in

المجاملات المخجلة والنفاق في العمل اداة هدم التطور

كثيرة هي الرذائل الاخلاقية في قبال الفضائل هناك بعض الرذائل لكثرة التعود عليها صارت سمة اجتماعية مثل النفاق الذي اصبح مرض العصر وصار صفة متعارفة وجزء من التعامل اليومي بيننا وصار من يستنكر هذه الصفة شاذا وهو عملة نادرة، ومن الامور المؤسفة التي تدمي القلب التعامل اليومي والتودد الكاذب (التملق) وهو جزء من النفاق، والنفاق صفة تدمر المجتمع كونها تقتل المحبة والمودة وتولد الانانية وتذهب بروح الجماعة وتغييب الوفاء بل تسلب الحقوق من اصحابها،  قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير الى هذه مرة والى هذه مرة ال تدري ايهما تتبع)،  وكما بين القران الكريم حالهم ، (مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً( سورة النساء: 143

النفاق والعمل

 

ان من اهم ادوات نجاح العمل هو الاتسام بالأخلاق والابتعاد عن الرذائل كون الاخلاص والوفاء و الامانة والصدق جميعها فضائل و اساس الرذائل الكذب والنفاق فاذا ما اتصف عامل ما في مجال معين بصفة النفاق صار اداة هدم للمكان الذي يعمل فيه كونه يغيب كل مقومات النجاح باتصافه برذيلة النفاق البعض يرى ان المجاملة في العمل حتى وان زادت عن حدها اساس النجاح كونها تطيب الخواطر وتخلق الود بين العاملين واخرين يرون انها صفة من صفات المنافق اذا ما زادت عن حدها كون اهم مقومات العمل الصدق والاخلاص فالذي يجامل الاخرين يكذب عليهم كونه يتصنع الود ويمدح من لا يستحق وحول هذا الامر الفتاك استطلعنا اراء عديدة لنتعرف على مساوئ هذه السمة الخطيرة التي استشرت في المجتمع، كان البداية مع استاذة علم النفس م.م رقية العنزي: ترى ان النفاق بكل صورة عبارة عن اضطراب نفسي له اسباب عديدة اهمها ضعف الوازع الديني كون من لم يكن متدينا بإمكانه التلون لان ليس له مبدأ خاص ولا رادع على عكس المؤمن الذي يعمل انطلاقا من وازعه الديني، وله عواقب وخيمة تعود بالسلب على المجتمع فالمنافق اداة هدم لكل البنى الاخلاقية والعلاقات الاجتماعية.

وافقتها في الراي منى التميمي /جامعة البصرة : النفاق مرض فتاك وخطر ينتج من الابتعاد عن الاخلاق الاسلامية ويبدأ صغيرا ويكبر دون ان نشعر فكثير من افراد المجتمع يغيب عنهم عواقب بعض السلوكيات مثلا المجاملة وامتداح الاخرين بغير حق وعلى صعيد العمل وهو ما نبتلى به كالتملق للمسؤول وامتداحه بغير حق وعدم اظهر مساوئه التي تفسد العمل حرصا على طلب رضاه كل هذه من النفاق الذي يهدم كل ما نريد الوصول اليه، زهراء محيي الدين: ترى ان المنافق مريض يجب ان يقاطع حتى يشفى من مرضه وان من اكبر الاخطاء السكوت عنه كون مرضه معدي ينشر بيننا دون ان نشعر وللأسف نعاني في مجتمعنا كثيرا من هؤلاء فهم ادوات التخريب لكل شيء حتى صلة الارحام تقطعت بسبب هذا المرض فمقاطعة المنافق احد الوسائل العلاجية المهمة

