#(العملية التركية) في سوريا وضعت الأوربيين في مأزق أم باتت تركيا في المأزق؟ !.
#لماذا يتخوف الأوربيين والأميركيين من تركيا عام ٢٠٢٣؟
#كيف أضاع ( العبادي) مدن وثروات عراقية بصفقات بائسة !؟
بقلم :- سمير عبيد
كان الأوربيون وطيلة رفضهم أعطاء العضوية الكاملة لتركيا في الأتحاد الأوربي وهم ينظرون لتركيا كدولة من الدرجة الثانية. وهذا ما يؤلم الأتراك الذين باتوا يبحثون الى التوسع وحشد الموارد لدولتهم الصاعدة ليصبحوا قوة متكاملة بجوار أوربا .مما دفع بالأوروبيين الى اتباع سياسة المكائد تارة، والأستفزاز تارة اخرى ضد تركيا.فركنوا الى اتباع خطين متوازين مع تركيا وأحلاهما مر .. وهما :-
١- العمل على أضعاف تركيا سياسيا وأقتصاديا ونفسيا ومعنويا ومحاولة الضغط عليها لتبقى أسيرة جغرافيتها ومشاكلها !.
٢- العمل على دفع تركيا بعيدا عن أوربا نحو الشرق الأوسط وتركتها العثمانية الشرقية ..والعمل على ترتيب مأزق أو مآزق لها هناك لتغرق فيها ولا تعود نحو أوربا …ويبدو ان هذا الخط قد تنامى أخيرا ،اَي إعداد مأزق لا تخرج منه تركيا !!.
فلدى الأوربيين خوف متصاعد ومتنامي من تركيا التي يقودها حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان واللذان يؤمنان بأنبعاث العثمنة الجديدة والتي باتت تظهر معالمها بوضوح .والخوف الأوربي له أسبابه المشروعة من وجهة نظر الأوربيين. وهذه المرة لن تساعدها الولايات المتحدة التي بات شعارها (أدفع لنا …نحميك من أعدائك ) وهو الشعار الذي أعلنه وطبَقه الرئيس ترامب كمبدأ في السياسة الخارجية وبات يتجسد ويتنامى في اروقة المؤسسات الأميركية !!.
فما الذي يُخيف أوربا من تركيا ؟!
الجواب :-
أولا :-
أوربا خائفة جدا من بقاء حزب العدالة والتنمية والرئيس أردوغان يحكمان تركيا حتى مطلع عام ٢٠٢٣ .ولهذا رُتب الأنقلاب العسكري ضد اردوغان ولكنه فشل واعطى حجة لحزب العدالة والتنمية وللرئيس اردوغان ليُصفيّان حساباتهما مع خصومهم . وأخيرا وبتخطيط أوربي سري وبمساعدة أميركية تعرض حزب العدالة والتنمية الى نكسة وهي فقدانه لأربع محافظات مهمة في الانتخابات البلدية الاخيرة وهي ( أستنبول ، أزمير ، أنطاليا ،وأنقرة ) ،،، وبعدها مباشرة تم ترتيب مخطط تفتيت حزب العدالة والتنمية، وبالفعل نجحوا بأنشقاق رفيق أردوغان وهو رئيس الوزراء وزير الخارجية السابق داود أحمد أوغلو وبعض رفاق اردوغان في حزب العدالة والتنمية، وسوف يؤسسون حزباً جديدا منافسا لحزب العدالة والتنمية. ولكن هذا الحزب الجديد وتلك المجموعة تحتاج وقتا حتى تغير مزاج الشعب التركي الذي تعَوَدَ على حزب العدالة والتنمية وتَعَوَدَ على الرئيس أردوغان . وهناك أحتمال كبير يلتحق بهم الرئيس التركي السابق عبد الله غول …فالعمل الأوربي وبدعم اميركي واسرائيلي جاري لتنفيذ مخطط الانقسام الداخلي داخل تركيا لكي، لا تبلغ تركيا بقيادتها الحالية عام ٢٠٢٣!!!.
