in

الإرهاب والأمن القومي دراسة واقعية ….الجماعات المتطرفة نموذجا


اعداد: ظلال الغريفي
…هناك مفهوم ضيق وأخر واسع للأمن ، فالأول يتضمن الإجراءات الخاصة بتأمين ألافراد داخل الدولة ضد
الاخطار المحتملة وتهيئة الظروف المحيطة بهم إشباعا لحاجتهم األساسية والتكميلية ، أي : جمال السياسات التي
ترمي إلى توفير الحماية لامن الافراد . وضمان حرية القرار السياسي ، واستقلاليةبوضع القوانين والتشريعات
في ظل وجود سلطات من خلال تأمين الدولة للأفراد في أجهزة المخابرات القومية سيكون . التي تكفل هذه الحماية
الوضع الامني مثمر إذا انطوى على التزام تنظيمي ومالي بتحسين القدرات الاستخبارية القومية كما يرى في
ذلك المفكر الاميركي ومستشار الامن القومي زبغنيو بريجنسكي(. وبعكس ما يذهب إليه الثاني وهو مفهوم ألامن
الواسع الذي يمثل كل ما يحقق الاستقلال السياسي للدولة وسلامة أراضيها ، وضمان االستقرار السياسي
والاقتصادي والاجتماعي الداخلي فهو يشمل تحقيق الأمن ببعديه الداخلي والخارجي من أجل تحقيق الأهداف
والغايات التي تعبر عن الرضا العام في المجتمع.
ثانيا”: اختلفت سياقات تعريف الارهاب؛كون كل جهة ،أو مؤسسة تحمل أولويات معينة. أو أفكار مسبقة تسيطر
على ذهنه في تحديد مدلول فكرة الإرهاب .وعليه فإن أبرز أهم الاتجاهات التي اتبعت تحديد مدلول العمل
الارهابي ، هي :

  • الاتجاه الاول : إن مايز العمل الارهابي في هذا الإتجاه هو طابعه الأيديولوجي ، فقد عرف الإرهاب بأنه عمل
    عنف ايديولوجي يرتبط بأهداف سياسية . وينحاز إلى هذا الاتجاه معظم الكتاب والسياسيين في الغرب إذ عرف lesrer ،وهو أحد كبار المسؤولين الاميركيين المكلفين بدراسة موضوع الإرهاب بأنه النشاط الاجرام المتسم بالعنف الذي يهدف إلى التخويف من أجل تحقيق أهداف سياسية .
  • الاتجاه الثاني : يذهب إلى تمييز العمل الارهابي عن الصفة العشوائية ، فالعمل الارهابي هو عمل عنف
    عشوائي ، وأهم خصائص الارهاب وفقا لهذا الإتجاه أنه ذو آثار غير تمييزية . فالارهاب ال يهمه تحديد أشخاص
    ضحاياه بقدر ما تهمه النتائج ، والاثار التي تحدثها أفعاله .
  • الاتجاه الثالث : يذهب إلى أن ما ميز العمل الارهابي هو إنه عمل عنف ذو جامعة غير عادية ، ويعرف
    الكاتب Remond Aron الارهاب بأنه عمل من أعمال العنف تتناسب آثاره 69 70 النتيجة المادية:
    الاتجاه الرابع : يذهب إلى أن ما يطبع العمل الارهابي هو كونه محدثا للرعب Terrorisant وتتحدد هذه
    الخاصية بالرجوع إلى الاصل اللغوي لكلمة : Terrorisme الذي يرجع إلى مفهوم الرعب Terreur وما
    . يمكن أن يشمله من معاني الترويع ، والرهبة
    ثالثا”، إن تحديد الظاهرة الارهابية في البيئة الأمنية ألاوسع تتحد من خلال ما يلي :
    1-التغيير مقابل الاستمرارية : هل هناك شكل جديد للارهاب ، أم أن الارهاب ببساطة أخذ في التطور نقول في
    العراق : إن الارهاب هو ذاته الرافض للنظام الجديد ، وفي الوقت نفسه استثمر الأوضاع في المنطقة الصالحة.
    2-الوكالة مقابل البنية ،هل يمكن اعتبار الارهابيين عوامل حرة .وأطرافا عقائدية تقرر ما إذا كانت سوف تتبنى
    العنف ،ومتى ،لتحقيق أهدافها ، أم هل تحدد التغيرات البنيوية التي تقيد حريتهم في العمل ، وتنفعهم في مسارات
    محددة مسبقا نسري في العراق مثال : أن أهداف التنظيم في تحقيق الخلافة ) الملاذ الآمن ( ، وهو هدف تاريخي
    بالنسبة للجماعات المتطرفة ، لكن الوكالة تتأرجح بارتباطاتها بأجندات سياسية إقليمية لدول في المنطقة .
    3- الخطاب مقابل الفعل : هل ما يقوله الإرهابيون في بياناتهم يوفر دائما مفاتيح لماينوون عمله ، أم أن هناك
    بعدا دعائيا في الخطاب الارهابي في العراق تشكل الحرب النفسية وإلعالم في تلك التنظيمات
    4-القيم مقابل القدرات : هل تنتهي مجموعات معينة إلى تبني ، أو رفض الخيار الارهابي ، بسبب القيود على
    القدرات أم بسبب الافضليات والقيم ، أم أن الارهاب سلاح الضعفاء ، أي : لا يستطيع جمع ما يكفي من
    القدرات البشرية ، والاسلحة للقيام بالتمرد . نجد في العراق أن التنظيم عالي المستوى
    5-الأهداف السياسية مقابل الدينية : الخالف ما إذا كانت أهداف الجماعات الارهابية أهداف دينية ، أم سياسية ،
    وهذا الموضوع مثار للجدل بشكل واسع
    6-وجوه ضعيفة مقابل تهديدات غير مؤكدة : وهنا يقصد بها التركيز على وجوه الضعف التي تؤدي إلى عواقب
    كارثية هي اساس االتجاهات .
    ومهما ارتقت المحددات الامنية للارهاب تبقى السؤولية المشتركة التي يجب بذلها من اجل محاربته ومكافحته
    خصوصا ذلك الذي يسعى إلى ربط الارهاب بالدين بعيدا كل البعد عن الواقع ، ويحاول أن يبقى العنف الديني
    هو ذلك السلوك الذي يسعى للتغيير ، ويجتهد في تفسير النصوص الدينية ، لكي يصبح هذا السلوك بالصيغة
    الشرعية ، ويعتبرون الخارجين عليه خارجين عن الشرع
    ومن خلال ما تقدم يتضح لنا عمق العلاقة والتأثير المتبادل بين الارهاب والامن القومي من خلال دراسة الدوافع
    والمسببات الامر الذي يؤثر ويوضح الخطر الكبير الذي يشكله الارهاب على الامن القومي لأي بلد من بلدان.
    المصدر:
    استنتاج حول الإرهاب والأمن القومي قراءة في الدوافع والمسببات.
    إشراف الدكتور صباح الفتلاوي
    استاذ العلوم السياسية

الامن الوطني يناقش الخروقات التركية على شمال العراق

رئيس مجلس النواب العراقي يشكل لجنة لمتابعة أموال ملف الكهرباء منذ عام 2006