#قراءة سياسية :- لخطبة المرجعية في ١نوفمبر ٢٠١٩!!
بقلم :- سمير عبيد
وقفة تاريخية :-
شرفٌ لي عندما ذُكرتْ رسالتي أول أمس وأمس في أجتماعات المرحعية في النجف بأنها الرسالة الأصدق في قراءة الواقع ..والتي كتبتها قبل شهر ونصف والتي أرسلتها للسيد محمد رضا السيستاني. وأكدتُ فيها أن المرجعيّة وحاضرها ومستقبلها بات في خطر والعراق بخطر أكبر إن لم تأخذ المرجعية على عاتقها دعم الشعب ضد الفساد وضد الطغمة الفاسدة. وناشدت السيد محمد رضا ان تكون خطبة الجمعة بكلمات يفهما البساط والشرائح المسحوقة وان لا تؤول تأويلات مختلفة ..واعطيت في رسالتي خارطة طريق وبإمكانكم العودة لها !!. وهذا واجبي الشرعي والوطني والأخلاقي ولا أريد من وراء ذلك الا رضا الله ،ومستقبل واعد وأمين لأبنائنا وأحفادنا !!.
———————————
#تمهيد قبل قراءة خطبة المرجعية :-
#تصريحات الخامنئي غيّرت أستراتيجية مرجعية النجف !!.
مثلما توقعنا وعندما أكدنا ان التصريح الأخير للمرشد الإيراني السيد الخامنئي سوف يدفع بالمرجعية الشيعية في النجف لأخذ زمام المبادرة والتقدم خطوة للأمام بدعم المتظاهرين، وأعلان موقفها الشامل من الأحداث الجارية في العراق وبالفعل صدقت توقعاتنا !!…. .
لأننا لا نُجامل في قول الحقيقة وصدق التحليل ( فلقد شعرت مرجعية النجف الأشرف ولأول مرة بتحدي وجودي لها من خلال تفسيرها لتصريحات الخامنئي الأخيرة !!) فلجأت مباشرة ً الى :-
١- تغيير مفردات خطابها للشعب العراقي. ولأول مرة جاءت خطبة الجمعة في ١ نوفمبر مختلفة تماماً وبلغة البسطاء. لكي لا تؤول، ولكي لا تدخل في أستراتيجية التقيّة المتبعة والمعروفة في معظم خطب الجمعة.بحيث ومباشرة فهمها الجميع “البسطاء والمتعلمين ” على حد سواء !!.
٢-أعطت وأعلنت المرجعية موقفها ولأول مرة من ناحية الوضوح بأنها مع أختيار الشعب العراقي في اختيار النظام الذي يريده ( وهذا معناه سحب ماتبقى من دعم سياسي ومعنوي للعملية السياسية الجارية منذ ٢٠٠٥ وحتى الآن) …وهذا يوضّح ولأول مرة بأن عمل المرجعية الشيعية في النجف بات قطرياً بالدرجة الأولى ( وهو يحدث لأول مرة) … اَي بات العراق ملعبها الأول وإهتمامها الاول هو الشعب العراقي .. وأن المواقع والساحات الاخرى سوف تأتي بعد العراق من ناحية الاهتمام والعمل والإرشاد (وهي أستراتيجية مابعد خطبة ألأول من نوفمبر ٢٠١٩) ….وأنها قراءة موفقة للشارع النجفي الذي بات ساخطا ً من الهيمنة الخارجية ومن هيمنة حلفاء الخارج يشكل خاص، وللشارع العراقي بشكل عام !.
٣- ولأول مرة تعلن المرجعية الشيعية وبوضوح تام بأنها تدعم المتظاهرين السلميين، وتؤيد مطالبهم التي تصل لحد تغيير المشهد السياسي في العراق …
وهنا بات المتظاهرون بمثابة الخط الأول للمرجعية الشيعية في تغيير اللعبة بحيث العراق الساحة الأولى في الأهتمام والرعاية من جانب المرجعية الشيعية .وهي رسالة واضحة من المرجعية في النجف ان المرجعية عراقية وسوف تكون كذلك ولن تترك العراق لغيرها من ناحية الرعاية والإرشاد والتوجيه والحماية !!.
