Menu
in

الامراض السرطانية تجتاح العراق

تحقيق \ امير البركاوي

منذ سنوات خلت بدأت الامراض السرطانية تجتاح المدن العراقية دون استئذان او سابق انذار وبشكل لافت للانتباه حتى بتت تقض بال الراي العام وراح يتساءل الكثيرون عن العوامل والمسببات المؤثرة على الانتشار المتزايد  لهذا المرض حتى بدأت تصيب مختلف الاعمار وكذلك الاسباب التي ادت الى ازدياد الاصابة بهذه الامراض وهل هي نتيجة الحروب المتوالية على العراق ام هناك مؤثرات اخرى وعلى ضوء ذلك تم تتبع العوامل المؤثرة لازدياد الاصابة بالامراض السرطانية والاجراءات التي تتخذ للحد من انتشار هذه الامراض.

نسب واحصائيات

كشفت وزارة الصحة مؤخرا ان معدل الاصابات بالسرطان تبلغ 18 الف اصابة سنوياً واشارت الى ان اغلبها لسرطان الثدي  وفيما لفتت الى انها تعاني من قلة (الكوادر التخصصية) اكدت انها تعاقدت لشراء  ( اجهزة اشعاعية ) 

وقال امين عام مجلس السرطان في وزارة الصحة  مهدي السراج : على هامش مؤتمر صحفي اقامته وزارة الصحة حول الامراض السرطانية وسبل تطوير علاجها : ان معدل الاصابات سنويا بالسرطان تبلغ 18 الف حالة مبينا ان اكثر الانواع شيوعا هو سرطان الثدي وبعده سرطان الرئة وان معظم المصابين يتم علاجهم في المراكز الخاصة بالعلاج الكيمياوي او الاشعاعي.

اسباب هذا المرض

استقرأت (بانوراما) اراء المختصين والمعالجين للامراض السرطانية في مدينة النجف للتعريف عن اسباب ظهور هذا المرض وانتشاره فقال الدكتور حيدر شهد المتخصص في امراض الدم في هذا المجال : هناك عدة عوامل ادت الى ازدياد الاصابة بامراض السرطان منها الحروب المتوالية على العراق اضافة الى ذلك التطور الصحي الذي ادى الى اكتشاف اغلب الامراض التي كانت غير مكتشفة وبعد التطور تم اكتشاف هذه الامراض وهناك ايضا عوامل وراثية واخرى غذائية.

اما الدكتور عمار رسول اختصاص اورام فيقول : يمكن تقسيم العوامل الى بيئية واخرى جينية  العوامل الجنية لا يمكن التحكم بها ويمكن ان تكون كمسبب للامراض السرطانية والعوامل الاخرى وكذلك يمكن ان تكون من ابرز المسببات التغذية مثل زيادة السكريات والدهون المشبعة والتي تؤدي بدورها الى السمنة بالاضافة الى قلة اكل الفواكه والخضروات وقلة اخذ مضادات الاكسدة مثل فيتامين A وB وكذلك العامل النفسي او القلق او الحالة النفسية بالاضافة الى الالتهابات  الفايروسية مثل هيومن بايلوماتروس كعامل مسبب لسرطان عنق الرحم عند النساء وهبتاتس c و b كعامل مسبب لمرض سرطان خلف الانف اضافة الى التهابات البكتريا الطفيلية والتعرض للاشعة كالتعرض لاشعاع اليورانيوم والاشعة السينية التشخيصية والعلاجية مثل العلاج بالفوم الذي يؤدي الى سرطان الثدي عند النساء وكذلك تلوث المياه يكون كاملا مسببا للامراض السرطانية مثل تلوث المياه بالمعادن الثقيلة الذي قد يؤدي الى سرطان الدماغ وغيرها.

من جانبه اشار الدكتور حيدر نعمان ربيع اختصاص الاورام والغدد الى ابرز مسببات هذه المرض بقوله : هناك عدة عوامل منها الاساسي العامل الجيني والعوامل الوراثية من الابوين تكون استعداد وراثي يحفزه عمل بيئي مثل تلوث الاكل غير الصحي والعوامل البيئية تحفز وتحول الخلية لموروث طافر الى خلية سرطانية.

جملة من المسببات 

اشارت الخبيرة وليدة محمد – اختصاص فيزياء اشعاعية – وخريجة المملكة المتحدة الى ابرز المسببات المرضية السرطانية يمكن اجمالها بالاتي : 

1.  اسباب تولد الامراض السرطانية بالدرجة الاولى الملوثات الكيمياوية خصوصا بعد سقوط النظام البائد ونتيجة لغياب الرقابة المؤسساتية تم استخدام العبوات والبراميل الحاوية على هذه الملوثات الكيمياوية من قبل الافراد والمواطنين البسطاء لخزن المياه فيها او ما شابه فادى الى بروز حالات سرطانية بالاضافة الى الاسمدة الكيمياوية التي تستخدم من قبل الفلاح والتي يتعامل معها بشكل غير دقيق كعدم ارتداء الكفوف والكمامات الواقية ويقوم بالخلط باليد ويأكل.

