أضواء على زيارة الأمير القطري للأردن !.
على العراق الشروع بأستراتيحية الخط المستقيم..ولكن كيف ؟ !.
بقلم :- سمير عبيد
مضى على حصار دولة قطر من قبل شقيقاتها الخليجية(السعودية والامارات والبحرين ) ١٠٠٢ يوماً .والقضية ليست لها علاقة بموضوع الأرهاب مثلما يدعون .لأن الدولة الخليجية الكبرى التي تقود الحصار ضد قطر لها تاريخ طويل وبمحطات يعرفها العالم بتأسيس ودعم وتمويل الحركات المتطرفة والإرهابية والتكفيرية. ولها دور في تدمير افغانستان والعراق وسوريا واليمن والبوسنة والهرسك. وقبل هذه الدول دورها في عنف الجزائر في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات وعليكم قراءة ما أكده حول هذا الدور رئيس الوزراء الأسبق في الجزائر السيد بن فليس ، وحاليا ليبيا .وشل لبنان سياسيًا منذ مابعد الحرب الأهلية في لبنان وحتى اليوم وصولاً لتدخلها في محافظات العشائر في الأردن.ودعمت ما يسمى بالربيع العربي ” التكفيري طبعًا” ..والمضحك هي لا تسمح داخلها بممارسة ابسط حريات الناس ولا حتى سياقة السيارة بالنسبة للمرأة ولا وجود انتخابات ولا صناديق اقتراع ولا حقوق إنسان ولا حرية صحافة ….الخ ….
وتقوم بذلك ضد قطر للاسباب التالية :-
١- حصارها ومناكفتها مع دولة قطر سببه لكي تنفرد هي والشقيقتين لها بالعلاقة مع اسرائيل .لأن القطريين تعاملوا مع اسرائيل علنا وضمن ضوابط ولم يتركوا الفلسطينيين وقضيتهم سياسيًا وماليًا واعلاميا .والغريب وعندما تعاملتا دول الحصار الخليجية مع اسرائيل قررتا بيع فلسطين وأراض أردنية مثل غور الأردن ومحاولة تقسيم العراق وولادة اقليم سني ليُستوطن فِيهِ الفلسطينيين الذين سيُهجرون نحو الأنبار ،والمسيحيين الفلسطينيين نحو سهل نينوى.. كل ذلك اي بيع فلسطين ورشوة دول عربية لقبول الصفقة ب (50 مليار دولار) اَي صفقة القرن !!.
—————
نقطة نظام :-
لقد أنصفت الأمم المتحدة قبل ثلاثة أيام دولة قطر عندما قررت أن تكون دولة قطر مقرا ً للمكتب الأممي والعالمي لمكافحة الأرهاب .وهذه تزكية أممية لدولة قطر او قبول توبتها ان تورطت يوماً في دعم الحركات المتطرفة في سوريا وغيرها -وكان بمثابة الرد الأممي والدولي على السعودية والامارات والبحرين وهي الدول التي تحاصر دولة قطر -.أصلا مجرد اختيار دولة قطر مقرا لمكتب ومركز مكافحة الارهاب العالمي هو بمثابة تزكية لدولة قطر !.
————
٢-حصار السعودية والبحرين والامارات ومناكفتها مع دولة قطر لأن لدولة قطر لديها علاقة أستراتيجية مع تركيا . والعداء بحجة أن دولة قطر تدعم تنظيم ( الاخوان المسلمين ) والتحقت بهم مصر ضد قطر . والحقيقة ليس هذا العذر، بل أن السعودية خائفة من فقدان قيادة الاسلام “السني” في العالم لصالح تركيا ومصر خائفة من فقدان قيادة العالم العربي والذي لم يبق منه الا الأطلال !!!. وبالمناسبة تحسب لدولة قطر صدقها عندما تتحالف مع دولة وشعب وعلى عكس المحاصرين لها
٣- حصار السعودية والبحرين والامارات لدولة قطر وبدعم مصري هي محاولة لتشويه سمعتها اولا ، ومحاولة لكسر هيبتها عالمياً بمحاولة لأفشال تنظيم بطولة ( كأس العالم ٢٠٢٢) في دولة قطر ثانيا.. وهي غاية يقودها الغيرة والحسد من نجاح القطريين !.
