يعرف المعتقد لغويا ب إنه إسم المفعول من إعتقد
وقد أضفى الانثربولوجي البريطاني تايلور صبغة علمية على تعريف المعتقد حيث كان يرى
(المعتقد هو ذلك الكم المركب الذي يحتوي على المعلومات والمعتقدات والفنون والقيم والقوانين والتقاليد والقابليات كافة والعادات التي يكتسبها الانسان بصفته عضوا في مجتمع ما)
بينما أدخل باتيسون مصطلح المفهوم العقلي والفكري لتعريف المعتقد حيث كان يرى (ان المعتقد هي القواعد والأسس التي تزود نظاما إقتصاديا بالوحدة والتماسك والتكامل) وهذا التعريف مشابه بجزئيته لتعريف المعتقد في الولايات المتحدة حسب تأثير مدرسة الحضارة الشخصية تباين تعريف المعتقد بين مجموعة فكرية واخرى ولكن التعريف الذي أراه اقرب واقعيا هو تعريف الاستاذ دور كهايم حيث اعتبر المعتقد (حالة من الفكر تأخذ شكل التمثيلات والافكار والتطورات المنتشرة بين أعضاء الجماعة والتي تكتسب الشمول والقدسية )
وما ثقافة المجتمعات الشعبية إلا عبارة عن انظمة إعتقادية نلتمسها عمليا في ممارسات المجتمع ونشاطاته اليومية
كما قد قسم علماء الانثربولوجي المعتقدات إلى قسمين. هي
#معتقدات_وسيلية
هي عبارة عن نظام ينظم حياة العامة عن طريق تنظيم المهام المتعلقة بالبقاء مثل فعاليات الرزق والترحال ..الخ
#معتقدات_غيبية
هي عبارة عن تنظيم لأفكار العامة عن طريق تزويدهم بأفكار منظمة حول وجودهم في الكون بواسطة مفهومات مثل الدين والسحر والباراسايكلوجي
نستنتج من هذا إن المعتقدات ماهي إلا عبارة عن قوانين تفرض حسب تجليات بيئة الافراد من اجل تنميط العلاقات وضبط السلوك العام تختلف المعتقدات التي تشكل أفكار العامة بفلكلور شعبي تتناقله الأجيال ك إرث تاريخي من بلد لآخر حسب الثقافة المجتمعية التي تشكل ملامح الطابع العام للمجتمع بموروثات شعبية غير خاضعة لآراء نقدية بسبب افكارها ذات الصيغة المقبولية لدى الكافة المجتمعية
كانت المعتقدات دوما أحد أهم الأمور التي يرجع إليها العقل البدائي عندما يعجز عن تفسير الظواهر المحيطة به سواء كانت ظواهر صحية مثل تفسير الامراض او ظواهر طبيعية مثل الزلازل والاعاصير وغيرها
الأمكانية العقلية البدائية هي سبب رئيسي لظهور الخرافات التي تجسدت بالمعتقدات ف كانت منهاج مجتمعي يسير عليه الناس منذ بدايات الانسان الموغلة في القدم و كلمة خرافة هي مصدر لفعل خرف بكسر الراء اي هي كل حديث مكذوب لايخضع لقاعدة علمية ترتدي نهج المنطق وتتكحل بالنظريات المادية والأستدلال العقلي
ومن أسباب تصديق الخرافات إضافة للجهل والأمية المنطقية والاسباب الأجتماعية. هي تناقل الحكايات والتفاسير الاجتهادية بصورة مبالغة وكبيرة وكذلك بعض الدعم الاعلامي لهذه الحكايات من إعتمادها بأفلام وثائقية او اجتماعية ساهمت بتوطين الفكرة حد التصديق ورفض النقيض
انتشرت الخرافات بسلسلة مستمرة وسطع نجمها منذ عصور سحيقة الى يومنا هذا ولايمكننا نكران ذلك رغم ان بوادر توعوية بدأت مسار تغيير وتحرير العقل من سجن الخرافة وبدأ نجمها يأفل ومن إهم الخرافات التعطيلية التي تعطل تقدم العقل وكانت بحلقات مستمرة منذ القدم وللآن هي
#خرافة_النحس_والتشاؤم
يقول نبيل خوري إختصاصي في علم النفس العيادي (التطير موروث شعبي بدأ قبل الأديان السماوية الثلاث حين مضى البشر يتفاعلون مع الطبيعة فكان هناك إله للحب وإله للمطر وإله للبرق وإله للشمس والقمر وإله للعشق وغيرها حسب حاجات الانسان أنذاك)
وجاءت كلمة التطير من الطير لأن العرب كانوا يتشائمون من الطير
الثقافة التشاؤمية والنحس لم تقتصر على العرب فحسب بل كانت تشكل الملامح الفلكلورية لكثير من المجتمعات بإختلافات واضحة حسب ثقافة المجتمع وهذه الاختلافات ماهي إلا دليل واضح على ان النحس هو مجرد خرافة ف الاشياء التي تعتبر فأل سيء ومصدر نحس لبلدان هي فأل جيد لبلدان أخرى مثل
-شؤم البومة عند الشعوب العربية يعتبر طائر البوم الذي يسمى (بومة) او (موكة) والموك جمعا مصدر نحس ولعهد قريب كان الصيادون يخرجون لأصطياد البوم في المغرب بسبب تشاؤم البوم يقول البعض ربما بسبب شكله والبعض الأخر ربما بسبب حبه للتواجد بالأماكن المهجورة بينما في الدول الإسكندنافية للبوم اهمية ورمز وفي أوروبا يسمى البوم ب (طائر الحكمة) يعتبر رمزا للحكمة والمعرفة لأن آلهة الحكمة الأغريقية (أثينا) تحمله دائما على كتفها وللتخلص من هذه الخرافة إتخذت الأديبة العربية غادة السمان من البوم شعار لدار نشرها كنوع لتغليب الوعي على الخرافة كما إستخدم الفن الألماني المعاصر رسومات البومة ورموزه في جميع أنواع الفنون وبدأ ينتشر هذا الفن في أنحاء اوروبا
