Menu
in

الى الدكتور برهم صالح :-

•نصيحتي لك “أطفر النهر قبل أن يَتَسع وتغرق فيه “!!.
بقلم :- سمير عبيد
خاطبتُكَ بشخصكَ وموقعكَ الأكاديمي. ولَم أخاطبكَ بموقعكَ ومركزكَ السياسي. فليسَ أنتقاصاً منكَ بل أني أقصدها .لأن موقعك السياسي زائل وموقعك الأكاديمي والأنساني باقٍ .وربُّكَ يختبر ثلة من الناس في الكون وعندما يجعلها في المواقع المهمة والمتقدمة ليختبرها وأنتَ منهم.وأتمنى مخلصاً أن تنجح ولا تفشل الفشل الذريع. لأن الظروف المحيطة بكم الآن لا تقبل الحلول والقرارات الوسط. فأما تنجح وبقرارات شجاعة منك وتدخل التاريخ ويبقى أسمكَ ترددهُ الأجيال بفخرٍ أو تفشل و تلاحقكَ الخيبة .
فخذ نفساً عميقاً وأصعد الى الطابق العلوي من قصركَ وافتح الشباك وانظر للسماء ثم لبغداد ثم للناس والمارة واعرف حجمك أمام الله عبداً ذليلاً وضعك بهذا الموقع ليختبرك. فكن عند حسن ظن صاحب الأختبار. فلن تفيدك دولة ولا سفارة ولا مال ولا جاه ولا حصانة ولا قصور ولا حشم ولا خدم ولا حزب ولا كتله ولا قومية ولا طائفة لا سيما وان معدل الأعمار في بلدنا ٧٤ عاماً ” بعد عمر طويل ” وانت في الستين من العمر فأختر معسكر الله والوطن والخلود يا دكتور !!.

جميع الخيوط !!.

فليس أعتباطاً أن تتجمع عندك هذه الأيام جميع الخيوط ومصائر الناس و الوطن والشعب والأرواح والدماء .فكن على قدر الأختبار الرباني والوطني والأخلاقي لكي تخلد بذاكرة الأجيال. واتمنى لكَ أن تخلد. كونك حصيفاً مثقفاً. وتمتلك رائعة لسان في الخطابة ولغة محمد والجنة ولغة يوم الحساب وهذه فيها سر ..واليوم بات هذا السر يتوضح فكن شجاعاً في اتخاذ القرار !.

فأستغلْ تلك الموهبة التي منحها الله لك وأنتَ ليس عربيا وأبهرت الجميع فيها وهي اللغة العربية الفصحى والجميلة والخالية من الأخطاء فخاطب بها شباب التظاهرات . بدليل ان سفيرنا العربي العلوي الهاشمي تلعثم بها أمس في المحفل الأممي فأضحكَ علينا المعمورة فتمعن بها لكي تعرف أنه وهبك اياها ربما لهذا اليوم وتلك الأيام العصيبة حيث أنت من يتحكم بمصير الشعب والوطن والدماء.فأستغلها في كسب المتظاهرين !

#لاتتورط ..وخذ القرار الشجاع !

١-فأنتَ الوحيد بينهم الذي أتخذ القرار الشجاع وتخليت عن ( جنسيتكَ البريطانية ) وجلست في كرسي الرئيس عراقيا .وهذا يُحسب لك ودخلت تاريخ المرحلة بقرار حصيف ووطني ولَم يفعلها عربيا واحدا من الطبقة السياسية !.

٢- وانت الوحيد الذي سجلت الموقف التالي كمسؤول عراقي :- أتذكّر جيدا يوم رفضت حضرتكَ قبل سنوات أن تطير الطائرة العراقية من السليمانية الى بغداد كونك فيها و قبل موعدها عندما كنت حضرتك نائبا لرئيس الوزراء وكنت حضرتك مُصرا ان تطير حسب التوقيتات المثبتة وتنتظر جميع الركاب فكان موقفا انسانيا خلد للتاريخ !.

٣- فاليوم أنتَ أمام قرار تاريخي فأما تغرق او يغرقوك من ليس لديهم شعور المواطنة مع الأسف الشديد ( بدليل لم يلمسه منهم الشعب و طيلة ١٦ عاماً) أو تسارع لأتخاذ الموقف التاريخي الذي سيجعلك خالدا في التاريخ وبجوار العمالقة أمثال نوري السعيد والجمالي.

