الحلقة رقم (٢)
•••
بقلم :- سمير عبيد
تمهيد :-
ذكرنا وأكدنا في الحلقة الاولى كيف نحج الحشد الشعبي ومن خلال أستراتيجية (الأنضباط والحكمة)بعدم الأنجرار نحو الفخ الذي نُصب للحشد و بدأ بضربات اسرائلية لمعسكرات وتجمعات الحشد ، ثم العقوبات الأميركية ضد قادة في الحشد،وقصف لقوافل الحشد واستهداف بعض القادة المهمين ، واندساس المندسين في المظاهرات والعمل ضد مقرات وكوادر الحشد. فأحرج الحشد الشعبي بانصباطه وحكمته كل من واشنطن وتل أبيب وعواصم خليجية ومندسين مرتبطين بهذه العواصم زج بهم في التظاهرات السلمية لغرض تخريبها وأحرافها … والهدف كان واضخاً وبأستماته لجر الحشد الشعبي نحو الفخ وتحميله جرائم وانتهاكات وغيرها لكي يُرتب ضده قرارات دولية وتحركات عسكرية وضمن مخطط الحرب ضد ايران طبعا ولكنهم فشلوا بسببب أنضباط الحشد !!.
ماهي النقاط الذهبية التي حصل عليها الحشد !؟
فعندما أستهدفت الولايات المتحدة وبطريقة غير قانونية وحاقدة معسكر الحشد الشعبي في القائم وقتل العشرات من مقاتلي الحشد العراقيين والرسميين ، وبتوقيت لا أنساني ولا أخلاقي حيث نهاية العام، وبداية عام جديد وأعياد ميلاد، وولادة السيد المسيح عليه السلام ، وولادة السيدة زينب عليها السلام والذي يقدسه الحشد والشيعة عموما .كل هذا جعل الحشد الشعبي الضحية وامريكا واسرائيل الجلاد القاتل والمجرم بنظر العراقيين وجميع الأحرار في العالم !!.
فجاء التعاطف غير متوقع حتى للحشد الشعبي نفسه وكما يلي :-
١- المرجعية الشيعية:-
تفاجأ الحشد الشعبي ببيان صادر من المرجعية الشيعية يستنكر العملية الغادرة ضد الحشد الشعبي وضد مؤسسة رسمية ..بحيث شعر الحشديون بسعادة أن المرجعية والمرجع لازال يمارس الأبوّة والرعاية للحشد الشعبي . أي لازالت فتوى الجهاد الكفائي مستمرة بالرعاية والاعتماد على اقل تقدير !!. فحذرت المرجعية الأميركيين وقالت عّن الحادث عدوان مدان وآثم. وايضا حذرت الحكومة العراقية من التقاعس وبطريقة دبلوماسية للحكومة. وتبنت المرجعية الفصائل الرسمية .وهذا نصر معنوي وعقائدي ونفسي للحشد !!.
٢- المتظاهرون السلميون :-
لقد تفاجأ الحشد الشعبي والمراقبين جميعا من بيان المتظاهرين السلميين الذين استنكروا من خلاله القصف الاميركي للحشد الشعبي. وانتقدوا وبشدة التصرف الأميركي ضد معسكر رسمي وفيه عراقيين تابعين للحشد الشعبي . بحيث هتف متظاهروا كربلاء (أمريكا ماتحكم بعد …إيران ما تحكم بعد ) وهي رسالة واضحة للحشد بأن الولاء للعراق، وهم مع الموالين للعراق من الحشد الشعبي. وباعتقادنا كان بيان مشروط بالولاء للعراق !.
٣- ربح الحشد الشعبي الزخم الجماهيري غير العقائدي والأيديولوجي بحيث تعالت أصوات كثير من الشرائح العراقية ضد العدوان الأميركي ولصالح الحشد الشعبي كونهم عراقيين وباتوا رسميون وتحت علم ورعاية الدولة العراقية .بحيث تنوع الدعم ومن جميع المستويات العراقية وهناك شرائح عراقية لم تكن يوما مع الحشد والجميل في الموضوع توحد الشيعة واغلب السنة مستنكرين ضرب عراقيين بطريقة الغدر مثلما حصل في معسكر الحشد الشعبي في القائم !!.
٤- لأول مرة يحدث أصطفاف سياسي واسع لصالح الحشد من نواب وسياسيين ونخب مختلفة ومن جميع اطياف وطوائف الشعب العراقي وانتقاد منهم ضد الضربة الأميركية بحيث استنكرت تلك الشرائح القرار الأميركي بضرب وغدر العراقيين في معسكر الحشد !!.
٥ -قائمة الشهداء المغدورين أخزت الولايات المتحدة الأميركية لأنهم جميعهم من المنتسبين العراقيين الشيعة ومن مختلف المدن الشيعية الفقيرة ولَم يوجد بينهم ايراني واحد. مما أنكشف الكذب الأميركي !!.