٤- وكل ما تقدم معناه رسالة واضحة الى إيران والى المرشد الخامنئي أن العراق ساحة عمل المرجعية الشيعية في النجف حصريا ، ولن يُسمح بغير ذلك ..ورسالة بأن الشعب العراقي من أهتمام مرجعية النجف لوحدها، ولا يجوز للأخرين بالنفوذ فيها !.
وبهذا سحبت المرجعية الشيعية في النجف نحوها الشرائح العراقية التي ابتعدت عن مرجعية النجف خلال السنوات الماضية وحتى اليوم بسبب مواقفها غير الواضحة من الطغمة الحاكمة العراق. وبسبب من لهم صلات بالمرجعية وهم أعمدة ثبات منظومة الفساد في العراق !!.
# أضواء على أهم النقاط التي وردت في خطبة المرجعية
١- لقد وصفت المرجعية في خطبتها بتاريخ الاول من نوفمبر ٢٠١٩ المتظاهرين ب ( الأحبّة) وهذا يعني أضفاء حالة الحنان و(الأبوّة) على المتظاهرين السلميين، لاسيما بعد فشل رئيس الجمهورية برهم صالح بإيصال الأبوّة للمتظاهرين والشعب .. .فعندما قالت المرجعية بأنهم ( أحبّة) ليس أعتباطاً. بل لتقول لهم أنكم أقرب شريحة في العراق لقلب المرجعية وأنتم البديل عن طغمة سياسية خانت المرجعية والشعب !. وكلمة ( الأحبّة ) تعني ان هؤلاء الشباب خاتمة السياسين في العراق وما قبلهم كانوا مجرد مراحل !!!.
٢-لقد أسقطت المرجعية الشيعية مشاركة الجيش ، ومكافحة الأرهاب ، والرد السريع ، والقوات العسكرية المعروفة بعناوين القتال ضد العدو بالتعامل مع المتظاهرين وعندما قالت (( منع زج القوات القتالية بمختلف عناوينها التعامل مع الأعتصامات والمتظاهرين السلميين ) ويبقى الواجب فقط لوزارة الداخلية، ومكافحة الشغب، والأجهزة الأمنية حصرا !!.
٣- لقد أسقطت المرجعية الشيعية في خطبتها الحلول العسكرية تماماً عندما قالت (( منع الحلول العسكرية بالتعامل مع المعتصمين والمتظاهرين السلميين )) وهذا عين الصواب.وهنا فتحت المرجعية الشيعية الباب على مصراعيها للحلول السياسية فقط !.
٤- أنذرت المرجعية الشيعية في خطبة الأول من نوفمبر ٢٠١٩ ايران ، ودوّل الخليج ، وامريكا ، واسرائيل وجميع الدول من التدخل في الشأن العراقي الحالي وعدم الدخول على التظاهرات وعندما قالت ((أحترام العراقيين بتحديد النظام السياسي والاداري الذي يريدون ))!!.
٥- وايضا أنذرت المرجعية الشيعية وسحبت البساط من تحت أقدام الذين لديهم مخططات طائفية ، ومن الذين لديهم مخطط اغراق الشيعة بقتال شيعي -شيعي ليذهبوا لأعلان أقليمهم الطائفي والاداري ..وأنذرت الكتل السياسية والزعامات السياسية ،ومن جميع العناوين السياسية والوظيفية في العملية السياسية ( وهو أعلان فشلها من وجهة نظر المرجعية ) …..وعندما قالت في خطبتها (( ليس لأي شخص أو مجموعة أو جهة بتوجه معين أو طرف أقليمي أو دولي أن يصادر أرادة العراقيين )) …..وهو تحذير قوي للغاية لجميع حلفاء تركيا وايران والسعودية والخليج واسرائيل وامريكا في العراق من استغلال الوضع وتغيير قوانين وزوايا اللعبة !!!. وحذرت اَي فصيل من الاقتراب من المتظاهرين !.
نكتفي بهذا القدر !!.
—-
#في الختام :-
ننصح جميع الذين لديهم أجندات خارجية وأجندات فرض الأمر الواقع سوف يخسرون أنفسهم ومشاريعهم لأن المرجعية الشيعية باتت ( جاهزة لأعلان الفتوى ) ضد أي مخطط يحاول خطف إرادة المتظاهرين والشعب العراقي.. وضد أي دولة وجهة تحاول الإبقاء على الطغمة الفاسدة..وضد اَي دولة وجهة تحاول إبادة المتظاهرين !!.
سمير عبيد
١نوفمبر ٢٠١٩