2.  الحروب التي تعرض لها العراق ومن خلال القصف بصواريخ  حاملة لليورانيوم المنضب (BU) والتي ادت الى ارتفاع نسب الاصابة بسرطان الدم والتشوهات الخلقية والاورام وبشكل كبير كما ساهمت فيها ايضا حرب الخليج الاولى والثانية التي سقط فيها النظام.

3.  غياب الخدمات الصحية المهمة ووجود مجاري المياه الملوثة بالاضافة الى غياب الخدمات الصحية والرقابية على الاغذية وغياب فحص الادوية وفحص المسلتزمات المرتبطة بصحة الانسان مثل الانابيب الناقلة للمياه والتي تكون من معادن  او مكونات قابلة للتفكك.

4.  التعرض للاشعة (المؤينة ) سواء كانت لاغراض طبية او اغراض اخرى بشكل يتنافى والمطلوب.

5.  تدخين السكائر من العوامل التي تسبب سرطان المجرى التفسي او المخ او الرئتين للمدخنين.

6.  هناك عوامل اخرى من ضمنها العامل النفسي والضغوط النفسية التي يتعرض لها الفرد قد تسبب تولد السرطان من خلال الضغط على خلايا انسجة الانسان وهذا من العوامل الرئيسة

7.  التعرض للاشعة الطبيعية الكونية والارضية بشكل يتنافى والمعقول.

علاجات مقترحة

اشارت السدة وليدة محمد الى الاجراءات الواجب اتخاذها للحد من انتشار الامراض السرطانية فقالت يجب على المؤسسات الحكومية والمؤسسات المعنية بعلاج الامراض السرطانية باتخاذ جملة من التدابير منها : 

1.  على المؤسسات التي تتعامل مع المواد الكيمياوية ان يكون لها دور فعال ورقابي وبالمساعدة مع مؤسسات رقابية اخرى مثل وزارة البيئة ومن خلال التعليمات والنظم الفعالة لاستخدام الطرق السليمة في الخلص من هذه المواد  وضمان عدم تعرض الانسان لها بشكل مباشر.

2.  عمل دراسات عدة تتناول الحروب التي عانى منها العراق وتلك الخاصة بتعقب التراكيز الاشعاعية ومعالجتها والطرق العلمية المتعارف عليها.

3.  على الجهات المعنية معرفة نوعيات انابيب المجاري المستخدمة واختيار نوعية الانابيب والحنفيات داخل الدور وهذا امر مهم جدا يمكن تطبيقة من خلال الرقابة النوعية وهنا يبرز   اهمية تقديم الخدمات للمواطنين كافة في هذا المجال.

4.  التزام الجهات المعنية سواء كانت الطبية او الصناعية وغيرها بالتعليمات الخاصة بالرقة الاشعاعية امر ضروري لتجنب كل من العاملين بالاشعاع والمواطن لجرع اشعاعية غير ضرورية.

5.  على الجهات المختصة ومنها الاعلامية القيام بدورها لتحديد التعاطي مع السكائر ومن خلال فرض رسوم الكمركية ومنع الاصناف الرديئة ومنع الاعلان الشفاف والمثير للشباب ولتعاطي السكائر والقيام بدورها الفعال ولابراز خطورة تناول السكائر.

6.  اما معالجة العوامل النفسية فيقع على كل من الدولة والعائلة ويكون من خلال معالجة مشاكل المواطن وخصوصا جيل الشباب وللعائلة دور في ذلك.

نهاية المطاف 

بعد معرفة العوامل المؤثرة والمسببة للامراض السرطانية فكلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته اذ على الجهات المعنية لاسراع في تشكيل لجان رقابية وتوعوية على اساس التخصص المهني وتتناسب مع حجم المدن والمجتمع ليكون عملها ذا فعالية في رصد المخالفات المؤثرة  لتولد هذه الامراض بالاضافة الى تنشيط الجانب الاعلامي للجان الرقابية في الصحف والاذاعات والقنوات التلفزيونية وتخصيص برامج دورية لهذه اللجان مع استضافة اطباء اختصاص  في هذا المجال لشرح مسببات هذا المرض  وطرق الوقاية منها ليسنى للفرد والمجتمع الابتعاد عن أي عامل مؤثر ونتيجة لهذه الرقابة والتوعية يصبح الفرد بدراية كاملة بالمخالفات المؤثرة والتبليغ عنها سواء للجهات الرقابية او الساندة لها كل هذه الاجراءات تعمل على الحد من انتشار هذا المرض في بلدنا العزيز.

Leave a Reply