كيفَ تَعَمّمَ “الجهل” في العراق وبات يُهدد وحدة الوطن والمجتمع !؟
وكيف سُرقت وظائف الناس والخريجين المستحقين لها !؟
بقلم :- سمير عبيد
مقارنة خاطفة بين عهدين !!.
الطغاة لديهم محاسن، ففرعون ربّي للبشرية سيدنا موسى الذي صار نبياً، وعزيز مصر الذي كان يعبد الآلهة ربّي للبشرية سيدنا يوسف الذي صار نبياً …وبالتالي ليس مدحاً لصدام حسين ونظامه (ولسنا بصدد أخطائه وبطشه وقمعه ضد الشيعة والأكراد وحتى ضد السنة ، وتبديد ثروات العراق على الحروب العبثية والعنتريات وغيرها. وبسببه وسبب سياساته وصل العراق الى ما وصل اليه الآن ) .ولسنا قادمين من جزر الكاريبي لكي يكذب علينا البعض، او يمنعنا من قول الحقيقة.بل قول الحقيقة والأنصاف نهجنا. وحتى وان كان قول الحق يفيد عدونا،،،، فالصدق نهجنا .
فنحن جزء من المجتمع العراقي وعشنا مرحلة نظام البعث ونظام الإسلام السياسي مابعد عام ٢٠٠٣و الذي لبس الديموقراطية وحولها الى (تارةًالى دم …قراطية ،وتارةًالى دين..قراطية ،وتارةً أخرى الى أقطاعي..قراطية،وتارةً الى فساد..قراطية!!) .!!.
فلقد تكرّم العراق بعهد صدام حسين من قبل الأمم المتحدة ولعدة مرات وللأسباب التالية :-
١- لخلو العراق من المخدرات والجريمة المنظمة !.
٢- بسبب القضاء على الأمية وبرنامج التعليم الإلزامي !.
٣- بسبب مجانية التعليم من الابتدائية حتى الجامعة !.
٤- لخلوه من أمراض الأيدز وحصره لعدد قليل من المصابين بهذا المرض ومراقبتهم وتوفير الدواء لهم مجاناً..وانهاء السل الرئوي والسحايا والكبد الفايروسي واللشمانيا والنكاف والامراض الاخرى في العراق نهائيا !.
٥- لخلوه من التنظيمات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة
#وكل ماتقدم وفِي النقاط الخمسة عاد وبات ينهش في المجتمع العراقي وفِي الانسان العراقي مابعد عام ٢٠٠٣ لا بل بات العراق يتصدر قائمة الدول الفاشلة والفاسدة عالميا وللسنة ١٢ على التوالي …..والسبب سوء الأدارة، وكراهية المسؤول للشعب العراقي، ولطمعه وجشعه أي المسؤول العراقي.. ولتنفيذ شعار وضع الرجل غير المناسب في المكان الذي يفترض هو للرجل المناسب لكي يتم منع التنمية والنهوض والتطوير .فذهب المسؤول وبدعم من صاحبه رجل الدين المقاول فكرّس جهده لسرقة قوت وثروات الشعب والتطوع لخدمة أعداء العراق وخدمة المحتل والأجنبي والعمل ضد كل ما يريح الشعب العراقي ويوفر له الأمان !!.
#وأكيد سوف يتهمنا أصحاب التهم الجاهزة والمستفيدين من نظام فاسد على حساب أكثرية مسحوقة بأننا بعثيين ومن أيتام النظام السابق، وأننا نحن لنظام صدام،وأننا ذيول لسفارات .. لا يهمنا ذلك لأننا لم ننتم لحزب البعث بحياتنا وعارضنا نظام صدام حسين منذ نعومة أظافرنا حتى رحيله واعتقلنا صدام عدة مرات وذقنا انواع التعذيب في زنازين سجونه. ولكننا عكس غيرنا بموضوع الأنصاف وقول الحقيقة وعدم خداع الناس والجمهور.فالقول المنصف نقوله ولو كلفنا حياتنا!!.فليس هناك ظلم احمر وظلم اصفر فالظلم هو الظلم !!.
هل أن تجهيل العراقيين مابعد عام ٢٠٠٣ كان أستراتيجية أم نتيجة سوء أدارة !؟
هناك حقائق لا يُمكن القفز عليها و نكرانها. فلقد ابتلى العراق بالجهل الأفقي مابعد عام ٢٠٠٣ والذي سببهُ سياسة وتخطيط الثنائية التي حكمت العراق منذ ١٦ عاما. وهي ثنائية الحكم المتكونة من ( السياسي ورجل الدين وبالعكس)!.
وإياكم والأعتقاد بأن ماحصل من تجهيل وخرافة وتجويع وتهميش للشعب العراقي هو خطأ سياسي أو سوء تخطيط أو قلة خبرة !!!.بل هو نهج وتخطيط من دول وجهات خارجية نفذتها تلك الثنائية الحاكمة ضد الشعب والعراق.لا بل نفذتها تلك الثنائية التي أشرنا لها !!!..
وهل تعرفون السبب !؟
نجيبكم نحنُ :-
فكلما عمَّ الجهل والتخلف والأميّة في أي مجتمع يغرق ذلك ذلك المجتمع في الخرافة وترك الدين نحو الأعراف القبلية ونحو الايمان بالشعوذة والسحر والاعتماد على المشتغلين بالدِّين لمصالح شخصية وحزبية وفئوية ( علماً بهكذا وضع يركن علماء وفقهاء الدين الربانيين والذين يخافون الله ويخافون على دينهم وسمعتهم وعلمهم ويتجنبون الظهور والبروز .. لأنهم لم يسمعهم أحد ولا يفهم كلامهم أحد بسبب الجهل والتخلف وانتشار الخرافة ) فَيَتَسَيّد حينها المشتغلين بالدِّين اَي رجال الدين المقاولين ( الدنيويين) وهذا ماحدث في العراق حيث أمتلأ المسرح السياسي برجال الدين المقاولين !!..
