Menu
in

تحذير… هل أقتربنا من بزوغ مرحلة ” قسد ” العربية في الأنبار !؟

تحذير :-


•هل أقتربنا من موعد الشروع بمقدمات معركة ” قرقيسيا” من كركوك والموصل نزولا لدير الزور !؟
بقلم :- سمير عبيد

تمهيد وتعريف :-

في ١١ أكتوبر ٢٠١٥ ومن خلال مؤتمر صحفي في مدينة الحسكة السورية تم اعلان ولادة ” قوات سوريا الديموقراطية ” ومختصرها ” قسد” وهو يمثل تحالف متعدد الأعراق والأديان والمليشيات ويغلب عليها الطابع الكردي .وتتكون معظمها من وحدات حماية الشعب وهي مليشيات كردية وتقودها عسكريا .وحسب تصنيف وزارة الدفاع الأميركية /البنتاغون في مارس ٢٠١٧ بأنها تتكون من 40% مِن الاكراد و60% من العرب وهم خليط بين مسلمين ومسيحيين من مختلف الطوائف المسيحية ومعهم بعض التركمان والشركس الخ !.

وان ايديولوجية ” قسد” السورية هي علمانية ديموقراطية فيدرالية وكونفدرالية ديموقراطية !!.

اما مسرح عملياتها فكان في اربع محافظات سورية وهي ( الحسكة ، حلب، الرقة ، دير الزور) وتتكون من 50 ألف مقاتل زائد .واقرب حلفائها هي امريكا والسعودية وفرنسا وألمانيا وروسيا ،،،،،الخ !. وخصومها تركيا والمعارضة السورية المدعومة من تركيا وداعش والقاعدة !!.

مشروع ” قسد ” في الانبار !!

أولا :-

قبل أكثر من عام بدأت الولايات المتحدة بمشروع أعداد مليشيات سنية في غرب العراق وشرعت بتجميعها وجردها وكانت نواتها من أكبر اربع قبائل في الأنبار وقوامها يقترب من تعداد ” قسد” السورية اَي بحدود 50 ألف مقاتل وشرعت بتدريبها امريكا في القواعد الأميركية وطبعًا هي ليست جمعية خيرية وليست لأهداف خيرة فمؤسسها ليست ماما تيريزا بل مؤسسها ترامب ،بومبيو،بولتون وبمشورة اسرائيلية ودعم وتمويل اماراتي سعودي. ومن المؤكد لن تكون مسرح عملياتها الانبار فقط بل ستتوسع ومثلما توسعت ” قسد السورية ” في اربع محافظات سورية. وبالتالي سيكون مسرح عمليات ” قسد السنية ” هي الانبار والموصل وصلاح الدين وكركوك وديالى .ولقد تم إعداد اللوجست والتسليح والاتصال وجميع مقومات الجيش الجديد وتحت تسمية قوات حماية النظام في الأنبار والحقيقة هي ” قسد” مستنسخة من قسد السورية وسوف تنال دعمًا اعلاميا واستخباريًا هائلًا !!!.

ثانيا :-

وستكون ” قسد العراقية” على نفس الشعارات ” علمانية ، كونفدرالية ديموقراطية ” فأساساً هناك تفاهمات ” سنية -كردية” مسبقة لتكون هناك كونفدرالية بين مشروع الانبار الكبير ونواته ” قسد السنية ” مع أقليم كردستان وسيربح كردستان هنا :-

١- سيربح كردستان نفوذا ً كبيرا في كركوك كان يحلم به !.
٢- سيربح كردستان ولادة ” أقليم سهل نينوى” ليكون حدود جنوبية مع العرب السنة ومكان توطين للمسيحيين والأقليات وسوف يلتحق به فيما بعد المسيحيين الفلسطينيين حسب صفقة القرن !.
٣- سيربح كردستان لادة جبهة سنية عربية عريضة على الارض ومدعومة عسكريا من السعودية والامارات واسرائيل وامريكا والغرب ضد خصم كردستان وهي تركيا وداعش !.
٤- ستتخذ قسد السنية على عاتقها محاربة وأجتثاث الحشد الشعبي من كركوك والمدن السنية بدعم خليجي أمريكي غربي… وهذا ما يريده اقليم كردستان أيضا !.

