الباحثة: م. ياسمين حاتم بديد الإبراهيمي
جامعة كربلاء
من المصادر المهمة جدا بعد كتاب الله سبحانه وتعالى هي السيرة النبوية وسير الصحابة الكرام حيث نجد فيها مانحتاجه في رفع روح الايمان والعاطفة الدينية وايضاً منها تستمد الامة الاسلامية طاقتها الايمانية التي تشعل نار القلوب المتعلقة بالله والتي تخبو كلما هبت عليها الرياح المادية .
تاريخ حافل برجال امنوا وصدقوا ماعاهدوا الله عليه عندما دعاهم الله ورسوله الى الايمان“ربنا اننا سمعنا ” (1) فبذلوا مهجهم ونفوسهم واموالهم واهليهم وصافقوا الرسول الاعظم (ص) فعاشوا وقاسوا شضف العيش فأثروا على انفسهم ولوكان بهم خصاصة في اجل على عاجل وغيب على الشهادة ومن صنمية العبادة الى عبادة الواحد القهار ومن ظلم وجور الكهنة الى رحمة الله ورسوله ومن ضيق افق الدنيا الى سعتها ونعمتها ونبذ زخرفها وحطامها ، وبهذه الروحية العالية والايمان المتوقد قامت دولة الرسالة ودخل الناس في دين لله افواجا .
ومن هذه النخب والقمم الباسقة الصحابي الجليل البراء بن عازب ابن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن الحارثة بن الحارث بن الخزرج الانصاري الخزرجي(2) ، لم تتفق المصادر على تاريخ ميلاده ولكنها اتفقت على انه اشترك في غزوة الخندق (5هـ) ولم يشر اي مصدر من مصادر التاريخ على انه شارك في غزوتي بدر واحد (3)، ولد من ابوين مسلمين فأبوه كان صحابي الرسول الاعظم(ص) ولكنه لم تشر له مصادر التاريخ بانه شارك في غزوة معه وامه صحابية وهي بنت ابي حبيبة ابن الحباب الخزرجي (4)، كنيته ابي عمارة او ابو الطفيل والكنية عند العرب تطلق على الشخص للتعظيم (5)، وقد عمل في مهنة التجارة(6).
ويعد البراء بن عازب من الشخصيات المهمة والمغيبة تاريخياً فهو بالرغم بأنه صحابي مقرب من الرسول الاعظم (ص) والصحابة الاجلاء ولكن تفتقر مصادر التاريخ الى تفاصيل حياته وحركته وعلاقاته لذلك نرى شحة المعلومات عنه ، ولكننا من خلال قراءة فاحصة للتاريخ نستشف منه ان هذا الشخص ذو موقع مقرب من الرسول ومكانته رفيعة فعندما نقرأ ان الرسول (ص) قام بأعطاء خاتم كان فضلة من غنائم اليه او يرسل له سلاماً ويبلغه بأن قتلة الحسين(ع) بالناربواسطة صحابي جليل وهو عامر بن سعد البجلي من خلال رؤيا صادقة (7).
واما عن مكانته مع شجرة النبوة اهل البيت (عليهم السلام) فكان مقرباً وذي مكانة عالية فقد خصه الامام علي(ع) بمفاتيح و علوم القرآن العظيم فقد اشار اليه عندما طلب البراء بن عازب الاسم الاعظم لله سبحانه وتعالى اشار له الامام علي(ع) على الاية الكريمة (هو الله)(8).
وكذلك امتازت مكانته عند الصحابة بالثقة حيث تولى الري سنة 24هـ في زمن الخليفة الثالث(9).
ويخبرنا التاريخ ان البراء بن عازب بعد عودته من سرية بلاد اليمن التحق بالامام علي(ع) الذي التحق هوايضا بالرسول(ص) في مكة لاداء فريضة الحج “حجة الوداع” وكان احد ناقلي هذه الخطبة مدعماً وجود بأخبار ومواقف حيث قال “اقبلنا مع رسول الله (ص) في حجة الوداع”(10)، بالاضافة الى ذلك كان حاضرا و لم يتخلف عن حضور و تجهيز وفاة الرسول ( ص )، و هكذا عاش حياة ملؤها نفحات عصر الرسالة الاول وشذى الرسول الاعظم و عطر الشجرة النبوية و عظمة الصحابة الكرام و انطوت بذلك صفحة من صفحات التاريخ المضيئة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10-الواقدي، محمد بن عمر(1984) المغازي، تحقيق: ماردسن جونس ، دانش اسلامي، ج1، ص19-20.