كرس مجلس ال مطر الثقافي في الحارثية بالكرخ ندوته الشهرية لاستذكار الشخصية الوطنية والقانونية عبد الرحمن البزاز رئيس وزراء العراق الاسبق في اواسط ستينات القرن المنصرم .
فقد ضيفت ندوة المنتدى التي ادارها عادل العرداوي وعقدت في مقر المجلس الكائن في الحارثية من كرخ بغداد عصر الجمعة ١٧ كانون الثاني ٢٠٢٠ الباحث محسن جبار العارضي الذي القى محاضرة بعنوان ( عبد الرحمن البزاز ..من دعاة الاصلاح والتجديد في العراق)
بين فيها مبرارات اختياره لموضوع المرحوم البزاز في الوقت الحاضر لانه جاء متوافقا مع مرحلة الحراك الشعبي التي يشهدها الشارع العراقي في البحث عن رئيس وزراء عراقي مدني ومستقل لان البزاز كان هكذا ..
وبين ان البزاز هو من مواليد جانب الكرخ في بغداد عام / ١٩١٣وتحديداً في محلة ( التكارته) منها واخذ لقبه من عمل والده عبد اللطيف المعاضيدي في محل لبيع القماش ( بزاز) وهكذا غلب اسم المهنة على العشيرة ..وهذا كثيرا ماحدث في حالات مشابهة ..
واشار الى ان البزاز التحق في بداية طفولته تلميذا في مدرسة دار السلام الابتدائية للبنين وبعدها في ثانوية الكرخ اذ كان من بين الطلاب المتميزين فيهما ..ليلتحق بعدها في عام / ١٩٣٥ بكلية الحقوق العراقية وبعد تخرجه منها بعثته وزارة المعارف لاكمال دراسته في مصر ليتولى بعدها مهمات عديدة منها مدرسا ومن ثم عميدا لكلية الحقوق وعميدا لكلية التجارة والاقتصاد فيما عمل ايضا لفترات قاضيا ومحاميا .
وكشف الباحث الظالمي ان عبد الرحمن البزاز ونظرا لميوله القومية وثقافته الاسلامية فقد عينته حكومة ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ سفيرا للعراق في القاهرة وبعدها سفيرا للعراق في لندن لفترة قصيرة ليرشح بعدها امينا عاما لمنظمة الدول المصدرة للنفط / اوبك وبعدها وزيرا للاقتصاد والنفط في زمن الرئيس الراحل عبد السلام عارف الذي اختاره في ٢١ ايلول ١٩٦٥ رئيسا للوزراء وبقي في هذا المنصب حتى وقوع حادث احتراق طائرة الرئيس عارف بناحية النشوة بمحافظة البصرة ومصرعه حيث تولى البزاز منصب رئيس الجمهورية بالنيابة لفترة ثلاثة ايام فقط اضافة لوظيفته لحين انتخاب الفريق عبد الرحمن محمد عارف رئيسا للجمهورية بدلا عن شقيقه الراحل مما دفع بالرئيس الجديد ان يكلف البزاز ثانية بتشكيل وزارة جديدة استمرت حتى يوم ٦/ اب / ١٩٦٦ حيث تقدم باستقالته للرئيس بعد ان شعر ولمس ان ضغوطا مورست عليه من قبل بعض العسكريين الموجودين في السلطة بهدف ابعاده عن منصبه لانه( مدني) وينادي بالاصلاحات الادارية والقانونية وكتابة دستور عراقي ثابت بدلا من الدستور المؤقت وقيام نظام انتخابي وانهاء عسكرة الدولة وتبديل قانون الاراضي وقانون العقوبات البغدادي وغيرها من القوانين والانظمة الاخرى التي لم تعد تتناسب مع تطور الحياة العصرية للبلاد..
والمح المحاضر الى ان البزاز كان ذو قدرة وملكةادبية وقانونية مميزة كان من نتاجها اصداره لعشرات الكتب السياسية التي تبحث في الفكر القومي العربي والاسلامي وكذلك في موضوعات التاريخ والقانون والتشريعات اضافة لعشرات المقالات المهمة في شتى المجالات،فضلا عن اجادة المرحوم البزاز لعدة لغات عالمية منها : الانكليزية والالمانية والفرنسية اضافة الى لغته العربية الام.
وبعد ان انهى العارضي محاضرته انهالت عليه الاستفسارات والمداخلات من عدد من المشاركين في الندوة كان من بينهم كل من: عكاب سالم الطاهر ومحمود الربيعي والدكتورة سناء الحسني ومناف مكي الواعظ واحمد حسن حبيب ونادية غازي وعبد الوهاب الحمادي والدكتورة ذكرى عبد الصاحب وغيرهم.