الشعور بالضمان الوهمي لدى الكثير من المسلمين ومنهم العراقيين !!.
بقلم :- سمير عبيد
أولا :-
نضطر أحياناً للخروج من عالم السياسة والاعلام والتحليل والتنظير والذهاب نحو مواضيع اخرى أجتماعية وروحية ودينية وعقائدية .فبالتالي نحن جزء من هذا المجتمع ولدينا قناعاتنا وأفكارنا وعقائدنا ولدينا عقل يُفترض أن لا نتركه يحمد .وفي نفس الوقت أن ندافع حتى الموت ضد أي شخص وجهة ومجموعة تريد أخذه منا ليوضع في المجمدة لكي نتبع هذا الشخص اًو تلك المجموعة و كالقطيع. فهذا مرفوض من قبل الله تعالى الذي خلق لك العقل لتستخدمه ويُنير لك الحياة والطريق من خلاله . فالعقل هو مقودك وبوصلتك في زحمة دروب الحياة!!!!!.فالتنازل عن العقل للآخر عبودية واحتكار ،والاثنان مرفوضان من قبل الله تعالى الذي خلق الناس أحرارا !!.
#لأُقرّب لك الصورة ( كيف تدعي عندك سيارة وأنتَ مالكها ولكن مفتاحها ” البصمة ” عند آخر ،وأجازة السوق لن تخرج لك الا بموافقة ذاك الآخر ،ولا يمكنك القيادة الا بتحويل من الآخر، ولا يُسمح لك حتى وضع سيارتك أمام بيتك .. اذن بنظر المجتمع أنتَ مغفل لأنك اشتريت وملكت السيارة ولكنك غير مسموح لك أستخدامها .وبالتالي سيقول عنك المجتمع مغفل وعبدٌ لذلك الآخر ….فماذا ياتُرى سيقول عنك الله الذي وهبك هذا العقل لتذهب وتتنازل عنه لآخر اًو لمجموعة !!!!!ا )فمن يتنازل عن عقله للآخر سواء كان الاخر رمز ديني اًو سياسي اًو رب العمل اًو رئيس الفريق اًو اَي شخص آخر ….الخ !!. فالقضية ماهي الا عبودية وترك الله لصالح هذا الآخر الذي بات ربك …وهذا شرك بالله !!!.
ثانيا :-
نقرأ ونشاهد ونتابع ردات فعل المسلمين في العراق وفي كل الدول العربية عندما يشاهدون على سبيل المثال فنانة عالمية رددت مفردات إسلامية ، وعندما يشاهدون ترديد آيات قرآنية من قبل أشخاص اًو شخص بوذي اًو مسيحي اًو يهودي، اًو عندما يُسلم شخص عادي اًو معروف ويكون مسلما ، أو عندما تضعف قوة جبارة تؤذي الناس وبعدها تتجه لله ، اًو عندما يكبر طاغية معين ويتجه لله، اًو عندما يخرج عالم اًو مخترع معروف ويتجه لله ……الخ !.ترى العراقيون يفرحون ويبتهجون على أساس فقط هم يعرفون الله ، وعلى أساس ان الله عراقي اًو عربي اًو فقط إله المسلمين الذين ولدوا فوجدوا آبائهم مسلمين فصاروا مسلمين !!!!!!فتراهم يفرحون ويشعرون بالنشوة على انهم من عشيرة الله والباقين لم يخلقهم الله بل خُلق العرب والعراقيين فقط وهذا لسانٍ جوهرهم يقول ذلك …وهذا يعني قمة الجهل والعنصرية والتقوقع والوهم !!!.
