•معركة القرن مقبلة ..والكويت مسألة وقت .. والعراق الكبير أهم دول التاج البريطاني !!.
•كيف ولماذا منعت بريطانيا الفوضى في جنوب العراق!؟
•كيف نسقت بريطانيا مع برهم صالح أخيرا ….ولماذا!؟
بقلم :- سمير عبيد
بلا مقدمات !!.
في عام ٢٠١١ أصبح أمير الكويت برتبة أو درجة لورد إنجليزي ،وفرد من أفراد الاسرة الملكية ، وهي مكافأة نهاية الخدمة (انظروا الصورة وانظروا للمصافحة الخاصة والتي لم تحدث الا مع أفراد الاسرة الحاكمة في بريطانيا!!.) و عندما أستقبلت الملكة البريطانية إليزابيث الثانية أمير الكويت الحالي صباح الأحمد الصباح باستقبال رسمي قل نظيرة. فكان بمثابة تقاعده وانهاء حكم آل صباح مع نهاية الشيخ صباح الأحمد الصباح . فكان بمثابة اعادة المنحة البريطانية المقتطعة من العراق و التي أعطيت للكويت وباتت دولة، فجاء ليعيدها الى جلالة الملكة وسيكون آل الصباح برعاية بريطانية مهما حصل للكويت مستقبلا .وكذلك عندما يحصل تغيير مشهد المنطقة والذي دخلنا في مقدماته حاليا. وسوف تكون الرعاية البريطانية الى آل الخليفة في البحرين أيضاً لأن المشهد الجديد والقادم سيُغير معالم واسماء المنطقة فهناك دول ستزول واُخرى ستكبر مثل سلطنة عُمان واُخرى ستُقسم مثل السعودية ..الخ !!.
نقطة نظام :-
بريطانيا تتعامل مع العراق وتنظر اليه نظرة خاصة جدا كنظرتها وعنايتها الى سلطنة عُمان ولكن بفارق لصالح العراق لأن العراق شذرة براقة في التاج البريطاني ، وَلَن تُفرط بريطانيا في العراق لا سيما وانها تتعامل مع العراق القديم الذي يمتد من ( العراق الحالي والكويت وعربستان ).فهي من فصّلت سابقاً وهي من ستُعيد مستقبلاً . !!.
معركة القرن ..وشعاري امريكا وبريطانيا :-
نحن نقترب من معركة القرن التي من معالمها عودة المستعمرين الكبار الى مناطق نفوذهم .وبريطانيا عائدة لا محال الى الخليج والعراق ( ولكن ليس بأستعمار كولونيالي ) بل من خلال دعم مؤسسات الدول وترسيخها وايقاف عصابات الفساد ونهب الشعوب مقابل الحصول على المصالح البريطانية بلا نزاعات وكراهية.. ( فأمريكا شعارها أعطني لكي أحميك .. وأضع عليك حاكماً فاسداً وغبياً وفاشلاً إن أعترضت !!) ..أما الشعار البريطاني فهو (أدعم النزهاء والشرفاء ليكونوا حكاماً ومعها التنمية وبناء المؤسسات وتطوير المجتمع .. ولكن عبر الشركات والمؤسسات البريطانية وبشعار “أعطني لأبني لك وطناً وأنساناً بشرط أن لاتقتلني “)..سنوضح معركة القرن في سياق هذا الخليل !!.
كيف أنَّ الصين و عبد المهدي و الأوربيين أستفزوا البريطانيين !؟
بريطانيا بدأت وبكل هدوء في معركة (القرن الاقتصادية ) وعندما جعلت الكويت غطاء لبناء ( ميناء مبارك الكبير) في العراق، والذي هو ميناء بريطاني بامتياز واستعداداً مبكرا لعودة بريطانيا ولمعركة القرن ولضمان وجودها ومصالحها عند خروجها من الأتحاد الأوربي …..!!. •فالولايات المتحدة بنت قواعد في العراق وجميعها تقريبا شمال بغداد حتى حدود كردستان العراق مع ايران ومن هناك حتى الحدود مع سوريا ولكن بريطانيا بنت ميناء كبير جدا واستراتيجي أسمته ميناء مبارك الكبير أستعداداً لعودتها وهي من بَخّرت مشروع الفاو الكبير !!.
••••والصين من جانبها تحاول فرض أمر واقع على الولايات المتحدة وبريطانيا من خلال سياسات اقتصادية كثيرة . ولكن الخطوة الأستراتيجية الصينية في العراق أستفزت كل من بريطانيا قبل امريكا وباتت اوربا بحكم الصديق الخائن من وجهة نظر واشنطن ولندن لأن اوربا هي التي دفعت عبد المهدي صوب الصين وبقوة وبضغط من الفرنسيين ليكون العراق طريق الحرير الصيني الجديد فيصلها الغاز الايراني والعراقي الرخيص ومن ثم تصلها البضائع والمواد الصينية مباشرة دون المرور على شرطي الخليج العائد وهي بريطانيا وكذلك دون أن تمر على مضايق البحار والمحيطات التي باتت تسيطر عليها بارجات وسفن وجيوش أمريكا !!. .
