in

قررنا نشر ح٣ والأخيرة بمناسبة رفض الرئيس صالح تسمية أي مرشح وتقديم أستقالته للبرلمان

——————————

الحلقة رقم (٣)والأخيرة !!.

العراق مقبل على أنقلاب ( أقتلاع وتنصيب) وحسب السيناريو “الهاييتي” المُعدّل !!.

بقلم :- سمير عبيد

كثيرون يرددون أن زمن الانقلابات قد ولى !!.

وكثيرون يقولون لا مجال للأنقلاب في العراق !!.

من قال لكم أن هناك أنقلاباً تقليديا وبيان رقم واحد!؟

ومن قال لكم أن هناك دبابات سوف تسيطر على الأذاعة والتلفزيون !؟
نحن نقول للمشككين انتم واهمون .ولم تنتبهوا لخطوات انهيار النظام الديموقراطي والبرلماني في العراق والذي بات ينهار أمام عيونكم وبشهادة العالم .فالأنهيار والأنسداد السياسي الذي بات يتعاضم هو جزء من الأنقلاب المتصاعد . بحيث بات الشعب العراقي نفسه يطالب بنظام رئاسي، ويطالب بانقلاب عسكري، وبات ينادي حتى بتدخل أميركي مباشر هذا جانب . ومن الجانب الآخر وهو المهم قد سقط الدستور وانتهى عندما لم يتم الالتزام يتوقياته الدستورية حول ترشيح رئيس حكومة جديد. وعندما كان اللاعب الخفي والمرتبط بسيناريو الانقلاب العسكري المتصاعد والناعم يُفشل جميع المرشحين واحداً تلو الآخر من جهة ومن جهة أخرى يصر على رئيس الجمهورية برهم صالح اتباع سياسة التملص والمراوغة وفعل الرجل ما طُلب منه من الكبار وهو غير قادر على صدهم . فكلمات ملكة بريطانيا لآذان برهم صالح كانت تحمل الكود الأعظم !!…

الاستدراج المبكر :-

١-فالولايات المتحدة ليست ساذجة، والأمم المتحدة في العراق والتي تأتمر بأمر واشنطن وتمول من واشتطن ليست ساذجة هي الأخرى عندما مُررت الانتخابات المزورة الاخيرة والتي لم يشترك بها الا ٢٠٪؜ فقط من الشعب العراقي. وعندما تحرك الأتحاد الأوربي للتشكيك بها أسكتته واشنطن حينها .فكانت واشنطن والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة يعلمون ذلك. ولكنهم مرروها لكي يصل العراق والأوضاع فيه الى هذه النتيجة التي نحن فيها الآن . حيث الشعب بات يطالب بحل البرلمان، والذهاب لنظام رئاسي، او الذهاب نحو انقلاب عسكري… وصولا لسقوط الدستور ودخول العراق في لعبة الفراغ !!.

٢- وايضا أن واشنطن ليست ساذجة عندما سكتت على الأختيار غير الدستوري لعادل عبد المهدي ليكون رئيسا للحكومة. وهو الذي لم يشترك في الانتخابات، وليس له علاقة بالموضوع، وجاءوا به من داره ..جاءوا به لكي يحترق ويسقط وليس له (خالات تولول عليه) اَي ليست وراءه كتلة او حزب او جماعة تدافع عنه ليكون دافع وممهد نحو سيناريو الانقلاب الناعم والمتصاعد !!.
————————————

نقطة نظام تمهيدية :-

١- قبل اسبوع وأكثر نوهت بقلمي و من خلال تحليل نشرته وقلت فيه :- ان العراق بات يتدحرج لتكرار سيناريو عام ١٩١٧!!!. ….
وتعجب البعض ، وتسائل البعض الآخر .فما فعلته بريطانيا عام ١٩١٧ في العراق سببه عندما تيقنت ان العراق تفكك وبات في طريقه نحو التشرذم عندما أصيب بأنسداد سياسي مخيف حينها . فباشرت حينها بريطانيا بالتدخل في العراق ، وباشرت ببناء المؤسسات وتثبيتها ..وجعلت العراق دولة بعد ان كان العراق مجرد ولايات !!.
• فللآن :- وثبت وبالدليل ان العراقيين لازالوا قاصرين ولَم يبلغوا سن الرشد سياسياً…لذا باتت هناك ملامح التدخل على غرار عام ١٩١٧ من أجل اعادة هوية الدولة العراقية وليست لسواد عيون العراقيين بل لضمان مصالح بريطانيا وامريكا بالدرجة الاولى وضمان الأمن القومي لأسرائيل!!.

