Menu
in

ديوان الوقف الشيعي يستنكر الإساءة التي صدرت من صحيفة الشرق الأوسط السعودية بحق المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله).. ويدعو الحكومة العراقية الى تحمل مسؤولياتها القانونية وملاحقة الصحيفة وفقا لمقررات القانون الدولي

الإعلام والعلاقات العامة/ بغداد
لا يخفى على الجميع الدور المركزي للمرجعية الدينية العليا في قيام الدولة العراقية الحديثة التي جسدتها المرجعية الدينية فعليا وواقعيا بثورة العشرين – التي مرت علينا ذكراها المئوية قبل ايام-، وجهودها المباركة في منازلة الغزاة المحتلين وانتزاعها لسيادة العراق واستقلاله، ويستمر عطاء المرجعية الدينية العليا في العراق بتثبيت دعائم الدولة العراقية والحفاظ على مكانتها وحقوقها المشروعة عربيا وإقليما ودوليا، فضلا عن الحفاظ على حقوق أبنائها من مختلف الطوائف والأديان دون تمييز عرقي او قومي وهو الهم الوطني والشرعي الذي مارسته مرجعيات العراق في نضالها وجهادها ضد الأنظمة الدكتاتورية.

ومع استمرار نهجها الشرعي والجهادي في مواجهة نظام البعث البائد الدموي الذي منح نفسه الحق في ارتكاب أفظع الجرائم بحق العلماء والمراجع العظام في العراق خشية صوتهم الصادح بالحق ورفضهم وإدانتهم للممارسات اللانسانية التي كان يرتكبها بحق العديد من الشرائح والفئات المجتمعية والدينية والقومية، لا نستغرب في ظل تلك الظروف العصيبة على الأبرياء من أبناء العراق ان ترافق ماكنة القتل والامتهان للكرامة البشرية بحق العزل نوع اخر من الماكنات الفاعلة في بث سمومها وأكاذيبها الا وهي الماكنة الإعلامية التي لطالما زيفت الحقائق وظللت الراي العام المحلي والإقليمي والدولي وساومت وابتزت العديد من الصحف ووسائل الإعلام لتقف الى جانب مشروعها العدواني بتسقيط المؤسسة الدينية العليا في العراق والممثلة بعلماء الأمة وصوتها المحمدي الأصيل واتهامهم تارة بالعصيان وعدم الامتثال لأوامر الحكومة البعثية وتارة بالتبعية والخيانة مع جهات أخرى .

ان كم ونوع الإشادة الأممية والدولية والإسلامية والعربية للمنجزات والأدوار التي حققتها مرجعية السيد السيستاني (دام ظله) في العراق على صعيد تأسيس مقومات الدولة الحديثة التي تقوم على التقاليد والأعراف القانونية والإنسانية بدءا من الدعوة الى تأسيس جمعية وطنية عراقية تأخذ على عاتقها الدعوة للمشاركة الشعبية في صياغة الدستور العراقي والتصويت عليه، والشروع باول انتخابات عراقية في العام 2005 والاستمرار بتكريس مبادىء الحقوق الدينية والمدنية والسياسية عبر الدعوة المستمرة الى المشاركة الحثيثية بالانتخابات الوطنية واختيار الأصلح، وليس انتهاءا بفتوى الجهاد الكفائي وتأسيس الحشد الشعبي كمؤسسة وطنية مرتبطة بالدولة العراقية الى جانب مؤسساتها الأمنية الأخرى لمواجهة خطر داعش التكفيري، جعل بعض الدول والحكومات الإقليمية والدولية تتماثل مع الدور السياسي والإعلامي الذي اعتمده النظام الصدامي البائد بعد العام 2003 واتهام مرجعية سماحة اية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) بممارسات وسلوكيات مختلفة تحت مسميات باطلة.

ومع هذا كله تستمر أبواق الشر الاعلامي المأجورة والمسمومة بتوجيه سهام نقدها واتهامها الباطل والواهن الى سماحة السيد السيستاني من خلال بعض المقالات والتقارير والرسومات الكاريكاتيرية الساخرة التي لن تمر على عقول العالم نظرا للتمايز الكبير بين رمزية وعمق شخصية السيد السيستاني ومنجزاته الانسانية على المستوى العالمي وتوحيده للعراقيين تحت خيمة الوطن الواحد، وبين مشاريع ظلامية لبعض الدول وماكناتها الإعلامية المشبوهة عربيا التي تحاول بين الحين والاخر إثارة النعرات لتوجيه الراي العام العراقي والدولي ضد سماحته بافتراءات وادعاءات كاذبة ومضللة تدلل على عمق الحقد الدفين الذي تحمله تلك الجهات ومن يقف وراءها على مرجعية العراق العليا ذات الباع الطويل في المنجز الإنساني في مقابل مشاريع التخلف والتطرف الذي تعمل على احياءه تلك الجهات والحكومات لإشاعة ثقافة ونزعة القتل والإجرام وتكريس الطائفية .

وتأسيسا عليه فإننا في ديوان الوقف الشيعي بكامل مؤسساتنا وعتباتنا المقدسة ندين ونستنكر بشدة محاولات التقسيط اللاخلاقي الذي تنتهجه صحيفة الشرق الاوسط السعودية من خلال رسمتها الكاريكاتيرية الاخيرة والمسيئة لمقام المرجعية الدينية العليا في العراق والممثلة بشخص سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) التي نُشرت بتاريخ 2020/7/3، ونعدها محاولة بائسة لاستهداف الرمز الاول عالميا على الصعيد الديني والانساني، ونطالب الدولة العراقية بجميع مؤسساتها التنفيذية والنيابية والقضائية باتخاذ اللازم والعمل على معاقبة وملاحقة هذه المؤسسات الإعلامية التي تمتلك مكاتب رسمية لها في العراق، وفقا لمقررات القانون الدولي لا سيما العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الذي ينص في بعض مواده على عدم الحق لاي جهة في ممارسة النشر (بالتسقيط والتشهير) الذي يتعارض مع الحقوق الدولية والشخصية وعده مخالفة واضحة تجرم عليها تلك المؤسسات الاعلامية.
ومن هنا ندعو في ديوان الوقف الشيعي الحكومة العراقية الى ممارسة واجبها الوطني والتحقيق في الأمر الذي يهدف الى منهجية متواصلة للإساءة للرموز الدينية ومنها سماحة السيد السيستاني (دامت بركاته).

ديوان الوقف الشيعي
الرابع من تموز 2020
الثاني عشر من ذي القعدة 1441

Leave a Reply