فالذين يتصارعون على الكعكعة هذا ديدنهم وهذه طباعهم منذ عام ٢٠٠٣ وحتى اللحظة ولن ولَم ينتجوا رئيسا للحكومة اطلاقا. وفِي آخر المطاف سيُفرض عليهم من الخارج وهكذا تعود الشعب المغلوب على أمره منذ عام ٢٠٠٥ وحتى الساعة !!.

ولكي لا يغرقوكَ معهم ، وانت الرئيس وستبقى رئيسا في جوازك سفرك حتى آخر يوم من عمرك ” بعد عمر طويل ” فلا تخف أذن .. وخذ قرارك التاريخي وكما يلي :-

١- خذ معك ثلاث أشخاص واذهب بسيارة عادية وانزل الى ساحة التحرير حيث المتظاهرين وحيث خيمة المحامين والحقوقيين وخاطب المتظاهرين بلغتك العربية الجميلة والتي تتقن التفنن بها لتُسحر سامعيك وقل لهم جئتكم مواطنا مثلكم، واحترم تضحياتكم وشجاعتكم وسلميتكم. ولا اريد أخرق الخطوات الدستورية واتحمل وزر المسؤولية في هكذا اوضاع خطيرة باتت تهدد الوطن … فارجو منكم تقديم الأسماء التي تعتقدون بأنها تصلح لرئاسة الوزراء وكابينته الوزارية !!.

وأجزم لَكَ سوف تدخل التاريخ من اوسع ابوابه. وسوف تكون بطلا قوميا. وسوف يحميك المتظاهرين وطبعا بعد اغراقكَ بالترحيب والتصفيق.وسوف تدخل السعادة للشارع العراقي حيث ملايين العراقيين !.

٢- إن كنت لديك شكوك حول سلامتك او هناك من سوف يمنعك من الذهاب نحو ساحة التحرير حيث المتظاهرين ..قرر لتخاطبهم عبر التلفاز بلغتك الجميلة وبلا إسهاب .واطلب منهم أختيار ثلاث اسماء لرئاسة الحكومة بلا تأثير مع اختيار كابينة وزراية وإعلانها من ساحة التحرير بشرط مسنده بتواقيع اغلب شرائح الحراك الشعبي في التحرير والميادين الاخرى في المحافظات لكي لا تنفرد مجموعة بهذا القرار !!.
٣- بهذا سوف:-
١- سوف تقطع دابر الجدل العقيم بين الكتل السياسية والتي وعلى مايبدو خارج التغطية وغير مكترثة لمئات الشهداء وآلاف الجرحى!.
٢- وسوف تُخرج العراق ومصيره من أنياب الدول التي تعودت على فرض الحكومات على العراقيين والتدخل في شؤونها فيما بعد!.
٣-وسوف تُدخلْ طرفاً جديدا في المشهد السياسي وهو طرف المتظاهرين السلميين ليكونوا الممثل الحقيقي عن المهمشين والمظلومين والشارع العراقي !.

٤- والأهم : سوف تسحب البساط من تحت أقدام أصحاب مخطط الفوضى والذين هم لاعبين خارجيين لهم ادوات داخلية موعودة بالهدايا والأموال .. والذين يريدون جر العراق للمأزق السوري او الى الحالة اليمنية !.
٥- وسوف تغير معالم المشهد السياسي لتصبح هناك بوابة يخرج منها العراق سالما لأن هناك لاعبين دوليين وخليجيين وغيرهم يريدون للعراق ان يكون ساحة صراع ضد ايران او يريدون للعراق منطلقا ضد ايران وهذا ليس من مصلحة العراق والعراقيين. ولا يجوز تكرار حالة عام ١٩٨٠ ضد ايران من العراق !.

فتوكل على الله وافعلها يادكتور !!.

ولا تخف فأنت أصبحت رئيساً ،وستبقى رئيساً في جواز سفرك وللأبد.. فلِما الخوف اذن؟ ..
أنهض وتوكل وأصنع تاريخك ومجدك واجعل نفسك بطلا قوميا !!.
فلا تخف ..سوف تستقبلك ارقى الجامعات العالمية لتعمل بها ..لا بل ستعيش ملكاً من خلال المحاضرات التي سوف تعطيها في محافل العالم كرئيس أكاديمي .. او تتبوأ منصبا أممياً رفيعا !!!.

سمير عبيد
١١ ديسمبر ٢٠١٩

Leave a Reply