ثالثًا :-

*المرحلة الاولى :-
وعندما شرعت الولايات المتحدة بفكرة تأسيس قوات سنية بقوام كبير جدا من حيث العدد والعدة في قواعدها في الانبار فحتماً سوف تعمل تلك القوات خلف القوات والعمليات الاميركية لمسك الأرض عند الشروع بالمعركة ضد ( الحشد ، والفصائل) في المناطق السنية كمرحلة أولى… وان المناورات الاخيرة في الأمارات ناغمت تلك العمليات والواجبات واشترك بها قادة عسكريين مناوئين لبغداد وقادة من قسد السنية التي تدربت في القواعد الأميركية …..وستكون المهام على الأرض وبإسناد جوي من امريكا واسرائيل والسعودية والامارات والدول الغربية ناهيك عن عمليات الطائرات المُسيّرة والضربات الصاروخية عند الضرورة وبعنوان ( جحيم السماء على الأرض ) هدفها تفريغ المناطق الشمالية والغربية من الحشد الشعبي والفصائل المقاومة والمسلحة وفرض واقع آخر كالواقع الذي فرض شرق الفرات ودير الزور والحسكة بفعل قوات قسد السورية وسنرى لدى تلك القوات سلاح ومعدات أميركية مثلما شاهدناها لدى قسد السورية !!.

*المرحلة الثانية :-
ستكون المرحلة الثانية هي العاصمة بغداد من خلال مشروع تغيير وجه ومعالم النظام السياسي في بغداد ليكون راسخ وقابل بالأملاءات الاميركية .. بما يلي :-

١-القبول بصفقة القرن والمشاركة فيها والقبول بما سيقع على العراق من واجبات واولها توطين الفلسطينيين، وحصة مجانية من النفط العراقي تضخ عبر ميناء العقبة للأردن والفلسطينيين !.
٢-عدم مشاركة حلفاء ايران في النظام السياسي واستبدالهم بحلفاء السعودية والامارات والغرب واسرائيل وتكون القيادة العليا في العراق محصورة بحلفاء بريطانيا وامريكا !.
٣- الشروع بأعلان فترة زمنية لتسليم الأسلحة والمقرات والمخازن والمعدات التي تصنف خارج القانون وبعد انتهاء الفترة الزمنية سوف تُشن حملة كبرى وقاسية لأجتثاث المليشيات والفصائل المسلحة وقادتها وعناصرها الذين رفضوا الأنصياع !.

*المرحلة الثالثة :-
ستكون المرحلة الثالثة من حصة تأمين الثروات النفطية وتأمين وصولها للمناطق العراقية والأسواق العالمية فسوف تكون المرحلة الثالثة هي ( البصرة ) وبنفس الحملة التي وردت في العاصمة وسيكونَ الانطلاق من شمال الكويت بطلائع بريطانية واميركية ….ولكن الفرق سوف تبقى طلائع اميركية وبريطانية عسكرية في بوبيان وجزر ومناطق اخرى لحماية البصرة لتأمين انسيابية النفط والثروات والموانىء وهي باكورة عمل القاعدة البريطانية الكبرى و الجديدة في الكويت . وسيتم حتماً بتأسيس ( قوات شعبية بصرية ) باشراف اميركي وبريطاني لملأ الفراغ في الاماكن المهمة لتأمين البصرة ومن ثم شن حملات تفتيش ومداهمات كبيرة جدا لجمع السلاح والمطلوبين في مناطق البصرة لتأمينها !.

المرحلة الرابعة والأخطر :-

عند اجتثاث الحشد والفصائل المسلحة والمقاومة في المناطق السنية سوف تنفتح المنطقة على دير الزور ليكون هناك ( فضاء جيوسياسي سني يمتد من عرعر مرورًا بالأنبار وصولًا لدير الزور وشرق الفرات ؟ وسوف يُملأ بقوات واستخبارات ( الناتو العربي) الذي تأسس في السعودية والذي يضم قوات ( سنية) من دول الخليج ودول إسلامية عُرفت بتحالفاتها مع السعودية وبإشراف اميركي !!!.

هذا الوضع سيقلق تركيا للغاية ولن تقبل به ، وحتمًا سوف تقوم بما يلي :-

١سوف تحرك حلفائها التاريخيين في الموصل بعدم الأنصياع للإرادة السنية في الأنبار والمدعومة من السعودية والامارات والتي هي خصم لتركيا وسوف تحث الموصليين للقيام بالتمرد وطلب الحماية من تركيا وسوف تسارع تركيا حسب بنود معاهدة ١٩٢٦ لا سيما وان تركيا لديها قوات في مناطق مَنْ بعشيقة أصلاً
٢- سوف تتحرك تركيا اعلاميا وسياسيًا وعسكريًا تحت شعار حماية التركمان في كركوك وسوف تقوم بتفعيل بند معاهدة ١٩٢٦ ايضا والتي تنص على حق تركيا بالتدخل عند شعور تركمان العراق بالخطر !!. وحتى وان لم تحرك البند الخاص بالموصل وفقط تحرك البند الخاص بتركمان كركوك فسوف تكون الموصل مع تركيا اصلا !!.وهنا سوف تختلط الاوراق بشدة فحتى بريطانيا سوف تتدخل لحماية مصالحها النفطية في كركوك !.

