in

بالون ” حيدر العبادي”بخصوص اغتيال سليماني والمهندس !

بقلم :- سمير عبيد
#لمحات من مواقف العبادي !
أولا:-
مثلما أثبتنا في الجزء الأول .فبفضل السيد نوري المالكي صعد المغمور في داخل حزب الدعوة وداخل المعارضة العراقية في الخارج حيدر العبادي نحو المسرح السياسي مابعد عام ٢٠٠٣ وباتَ له شأن ووصل لحكم العراق في أسوأ فصل في تاريخ العراق الحديث .وصعد الكثيرون من امثاله أي من المغمورين في حزب الدعوة وفي المعارضة ، ومعهم قادة الصدفة في العراق والذين جلبهم حزب الدعوة بتعبئة انتخابية ضمن شعار ” ملأ الفراغات وكثرة الاعداد”وبالاعتماد على أستراتيجية الكم وليس النوع. فأمتلأت دوائر الدولة بهؤلاء. وذهبت قيادات وجهات سياسية( شيعية وسنية وكردية) لتقليد حزب الدعوة ايضا و على نفس نهج المالكي وحزب الدعوة فأغرقوا مؤسسات الدولة بالطارئين والفاشلين ومسؤولي الصدقة . اي هم ايضا اعتمدوا على الكم وليس النوع فأمتلأت الدولة بقادة ومسؤولي الصدفة . وهذا لا يعني اطلاقا ان حزب الدعوة يخلو من الكفاءات والرموز الوطنية وكذلك الاحزاب الشيعية الاخرى والسنية والكردية ولكنهم جميعا لم يعطوا وقتًا لأختبار الاصلح والأنسب والأكفأ فجاءوا بالطارئين والفاشلين ورجالات الصدفة فباتوا معاول لتهديم العراق !
#والشيء بالشيء يُذكّر فتلك الإستراتيجية الميكافيلية التي تعتمد على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ،هي التي وفرت فرص ذهبية للبعثيين ولرجال أجهزة النظام السابق وحتى للمتطرفين فكريا وعقائديا ووفرت فرص لعملاء الدول ، ولأرباب السوابق والمحتالين والمغمورين ورجالات الصدفة والاميين في السياسة والأدارة للولوج نحو النظام السياسي الجديد الذي جاء مابعد عام ٢٠٠٣ برعاية الأحتلال ومؤسساته. فأبتلى العراق بهؤلاء وفسادهم وأميتهم في ادارة مؤسسات الدولة ولازال العراق مبتلياً بهؤلاء وافعالهم بحيث أسسوا دولة عميقة يصعب تفكيكها !
ثانيا :-
وعندما لمحت أمام حيدر العبادي فرصة الغدر بالمالكي هو وابراهيم الجعفري استغلوها مباشرة. فتم تسويق حيدر العبادي رئيسا للحكومة و بدعم مباشر من البنك الدولي قائدا للعراق لقطع الطريق على نوري المالكي. والمباشرة بتفكيك الدولة العراقية وخصخصة مؤسساتها وأفقارها عمدا . فكان الخطأ السياسي والاستراتيجي الذي وقع به المالكي وحزب الدعوة وفي جميع المقاييس ان يكون العبادي قائدا للعراق وقائد عام للقوات المسلحة والذي يعد كفرا بالعراق وبشعبه وبجيشه وحضارته وتاريخه .
#وبهذا يعتقد إبراهيم الجعفري الذي يعاني من ازمات نفسية بأنه وجه للمالكي نفس الطعنة التي وجهها له المالكي سابقا عندما قررت قيادات حزب الدعوة في جناح المالكي ابعاد الجعفري من طريقهم لسلبيته وتعاليه عليهم ودعم المالكي بديلا عنه . فذهب فأسس تيار الاصلاح الوطني والذي لم يقم بأي أصلاح يُذكر في العراق !.
#نقطة نظام !