٤- حصار السعودية والبحرين والأمارات وبدعم مصري لدولة قطر بسبب العلاقة المتوازنة لقطر مع إيران من جهة.. والاستراتيجبة مع تركيا من جهة اخرى .ومحاولة أعادة ترميم العلاقة بين قطر والعراق والتي قطعت شوطًا من اعادة الثقة بين الدوحة وبغداد . وها هي رممت العلاقة مع الأردن ومن اعلى المستويات !.
زيارة الأمير القطري للأردن !.
هذا ما يُميز السياسة القطرية وهي البراغماتية والشجاعة في اتخاذ القرار نحو الهدف .فلقد أستشعرت دولة قطر والقيادة القطرية بالمحنة التي وقع فيها الأردن بعد تبني صفقة القرن “صفقة بيع فلسطين ” من قبل حلفاء الاردن المفترضين وهم ( السعودية والامارات والبحرين ومصر )وهي بمثابة طعنة بخاصرة الأردن .فعرفت دولة قطر أن لا مجال للعتب والزعل بسبب موقف الأردن عندما وقفت الأردن مع دول الحصار ضد قطر (فقطر ومن خلال مواكبتنا للسياسة القطرية وجدناهالا تشمت بالدول والشعوب ) .فسارعت القيادة القطرية لوضع الخلاف والعتب على الرف اًو رميه في البحر “وهذه طبيعة الأنظمة البراغماتية الناجحة” واتجهت القيادة القطرية نحو الأردن للوقوف معها في اخطر مرحلة تمر بها الأردن مابعد أيلول الأسود !.
ماهي أهم الرسائل القطرية من وراء تلك الزيارة ؟
بالطبع هناك أهداف استراتيجية متوسطة وبعيدة المدى من وراء هذه الزيارة التاريخية .ولكن الأهداف السياسية تكمن بما يلي :-
١- رسالة قطرية لدول الحصار الخليجي بأن دولة قطر لا تُحاصر. ولقد فشل الحصار أصلاً عندما عززت دولة قطر من مكانتها الإقليمية والدولية !.
٢- رسالة قطرية لدول الحصار التي أفشلت المساعي القطرية الاخيرة لأنهاء الازمة الخليجية وجعل الحصار من الماضي والعودة للبيت الخليجي والعربي موحدين..فردت دولة قطر لتقول لتلك الدول المحاصرة لها بأن قطر ليست معزولة ولن تُعزل وانها سوف تبدأ من الأردن التي يفترض حليفاً لدول الحصار ضد قطر ولكن تلك الدول ابتعدت وتخلت عن الاردن كعادتها بعدم التشاور معها في اخطر ملف يهم الاردن وهي القضية الفلسطينية وقضية استيطان الفلسطينيين (ويبدو هناك ملامح لتكرار استراتيجية الغدر بالعائلة الهامشية مثلما حصل من قبل بالضد الشريف حسين مؤسسة المملكة الحجازية الهاشمية ).فجاءت قطر لتقول للأردن والأردنيين لا تخافوا وتقلقوا وأننا معكم !.
٣- قدوم الأمير القطري للأردن جاء لتهدئة قادة وشرائح الأخوان المسلمين في الاردن والذين يشكلون عَصب المعارضة وعصب التثوير وعصب رفض صفقة القرن مادامت تفرط بفلسطين .. فقطر لديها علاقات قوية ومتوازنة مع تنظيمات الاخوان المسلمين في العالم العربي والإسلامي. وقدوم الزعيم القطري بهذا التوقيت دعم الاردن والحفاظ على جبهتها الداخلية ورسم علاقة استراتيجية بين الاردن وقطر انطلاقا لعلاقات قطرية جديدة ومهمة مع دول المغرب العربي ايضا والتي ستكون المحطة الثانية للأمير القطري !!.
من أينَ نأتي بزعيم عراقي بمواصفات نوري السعيد !!.
