شعر/شاكر القزويني
قصيدتي التي القيتها في افتتاح مهرجان المتنبي .. حيث كان المحفل في مرقد الشاعر ( أبو الطيب المتنبي ) رحمه الله
كفاكَ موتا بأنَّ العيدَ في غدِنا *** حزنٌ وكُنَّ ثيابُ العُرسِ ذي كفَنا
والغارقونَ هنا صبرٌ يغوصُ بهمْ *** يُفَسِّرُ الأُحْجِياتِ الحُمْرَ والرُقُنا
أصنامُنا في بُطونِ الحوتِ تأسِرُنا *** ونأكُلُ الصمتَ في دَرْبِ الرَجا وَهَنا
وحينَ شَقّوُا مَسارَ الخوفِ عن وَثَني *** إزْدَدْتُ نأيا فعادَ التَيهُ بي وَثَنا
وإنَّنا بدمِ الصُلبانِ أذرعُنا *** مُسَمّراتٌ ففي فجرِ الدِما ارتَهَنا
إنّي المسافاتُ بَطْنُ الأرضِ تحبلُ بي *** نهرا يفيضُ نحورا فالدروبُ أنا
كلُّ العلاماتِ تُنْبي أنني وَطَنٌ *** مُدَجَّجٌ بالحُتوفِ النازفاتِ سَنا
الأرضُ صَخْرَتِيَ الكَأْداءُ أحمِلُها *** وأصْعَدُ الشمسَ حتى أعتِقُ الزمَنا
أنا الحُشودُ ومِلحُ الطَفِّ في شَفَتي *** مُعَتِّقٌ ريقِيَ الظمآنَ والشجَنا
والموتُ كَرَّ يَلوكُ الجَمْرَ في رِئَتِي *** فتَزْدَريهُ نِياطِي الصاعداتُ قَنا
قبيلتِي تُلبِسُ الأنهارَ رايتَها *** لتُنْبِتَ النخلَ في أعتابِنا وطنا
أنا الختامُ فَنَفْخُ الصُورِ أشرِعَتِي *** ما في القياماتِ مَوْجي يحمِلُ السُفُنا
ينزُّ قلبي الى الأبوابِ يَطرِقُ صمـــــــــــــــتَها لِيُحْيِ اللُحودَ التَشْغَلُ السَكَنا
نحنُ الرجالُ ولكن لا حُدودَ لنا *** لو أشْعَلَ الغَيْضُ في آفاقِنا المُزُنا
ويَثمُلُ النحرُ من نَزْفٍ فيَشرَبُنا *** ويَصْطَلي في دمانا السَبْيُ حين دنا
تَقَلُّبُ الصُبح في الأصلابِ يبعَثُنا *** نحوَ السُيوفِ فنحنُ الطَفُّ مَوْلِدُنا
ضُلوعُنا سُبُلٌ تغوي الجسورَ فما *** يَمُرُّ نهرٌ لها إلّا بها افتُتِنا
نَزيفُنا طُرُقٌ تهدي العَواقِرَ خِصْـــــــــــــــــبا فالرِمالُ دُروبٌ تُزهِرُ المُدُنا
الطيرُ إثري وخيطُ العنكبوتِ دَمي *** والوَحيُ كهفٌ على أعتابِنا أمِنا
نحنُ البقايا وهمْ والموتُ قد كَمَنُوا *** بينَ الرَحى فأدَرْنا حيثُما كَمَنا
وأجنُحٌ في مُتونِ الأذرُعِ انتَبَذَتْ *** حُتوفَها فاعتَلَتْ فوقَ الصِفاحِ مُنى
فالحِصْنُ نحنُ وسِرُّ أللهِ مَوْضِعُهُ *** به جُبِلنا ومنهُ يصطَفي السَدَنا
مخاضُنا حينَ شَقَّ الرُكْنَ أنطَقَهُ *** بصائِرَ البيتِ وَحْيا للسماءِ رَنا
وإذْ تَهُشُّ عَصانا في مَآرِبِهمْ *** فتَلقَفُ الأرضَ لمّا إفكُها رَكَنا
فمُ العَطايا فأيُّ الناطقين بَقَوْا *** لهمْ حَكايا غِياثٍ يَرتَدي عَدَنا
كُنهُ الحياةِ وشبعُ الجائعينَ نَما *** في أمةِ القَفْرِ يجري أنهرا خَدَنا
وقد هَشِمنا وما في نارِهِمْ حَطَبٌ *** فَيْضُ الأضاحي سَرى فيها ولاتَ مُنى
بنو البتولِ فمنها السِدْرةُ أُتُّخِذَتْ *** وعرشُهُ لفيوضِ الكوثرِ ائتَمَنا
نحنُ الضحايا وأشلاءُ الحِمامِ بِنا *** نضُمُّهُ حيث ينمو نَزفُنا سُنَنا
تَميدُ لَوْ أحجمَتْ عن سَيْلِ ملحَمَةٍ *** الروحُ والماءُ في تِخضابِها اتزَنا