فالذي غدر بولي نعمته. وبالذي وفر له ملاذات الحصانة والنفوذ والمال، والذي غدر برفاقه وحزبه توقع منه كل شيء، وأولها الغدر والكذب والنفاق والتشويش على الشعب والرأي العام .
ألم يذهب العبادي مهرولا من قبل الى البيت الابيض ليخاطب الرئيس الأميركي دونالد ترامب ب ( سيدي الرئيس ) والسبب لأنه لم يغادر التبعية التي كان يعانيها داخل حزب الدعوة وخلف السيد المالكي. وها هو سيده قد غادر القصر الابيض غير مأسوف عليه وهو سيده ترامب الذي عرض عليه الانتقام من الحشد .واجبر بعض وزرائه على التوقيع على أمور تفاجئوا بها ومنها المتعلقة بالتعليم والجامعات ….الخ وهنا نحكي عن زيارته لواشنطن .ولا نعلم مالذي وقع عليه العبادي امام الرئيس ترامب .
وقبلها هل نسيتم كيف كان متسولا كلمة او ابتسامه من الرئيس الاميركي باراك اوباما بحيث قزّم العراق كدولة وتاريخ وحضاره وهي واقعة العبادي والجميلي واللذان تصرفا كأنهما أيتام يسيران خلف الرئيس اوباما عسى يعطف عليهما بكلمة ! ….لا بل ذهب العبادي مهرولا نحو الكويت حيث مؤتمر المانحين ليُفشل المؤتمر سراً ويبدد جميع الاموال التي كانت مرصوده لاعمار العراق. لأنه ذهب هناك حسب توجيهات البنك الدولي بإفشال المؤتمر وهو ما كشفته اخيرا بعض التقارير !.
#كذبة النصر الذي سوقه العبادي !
أستغل حيدر العبادي مناسبة ما يسمى بالنصر على داعش والذي هو ” كذبة ” سوقها العبادي شخصيا على انه قائد النصر المزعوم . علما ان الذي حدث هو ( الحسم العسكري على تنظيم داعش الارهابي وليس النصر النهائي ) . وذاك الحسم العسكري كان بتضحيات ودماء ضباط ومراتب الجيش العراقي الباسل، والشرطة الاتحادية، وجهاز مكافحة الارهاب، والقوات الامنية، والحشد الشعبي، والحشد العشائري، والفصائل، والبشمركة ولم يكن بفضل قائد عام للقوات المسلحة لا يفرّق بين ” أتنكب سلاح ” و” فتح النظام “!
#نعم …
هو حسم عسكري جبار وكسر ظهر داعش ولكنه ليس نصرا . لأن داعش لم ينته. ولازالَ باقيا ويغتال بجنود وضباط الجيش والشرطة والحشد بشكل شبه يومي ويفترض ان يخرس العبادي ولا يتكلم .ولازال النازحين لم يعودوا الى ديارهم ، ولازالت المدن مدمرة ولم تُعمر ، ولازال الفكر الداعشي مستمرا لأن العبادي تهرب من البرنامج الاصلاحي للشباب والناس هناك لأن المبلغ الذي رصده الاتحاد الأوربي وهو ( 500 مليون يورو ) كان مخصص لتنمية الاعلام ليلعب دور في تأهيل الشعب العراقي والتغلب على ثقافة داعش وفكر داعش .تبخر المبلغ بين العبادي ونوفل ابو الشون والكرة في ملعب حكومة الكاظمي لفتح تحقيق بذلك. وكذلك في ملعب لجنة الثقافة والاعلام في البرلمان العراقي ….
#فأين النصر المزعوم ولازالت الملاذات الداعشية موجودة ، ولازال وادي حوران ” القاعدة الأستراتيحية للإرهاب” موجودا ، ولازال الجيش يقود حربا على داعش ويعطي التضحيات وكذلك الحشد والقوات الامنية!

