———————-
.
فأي حليف وعميل وداعم “عربي ومسلم” لأميركا هو جزء من حرب أمريكا المقدسة ضد الإسلام وضد المشروع الأصلاحي العالمي الموعود !!!.
بقلم :- سمير عبيد
تمهيد وتوضيح :-
جميع المسلمين بمختلف مذاهبهم يؤمنون بقضية خروج رجل عادل يملأ الدنيا عدلا يسمى عند بعضهم بالمهدي المنتظر و إمام العصر والزمان عند البعض الآخر .وهناك من يسميه المنقذ .وهناك من يسميه المُخلّص وهم من أديان أخرى. لكنه مهما اختلفت الروايات والاعتقادات ومهما اختلفت الاسماء والملامح وعلامات خروجه عند المسلمين فقد اتفقوا جميعا على مهمته ورسالته…..!
طيب أنتم تقولون يملأ الدنيا عدلا وهذا يعني يُثبت نظام العدالة الأجتماعية في الأرض وهنا ستزول الطبقات الأجتماعية وتتساوى الناس وبذلك يزول الظلم . وهذا ينافي من يدعي ان الامام المهدي متعطش للقتل والثأر .لأن إمام العدل يبدأ بنشر قيمه السامية بطرق سلمية ليكون معشوقاً ولا يحارب إلا دفاعا عن قيمه العظيمة ورسالته السامية. يعني يلتزم بقول القرآن (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) [البقرة: 190].وحتى قتاله لخصومه حتمًا ستكون عبر معجزات ونحن نعيشُ مقدمتها أو ليس هذا الفيروس” كورونا ” الذي لا يرى حتى بالمجهر الالكتروني الا بعد تكبير مئات المرات هو جندي صغير من جنود الله ومرحلة الإعداد لنشر العدالة في الأرض !؟
فالرجاء الأبتعاد عن وصفه قاتلا دموياً منتقماً. فهذا تشويه متعمد وكالتشويه الذي يُتهم به الرسول الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم على أنه أسس الإسلام بالسيف والدم . فيبدو هناك حجم كبير من الدس في كتبنا وتراثنا الديني من أعداء الاسلام واعداء الامام المهدي . ….
وما يهمني أنا في هذا الموضوع ومن خلال تلك الحلقات ليس الغوص بالروايات بشكل عام وليس الغوص بما تقوله طائفتي مادام هناك أتفاق عليه في جميع المذاهب والأديان.. لذا ما أؤكد عليه هو :-
١- ان الامام المهدي يدشن نظام سياسي واقتصادي واجتماعي يقود العالم وان هذا النظام يهدد عروش وهيمنة الحكومة الخفية التي تقود العالم ولهذا أستعدت تلك الحكومة الخفية التي تقود العالم وامريكا رأس حربتها لمنازلة هذا المنقذ اًو المصلح أو المُخلّص والذي هو الأمام المنتظر… فأمامي مشهد سياسي وعسكري و أقتصادي وأجتماعي وأخلاقي .
٢- ومن هنا التقطتُ أنا كاتب السطور قضية مهمة للغاية وهي أن الحكومة الخفية التي تقود العالم والتي رأس حربتها الولايات المتحدة قد أخذت بعض شعارات الأمام المهدي لكي تخدع الناس بأنها القوة الصالحة في العالم، وان جميع ماتفعلة هو بتسديد من الله.. وهذا ليس من كاتب السطور بل ستعرفون ذلك في سياق الموضوع أدناه !!!.
———
امريكا مقتنعه بأنها دولة الله والخير في الأرض !!.
فمنذُ أستقلال الولايات المتحدة رسخ قادتها ورموزها ايديولوجية عقائدية لدى سكان الولايات المتحدة بأنهم الشعب والدولة التي تعمل برعاية الله وتخوض الحروب بأمر الله. ومن هنا هوّدوا الشعب الأميركي بأنه شعب الله المختار والشعب الذي لا يُغلب .وهذا يعني أن الولايات المتحدة وفي بداياتها رسخت الثيوقراطية والضخ الديني من أجل تقوية اللحمة الأميركية وجعلها شعب موحد لأنها دولة مهاجرين وقطاع طرق ومارقين ولا يجمعهم غير الأرض الاميركية التي توحدوا من أجل الحصول عليها لأنهم من أعراق مختلفة فلن يوحدهم الا منظومة عقائدية وان كانت سياسية وخادعة وهذا ما دشنوه من مبادىء سياسية مغلقة بالصبغة الدينية وبالضبط مثلما قالها الفيلسوف والاقتصادي الألماني كارل ماركس ” الدين أفيون الشعوب “!!.