#ولكن لماذا يتخوف الغرب من تركيا وعام 2023 ؟
كمال اتاتورك الذي نصفه يهودي من جهة الأم قد تنازل عن أملاك الإمبراطورية العثمانية فى ثلاث قارات حسب معاهدة لوزان عام 1923 وسوف تنتهي هذه المعاهدة عام 2023 !!أي في عام ٢٠٢٣ تتحرر تركيا من أسر وحجز أستمر ل 100عام !!…..والحلفاء المنتصرون هم الذين وضعوا تلك المعاهدة وبريطانيا هي التي وضعت هذه الشروط الخطيرة والمجحفة للسيطرة على تركيا لفترة 100 عام مابعد عام ١٩٢٣ والتي ستنتهي عام ٢٠٢٣ .والشروط القاسية التي وضعتها بريطانيا هي :-
1 – إلغاء الخلافة العثمانية تماماً، ونفي السلطان وأسرته خارج تركيا.ومصادرة جميع أموال الخلافة والسلطان معاً .
٢- إعلان علمانية الدولة تشفيا بالدولة العثمانية الاسلامية . ومنع تركيا من التنقيب عن البترول على جميع أراضيها والسماح لها فقط باستيراد البترول !!
٣- – ومن الشروط القاسية الاخرى اعتبار مضيق البوسفور ممر مائي دولي ولا يحق لتركيا تحصيل أي رسوم من السفن المارة فيه ( وخليج البوسفور:- هو الرابط بين البحر الأسود وبحر مرمرة ومن ثم إلى البحر المتوسط).
#وسوف ينتهي العمل بهذه المعاهدة القاسية والمجحفة عام 2023 .وهو سر تصريحات أردوغان بين الحين والآخر بأنه بحلول 2023 ستنتهي تركيا القديمة.وستسرع تركيا في التنقيب عن النفط في أراضيها وشواطئها
، وحفر قناة مائية جديدة تربط بين البحرين الأسود ومرمرة تمهيدا للبدء في تحصيل الرسوم من السفن .لأن تركيا تمتلك موقع جغرافي سيجعلها بعد عام ٢٠٢٣ تتحكم بمصائر دول وممرات بحرية . فتركيا بعد عام ٢٠٢٣ ومن خلال موقعها الخطير سوف تتحكم بالسلام في منطقة البحر الأسود والشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط وسوف يعتمد على الوضع السياسي والعسكري في هذه الدولة. وهذا ما يتخوف منه الغرب بقوة !!!.
ثانيا :-
تعاني الولايات المتحدة وأوربا من ورطة حقيقية.
•فأن تُركت تركيا كما هي دون تصدع لتصل الى عام ٢٠٢٣ سوف تُركّع أوربا وعلى الأقل الدول القريبة لها والتي يتواجد فيها ملايين الأتراك وهي (المانيا ،وبلغاريا،والنمسا،وسلوفاكيا)!!.
•وأن دُفعت تركيا بتخطيط اوربي واميركي نحو دول وأراضي الشرق الأوسط ( ومن دون أذى لها ) سوف تعزز مخلب قط استباقي للعثمانية الجديدة من جهة ..وسوف تصل لمنابع الطاقة والنفط وتصبح قوية قبل عام ٢٠٢٣ من جهة أخرى. وهذا لا تريده أوربا وكذلك لا تريده بريطانيا التي تخطط للعودة الى ترتكتها القديمة في الشرق الأوسط …وبالتالي ليس امام امريكا وبريطانيا واوربا الا أضعاف تركيا بشكل عام وإغراقها في المأزق السوري الكردي بشكل خاص !!.
•ولكن هنا ربما تُفاجأ أوربا وامريكا وبريطانيا بقفز تركيا نحو الحضن الروسي، وتصبح تركيا حليفة لروسيا. وهنا سوف تصبح أوربا أمام خصمين عنيدين جدا وهما تركيا وروسيا ،وأردوغان وبوتين ..وهذا ما يُخيف أوربا وبريطانيا وامريكا !!!!.