لأنه بسبب التخلف والأمية والجهل وبجميع المجالات والميادين لعقد ونصف اَي منذ عام ٢٠٠٣ وحتى الآن. تسيد رجال الدين الدنيويين المقاولين ( ولا نقصد علماء الدين المحترمين)فهناك فرق شاسع بين رجال الدين وعلماء الدين .فرجال الدين أكسسواريين وشرهين، وعلماء الدين علميين وزاهدين!!.
وعندما عمّ الجهل والخرافة تسيد الكثير من رجال الدين فباتوا جزء من السياسة…. وشبيه الشيء منجذبٌ اليه… فبات هناك زواج كاثوليكي بين رجال الدين المقاولين مع السياسين الفاسدين والفاشلين وبالعكس !!.
كيف باتوا جزء من السياسة التقاولية!!؟
الجواب:-
باتت السياسة من وجهة الكثير من رجال الدين مجرد مقاولات .فبما ان رجل الدين تسيّد على طبقات واسعة من المجتمع بسبب التخلف والجهل والخرافة والعوز والقحط فبات مقاولاً(رحمك الله يا ماركس عندما قلت :- الدين إفيون الشعوب/بالفعل عندما يُستغل الدين من قبل مقاولي الدين يتحول الى مخدر للناس البسطاء والأميين !!. ) فبات رجل الدين المُهيمن على الأميين والجهلة والبسطاء يُصدر بضاعته التي هي أصوات وأصابع البسطاء والأميين والجهلة والغارقين في الخرافة الى ( السياسي) وقت الأنتخابات ووقت التظاهرات ووقت ( العوزة والفزعة) …!!!
والسياسي بدوره يغدق المال على رجال الدين هؤلاء ويغدق الهدايا من سيارات وتأثيث وذهب وهويات خاصة وباجات خاصة وتعيينات بالمئات بل بالآلاف لصالح رجال الدين المقاولين……
وعند فوز السياسي يزيد ذلك بإعطاء رجال الدين هؤلاء مقاولات ومناقصات وتسهيلات وسلاح مرخص وسيارات مصفحة وأراضي ومزارع وسلف خرافية وحمايات وخدم وحشم وتعيينات خرافية وبأعداد مهولة !!ومن هنا نهبت الوظائف بل تحولت دوائر الدولة الى بطالة مقنعة لصالح جهات وفئات محددة فباتت عشرات الآلاف من الخريجين والمستحقين بلا تعيين وبلا تشغيل !!.. ….
وبهكذا طريقة تم حكم العراق من خلال هذه الثنائية التي هي بعيدة عّن الدين وبعيده عن الوطن. وهي سبب تعطيل كل تنمية في العراق. وسبب سرقة وظائف الناس والشباب والخريجين .لا بل ذهب رجال الدين المقاولين والسياسيين الفاسدين لتأسيس جيوش سرية ومليشيات علنية لأسكات المنتقدين ولحماية هذه الثنائية الحاكمة من التراجع او السقوط !!.
فهناك آلاف من الناس كانت تحلم بوظيفة حارس وشرطي وسائق (مع الأحترام لهذه المهن وأصحابها) واذا بها تشغل وظائف تحتاج عمرا من الدراسة والتخصص, وتحتاج خبرة لسنوات وسنوات،واذا بها جزء من صنع القرار او تؤثر على القرار ..من هنا بدأت الكارثة .فاقد تعمدوا على تخريب الدولة والمجتمع واستماتوا على تطبيق طريقة ( جوّع كلبك يتبعك !) مع الاحترام للناس …
فجميع الطغاة في التاريخ استعملوا سلاح التجويع والفقر والتخلف لكي يبقى الانسان مسحوق وتُهشّم قيمه ومبادئه لكي لا يثور ضد الطغاة.وهذا ما طبقته الثنائية الحاكمة في العراق منذ عام ٢٠٠٣ وحتى الآن وهي ثنائية رجل الدين المقاول والسياسي الفاسد والمستقوي بالخارج وبالعكس !!.
نقطة نظام :-
هذا لا يعني انه لا يوجد في المسرح السياسي وفِي الطبقة السياسية وفِي الحكومات رجال نزهاء ووطنيين بل كانوا ولا زالوا موجودين ولكنهم يشكلون أقليَة محاصرة….ولا يعني أن كل من لبس رداء الدين بات مقاولا ومستغلا لهموم وحاجات وفقر وعوز الناس فهذا لا يجوز …
بل بالعكس هناك رجال دين اضافة لعلماء الدين على درجة عالية من مخافة الله والنزاهة والأخلاق الحميدة والوطنية ولكنهم ايضا باتوا محاصرين ومن يسمعهم قلة قليلة باتت غير مؤثرة وسط السطوة التي تمددت لصالح رجال الدين المقاولين الذين باتوا وتد تثبيت السياسيين الفاسدين في الحكم وفِي العراق !!.
همسة :-
فأنقاذ العراق يبدأ من تفكيك هذه الثنائية المستبدة الحاكمة والتي هي ليست مع الدين وليست مع الشعب وليست مع الوطن.. بل مع مصالحها الخاصة وخدمة من يحميها من الخارج والداخل !!.