١-فيقول المؤرخ الاميركي فرانك لامبرت في كتابه بعنوان ( الدين في السياسة الأميركية ) ” أن الله أختار البراري الأميركية لأنزال نعمهِ عليها ” .
٢-وكذلك يقول المؤرخ الأميركي دانيال بورستين “١٩١٤-٢٠٠٤” في كتابه بعنوان “الأميركيون ” ( إنَّ جماعة من المهاجرين الأوائل كان لديها اليقين بأنها تسير على الصراط المستقيم لبناء صهيون جديدة في الأرض الأميركية الجديدة !!) .انتهى النص .
وهذا يعني أن أوتاد القناعات والثقافة الأميركية الاولى ثُبتت على أساس مبادىء دينية لجماعات مختلفة جمعها هدف واحد وهو الأشتراك في الأرض الجديدة التي أبادوا أهلها وهم الهنود الحمر واستولوا عليها. وعندما تحققت لهم الأرض فلابدَ من رادع نفسي لهم فأختار قادتهم الرادع المسيحي المتصهين وأقنعوا الجميع أن كل ما تفعله امريكا والأميركيون هو مبرر لأنه بتوجيه من الله.
٣- وبمرور الزمن ترسخت هذه القناعات عبر الأجيال الأميركية وشهد بذلك الرئيس الاميركي الأسبق رونالد ريغان وفِي آخر أيامه عندما قال ( اصلي ليطيل عمري لكي أشترك وأموت في المعركة المقدسة / ويقصد معركة هرميجدون )و أضاف حين سئل الرئيس الامريكي السابق رونالد ريغان عن مدى ايمانه بهرمجدون وهي اسم المعركة المقدسة قال: “اذا راجعنا الواقع سنكتشف ان جميع الاحداث التي تسبق هرمجدون قد مرت وشاهدناها بانفسنا، واذا بدأنا منذ قيام اسرائيل وحتى اليوم نجد ان كل شيء سار باتجاهه الصحيح تمهيداً لعودة المسيح وحدوث المعركة”وهذا شاهد على العمق التلمودي في السياسة الأميركية !!!
——
ماهي معركة هرمجدون المقدسة !؟
وهَرْمَجِدُّون ” ، أو : ” آرمجدون ” كلمة عبرية ، مكونة من كلمتين : ” هار ” بمعنى ” تل ” ، و ” مجدُّو ” اسم مدينة في شمال فلسطين – ويطلق عليها ” مجيدو ” – .وليس لهذه الكلمة وجود في ديننا ، لا اسماً ، ولا وقوعاً ، لا في أحاديث صحيحة ، ولا ضعيفة ، فتسمية هذه المعركة : ” هرمجدون ” ، وتحديد مكانها في فلسطين : ليس مأخوذاً إلا من التوراة والإنجيل .
وهي حرب تحالفية عالمية يشترك فيها معظم أهل الأرض وأن الأرض الرئيسة للمعركة ” وادي مجيدو ” بفلسطين وهي حرب مدمرة تقضي على معظم أسلحة الدمار الشامل …..
١-ففي ” التلمود ” – وهو عند اليهود أقدس من التوراة نفسها – : ” قبل أن يحكم اليهود نهائيّاً : لا بد من قيام حرب بين الأمم ، يهلك خلالها ثلثا العالم ، ويبقون سبع سنين ، يحرقون الأسلحة التي اكتسبوها بعد النصر ” …..