لذا:-

١-باتَ يقيناً أن أحتلال العراق من جديد وبغطاء أممي مشروط …لهو أفضل من منظومة الفساد والإفساد التي تحكمه منذ ١٦ عاماً …حيث ستكون المعادلة بشعار ( أُسرق وعمّر) بدلا من منظومة الفساد التي حكمت العراق منذ ١٦ عاماً وتحت شعار ( أُسرق ودمّر) !!!.
٢-وسوف تكون الدولة او الدول التي سوف ترتب اوضاع العراق على غرار ١٩١٧ المعدل .. تحت طائلة القانون الدولي فأن أنحرفت هناك قانون دولي يحاسبها وهو افضل من نظام سياسي فاسد وخاضع لمافيات خفية !.
٣- ولكن حسب التوقعات القريبة من الواقع لن يكون هناك تدخل دولي واضح المعالم ويثير ضجة العالم بل :-
ستختار بريطانيا وامريكا خيار (الأنقلاب العسكري الناعم والمتصاعد) والذي وعلى مايبدو وصل للذروة وسوف يكون بغطاء وطني من خلال دعم المتظاهرين للعملية وسوف يمهد لتدخل بريطاني اميركي طفيف للحفاظ على البلاد… وليس احتلالاً مباشراً (بل تموضع ورعاية محدودة بزمن) كالتموضع الذي فرضه الاميركان عام ٢٠٠٣ أمام وزارة النفط من اجل حمايتها ً !.
————-

أهم أعمدة مشروع التغيير الخاطف !!!!


س: ماهي أعمدة تثبيت المُتغير المرتقب
والمدعوم دوليا في العراق لأنقاذ الموقف والجمود السياسي ومنع انهيار الدولة العراقية.. لأن أنهيارها سوف يكون الوضع مثل افغانستان مابعد سقوط نظام الرئيس نجيب الله وسيطرة طالبان !
•فالجواب:-
١- العمود الاول:- الجيش العراقي بقيادة الجنرالات المنتخبين دوليا وبوحدات منتخبة فقط تأخذ موقع الأنتشار في أماكن منتخبة ومهمة لمنع انهيار المؤسسات ومنه تحرك المسؤولين والقوات المرتبطة بهم !.
٢- العمود الثاني :- القضاء العراقي الذي سوف يكون ساهراً و عمودا فقريا في الحفاظ على القانون والمؤسسات وسيكون الفيصل بعبور العراق نحو الأستقرار !.
٣- العمود الثالث :- الشارع العراقي ( المتظاهرين) الذين سوف يدعمون ماهو قادم بالمسيرات المؤيدة واخذ زمام المبادرة من الشعب، وتصدير المشهد اعلاميا على ان الشعب كله يدعم التغيير القادم !!.
——-

توضيحات عن السيناريو القادم :-

١- أن أنقلاب الذروة القادم ليس انقلابا مباشراً. بل أن الأنقلاب كان ماضيا منذ أشهر وقطع جميع الأشواط وبرعاية دولية. ويراد له أن يكون بإرادة وطنية اَي الذي سيؤخذ عنه داخليا ودوليا بأنه انقلاب وطني أبيض بدعم شعبي !.ولكن بالحقيقة هو مرتب ومُعد وحاصل على الرعاية الدولية منذ أشهر طويلة وينتظر ساعة الصفر للأنتشار والتوزيع !.
٢- سوف لن يتم التحرش بالقضاء العراقي بل سوف يكون القضاء عماد ترتيب المرحلة المقبلة. وسوف يكون له دور كبير مثلما فعل القضاء المصري بقيادة المستشار المصري عدلي منصور !.
٣- سوف يُدعم التحرك الخاطف و مباشرة من دول كبرى ودوّل عربية وخليجية بقوة ومثلما حصل لسيناريو السيسي !.
٤- ولقد باشرت طلائع أميركية بالأنتشار هذه الأيام في بعض المواقع المهمة داخل المنطقة الخضراء والعاصمة بغداد وبعض القواعد الأميركية !.
——————