٦- بعد الضربة الأميركية بات الشعب كله حاضنة للحشد الشعبي وهذا لم يحدث من قبل باستثناء الأسابيع الاولى التي تلت فتوى الجهاد الكفائي والصعود نحو مقاتلة داعش الارهابي والذي ابلى في القتال بلاءا حسنا ضد داعش الارهابي !.
٧- ربح الحشد الشعبي مساحة سياسية مهمة جدا بعد الغارة الأميركية الغادرة بحيث بات للحشد رأي وصوت قوي في أختيار نوعية وشخصية رئيس الوزراء المقبل بحيث (عليه أن يتعهد بأخراج القوات الأميركية من العراق ) !!.
٨- ربح الحشد الشعبي التفاف جماهيري ولأول مرة بالضغط على البرلمان للتصويت على أخراج القوات الأميركية من العراق فبات هناك جمهور واسع بطالب بذلك !.
—-
حذاري من !!!!
١-حذاري من أعلان الولاء لغير العراق في الشعارات ، والكتابات ، والهتافات ، والتصرفات خلال التظاهر ضد السفارة الأميركية لأن بعض الشعارات وبعض الهتافات التي خرجت وكُتبت ليس لصالح العراق، بل لصالح دولة أقليمية وأسماء قادة ليسوا عراقيين. مما ولد صدمة لدى الكثير من الذين تعاطفوا مع الحشد من العراقيين …. بحيث امريكا باتت تحصد النقاط لصالحها !.
حذاري من رفع شعار ( أشهدوا لنا عند الملك ) لأن بعض مجموعات وشخصيات واطراف من الحشد لم يأتوا اصلا على العراق والولاء الوطني بل أعلنوا ولاءات لخارج الحدود .وهذا جعل كثير من العراقيين أن يضعوا علامات الأستفهام والانسحاب عّن تأييد الحشد.ويفترض ان يكون الملك الذي يشهد أمامه لصالح الحشد هو العراق والرموز العراقية الوطنية وليست رموز غير عراقية ..وهنا كسبت امريكا نقاط لصالحها ايضا !.
حذاري الأستمرار في البقاء أمام السفارة الأميركية لأن الرسالة وصلت تماما للأميركيين وللعالم فيجب الأنسحاب من أمام السفارة ولكن ( بشرط أن تتعهد الحكومة الاميركية بأن لا تعود لسياسة الغدر ضد العراقيين ..وان تتعهد حكومة بغداد بعدم تعويض السفارة الاميركية بل هي عليها دفع الديّة ودفع اعتداءها عل معسكر رسمي تابع للقوات المسلحة ….ويجب ان تتعهد الحكومة العراقية بعدم تغيير أي شيء بحيث لا تلجأ الحكومة العراقية للنفاق السياسي لصالح امريكا والأستعداء مع الحشد وتبدأ بوضع العراقيل في المنطقة الخضراء وتغيير معالم المنطقة الخضراء وبغداد من أجل عيون الأميركيين !!!!)
حذاري من مغادرة الانضباط والحكمة التي كانت استراتيجية ثابته للحشد الشعبي.. وأبهروا العالم بذلك ودوخوا اسرائيل والأميركيين بها بحيث لم يستطيعوا اصطياد الحشد الشعبي .. فلا يجوز ترك تلك الاستراتيجية والذهاب باتجاه الهيمنة على الشارع واستفزاز الناس . فالأنضباط بات واجب شرعي ووطني لكي يتحير عدو الحشد بالحشد ..فهي لحظة تاريخية ليثبت الحشد بانه تيار وطني عراقي حد النخاع في التصرف والولاء والتآخي مع الوطن والشعب !!.
الخلاصة :-
نصيحة لقادة الحشد الشعبي التقاط اللحظة التاريخية الذهبية وتعميم تعليمات صارمة في الأنضباط الوطني والولاء الوطني وترك أي تصرفات فردية . وأنهاء الولاء الذي لدى البعض لغير العراق. فهذا لا يجوز، وغير مقبول في جميع دول العالم أن تكون هناك وحدات عسكرية رسمية ولاءها مزدوج أو ولاءها لغير بلدها …
فأغتنموا هذه الفرصة وهذا الألتفاف والدعم الجماهيري لصالحكم . ومنع اَي منتسب في الحشد اعلان ولاءه لغير العراق وخذوا مثال مقاتلي حزب الله اللبناني لم نسمعهم ولَم نرى لديهم فوضى في الخطاب والتصرف والولاء … فجميع تصرفاتهم وطنية لبنانية وسطية. وحتى قيادات حزب الله لم نسمعهم الا ان يضعوا لبنان اولا بشعاراتهم وهتافاتهم وثقافتهم وكلماتهم وملابسهم واشاراتهم ولَم نلحظ هناك فوضى بالصور والاعلام لغير لبنان ولغير قادتهم اللبنانيين !!!!.
أكسبوا العراق و العراقيين لتسقطوا تهم امريكا واسرائيل عنكم وضدكم !!.
•الى اللقاء في مقال قادم /ح٣… ان شاء الله
سمير عبيد
٢ يناير ٢٠٢٠