٢-و في ” الإنجيل ” – سِفر رؤيا يوحنا 16 : 15 ، 16 – على لسان عيسى عليه السلام – على زعمهم – واصفاً مجيئه المفاجئ في آخر الزمان : ” ها أنا آتي كلص ! طوبى لمن يسهر ، ويحفظ ثيابه ؛ لئلاَّ يمشي عرياناً ، فيروا عريته ، يجمعهم إلى الموضع الذي يدعى بالعبرانية ” هرمجدُّون ” .
ويقول القس هال ليندسي في كتابه (العالم الجديد):تصوروا 200مليون جندي من اعداء المسيح يزحفون من كل مكان نحو فلسطين. ورغم كثرتهم يذهب اليهم المسيح حيث يتجمعون في سهل هرمجدون فيقتل منهم الملايين فتسيل الدماء انهاراً ويمتلئ الوادي بملايين الجثث فيرسل الله ماء طاهراً فيمحو آثارهم فلا يبقى غير المؤمنين وحدهم”…!!
اما الكاتب التوراتي جيري فولر فيقول نقلاً عن اصحاب زكريا:سيجتمع في هرمجدون ملايين الرجال من الطرفين لخوض آخر المآسي الانسانية. و ستنتهي المعركة بانتصار المسيح وايمان من بقي معه من اليهود (وسيكون عددهم 144ألفاً فقط) وحينها سينعم العالم لاول مرة بالايمان والسلام”!!
ولكن الكاتب الأميركي ميشال بوغنون – موردان ذهب لتوضيح آخر وحسب ماجاء في كتابه بعنوان ” أمريكا التوتاليتارية” فجاء فيه ( أدت الولايات المتحدة الى انتهاج سلوك سياسي على المستوى العالمي انطلاقًا من قاعدة أيديولوجية تقوم على محورين هما :-
١-الأقتناع بأن أمريكا مُكلّفه برسالة آلهية!!!!
٢-الاقتناع بأن تنفيذ هذه الرسالة يستلزم أستخدام جميع الوسائل بلا تحريم !!
ولكن هذا الكلام وعندما يقوله الشيعة عن الامام المهدي يستهزئون بهم ويتهمون بالتخريف ، وعندما تؤكد معظم كتب السنة قضية الامام المهدي يعوموها لكي يتسع الفراق والتفريق بين جناحين مسلمين يصليان لنفس القبلة ونبيهما واحد وكتابهما واحد وهو القرآن ويصليان خمس مرات لرب واحد هو الله وهما الشيعة والسنة ..وهو نفس الذي يعتقد به المسيحي منقذ آخر الزمان وهو نفسه الذي يعتقد فيه اليهودي المُخلّص اخر الزمان ولكن لا أحد يخوض اًو ينتقد النصارى واليهود في هذا الموضوع !!.
————-
أدلة أنهم يعبثون ويدمرون في العراق بنيّة تشتيت أنصار وبيئة الأمام المهدي !!.
فهنا لسنا من هواة التهريج، ولا من هواة التبريج ،ولا حتى من هواة التشنيج والتهييج بين المذاهب والطوائف.ونعرف أن الخوض بهكذا موضوع أشبه بالمحظور وخصوصا عندما يكون الخوض من الزاوية السياسية والأستراتيجية وكيف يفكر العدو فيها وماهي أستعدادته العسكرية والاستخبارية لمواجهة الامام المهدي !!!. ولكن لدينا ما نُحاجج به من أدله ومنها :-
١- فبعد احتلال العراق عام ٢٠٠٣ قالها الرئيس بوش الابن ” انها حرب صليبية ” وبعد يومين من هذا التصريح قالوا أنها زلة لسان ولكنها ليست زلة لسان ولكن الله أرادها شهادة على جميع المسلمين الذين تخاذلوا عن نجدة العراق والعراقيين.وأرادها شهادة على جميع الذين صفقوا وأيدوا الغزو الاميركي وأحتلال العراق وباتوا عملاء لا مثيل لهم في التاريخ والامام علي يقول “تعرف المرء من فلتات لسانه ِ ” وبوش الأبن قالها بلسانه أنها حرب صليبية !!!. فهو قال جوهر الحقيقة .