١-فأين هو النصر الذي سوقه العبادي وجعله عطلة رسمية ؟
٢-وأين المتحف العسكري الذي يفترض تفتخر به اجيال العراق والذي يفترض ان يحتوي على جميع معدات واسلحة ولوجست داعش الارهابي ومن جميع الصنوف. ويفترض ان يحتوي على كل ما يتعلق بداعش واسراره ليكون شاهدا للتاريخ ؟
٤- واين البرنامج الاصلاحي والاعلامي والنفسي لتنظيف عقول وادمغة العراقيين في المحافظات التي نكبت بفكر داعش لكي يعودوا مواطنين أصحاء من لوثة فكر داعش الارهابي المختلف والمنغلق ؟
——————
#تحليل لأهداف كذبة العبادي حول اغتيال المهندس وسليماني !

فجّر حيدر العبادي فقاعة اعلامية بأنه القائد الأوحد وأنه الأفهم بالسياقات العسكرية والخطط الحربية وانه العارف بأسرار وتحركات الأرض والجو والبحر في العراق لا بل قدمه نفسه رومل أو. ديغول العراق! …فخلق حالة من الكوميديا داخل الشارع العراقي. وورط نفسه بملف خطير ومهم .وهو ملف اغتيال الجنرال (سليماني وابو مهدي المهندس) واللذان اشتكى العبادي ضدهما من قبل عند الرئيس ترامب ،وعند المسؤولين الاميركيين ليتخلص من الحشد. لا بل العبادي نفسه اتهم الحشد مرارا باتهامات الفساد والمحسوبية ومن على شاشات التلفاز. فالرجل يبدو مصاب بالزهايمر !
#فالسؤال :-فما هو السر وراء أطلاق تلك الفقاعة أو البالون وبهذا التوقيت بالذات ؟
•الجواب :-
١-هناك مثل عند العراقيين ومعناه ان الذي يفلس يذهب ليبحث بالدفاتر القديمة وفي جيوب الملابس الممزقة .والعبادي أفلس سياسيا وشعبيا وحزبيا. فأراد من وراء أطلاق هذا البالون للتفتيش عن ملفات وقضايا ليثيرها ليُثبت بأنه موجود، وأنه مؤثر ،وباقي في حلبة المنافسه !
٢- العبادي عرف سيده ترامب مغادر لا محال والقادم نحو البيت الأبيض هو الخبير في الملف العراقي وتفاصيله الدقيقة على مستوى الشخصيات ومستوى تضاريس الاحزاب وتمويلها واسرارها وهو الرئيس جو بايدن . والاخير ألمح بالعودة الى الاتفاق النووي الايراني عام ٢٠١٥ والذي خرج منه الرئيس ترامب عام ٢٠١٨ …
وطبعا عودة الاميركان الى الجلوس والتفاوض من جديد مع الايرانيين سوف تكون بغداد حاضرة بنسبة ٩٥٪؜ كأرض ومكان ولوجست وقيادة عراقية تدعمها ايران..(علما لقد تم التجديد للمالكي ولحزب الدعوة حينها كونهما منخرطان في ترتيب اللقاءات الايرانية الاميركية حول مفاوضات الملف النووي ، ولأن المالكي وحزب الدعوة موثوق بهما من قبل ايران ……)
أ:- فالعبادي يُريد ومن وراء هذا البالون لفت انتباه إيران و اغتيال حظوظ نوري المالكي ثانية. وتقديم نفسه بديلا مناسبا عن ( المالكي والكاظمي) للايرانيين وللأميركيين على انه مرغوب أميركيا. وهذا طيش آخر لان المالكي معروف شخصيا للرئيس بايدن. وان الكاظمي معروف معروف شخصيا في الدوائر الاميركية . فأطلق البالون على أساس هو الحريص على حياة ودماء الجنرال سليماني والقائد ابو مهدي المهندس ليعطي لنفسه اهمية لدى الايرانيين في محاولة لخداعهم .
ب:-العبادي الساذج سياسيا يحاول ان يُغرر بالايرانيين الذين دوخوا امريكا والعالم فيحاول اغراءهم ان لديه أسرار تدين قيادات عراقية قد مارست دورا خفيا في عملية الاغتيال. ويدعي ان تلك القيادات العراقية سمحت للطائرات الاميركية المُسيرة بالتحليق من خلال اعطاءها الموافقات الامنية واللوجستية لتقوم بالمهمة ! وهنا يرتكب العبادي طيشا آخر لأن السيد عبد المهدي صديق حميم للقيادات الايرانية ، ومدير جهاز المخابرات العراقي مصطفى الكاظمي ذهب للحشد وارتدى لباس الحشد وقال لهم انا مستعد لتقديم شهادتي بأني بريء من هذا موضوع الاغتيال !
ج:-العبادي ومن وراء اطلاق هذا الاتهام او البالون يحاول ان يُغازل قيادات وجماهير الحشد الشعبي ليتقرب منهم وهو ( الذي تآمر عليه من واشنطن ) وهذا طيش جديد من الرجل الذي وعلى مايبدو أصيب بالزهايمر ……فيحاول التقرب من وراء هذا الاتهام من الشيخ قيس الخزعلي تحديدا صاحب رواية اتهام احد الرئاسات الثلاثة بالاشتراك في عملية اغتيال المهندس وسليماني
د:-فالعبادي ومن وراء اطلاق هذا البالون والأتهام وفي هذا التوقيت يريد خلق الأوراق والعبث فيها …لأنه هنا يتهم عدة شخصيات وعدة جهات واهمها هي :-

