سباق بين مشروع الأقلمة ..ومشروع الأنقلاب العسكري !!.
بقلم :- سمير عبيد
ملاحظة :-
مقالتي هذه ورأيي هذا يخصاني. فأنا لستُ ضد أحد، ولا مع أحد. ولن اكتب لصالح أي جبهة من الجبهات المتصارعة او المتخاصمة. وبالتالي لن أكتب حسب مزاج وهوى المتصارعين وهوى الراكضين دون معرفة الهدف.أكتب عن بلدي وأهلي ومايُحاك ضدهما !!.
———
خذوها مني وتذكروني !.
سيستمر الوضع في العراق كما هو .بل سيسوء أكثر .ولن تنتصر جبهة على أخرى خلال الأشهر المقبلة . وان مايدور عبارة عّن قدر وضعو فيه حصى وثبتوه على النار وباتوا يوقدون تحته النار لكي يبقى ساخن ويغلي بأنتظار جفافه ليُخرجوا الحصوات ويتقاسمونها بطريقة جديدة …. . والسبب:-
١- لأن الصراع الدائر في الساحة العراقية مركب، و ليس من اجل قضية وطنية. ولا من اجل إنقاذ العراق وجعله على سكة بناء الدولة -فهذا هراء وخداع – ومايسترو ما يدور في الساحة هو خارجي !!.
٢-لأن الصراع الدائر هو صراع بين أجندات دولية وإقليمية على ساحة العراق. وليس بين مواطنين عراقيين مختلفين في وجهات النظر حول مستقبل بلدهم مثلما يُشاع !.
٣- لأن الصراع الظاهر بين جبهتين محليتين ولكن الحقيقة ليس كذلك. بل هو صراع محاور خارجية وما نلاحظه في الساحة هو تحريك أدوات محلية من قبل أصحاب المحاور لتتصارع فيما بينها !!.
٤- نعم هناك ناس خرجت بصدق وحقيقة في أمل أنقاذ العراق وتحسين وضع المجتمع ولكن هؤلاء لا أحد ينظر اليهم ولا أحد سيسألهم بل أُستغلوا من قبل لعبة المحاور وباتوا يخدمون هذه المحاور دون علمهم !!.
توضيح أكثر !!.
الهدف المقبل اسقاط البرلمان !!.
١-فالقضية ليست عبد المهدي وليس أستبدال رئيس وزراء جديد وحكومة جديدة .فالأصرار على رئيس وزراء جدلي غاية بحد ذاتها لكي تدار حوله معركة شد وجذب واهدافها لكي يستمر الصراع في الشارع، وتستمر الأزمة بحجة عدم الاتفاق على بديل متفق عليه ليجلس بمكان عبد المهدي!. فقضية الجدل حول رئيس وزراء بديل هي مسرحية هدفها لكي يبقى الشارع في حالة هيجان ولكي يبقى البلد في حالة لا أستقرار ولكي تتصاعد الفوضى والوصول الى تقسيم المُقسم !.
٢- من قال لكم سوف تهدأ الأمور عند أستبدال عبد المهدي بشخصية أخرى وحتى وان كانت ” نيلسون مانديلا” .فالأمور لن تهدأ أطلاقا والسبب :-
١- اذا كان رئيس الحكومة مفروض من الساحات والشارع وبالقوة .فهناك أيضاً جماهير حزبية وعقائدية ومقاومة سوف تملأ الشارع هي الأخرى لرفضه وشل حركته وحتى اسقاطه !!!
٢- واذا كان رئيس الحكومة مفروض من الأحزاب والكتل السياسية سوف يبقى الشارع والتظاهرات. وهذا ما يريده أصحاب المحاور. وبالتالي سوف لن يعمل رئيس الوزراء الجديد وسوف يستقيل !.
فهناك هدف جديد يُراد الذهاب اليه من قبل الشارع والمتظاهرين بعد فصل قضية استبدال رئيس الوزراء وهو ( أسقاط البرلمان ) وايضا سوف تستمر المظاهرات للمطالبة بحل البرلمان العراقي !!.
الحراك سيستمر ، ولادة الأقلمة واردة ،وسيناريو الأنقلاب العسكري وارد أيصاً !!!.
١- لن يهدأ العراق خلال الأشهر المقبلة وليس هناك حلا .وحتى وان تم تغيير رئيس الوزراء سوف يبقى الحال كما هو عليه وسوف لن يطيل بقائه ..بل هو من يطلب حل البرلمان ( وهذا الهدف الذي يريدونه من رئيس الوزراء الجديد، وليس الأعداد لأنتخابات مبكرة) وبعدها سيدخل البلد في فراغ حقيقي ……
٢ هنا سوف تتعالى المطالبة بالأقاليم وان اول من سيطالب بذلك هي (الأنبار ) وسوف تلتحق بها ( صلاح الدين) وهناك صفقة عُقدت بين قادة من صلاح الدين بإخراجهم من السجن وإغلاق ملفاتهم الكبيرة جدا مقابل دعم ولادة اقليم الانبار والتحاق صلاح الدين فيها وان الاجتماعات والمؤتمرات مستمرة في دولة خليجية حول هذا الموضوع وأن آخر مؤتمر حول أنضاج هذا الملف في تلك الدولة الخليجية كان بتاريخ ( ١٠،١١ من هذا الشهر )
٣- وبعد ذلك ستلحق بهم المطالبات بإعلان ( البصرة ) أقليما وسوف تلتحق بها ( العمارة ) على طريقة التحاق صلاح الدين وايضا هناك دعما خليجيا وخارجيا لهذا الموضوع ويُراد لهذا الإقليم أن يكون متنافرا مع إيران !!.
٤-بعد ذلك سيتبلور أصطفاف محلي عراقي تقوده تلك الأقاليم أو ستقوده قوى اخرى وستكون وراء المحاور وهنا سينتقل العراق الى ( التقسيم الولائي) وحينها سيكون (السنة) من حصة ( امريكا والسعودية والأمارات ) ..وسيكون (الشيعة) من حصة ( بريطانيا والكويت ) مع حيز اقتصادي أرضائي لإيران !.
٥- وطبعا هناك سيناريو أميركي جاهز وعلى الطاولة وهو ( الأنقلاب العسكري بواجهة عراقية ) والبريطانيين يعلمون به بل شركاء !!، ولا ندري فهل سيحسم الجدل في العراق !!؟
و السؤال :-
هل سيتقدم سيناريو الأنقلاب العسكري والذي هو على ( الطريقة الهاييتية) ويكون قبل حدوث لعبة ومشروع الأقاليم وبُعيد حل البرلمان؟ …أم سيكون بعد لعبة الأقاليم والجدل حولها سيبزغ الانقلاب العسكري !؟
وفِي حالة حدوث الأنقلاب العسكري العراقي المدعوم من الولايات المتحدة فقطعاً سوف يولد هناك ( مجلس عسكري وفيه خبراء مدنيين ) سيشرف على برنامج أعداد الأنتخابات، وتثبيت نوعية الحكم الذي يريده الشعب العراقي، وسيشرف على تعديل الدستور والقوانين الجدلية ، ووضع العراق على السكة ومثلما حصل مع مصر !!!.
الخلاصة :-
سيبقى العراق ولأشهر مقبلة في حالة اللاأستقرار لأنه ليست فيه قيادة وطنية، ويفتقر لرجالات الدولة المسموح لهم بالعمل …وبالتالي لن يهدأ العراق الا باتفاق الدول المتصارعة فيه.. وهذا سيأخذ وقتا!!.
سمير عبيد
١٣ يناير ٢٠٢٠

