in

تشريح سياسي للتركيبة السياسية الطائفية والقومية في العراق …وتوضيح تعقيداتها !!.

بقلم :- سمير عبيد
دعونا نُشخّص الأمور بلا زعل وبلا طائفية وبلا مناطقية ومن خلال تحليل سياسي علمي لا يخضع للمجاملات والمداهنات لأن الأنصاف والحيادية وسامان افضل الف مرة من المجاملات والمداهنات !!. فقررنا تشريح التركيبة السياسية الطائفية والقومية الحاكمة في العراق .
————-

نقطة نظام :-

أنظروا الخبث الصهيوني والاميركي عندما تدول الملف العراقي وباتَت المعارضة العراقية ورقة بين مخابرات الدول .. وقبلت الفصائل السبعة المعارضة غدر زميلاتها ال ٦٧ فصيلًا من العارضة العراقية وذهبت لواشنطن لتوقع الفصائل السبعة على مذكرة ومعاهدة احتلال العراق والبقاء فيه وقبول شروط البنك الدولي … والتوقيع على كل شيء شاهده وسمع به العراقيون خلال ١٦ سنة الماضية وسوف يسمع بالباقي. فجميعه وافقت عليه الفصائل السبعة مقابل الحكم…وذهبت الماكينة الصهيو اميركية لتُسمي الكُرد وهم سنة ولكنها سمّتهم بأسمهم القومي ..وذهبت لتُسمي الشيعة والسنة بأسمائهم الطائفية فولدت ثلاثية نظام سياسي كارثي ..من هنا بدأت الكارثة وقبل بها السبعة !!
————

تشريح سياسي ل الطبقات الحاكمة :-

١-الأكراد :-
ساسة ومخططين أستطاعوا التخلي من عقد الماضي فقطعوا ٥٠٪؜ من طريق النجاح .ووضعوا ثقتهم بشبابهم فشاركوا مع الكبار في المؤسسات ثم في القرار السياسي وتبوأ المناصب .وتعايش هؤلاء الشباب مع إرث الأجداد فأحترموا تحالف الأكراد مع الشيعة سياسيًا.ومن يعتقد أنْ الأكراد سوف يُغيرون تحالفهم السياسي وسيكونَ مع السنة فهو واهم… الا عندمايتحقق أقليم سهل نينوى للمسيحيين والأقليات ويكون حدودًا جنوبية لكردستان مع العرب السنة حينها ربما تكون هناك علاقة استراتيجية بين الأكراد والسنة
.من الجانب الآخر استغل الأكراد الإقطاع السياسي الشيعي الجشع لدى السياسيين الشيعة أضافة لتبعيتهم المطلقة للخارج فمارسوا معهم مفاوضات أعلى السقوف في السياسة النفعية (وهي شطارة تُحسب للأكراد) فأستطاعوا تمرير جميع السقوف العالية عند التفاوض مع الشيعة .فبرزت لدينا دولة في شمال العراق لا ينقصها الا اعلان الانفصال .فحتى الاعتراف الدولي جاهز وفي جيب القيادة الكردية سلفاً ويستحقون ذلك لأنهم عملوا السياسة ضمن دراسات استراتيجية وعلى مراحل !!.

٢- السنة :-

هناك نوعين من الساسة السنة !.

الأول :- الساسة السنة الذين يؤمنون بالصفقات وبيع المواقف ( سُنّة الجنطة ) وهؤلاء الأقرب الى السياسيين الشيعة الذين شعارهم ( المصلحة الشخصية والمصلحة الحزبية وهم الأغلبية المطلقة) وهؤلاء لا يؤمنون بالبناء والتطور لا في العراق ولا في مناطقهم . وسوف يكونوا مع اَي موجة جديدة سواء كانت (ماعش) أو كائنات فضائية قادمة من السماء، أو دراكولا جديد.ولن يخجلوا من علاقاتهم المشبوهة مع دول وسفارات واستخبارات متنوعة !. وأغلبهم أصدقاء لإيران مثلما أصدقاء للسعودية وتركيا وعواصم عربية !.