وهنا أطلقت على سعادة هؤلاء مصطلح ( فرحة الفراغ،أو سعادة الوهم ) من قبل الأكثرية المطلقة من المسلمين عمومًا والعراقيين خصوصًا … لأنها فرحة ساذجة تزول بزوال الخبر أو النبأ لتعود تلك الأغلبية لغطرستها وتقوقعها الوهمي فهي تتجاوز حتى على الله على انها ضامنة الجنة وضامنة رضا الله مادام هي مسلمة اَي تلك الأغلبية. وانها ضامنة للجنة وضامنة لرضا الله مادمت هي تتكلم العربية وتتمكن من قراءة القرآن ومكتوب في اوراقها مسلمة …..وهذا هو الوهم بعينه ، والغوص في الجهل والابتعاد عن ما يُريده الله….فالله هو إله الكونِ كله والبشر جمعاء وليس إله العرب والمسلمين فقط !!.
وهل يعلم هؤلاء أن ذلك اللاديني ، وذلك البوذي، وذلك اليهودي ، وذلك المسيحي ، وذاك الدنيوي ، وذلك الملذاتي وعندما يصبح مسلما ً هو أفضل منك ومن تلك تلك الأكثرية والأقرب الى الله… والسبب لأن هذه الشريحة من الناس أنار الله طريقها بالنور المُحمدّي فتركت تاريخها وتاريخ عائلاتها وبيئتها وذهبت صوب الاسلام ، وذهبت لتتعلم وتتعود على العربية وبصعوبة بالغة لكي تُعبّد الطريق لمفتاح تلفظ مفردات الشهادة والقرآن، ناهيك عن ترك الملذات وعالم الماديات والشيطان الذي يُزين الحياة لهم… بأختصار ان هذه الشريحة دفعت تلك المغريات وذلك الملك الشيطاني الجميل للقبول بنور رباني وفوز موعود فأنظر كم من التضحيات الجسيمة التي ضحاها هؤلاء لك يفهموا الله وكتابه ودينه الاسلام …….فتأتي انت الكسول والهارب من واجبات الله التي اعطاك جميع مفاتيح الطرق لها لتقارن نفسك مع هؤلاء عند الله لا سيما وهو الذي قرر ان يهديهم ويقربهم اليه !!.
تأتي حنابك انت عربي اللسان، والمسلم بالوراثة، والعارف لقراءة القرآن بسهولة ، والعارف ماهو الاسلام الذي جاء للبشرية جمعاء ، وتعرف النبي محمد أصله وفصله وتعرف الإسراء والمعراج وتعرف قيمة النبي محمد وانه خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم ، وتعرف اهل بيته عليهم السلام وكل هذا وانت مُقصر وهارب عن واجبات الله وموهوم انك تدخل من البوابة الرئيسية للجنة والنعيم ….ماهذا الهراء!
تظن مادام انك بالأوراق مسلم ومازال لسانكِ عربي ستقف امام الله وامام محمد بكل جداره هذا حلم ومخدر تلهي نفسك فيه لأن الله سيطلب منك سجلا مؤرشفاً ومُصدقا بالعمل الصالح …..فماذا ستقول له وكتابك وأرشيفك مليء بمحطات الأنكسار واذلال نفسك امام البشر من اجل مغانم وفتات ومغريات وهو الذي أوصاك ان لا تُذلها وأرشيف مليء باللهاث وراء السياسي ورجل الاعمال ووراء رجل الدين وناسي الله ، وتذهب تُرخص نفسك وتذلها لجهات وأشخاص واحزاب لكي تحصل على مصلحتك واحيانا كثيرة تصبح بلدوزر تسحق كل شيء حتى منافسيك والأبرياء لتكسب النقاط وناسي ان الله هو. موزع الأرزاق وهو موزع الجاه والحظ والبخت والنوماس !!!!!!!!.
فحتماً وبنسبة ٩٩٪ من هؤلاء الناس الذين يتركون أديانهم ومعتقداتهم وافكارهم السابقة ويأتون للإسلام ولمحمد وللقرآن هم افضل عند الله من أغلبية المسلمين بهذا الزمان الذي أصبح شعاره عند تلك الأغلبية ( دينكم دنانيركم) !!!