١- يوجه الاتهام الى رئيس الحكومة السابقة السيد عادل عبد المهدي بانه متواطىء بعملية الاغتيال !
٢- يوجه الاتهام الى رئيس الحكومة الحالية السيد مصطفى الكاظمي لانه رئيس جهاز المخابرات العراقي في زمن عبد المهدي ويتهمه ضمنا بأنه متواطىء بعملية الاغتيال !
٣- يوجه الاتهام الى أعضاء غرفة العمليات المشتركة والتي تمثل بمثابة ( القيادة العامة ) فيتهم الجنرالات والمستشارين والوزراء وممثلي الاجهزة الامنية العراقية المتواجدين فيها بأنهم متواطئون مع الاميركان في عملية اغتيال المهندس وسليماني …لاسيما وان غرفة العمليات هي عَصب التنسيق مع الاميركان.. وعصب تحرك اي شيء عسكري وامني في العراق !
٤- وهنا يتهم العبادي القضاء ضمنا واشارة بأنه ضعيف ومتواطىء بعملية اغتيال المهندس وسليماني بدليل ان العبادي لم يذهب للقضاء ويعطي ما بحوزته من معلومات حول عملية كبيرة بحجم اغتيال القائد ابو مهدي المهندس والجنرال سليماني .. واكتفى باطلاقها عبر وسائل الاعلام وهنا يفترض يتعرض للمسائلة القانونية فأما ان يثبت ادعاءاته أو يتهم بأطلاق الشائعات وتعريض السلم الأهلي للخطر .. ويحاسب !
٥-العبادي لازال مُصرا على الكذب .فهو يدعي بأنه سبق وان منع طلبات اميركية كثيرة بالتحليق في اجواء العراق ( وهذا ما أضحك العراقيين فعلا ) .لكي يوهم الايرانيين والعراقيبن بأنه قائد فذ وقوي .متناسياً عندما فقد تركيزه على لسانه أمام الرئيس ترامب وخاطبه ( سيدي الرئيس ) .فكذبة العبادي هنا لا تختلف عن كذبة الامين العام للجامعة العربية عامر موسى الذي كتب في مذكراته وتناولها الاعلام هذه الايام عندما ادعى بأنه قال لصدام ( أخرس…. وعليك مراجعة سياساتك ) !!!!

 

هيأة المنافذ الحدودية العراقية تصدر قرارا بتخفيض أجور الميزان الجسري

رئيس تحالف الفتح هادي العامري خلال ملتقى الاعلام العراقي الاول