بقلم :- سمير عبيد
تمهيد :-
جميعنا تابعنا القرار السعودي المفاجىء قبل أشهر بزيادة الضخ النفطي الكبير في السوق العالمية. وكان المستفيد الأكبر منه هي أمريكا التي سارعت للتخزين وملأ جميع مستودعاتها بسبب انخفاض أسعار النفط بحيث بات سعر برميل النفط يساوي سعر سندويچ همبرغر. وكذلك فعلت دول اخرى بالشراء والتخزين . ولكن الخطوة السعودية سببت للعراق خسائر كبيرة بسبب تلك الخطوة السعودية والتي أقل ما يقال عنها غبية وحماقة . فبخطة سعودية غبية لتعويض النفط الايراني في السوق لكي يبقى الحصار النفطي على ايران ومن هناك تعوّم النفط العراقي بحجة ان العراق يساعد ايران سراً فتكبد العراق خسائر جسيمة ولا زالت …ولكن الله تعالى قلب السحر على الساحر .حيث غرقت امريكا في محنة جائحة كورونا ،وغرقت السعودية في شر فعلتها !!!!.
ونوه الأعلام السعودي للتغطية على استهداف ايران والعراق بأن السعودية قررت تقليم أظافر روسيا ثأرا من مواقف الرئيس بوتين تجاه السعودية والسياسات الاقتصادية الروسية المضرة بالسعودية ..ولهذا ضخت النفط بهذه الغزارة وأغرقت السوق العالمية لتضر روسيا .. بحيث الفائض الباقي في السفن والسوق حسب الخبراء هوَ مليار ونصف برميل لأن ثلث العالم لم يشتري بسبب انتشار وباء فيروس كورونا حيث تجمد الإقبال على النفط بسبب انشغال العالم بهذه الجائحة !!!!.
فنسى السعوديون بأن تصرفهم هذا كان أشبه بمن يستعمل سيارته الوحيدة لهدم جداره الوحيد. وبالتالي فهو المتضرر لوحده .فخسر السيارة والجدار معاً والسبب لأن السعودية تعتمد على النفط بالدرجة الاولى في تسيير جميع حياة شعبها وصناعتها وكل شيء. بينما روسيا لديها بدائل كثيرة واهمها الغاز بكميات هائلة وتتحكم من خلاله بأوربا ودول اخرى وصناعة السلاح والصناعات الحربية الاخرى والصناعات الثقيلة والبتروكيماويات والصناعات المختلفة والتجارة والزراعة والسياحة …..الخ !!!.
السعودية دخلت بداية النهاية !!.
وبعد تفاعل جائحة كورونا والمستنقع الذي غرقت فيه أمريكا بشكل عام ورئيسها ترامب بشكل خاص بدأ الضغط الأميركي على السعودية وروسيا ومنظمة الأوبك بأن يرجع السوق لسابق عهده. وعلى روسيا والسعودية تخفيض الإنتاج النفطي وهدد ترامب بعقوبات صارمة بحجة حماية السوق النفطي العالمي .
هنا ذهب الرئيس بوتين ليُغرق السعودية أكثر وأكثر من خلال دق إسفين بين ترامب وبن سلمان بشكل خاص ،وبين السعودية وامريكا بشكل عام عندما قال ( روسيا لم تبدأ وليس بينها وبين السعودية حرباً بل السعودية هي التي أستهدفت النفط الصخري الأميركي فقامت بإغراق السوق العالمي بالنفط) وبعد هذا التصريح بدأ التراشقات بين موسكو والرياض ولا زال لا سيما عندما نجح الرئيس بوتين بالتلاعب بأعصاب ترامب …..!!.
فموسكو عرفت كيف تدير اللعبة بحيث رفضت تخفيض نفطها حسب الطلب الأميركي وحتى وان وافقت فهي تخفض فقط ب 500 الف برميل يوميا ولفترة محددة بالزمن والتاريخ !!. .. مما زادت وتيرة تصريحات وتهديدات الرئيس ترامب ضد السعودية فدخلت السعودية برعب حقيقي لأنها تعرف أن الرئيس ترامب لا صديق له ورجل تاجر ، وربما يسارع لفتح ملفات محمد بن سلمان واولها ملف اغتيال الصحفي جمال خاشقجي وملفات اخرى !!!!!!!.فدخلت السعودية في مأزق كبير وحقيقي ولا تعرف الخروج منه والآن حائرة !!.
الصاعقة هي :-
الرئيس الأميركي ترامب يطالب بتخفيض ١٥ مليون برميل وهذا مستحيل لا سيما وان روسيا ترفض التخفيض اصلا بل طرحت تخفيض مشروط ب ٥٠٠ الف برميل ومنظمة الاوبك صامدة بوجه ترامب رغم التهديد ولن تقبل مطلقا بهذا التخفيض …..!!
السعودية أمام المأزق الكبير والذي لا تُحسد عليه و الذي وضعت نفسها فيه وهو الصاعقة الكبرى التي نزلت على رأس محمد بن سلمان والتي بسببها بات يشن الاعتقالات بين صفوف الأمراء والأقرباء ورجال الدين وباتَ مأزوماً ومخيفاً لأن السعودية أذا خفضت مقدار 5 مليون برميل ستكون كارثة على السعودية وسوف تهبط السعودية مباشرة الى القاع وفي فترة قياسية جدا !!!
ومن هنا نستطيع القول أن السعودية بدأت الدخول العالي في بداية النهاية. ولن تستطيع العودة للخلف مطلقاً وان الأشهر المقبلة سوف تكون كارثية على السعودية وما علينا الا التفرج على المشهد !!.
سمير عبيد
٥ نيسان ٢٠٢٠