تحليل لتلك النقطة :-

١-هنا سوف يجني المشروع الاميركي وعبر ” قسد السنية” على السنة العراقيين جغرافيا وديموغرافيا ومجتمعيا وقبليا وطائفيا وسوف تولد هناك ( أفغنة السنة ) في العراق بحيث سوف يتقسم سنة العراق بين التعاطف مع المحور التركي وبين التعاطف مع المحور السعودي والإماراتي وهذا بحد ذاته سيشعل حرب داخل المذهب الواحد والطائفة الواحدة وبعيدًا عن المصلحة العراقية !.
٢-تركيا عندما لا تسكت وتتقدم لحماية التركمان والموصل سوف تصطدم بالسعودية والامارات وخلفهم مصر وألمانيا والغرب والأكراد لأغراق تركيا في المستنقع السني العراقي .هنا ستكون معركة كبرى وسوف يشترك بها أكراد سوريا صد تركيا ومن الطبيعي سوف يفرغ الأتراك جميع الفصائل المسلحة والمتطرفة في أدلب وداخل سوريا ونقلها نحو الموصل وكركوك وتلعفر وإقليم نينوى ( هنا نسأل هل ستبدأ مقدمات معركة قرقيسيا ) وسيكون الخاسر في هذه المعركة هم السنة في الموصل وكركوك وتلعفر وتكريت ( وهنا ستنكشف انانية وخطورة الساسة في الأنبار الذين يربدون الربح على دمار اهلهم السنة خارج الانبار )

٣- بهذه الحالة ماذا سيحدث ان تحالفت ايران مع تركيا وعاد الحشد ليتحالف مع الموصل وتركمان كركوك فهل سيبقى نماء ووحدة ومستقبل للسنة العراقيين الذين يريد أن يأخذهم كم سياسي سني عميل وناقم ويفكر فقط بمصلحته الى الجحيم !!!!؟

٤- وهنا يُطرح سؤال منطقي :-
ان تحالفت ايران مع تركيا وكل دولة لها حلفائها المنتشرين في المنطقة وهم أقوياء فهل ستسلم السعوية والأمارات والأكراد مثلا !؟
الجواب :-
لن تسلما السعودية والامارات وسوف تكونا كبش الفداء للمخططات الاميركية والاسرائيلية وسجلوا عندكم عدد الخاسرين :-

  • اقليم كردستان سيخسر الكثير
  • الأمارات سوف تكون بداية النهاية وسوف تستجدي رضا ايران
  • السعودية ستغرق بنسبة ٩٩٪؜ في سيناريو الأنهيار والفوضى
  • واشنطن ستخسر جميع الحلفاء في العراق
  • الانبار ستخسر جميع الأشقاء والاصدقاء وسوف يهرب من ورطها وسيورطها ويتركها في مهب الريح
  • ستكون خاتمة تواجد اسرائيل في العراق والخليح وستكون بداية انكفاء اسرائيل

– سوف تنزلق الحرب صوب سوريا وسوف تكون هناك معركة مرادفة في دير الزور وهنا سيبدأ الشروع بِما يسمى بالحرب المقدسة !!!.

ملاحظة :-

لا تسألني عن الحكومة العراقية والطبقة السياسية في العراق ودور العراق الرسمي في هذا !!!

لأن الجواب :- لا دور لحكومة بغداد ولا لدور للنظام في العراق بل سوف يكون من المتفرجين ان سُمح لهم بذلك
وهذه كارثة الكوارث أنَّ يكون العراق صمٌ بكمٌ !!. والدول تتصارع على أرضه !!.

الخلاصة :-

ندائي ورجائي الى اهلي وناسي وأخواني وأحبتي وأصدقائي في المحافظات الغربية بشكل عام وفِي منطقة الأنبار بشكل خاص ..من شيوخ دين وشيوخ قبائل ونخب ومثقفين وشباب ونساء الوقوف بوجه هذا السيناريو الذي غطوه بعض سياسيكم بالورود والرياحين ولكنه يُخفي خطراً جسيما فهو مشتت وقاتل لكم ومُضيّع لمستقبلكم ومستقبل ابنائكم .فلا تكونوا سببًا في أفغنة مناطقكم .فعزتكم وكرامتكم بعراق موحد ومع وحدتكم التي تجسدت عندما وقف الشيعة والسنة ضد داعش الأرهابي !!!.
اللهم أشهد أني قد بلغت !!.
حمى الله العراق وأهله …وأسقط مخططات أعدائه !!.
سمير عبيد
٢٩ آذار ٢٠٢٠

Leave a Reply