تلك الأغلبية التي وجدت كل شيء جاهز ومع ذلك ابتعدت عن الله واعتقدت انها ضامنة الجنة وضامنة رضا الله لأنها مسلمة شيعية أو مسلمة سنية …الخ …..أي تبسيط مقرف هذا ،وأي سذاجة وبلاهة !!!!!!.
وعلى الرغم من أنك مسلم بالوراثة ، وعربي اللسان ، وتعرف لغة القرآن ، وتعرف نبيك محمد وتعرف سيرته لان لسانك عربي وثقافتك عربية ولكنك تذهب وتتنازل عن عقلك لآخر يتاجر بالدِّين ويتاجر بالسياسة أو يدعي هو نائب لله في الأرض ومهمته مصادرة عقول الناس لكي يتقربون لله من خلاله والكل ساكت ومستسلم ويلبي رغبات نائب الله (أي شرك هذا وأيّ عبودية هذه وأيّ دين هذا …!!)
نعم هناك عقلاء ونعم هناك أختصاصات ونعم هناك أكثر منك علماً تتوجه اليهم عند الحاجة ،وايضا لديك عقل يفترض تُميز أجاباتهم على أسئلتك فأن أقتنعت فبها وان لم تقتنع اذهب لغيرهم وان لم تجد احد من العقلاء والاختصاصيين فلديك عقلك سوف يرشدك وعقلك ليستْ صناعة كورية اًو ماليزية اًو فرنسية انه صناعة الله تعالى !!!.
وبالتالي …
ابكوا على حالكم أنتم الذين لازلتم مسلمين ولم تتمكنوا من الانتقال لصفة المؤمنين الا ماندر منكم …!!!
وبالتالي فالقرآن ليس للمسلمين بل للمؤمنين ولهذا هو يخاطب المؤمنين ولم يخاطب المسلمين !!
وخاطب المؤمنين لسبب لكي لا يكون الاسلام دين بيئة وجغرافية محدده بل دين للعالم اجمع والمؤمن هو الذي نفذ تعاليم الله (بعدم الكذب ، وعدم النميمة ، وعدم الغش ، وعدم الرياء، وعدم سرقة مال الناس ، والامانة ، وحب الوطن وعدم خيانته ، والحرص في العمل وعدم التقاعس ، ورفض الغلو بالدِّين والمذهب والعقيدة ، ومساعدة المحتاج ، وقضاء حوائج الناس ، ومراعاة اليتامى والمساكين وعابري السبيل ، وصلة الرحم ، والبر بالوالدين ، وعدم اكتناز الذهب والفضة وهناك جائعين ومحرومين من اهلك وأقربائك وجيرانك وابناء المجتمع ، عدم خيانة الأمانة والقسم ، عدم الغلو ، عدم الأحقاد والضغائن ، عدم العداوة، عدم قطع أرزاق الناس ، عدم هتك أعراض الناس ، عدم لعب القمار والميسر وعدم شرب الخمر وعدم ارتكاب المعاصي ودعم انتهاك حقوق الناس، والاهم الايمانَ بالعدل والقانون الالهي !!!)
فكل واحد منا يسأل نفسه :-
كم سأعيش؟
وهل سأعيش بقدر الذي مضى !؟
أذن لماذا أذل نفسي أمام بشر مثلي والمذلة ينهى عنها الله !؟
كم سأعيش لكي أكذب وأظلم وأغش وأسرق وأحتال وأنتهك وأدخر الملايين والمليارات وهناك واجبات ربانية لم أنفذها !؟
إذن العمر المتبقي قليل جدا جدا فيجب السرعة نحو التوبة وفتح ورقة جديدة مع النفس والناس ومع الله !!!.
فهنيئا لمن طرح هذه الأسئلة على نفسه وأهداه الله للأجابات الصحيحة في هذه الليلة المباركة حيث ليلة النصف من شعبان !!.
سمير عبيد
٨ نيسان ٢٠٢٠