وجهة نظر شرعية

اما الشيخ هادي محمد حسن بدا كلامه بالآية المباركة: (المنافقين والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون ايديهم نسوا الله فنسيهم ان المنافقون هم الفاسقون) وقال النبي (صلى الله عليه واله) : تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه، ويأتي هؤلاء بوجه ) وردت روايات عديدة عن النبي (صلى الله عليه واله) وائمة اهل البيت(عليهم السلام) حول مرض النفاق وآفة هذا المرض فتارة يوصف على انه اخو الشرك وتوأم الكفر واخرى يوصف على انه مفسد الايمان وهذه الاوصاف تبين مدى خطورته على البنية الاجتماعية ووصفه بتؤام الكفر يبن حجم هذه الخطورة التي يشكلها على الفرد والمجتمع وهذا الامر يتعلق بالتربية الدينية الصحيحة فالذي تغرس فيه المفاهيم والقيم السماوية لا يمكن ان يتصف بهذه الصفة وهناك علاجات عديدة لهذا المرض اهمها معرفة ان النفاق والايمان لا يجتمعان ابدا فكلما زاد ايمان الانسان قل نفاقه وهكذا اذا قل ايمان الفرد تجذرت به صفة النفاق ولمن وجد في نفسه مجالا للاتصاف بهذه الصفة عليه ان يتقي الله في افعاله ونواياه ويتعوذ من الشيطان ومن طريق النفاق وذكر الله دائما يقي من النفاق وخاصة الدوام على تلاوة القرآن وقراءة الاوراد الواردة عن ائمة اهل البيت (عليه السلام) التي تقي الانسان من الرذائل الاخلاقية.

النفاق داخل العمل

تقول الدكتورة زينة العميدي: ان النفاق سمة خربت الكثير من البنى وخاصة في اطر العمل (دوائر، ومؤسسات) فهي معاول هدم لتطور العمل مهما كان نعاني كثيرا في العمل من وجود المنافقين فهم المداحون بغير حق والمتعاملون بوجهين مع الجميع والمتملقين للمسؤول وكل هذه السلوكيات هادمة لتطور اعمالنا واغلب مؤسساتنا في تراجع بسبب هذه الصفة الذميمة، ويجب القضاء عليها بإيجاد طرق وحلول جذرية كالدروس التوعوية والاخلاقية ودروس علم النفس كي نتمكن من القضاء عليها.

وافقتها في الرأي م. سهام معلة: هدمت سمة النفاق الكثير من الامور في مجتمعاتنا بسبب التعامل بوجهين وللاسف اصبحت صفة مستشرية في المجتمع ومن لم يتصف بها يكون منبوذ كونه يتكلم بصدق ويواجه الجميع، وما اره في العمل ان المنافق مقرب من اصحاب الشأن بينما الذي تعامل بصدق واخلاص منبوذ محتقر، وبسبب انتشار هذه الصفة صيرت خلقا مستحسنا عند معدومي الايمان، والحل الوحيد للقضاء عليها تقوى الله ومخافته.

سبل القضاء على ذي الوجهين

للمنافق الاجتماعي في مجال العمل صفات واضحة للجميع ممكن ان يتميز بها عن غيره اولها التعامل بوجهين والتملق لمن يعلو عليه في المنصب او الشأن ونقل الكلام من شخص لأخر ليخرب علاقتهم فيما بينهم وانقاد الاخرين (الغيبة) ليس في محل النقد بل من اجل تسقيطهم امام الاخرين اضافة الى الحقد على زملائه دون سبب ويغني عن كل وصف حديث الرسول (صلى الله عليه واله): (آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان( ، فالأولى اجتنابه كي لا يكون سبب في دمار العمل والعلاقات الاجتماعية وافضل السبل ان يواجه امام الجميع كي يعرف ان الاخرين كشفوا زيف تعامله وسلوكه الخاطئ  كي يتوقف عن سلوكه الهادم، والاستعانة بالله والتحصين والاستعاذة بالله منه،  قال تعالى: ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ)، واذا لم نوقفهم عند حدهم تحولوا الى اداة هدم وتراجع في العمل واداة تفكك لروابط الاجتماعية.

رملة الخزاعي

الطلبة يصل العاصمة الاردنية تمهيداً لاقامة معسكر تدريبي

استيراد الاوبئة..”بالات” الملابس