ثالثا :-
كل مرة تنجح بريطانيا وامريكا واوربا من عدم وصول تركيا لمنابع الطاقة في العراق وسوريا والبحر المتوسط وآخرها المواقف التي آلمت تركيا في العراق والتي ابقت اردوغان يرددها دوما وبألم ويقول (تركيا لم ترى شيء من اتفاقيات حصلت ) … وهي :-
•عندما وعدت تركيا بحصة دسمة من نفط كركوك مقابل العمل على افشال ( استفتاء كردستان العراق )بشكل عام وعدم خضوع كركوك للأستفتاء …وبالفعل وقفت تركيا موقف حازم ضد كردستان العراق ضد ضم كركوك للأستفتاء واعتبرتها تركيا خطوة خطيرة تنتهك الدستور العراقي!!.
#ولكن حكومة حيدر العبادي ذهبت باتجاه آخر ..اَي ذهبت :-
• لتسقط قرار تأميم النفط الخالد وأعادة الشركات البريطانية خلسة و بدون اتفاق مع الكتل السياسية!!!.وبدون تصويت من قبل البرلمان العراقي ليقوم بإعادة الشركات البريطانية لتهيمن ثانية على نفط كركوك وللأبد/ ولَم يكن وفيا مع تركيا !….
•وأردفها بنشر الجيش العراقي بكذبة ايقاف الأكراد عن كركوك. والحقيقة هي توفير حماية مجانية قام بها الجيش العراقي للشركات البريطانية وتوفير أجواء أمينة للبريطانيين!. ..
•قام العبادي بصفقة مشبوهة مع حزب العمال الكردي /التركي PKKالمصنف عالميا بأنه منظمة ارهابية فأعطاها منطقة( سنجار ) ولا زالت تحتلها منذ اربع سنوات وأكثر .ولا زالت تُمارس سياسية قمعية وعنصرية ضد العرب والإيزيديين في سنجار ….وكانت الفكرة البائسة للعبادي بأنه سوف يساوم تركيا بمنظمة ال PkK لكي لا تتورط في كركوك ولكي تنسحب من احتلال أراض عراقية واسعة في مدينة ( بعشيقة ) العراقية …وفِي آخر المطاف بقي الأتراك يحتلون مناطق من بعشيقة وبقي أكراد تركياPKK المحظورين دوليا يحتلون سنجار وضاعت ثروات كركوك للبريطانيين وبقي الجيش العراقي يقوم بدور المرتزق ليحمي الشركات البريطانية هناك !.
السؤال 😕
س١-كيف يُسمح لرئيس حكومة مثل حيدر العبادي التعامل والاتفاق مع منظمة ارهابية مصنفة عالميا وهي PKK ؟
س٢- لماذا سكت ويسكت البرلمان العراقي والكتل السياسية على أستمرار أحتلال تركيا لمناطق واسعة من بعشيقة.. ويسكتون عن أحتلال منظمة PKKعن سنجار وبصفقة مع رئيس حكومة العراق العبادي !؟
س٣- لماذ لم يعاقب العبادي على صفقته المشبوهة مع تركيا ومع ال PKK وعلى قتله المتظاهرين واعتقال الصحفيين والناشطين وتغييبهم؟…..
هل لان البنك الدولي يحمي العبادي ام اللوبي الصهيوني البريطاني !؟
س٤- هل ان توغل تركيا في مناطق الشمال الشرقي لسوريا هو تعويض للصفقة التي كانت في العراق ولَم تتم ؟ وهل ان تصريح ترامب بتنبيه تجاوز الأتراك عن المسموح به هو تذكير اميركي لأردوغان بحدود الصفقة التعويضية في سوريا !؟
سمير عبيد
١٢ أكتوبر ٢٠١٩
					