الثاني :- الساسة الشباب الذين توفرت لهم فرصة الصعود في السلم السياسي بعد أحداث الأرهاب وداعش في المناطق السنيّة والذين تأثروا بالحالة الكردية كثيرا وكرهوا العنف والفوضى والدماء ولازالت لديهم صلة بأهلهم ومناطقهم .فهؤلاء سئموا الساسة السنة من ( الصنف الاول) وسئموا تحالفهم مع شيعة السلطة على المصالح الحزبية والذاتية .فكسروا الطوق وفتحوا نوافذ مع دول خليجية واجنبية ومع منظمات مهمة وتواصلوا مع لوبيات اميركية وأوربية وصنعوا جسرًا مع المؤثرين في الجاليات العراقية في الخارج من أجل هدفين :-

١- تغيير المشهد السياسي في العراق وانهاء المحاصصة واحتكار السلطة طائفي والتحول الى الحالة الوطنية الجامعة ا !.

٢- أو تحسين ظروف المنطقة ( السنية) من خلال التنمية ومحاولة نسيان الماضي والشروع بعهد البناء والذهاب على خطى كردستان وبالفعل بدأوا بذلك من جانب ومن الجانب الآخر تفرغوا للقتال السياسي الشرس لسحب البساط من تحت اقدام ( سُنّة الجنطة ) وكذلك فرض أنفسهم لاعبين مختلفين في المشهد السياسي وبالفعل باتوا يحرجون الشيعة جدا ويحرجون سنة الجنطة !!.

الثالث :-فعلى المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي يمكن اضافة (الصنف الثالث) الموزع بين الناعق وراء الناعقين ، وشلّة الصنف المستفيد من الاول والثاني ، والمسحوقين والمعدمين، والهائمين في معسكرات النزوح بلا مستقبل !.

ثالثا :- الشيعة :-
خلال ال ١٦ سنة التي مضت من الحكم السياسي والتي سُجلت بمساوئها الكثيرة ، ومحاسنها التي تكاد غير موجودة بأسم الشيعة بحكم ان السلطة التنفيذية بقيادة الشيعة ( الحكومة ) والتي كرس الدستور العراقي ولصالحها الكثير من السلطة والقوة والتي ذهبت بها الحكومات لتكريس سلطة ونفوذ الأشخاص والعائلات الحاكمة والأحزاب وتُرك الوطن والشعب تنهشان بهما الازماتِ والمحن .
كم نوع من الشيعة في العراق !؟
الجواب :-

١- شيعة السلطة:-
وهم ( رؤساء وأعضاء ومريدي الأحزاب والحركات السياسية والنافذين في جمعياتهم الخيرية وجامعاتهم ومشاريعهم ومستشفياتهم وشركاتهم ومزارعهم ، ومسؤولي الصدفة ، وأهالي المناصب، ومقاولي الأحزاب ، ومافيات الهيئات الاقتصادية ، وحلفاءالسياسيين والسلطة من رجال الدين ، وشبكات الفساد بكافة أنواعه ) وهؤلاء لا يحبهم الشعب وهناك فجرة لا يمكن تجسيرها بين هؤلاء والشعب. وأستمروا ويستمرون بدعم وتمويل الخارج بنسبة ٩٠٪؜ !.

٢- الشيعة المتاجرين بالله والدين وأهل البيت:-
( وهؤلاء أصلا حلفاء الشيعة في نقطة رقم (١) وهؤلاء بدأ الشعب يكرههم ويمقتهم بشكل تصاعدي ويعتبرهم أعداء الدين والمذهب والعراق.وهؤلاء يتحملون نسبة كبيرة من مسؤولية تخريب الدولة والمجتمع !.

