضية العليا لحقوق الانسان مكتب النجف الاشرف فألتقينا بفراس الدهان فحدثنا قائلاً :
تؤشر المفوضية العليا لحقوق الانسان في النجف الاشرف هناك زيادة في عدد حالات الانتحار في الآونة الأخيرة ويعتر هذا المؤشر خطير على المجتمع العراق بشكل عام ونستشعر هذا الخطر على شبابنا من كلا الجنسين من خلال الإحصائيات في هذه الفترة الأخيرة ومن خلال ما وثقته المفوضية من أسباب لهذه الظاهرة الدخيلة على شعبنا هي أن اغلب المنتحرين هم مصابين بأمراض نفسية ويمرون بفترات لا يشعرون ماذا يفعلون ويبالون بهذا الخطر الذي يؤدي الى مفارقة الحياة.
مشاكل اسرية
ويشير فراس الدهان فيقول : وهناك سبب آخر للانتحار هو كثرة المشاكل الاسرية بين أفراد العائلة فمن خلال الضغط النفسي الذي يمارس بتقييد أي حرية فسوف يفكر هذا الشخص بعملية الانتحار وغالبيتهم وبنسبة كبيرة يمكن أن ينفذ بأي لحظة.
الفقر
ويؤكد فراس الدهان قائلاً : اما عامل الفقر فيعد من العوامل المساعدة لعملية الانتحار فقد لا يستطع رب الأسرة من تغطية نفقات عائلته الضرورية لاسيما أن أوضاع المعيشية صعبة في ظل حظر التجوال الكلي أو الجزئي الذي تفرضه الحكومة بسبب انتشار جائحة كورونا حيث قلت ساعات العمل للكسبة وهذا إثر بشكل واضح على دخل الاسرة ويعتبر أحد ادوات الضغط النفسي الذي يمر به الكاسب او العامل فستتولد مشاكل وظروف اقتصادية صعبة قد يفكر رب الأسرة اما بقتل افراد العائلة أو هو ينتحر.
انتحار الطلبة
وينوه لنا فراس الدهان فيقول : وظهرت حالات اخرى هي لجوء الطلاب على الانتحار بسبب عدم قدرتهم على حصولهم على المعدل الذي يتمنونه اثناء تأدية الامتحانات النهائية لكل موسم دراسي.
في مركز مدينة محافظة النجف الاشرف وفي شوارعها تجولنا لمعرفة اراء المواطنين ازاء ظاهرة الانتحار لدى الشباب التقينا منهم :
كرار الزيادي ( اعلامي ) يقول : لا قول لنا بعد قول الإسلام، فالاسلام حرم هذا الفعل وجعل المنتحر بالنار ولكن مع الأسف ازدادت هذه الحالات في مجتمعنا وهذا اكيد له اسباب. الأهم منها هو ضعف الجانب الديني وهذا لا يتحمله الشاب وحده وإنما يتحمل الجانب الأكبر هو المتصدين للدين وكذلك العائلة. اما السبب الاخر هو قلة الثقافة لدى الأشخاص وعدم وضع هدف لتحقيقه لذلك نرى الاغلب عند مواجهة اول عائق يستسلم. وهنالك سبب اخر هو ضعف دعم الدولة للأفراد. وسبب اخر التشتت الحاصل في العائلة لذلك يجد الشخص نفسه بفراغ وتائه. خطوات الحل يجب أن تتكاتف كل الجهات التي ذكرتها علاه لوضع خطة حل لاحتواء الأشخاص. فهذا الأمر ليس مشكلة فردية فكل جهة مسؤولة عن جانب.
احمد العوادي ( استاذ الفنون مسرحية ) يقول : الانتحار بحد ذاته من المحرمات التي منعنا الله من ارتكابها ووعدنا بعذاب كبير ولكن للأسف قلة الايمان هو من اهم اسباب هذه الظاهرة بالاضافة الى ان الحكومة تأخذ نصيبا في اسباب حدوثها وخاصة بين الشباب بسبب عدم توفيرها ابسط متطلبات الحياة البسيطة هذا بدوره يصل ببعض الناس لليأس فيقوموا بهذا العمل البائس.
رياض الزجراوي ( مدرس ) يقول : أهم الاسباب الحقيقية لإزدياد حالات الانتحار نستطيع ادراجها بالنقاط التالية:
1- الحالة المادية /العوز والفقر بالنسبة للعائلة وكما شاهدتها بالسوشل ميديا مثلا الاب يقدم على قتل اطفاله ومن ثم يقتل نفسه او يحرق البيت الذي يأويهم .
2- الحالة النفسية / واغلبها للانسان المريض نفسياً نراه ينتحر بعد تأزم حالته كون الناس قد يستهزأون بحالته النفسية او الانطواء والعزلة تؤدي الى تلك الحالة.
3- الحالة العاطفية / رفض الاهل للشاب او الشابة عندما يتقدم لبعضهما بسبب الحالة المادية والمعيشية لكلا الطرفين فتقدم المرأة او الرجل على الانتحار .
4- بعض الحالات تكون بسبب اخفاق الطالب بالامتحانات النهائية (السادس الاعدادي) . الحل لهذه الحالات الأهل والاسرة /توفر الاجواء النفسية والطمأنينة لافراد العائلة و الابتعاد عن العنف الاسري . الدولة والاهتمام بالطبقات الفقيرة وتحسين المستوى المعيشي للعوائل الفقيرة من سكن او راتب شهري يسد اهم احتياجاتها .

على الجهات المعنية العمل على وضع خطوات حل آنية لمعالجة الاسباب التي ادت الى ظهور حالات الانتحار بعد دراسة اسباب كل حالة والقيام بحملة توعوية وتثقيفية على وسائل الاعلام وتخصيص حلقات ببرامج دورية تستضيف مختصين في الجانب النفسي والاجتماعي لبيان اسباب الظاهرة وطرق معالجتها
والمسؤولية الكبرى للحكومة في توفير فرص العمل للشباب العاطلين عن العمل لان الفقر والبطالة بين الشباب ويائس الشاب والكبت والحرمان من العمل هو سبب رئيسي للاقدام على الانتحار.

المرجع الأعلى السيد السيستاني يعزي بفقد المرجع الحكيم (قدس) :

مكتب انتخابات النجف يباشر بتدريب موظفي الاقتراع