•فبريطانيا اعتبرتها تحديا لها من قبل الصين وحكومة عبد المهدي والأوربيين في مناطق نفوذ بريطانية اولا وضد مشروع أستراتيجي بريطاني وهو ميناء مبارك الكبير في حال باشرت الصين في تنفيذ ميناء الفاو الكبير وباستثمار لمدة ٣٠ عاماً . فأعتبرتها بريطانيا خطوة أستباقية من الصين والأوربيين لفرض امر واقع على بريطانيا قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي لفرض التقهقر عليها !.
كيف هندست بريطانيا وامريكا عملية اسقاط حكومة عبد المهدي !؟
يعتقد البعض أن الولايات المتحدة دولة كاملة الرشد والصلاحيات وتتصرف في المنطقة بمفردها .فهذا ليس صحيحاً .بل الولايات المتحدة مجرد شقي بلا أخلاق يعمل عند بريطانيا وعند الدولة العميقة التي تقود العالم وبريطانيا اللاعب السوبر فيها !!.
•وبالتالي:-
١- فبريطانيا هي التي أمرت الولايات المتحدة بعدم استقبال عبد المهدي وعدم الأهتمام به ومن ثم الشروع برعاية احداث دراماتيكية في العراق ثم بعدها تم خطف الحراك الشعبي واسقاط حكومة عبد المهدي وابقاء العراق في الفراغ المتأرجح بعد استقالة عبد المهدي .
٢- وبريطانيا هي من أملت على الرئيس برهم صالح ليُسوّف الزمن في التكليف !!!. فعبد المهدي تنظر له امريكا إيرانيا وصينياً ماوياً ، وبريطانيا تنظر لعبد المهدي فرنسياً ويعمل بأملاءات فرنسية لسحب الصين نحو العراق لتغذية اوربا عبر جسر الحرير الجديد الذي يمر من العراق والذي سيُحرر اوربا من السطوة والإملاءات الأميركية، وكذلك لتضرب اوربا بريطانيا الضربة الموجعة من خلال جعل العراق أوربياً .ولكن بريطانيا كانت بالمرصاد وعرفت كيف تستخدم برهم صالح وأدواتها القديمة الجديدة في العراق !.
٣-وبالمناسبة فبريطانيا نفسها من سدّت الطريق على الولايات المتحدة واسرائيل ودوّل الخليج للذهاب في مخطط الفوضى التخريبية في العراق وعندما كان مقرارً لجنوب العراق فوضى مدمرة وشبه إبادة وتهجير …الخ.وبريطانيا هي من منعت إسرائيل وامريكا من الذهاب بعيدا وجعل العراق ساحة حرب وقتال ودمار ضد إيران وليس حبا بالعراقيين ولكن لا تريد تخريب أرض وثروات وبيئة هي عائدة لها … وان الإيرانيين يعلمون بذلك وعلى الرغم من خوفهم الشديد من بريطانيا لأنها أخطر عشرات مرات من الولايات المتحدة على إيران ..
٤- وبريطانيا هي من أعطت الضوء الأخضر للرئيس برهم صالح أخيرا ليُكلف الدكتور ( محمد توفيق علاوي) لأنه الأنزه من بين الموجودين وذلك كتسكين للأزمة وتهدئه لها وليكون السيد علاوي جسر عبور لمرحلة أخرى أكثر هدوءا ..وان الذين يتظاهرون بالضد من تكليف محمد علاوي سوف ينسحبون في قادم الأيام !.
الخطة البريطانية الكبرى :-
كتبت قبل خمس سنوات تحليلا وذكرت فيه أن لدى بريطانيا مخطط ومن أجله سوف تخرج من الاتحاد الأوربي والتحرك نحو تنفيذ ذلك المخطط الذي سيعيد لبريطانيا اسمها ومجدها وهو ( مخطط الهيمنة على مثلث الذهب الأسود والمتمثل في الكويت والبصرة وعربستان !)
••وبالفعل تحركت بريطانيا بخطوات مهمة لوضع حجر الأساس لهذا المخطط من خلال :-
١-فبعد انسحابها من قواعدها في الخليج عام 1971، عادت بريطانيا لتشرع ببناء قاعدة عسكرية دائمة في ميناء سلمان بالبحرين، وسط تهديدات أمنية تعيشها المنطقة، بقيمة 19 مليون يورو.وقال وزير الدفاع البريطاني الأسبق مايكل فالكون إن القاعدة الجديدة في البحرين “ستمكن بريطانيا من إرسال عدد أكبر وأضخم من السفن لتعزيز الاستقرار في الخليج”.