٣ – الشيعة السوبر :-
وهؤلاء فوق الدولة وفوق الشعب وفوق القانون الوضعي ولديهم علاقات مع شيعة السلطة و صعب تفسير رموزها وشيفراتها .وهم الذين هيمنتهم تشبه (كنيسة القرون الوسطى )وتشبه (سلطات الولي الفقيه) وتشبه تقريبًا ( سلطات الحاكم بأمره ) وحواشيهم ايضا فوق القانون والحكومة والمجتمع والدولة ويُكفّرون من ينتقدهم أو يمسهم أو يتجاوز تعليماتهم وسلطاتهم …ونرجو ان لا يزجنا البعض بالتسميات والأشخاص لأننا تركناها لتفسير كل شخص وحسب قناعاته .وللآن لا نعرف ماذا يريد هؤلاء من المجتمع والدولة !!.

٤- الشيعة المريدين ( الناعقين) :-
وهؤلاء كثيرون وهم ادوات (شيعة السلطة ) وأدوات ( الشيعة المتاجرين بالدين وأهل البيت ) وأدوات (شيعة السوبر) فتخيّل اَي نوع من البشر هؤلاء الذين يجمعون ولاء تلك الأضداد !!. وهؤلاء الأخطر لأنهم ينعقون وراء كل ناعق وبإمكانهم عمل كل شيء !.

٥- الشيعة الولائيين :-
وهؤلاء لديهم قناعات محددة وباتجاه واحد وتقليدهم المذهبي العقائدي بمعظمه خارجي ويأتمرون بأوامر خليط بين السياسي والعقائدي والروحي وفي السنوات الاخيرة باتوا شركاء في المشهد وشركاء لشيعة السلطة ولهم نفوذهم وكياناتهم وجمهورهم !.

٦- الشيعة المهمشين :-
هؤلاء هم أكثرية الشيعة .وهؤلاء هم المستودع لتمويل قوة وثبات وأصوات شيعة السلطة ، والشيعة السوبر ، والشيعة الولائيين .وهؤلاء تفتك بهم الأمية والجهل والبطالة والعوز والضياع والمخدرات وتراهم يشكون دوما في الاعلام وفي الشارع وفي كل مكان !.

٧- الشيعة المسحوقين والمحرومين :-
وهؤلاء مهملين تمامًا وضحية للتجهيل والخرافة والعشوائيات والضياع والمخدرات والانحرافات وللاسف باتت هذه الشريحة تتوسع بسبب الأهمال من الدولة والحكومات ومن جميع صنوف الشيعة اعلاه !.

٨- شريحة الشيعة الوطنيين والمثقفين والخيرين :-

هؤلاء باتوا كثره ولله الحمد بحيث باتتْ شرائحهم رافضة وهم العمود الفقري للتظاهرات . ولكن لأنهم ليس لديهم مال ولا إعلام ولا دعم محلي اًو خارجي وجميعهم طبقات وسطى وطبقات فقيرة لا يجمعهم الا حب العراق وكره السلطة وكره المحاصصة وكره هيمنة العائلات السياسية الإقطاعية ورفضهم الثنائية الاستبدادية الحاكمة بين ( رجل الدين الدنيوي والسياسي الفساد وبالعكس) .وتعتقد هذه الشريحة أن خلاص العراق من الجهل والتقهقر والخرافة والتراجع المريع الا من خلال تفكيك تلك الثنائية النفعية الدنيوية التي لن وَلَن ولن تفكر بتنمية الوطن والمجتمع اطلاقا !!.

ملاحظة :-

الشريحة الشيعية رقم (٨) موجود شبيه لها بالضبط في الديموغرافية السنية وفِي الديموغرافية الكردية .وهي قاعدة نهوض تعيد مجد الوطن والمجتمع والدين الحقيقي وضمن مجتمع متجانس ….
ولكن كيف ستتحد تلك الشرائح ويولد منها مشروع سياسي وطني (المشروع الوطني العراقي) !!!؟
هذا هو السؤال الكبير !!.


تلك التعقيدات هي نفسها التي وحسب المعطيات التي توفرت لدينا ستعيق ولادة حكومة محمد علاوي !!.

سمير عبيد
٢١ شباط ٢٠٢٠

مسؤول ايراني : نشاط الحركة التجارية بين البلدين لا زالت مستمرا

في الملتقى الثقافي لنقابة الصحفيين: اصبوحة استذكارية عن ( يوم الاذاعة ) العالمي واذاعة بغداد