لماذاسيكون الأنقاذ على الطريقة الهاييتية !؟

الجواب :-
لأن الرئيس الهاييتي المحامي “آرستيد” كان يُقيم في امريكا وصديقا لها. وجيء به ومجموعته بعد اسقاط النظام العسكري الديكتاتوري الذي كان حاكما في هاييتي . وبعد فترة زمنية تأسست ديموقراطية وليدة في هاييتي ولأول مرة ، وتم انتخاب المحامي آرستيد رئيسا لجمهورية هاييتي وديموقراطيا وبرعاية أميركية وبالضبط مثلما حصل للنظام العراقي الحالي مابعد عام ٢٠٠٣

.، ولقد أخذت واشنطن على الرئيس آرستيد شروطاً وتعهدات قبل التنصيب ومثلما فعلت مع العراقيين مابعد عام ٢٠٠٣. وعملت له منطقة محمية على غرار المنطقة الخضراء في بغداد ،و بقيت بها فرقة عسكرية أميركية ثابته مهمتها تحمي نظام آرستيد. وبالفعل بقي آرستيد في الحكم لسنوات…

ولكن بعد ذلك أتهمت واشنطن الرئيس آرستيد ونظامه بالتواصل مع النظام الكوبي والتماهي مع نظام كاسترو وهذا غير مسموح به من وجهة نظر واشنطن وخيانة للتعهدات التي وقعها آرستيد للأميركيين ( وهي نفس تهمة النظام العراقي الحالي بالعلاقات الخاصة مع ايران والتي ترفضها واشنطن ) ..وايضا تم أتهام بعض اركان نظام آرستيد بالفساد، وتهريب المخدرات صوب الولايات المتحدة، ونهب المال العام وتحويل الشعب الهاييتي الى شعب فقير ومعدم ( ونفس ماحصل في العراق ونفس كلام الأميركيين ) ..فبدأت واشنطن بالفعل بشيطنة نظام الرئيس آرستيد المنتخب ديموقراطيا والمحمي اميركيا وبات الاعلام الاميركي يتحدث عن فساد وضعف وانتهاكات وفشل نظام آرستيد !!.

القرار الصدمة :-

فتصاعد سيناريو الشيطنة لنظام آرستيد ، وتصاعدت الأتهامات ضد نظام آرستيد ، فنجحت واشنطن بتحريك مظاهرات سلمية في شوارع العاصمة الهاييتية وبعض المدن الهاييتية ضد نظام الرئيس آرستيد في بداية الأمر . وبعد فترة زمنية من المظاهرات السلمية تحولت الى مظاهرات حرق وقتل وكر وفر والسطو على البنوك وحرق الثكنات والمؤسسات وانتشر الملثمون الذين يعيثون بالعاصمة ، وحدثت مصادمات بين المتظاهرين وقوات آرستيد وكله كان بتدبير اميركي .. فتم اتهام الرئيس آرستيد ونظامه بقتل المتظاهرين، وانتهاك حقوق الانسان فساءت أحوال البلاد ( وعندما ربطنا الحالتين العراقية الآن والهاييتية سابقاً وجدنا أن هناك تشابه كبير جدا بِما حصل لهاييتي وماحصل ويحصل في العراق الآن!!! ) فأنعزل الرئيس وحوصرت حكومته وباتت عاجزة مع أنسداد قنوات الحل !!.