٢- وعاد بوش الابن ليقول (ماجئنا من اجل الديمقراطية في العراق بل جئنا لنقاتل الاسلام في موقعه) ورغم هذا الوضوح لكن وضع الجميع القطن في الأذان وتزاحموا على السلطة والمغانم ونسوا دينهم ونسوا مهديهم ، واستمروا بالنسيان حتى الساعة !!
٣- وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندليزا رايس هي الأخرى قالتها بوضوح عندما قالت ( ان الاساطير هي التي قادتنا الى ارض العراق فهنا يجتمع سر الكون كله حسب تصريحها ) …!!!!!
وهي أشاره لِما وضحناه لكم في الحلقة الأولى حول حضارة وادي الرافدين وأسرارها و التي لا زالت حية ولا زالت تخاطر مع السماء والكواكب ومن يعرف أسرارها وشيفراتها سوف يسيطر على العالم ،وهنا سر الكون هذا جانب … ومن الجانب الآخر ففي كلام رايس إشارات تلمودية واضحة. فالتلمود يؤكد على العراق ” بابل” إنَّ منها سيكون المنقذ والمصلح ومنها سيكون انطلاق اسقاط دولة اسرائيل !!!.
ورايس كانت تقصد بالأساطير هي الروايات الخاصة بالإمام المهدي وماورد عن العراق في التلمود !!.
وهذا ما أكده الباحث دايفيد بريثيرا قائلا “أن في العراق قد بدأ كل شيء وفيه سينتهي كل شي” وهذا يتطابق مع ما نشرته قبل اربع سنوات عندما قلت( ان الدورة الأجتماعية الكبرى بدأت من العراق حيث أور وعززتها بابل وتطورت ومن ثم بدأت بالانتهاء تدريجيا لتنبعث دورة أجتماعية كونية جديدة من ركام الاولى وايضاً سوف تبدأ من العراق ….وقلت سينهض العراق كالعنقاء ، وسيكون قمرًا وستعود دول الخليج والدول المجاورة تتسول رضاه !!.
٤- فليس اعتباطًا ان تصرح منظمة الصحة العالمية أن عدم انتشار فيروس كورونا في العراق تقف خلفه معجزة !!!! .
٥- ولكن ولي العهد السعودي قالها في امريكا وأمام نخبة من رجال السياسة والفكر الامريكيين خلال زيارته الى واشنطن في عام ٢٠١٧ ونشرته صحيفة نيويورك تايمز في حينها وعندما سأله احد الحضور من اليهود، ماهي مخططاتكم البعيدة المدى والاستراتيجية؟
أجاب :-نحن لانستطيع التفاهم مع بلد یحاول السیطرة علی المسلمین، و نشر المذهب الجعفري في العالم ويروج لظهور الإمام المهدي”، على حد تعبير الصحيفة.ونقلت الصحيفة الامريكية ان “محمد بن سلمان يظن ان اعتقاد الحكومة الإیرانية والشيعة في الإمام المهدي يعد احد اهم المشاكل الأساسية مع إیران واتباعها”، وأكد في الولايات المتحدة في بعض ما تطرق اليه قائلا: “إن ظهور الإمام المهدي و تمهید الظروف له منطق إیران واتباعها من شيعة المنطقة، و لهذا لا مجال للتفاهم مع الشیعة المؤمنون بهذا الفكر، #وسنتقارب مع الشيعة المتعاونون والرافضون لهذه الفكرة وسندعمهم بالمال ونوصلهم الى السلطة في العراق ولبنان ولن نسمح لهم في البحرين والمملكة واليمن ونقطة على راس السطر”.
وهو الهدف نفسه الذي دفع السعودية لمحاربة اليمن ففي ٢ مايو ٢٠١٧ قال محمد بن سلمان ( بإمكاننا أن نجتث الحوثي وصالح من اليمن في أيام قليلة وفقط من خلال القوات السعودية لوحدها والوقت لصالحنا )قال ذلك في مقابلة مع قناة الإخبارية السعودية التي قدمها داود الشريان !!.
الى اللقاء في الحلقة الرابعة ان رغبتم !!.
سمير عبيد
١٥ نيسان ٢٠٢٠