وقاعدة المنهاد في دبي التي تحولت منذ 2001 إلى قاعدة قوات متعددة الجنسيات الغربية تستخدمها في مهمات التدريب والخدمات اللوجستية، علاوة على الترفية نظراً لقربها من مدينة دبي.سوف تتوسع قريبا لتصبح قاعدة لسلاح الجو البريطاني
٢- أما قاعدة المشاة فتتمثل في عدد من المعسكرات في مناطق مختلفة من سلطنة عُمان. وبحسب ما هو معلن ستنقل بريطانيا إلى هذه المعسكرات جزءا من فرق جيشها المقرر سحبه من معسكراته في ألمانيا.
وستسمح قاعدة البحرين البحرية بتمركز سفن الدورية وعدد من الفرقاطات وكاسحات الألغام بالإضافة إلى استقبال الزيارات الدورية لبوارج حربية وحاملة طائرات.
نقطة نظام :-
وبما أن بريطانيا غير قادرة على استعادة نفوذها عندما كانت امبراطورية ذات قوة اقتصادية وعسكرية، فهي تعود كقوة وسطى لتقوم بدوريْن: أولهما الإسهام في دعم هيمنة الولايات المتحدة في هذا الجزء من العالم ضمن “العلاقة الخاصة التي تربط البلدين”. وثانيهما أن تتولى دور شرطي الخليج الذي كان الشاه يقوم به قبل إسقاطه.وبعبارة ادق سوف تكون بريطانيا (ضابط إيقاع الدول الخليجية )
٣-استفادت بريطانيا من الاتفاقيات الثنائية التي عقدتها مع العوائل الحاكمة في بلدان الخليج لإبقاء نفوذها السياسي والأمني. فبالاستناد إلى تلك الاتفاقيات، استمرت بريطانيا في تزويد القوات المسلحة وأجهزة الشرطة والأمن العام في كل من عُمان والبحرين والامارات وقطر بالضباط والخبرات والتدريب.
٤- نجاح بريطانيا من تشييد وبناء (ميناء مبارك الكبير) وبتمويل كويتي وأشراف بريطاني ليكون جاهزا ً للعودة البريطانية للمنطقة !!
٥- نحاح بريطانيا بأخفاء جيوشها السرية في منطقة الخليج حسب مخطط (الوجود السري البريطاني) وبحسب ما صرح به رئيس هيئة الدفاع البريطاني الأسبق بأن بلاده تستهدف الخليج العربي عقب انتهائها من حرب أفغانستان، المثيرُ أنّ «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)» أشارت أنّ بريطانيا تمتلك وجودًا عسكريًا سريًا في كلٍّ منّ البحرين والإمارات، وهي القوات التي تدخلت وشاركت لاحقًا في محاربة «تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)».
٧- وفِي عام 2016، كانت مبيعات الأسلحة البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط تتجاوز ثلاثة مليار دولار، وحين حضرت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، تيريزا ماي، قمة مجلس التعاون الخليجي في نفس العام، أعلنت أنها ترغب في أن تصبح بلادها عاصمة الاستثمار الإسلامي، مُعلنة (أنّ أمن الخليج من أمن بريطانيا)، وبالرغم أنّ قطر تعد المستثمر العربي الأبرز في السوق البريطانيبمبلغ 50 مليار دولار.وتتاقشت تيريزا ماي اثناء جولتها على دول الخليج عملية نشر القوات البريطانية في دول الخليج لتصل الى ٣٠ ألف جندي بريطاني وهذه مؤشرات ان عودة البريطانيين لمنطقة الخليج والعراق قد حُسمت تماما ً!.
٨- في ١٣ ديسمبر ٢٠١٨ تم الاتفاق الكويتي البريطاني على تأسيس قاعدة عسكرية بحرية بريطانية شمال الكويت أي بالقرب من العراق .ووجود هذه القاعدة لحماية ميناء مبارك الكبير والاستعداد لمعركة مثلث الذهب الأسود ( المثلث الأغنى في العالم ) والذي سيتيح لبريطانيا الهيمنة الاقتصادية على الكثير من دول العالم من جهة . ومن جهة أخرى سوف لن تكون بريطانيا تحت رحمة الولايات المتحدة التي تخطط لخطف ( مضيق هرمز) من الإيرانيين لتصبح الولايات المتحدة بعد ذلك المُهيمن والمتحكم في سير خطوط الطاقة الخاصة ب ( النفط والغاز) صوب اوربا والعالم وهنا سوف تكون الصين تحت رحمة الولايات المتحدة ومن ثم بريطانيا.. وحتما سوف يشهد الثلث الأخير من عام ٢٠٢٠حرباً بين الكبار في منطقتنا بدافع اقتصادي !!!.
————
أشارة قوية:-
في حالة حصلت فوضى في العراق وضمن حرب المحاور والمصالح بتأثير أقليمي أو روسي أو أي طرف آخر فسوف يكون خيار الأنقلاب الوطني العسكري جاهزاً بدعم أميركي بريطاني من خلال اختيار مجموعة عسكرية ومدنية وطنية لتنفذ خطة إنقاذ لفترة محددة أستعدادا لأنتخابات ديموقراطية !!.
الى اللقاء في الحلقة الثانية ان بقي عمراً !.
سمير عبيد
٣ شباط ٢٠٢٠