فقررت واشنطن تحريك مجموعة هاييتية داخل الجيش الهاييتي وداخل النظام السياسي واعطت لهم الدعم ليباشروا بتطويق مؤسسات النظام المهمة … ومن هناك قررت واشنطن قرار الغزو الخاطف لجزيرة هاييتي ( دولة هاييتي) بعد منتصف الليل حيث خرجت القوات الأميركية من البحر فتم تطويق المنطقة المحمية ثم قصر الرئيس آرستيد وقصور أركان نظامه. وتم تجريدهم من الأموال والجوازات السفر والهواتف النقاله ومنعهم من أخذ أو حمل أي شيء ، وتم شحن الرئيس آرستيد ونسائه واولاده ومن معه من مسؤولين الى فندق بائس في امريكا الوسطى ووضعت عليهم حرساً وإقامة جبرية وتركوا هناك وأوصوا الاعلام تغييبهم من الاعلام …

وبقوا هناك بحيث تراكمت عليهم ديون الفندق والطعام وبقوا فقراء جائعين ونداءاتهم تتصاعد لرجال الاعمال الهايتيين لأنقاذهم وبالفعل دفع أحد رجال الاعمال ديون الفندق والطعام وبقوا في طيات المحاكم والنسيان …….

وفرضت في هاييتي حكومة طوارىء حماها العسكر ورعاها الأميركان ومهدت لعملية انتقالية سياسية في هاييتي وولدت منها حكومة ديموقراطية جديدة !!.

السؤال :-

هل القادم للعراق حسب السيناريو الهاييتي !؟
الجواب :- نتوقع ذلك لأن جميع الخطوات ومنذ أشهر قليلة وحتى الآن تتشابه مع الخطوات التي سبقت السيناريو الهاييتي !!. ويبدو هو افضل الخيارات بالنسبة للعراق !.

السؤال الثاني :-

فالذي مارسه و يمارسه رئيس الجمهورية دكتور برهم صالح فيه أشارات أن الرجل يعلم بخطوات القادم نحو العراق …. فهل سينجح صالح بإعادة جميع الخيوط نحوه وسيكون ممسكا بها وبالتالي هو الذي سيطلق ساعة الصفر للأنقاذ أم سيترك بغداد ويغادرها نحو السليمانية او الخارج !؟

أم

سيُحَرَك الشعب العراقي من خلال لمتظاهرين لدعوة رئيس الجمهورية برهم صالح الى حل البرلمان، وفق صلاحياته حسب ما ورد في المادة 81 أولا..والحاقا بالمادة 64 أولا من الدستور .والدعوة لتشكيل حكومة طوارئ تتولى تهدئة الأمور. وتدعو لحوار وطني. وانتاج قانون انتخابي عادل ومنصف ومفوضية انتخابات نزيهة ولاتخضع للأحزاب والكتل؟

في الختام :-

يا رؤساء الكتل الشيعية كفى أنانية …
١- أحسموا أمركم ولا تكونوا سبباً في ضياع العراق أو ادخاله تحت الوصاية الدولية.فالعراق ليس ضيعة لكم بل معكم شركاء وعليكم واجبات فيجب إنقاذ انفسكم وانقاذ العراق لأن فقدان زمام الأمور سوف تكون كارثية عليكم !!.

٢- اذهبوا للرئيس صالح وادخلوا لغرفة وأقفلوها عليكم لساعات أو أيام واختاروا مرشح مستقل تماماً ليباشر بحكومة انتقالية من (الأختصاصيين المستقلين) مهمتها اجراء انتخابات مبكرة برعاية أممية !!.

فلِمَ الخوف وهي حكومة انتقالية محدودة الزمن و الصلاحيات والاهداف وليس لديها خطوات تصعيدية ضد دول وضد جهات داخلية مثيرة للجدل !؟

فالحل بيدكم لا سيما وان مشروع حكومة الأنقاذ سارياً …لذا فأما (سفينة نوح وتسلمون ..أو الطوفان فتغرقون !!.)

———

ملاحظة :-

الحلقة الثالثة والأخيرة.. كُتبت قبل تقديم الرئيس صالح أستقالته للبرلمان !!!!.
حمى الله العراق واهله !!.

سمير عبيد
٢٦ ديسمبر ٢٠١٩

شاهد الصور الأولى لــ ( مشروع صحيات رقم 2) الذي تشرف عليه العتبة العلوية لخدمة زائري مرقد أمير المؤمنين (ع)

عاجل رئيس الجمهورية يرفض مرشح الكتلة الاكبر اسعد العيداني ويعلن استعداده لتقديم استقالته للبرلمان