وكذلك من أهم الخرافات التي كانت تمثل فأل سيء ونحس هي خرافة الرقم (13)
قبل إنتشار المسيحية كان يحتفل ب (12) إله تدخلت روح شريرة تسمى(لوكي) سببت بصراع ادى لمقتل واحد منهم ومنذ ذلك الحين اصبح الرقم 13 رمزا للروح الشريرة والاذى حيث الكثير من المستشفيات والمب
اني في انحاء العالم تلغي الطابق 13 او الغرف رقم 13. ويقابلها الرقم 7 يعتبر فأل حسن لبعض البلدان وغيرها الكثير من الخرافات مثل البعبع والسعلوة والغول وهي بأغلبها كائنات فوبيا إسطورية تستعملها الأمهات قديما لجعل الاطفال ينامون بسرعة كذلك من الخرافات المنتشرة حول العالم
-الخنزير لدى الالمان هو رمز للحظ والسعادة وتزين به التحف والهدايا
-اصحاب الشعر الاحمر في هولندا يجلبون النحس
-في الثلاثة أيام الاولى من السنة عندما تكنس اامنازل في الصين يكنس معها النحس وسوء الطالع
-في العوائل الامريكية التقليدية يشكلون حدوة الحصان في منازلهم وسياراتهم اعتبارا منهم انها تطرد النحس
-شعر ذنب الحصان يطرد النحس في اسكوتلندا
-النحس في نيجيريا يأتي للشخص عند غسل الملابس ليلا
-رمي الملح على الكتف الأيسر للتخلص من الشيطان اعتقادا منهم ان الشيطان يقف خلف الاشخاص فيدخل الملح في عينه ليلهيه عن التسبب بالمشاكل وغيرها الكثير من قرص العروس ك فأل حسن وحك اليد اليسرى لجلب المال والكثير الكثير التي لاتسعها بضع وريقات
العقل الذي آمن بالموروث الشعبي كمنهاج يسير عليه هو عقل هش إحتلته (ثقافة العزو) أي تكوين جسر ربط بين الموقف التشاؤمي وبين مكان معين او طير معين او شخص معين ونطلق عليه (منحوس) وهو إسم مفعول من نحس الجمع مناحيس رجل منحوس الطالع أي رجل سيء الطالع كأن نقول يومي سيء لان صباحي بدأ بهذا وهنا نلغي قانون السببية أي إرجاع الحوادث لمسبباتها وليس لمبررات إفتراضية بلا منطق علمي كأن نرجعها لشخص او موقف بعض الباحثين يرجع الحظ السيء والحظ الجيد لقوانين وينفي عشوائيتها مثل قانون التتابع حيث يقال ان الأحداث السارة تاتي تباعا كما الاحداث السيئة التي لاتاتي فرادى مما تجعلنا نحكم على الأشخاص بمنطق أصحاب حظ جيد وأصحاب حظ سيء وهذا مانلاحظه في حياة القادة والعظماء مثل هتلر ونابليون الذي تتابعت انتصاراته لسنين ثم تتابعت إخفاقاته لحين نفيه ومن ثم موته عام 1821 هذا القانون هش حيث لايمكن ان يرافقهم الحظ الجيد طوال عمرهم وكذلك السيء وهنا إنتفت علميته وكل شيء لم يفسر علميا هو خرافة
علم النفس الإجتماعي يرى ان الخرافة تؤثر فقط بالمؤمنين بها عن طريق الإيحاء النفسي الذي يحيل النظر عن التأثير الفعلي ف الذي يتشائم من البوم يتشائم بمجرد رؤيته للبوم بسبب التأثيرات الإنفعالية له ويرى إختصاصين بعلم النفس إن النفس تميل للمعلوم وتستشعره أمانا لذلك تلجأ لتفسير كل شيء والبحث عنه وفي حال عجزت عن تفسيره تلجأ لتفسيره بخرافة قريبة من موروثها الشعبي وبفحص مستويات هرمونات السعادة عند حصول تفسير سترتفع نسب الأندروفين والسيروتونين المسؤولة عن تحسين الحالة المزاجية وتفسير المجهول يعطيه حس سيطرة ويقلل القلق ويرى الأستاذ فايزي ان ليست كل الطقوس تدخل دائرة الخرافة هناك خط فاصل بين الطقوس والخرافة فمثلا عند ممارسة أحد الرياضيين طقسا معينا قبل ادائه إحدى المباريات والذي يساهم بتهدئته ورفع معنوياته لايعد خرافيا ولكن اذا اعتقدت ان النقر على الكرة عددا معينا من المرات قبل اللعب سيجعلك تفوز باللعبة هنا دخلت دائرة الخرافة التي لها آثار سلبية كثيرة أهمها تأخير تقدم العقل وقطع العديد من الصلات الاجتماعية أعتبارا من بعضهم ان الشخص منحوس فيقاطعوه وهنا إهانة للذات الالهية التي تجسدت ببقيته (الإنسان) يستحيل ان يخلق الله ذات مشوهة منحوسة كون إن النحس لو إفترضناه حقيقة ليس إختياريا. كما الصفات السيئة الأخرى
قف امام المرآة وإسأل نفسك
#هل_النحس_حقيقة؟
#shaymaa
18June/2019