فلعنة الله على المحاصصة ،ولعنة الله على امريكا واسرائيل وأذنابهما لأنهما دمرا العراق بمخططات وسيناريوهات لا زالت جارية بفصولها ومن خلال أذنابهما في الحكومات والنظام السياسي العراقي، اضافة لحلفاء الخليج وايران وتركيا والمريخ وعطارد في النظام السياسي العراقي ..ولان جميع هؤلاء يعملون في النظام السياسي في العراق لصالح تلك الدول التي تدعمهم وتركوا الفزعة لبلدهم العراق الا ماندر وهم القلّة القليلة من السياسيين العراقيين الذين لديهم حرص وطني على العراق !!!! ….
فليسَ أنصافاً أن يدفع العراقيين ثمن باهض وكبير وخطير بسبب قرار الملك البابلي “نبوخذنصر ” بسبي اليهود من فلسطين نحو بابل وسجنهم وهم الذين حررهم فيما بعد الملك الفارسي ” قورش” وأعادهم مع ممتلكاتهم الى فلسطين وبسبب ذلك هناك فتوى لدى كبار حاخامات اليهود بتحريم قتال وكراهية الإيرانيين الفُرس بسبب موقف الملك قورش!.
بادرت دولة قطر بعدة زيارات نحو العراق اخيراً ولكنها لم تجد فريق سياسي عراقي متجانس يُعتمد عليه ويملك قراره بنسبة ١٠٠٪ لكي تتبنى أستراتيجية العمل المشترك مع بغداد وانطلاقا منها نحو العواصم العربية المختارة …. ناهيك أن معظم القادة العراقيين آمنوا بمبدأ ( أعطني ملايينك لكي أتعاون معك وحتى وان كان الشيطان نفسه) …ويبدو بعد يأس الدوحة من بغداد انطلقت نحو عمان للانطلاق في العَمل الاستراتيجي المرتقب والذي سيصل الى دول المغرب العربي مثل تونس والجزائر !.
فالعراق محظوظ جدا بموقعه الجغرافي والاستراتيجي بحيث باتت امريكا تحاصر وتتآمر على الدول لكي لا تفقده. ومن هناك بريطانيا العائدة والتي من اجل العراق والخليج خرجت من اوربا لتعود نحو العراق .، والصين التي سارعت بالتقارب مع بغداد لأهمية العراق في ربط الصين مع اوربا عبر طريق الحرير الجديد. ناهيك عن ايران وتركيا. ومن هناك الأوربيين الذين وجدوا بالعراق منقذا لهم من السطوة الأميركية عبر تقاربها الاستراتيحي والاقتصادي مع الصين وايران عبر العراق …………ولكن لا توجد قيادة سياسية تستثمر كل هذا !!.
ولكن وللاسف فالعراق غير محظوظ بقادته وغير محظوظ بساسته. فها هي دولة قطر تقفز فوق العراق نحو الاردن والذي يفترض بالعراق تأسيس ( خلية عمل دبلوماسية واقتصادية وسياسية ) لأقناع دولة قطر باستراتيجية ( الخط المستقيم…..أي الدوحة بغداد عمان وبالعكس ) وفرضها أساساً للعمل الاستراتيجي .وهنا سوف يكون رد عراقي محترف ضد الذين حاربوا الاتفاقية العراقية -الصينية .وضد الذين دسوا أنفسهم في المظاهرات العراقية السلميّة عبر مندسين ومخربين شوهوا الوجه السلمي للتظاهرات وعوموا ما يطالب به المتظاهرين السلميين لكي يغرق العراق في الفوضى ويبقى منكسرا حائرا وبلا تنمية ولا أعمار ولا استثمار !!.
فمن أين نأتي بنوري سعيد جديد للعراق لكي ينصهر في البراغماتية واستغلال الفرص لصالح العراق… لا سيما وان دولة قطر لا تثير ايران وأصدقائها في العراق وتقوي العراق بوجه ما تخطط له عواصم الحصار القطري ضد العراق ومنها رعاية تلك الدول الخليجية لندوات ومؤتمرات تقسيم العراق وتوطين الفلسطينيين في الأنبار ولديهم مشاريع خطيرة اخرى في العراق !!.
ملاحظة :-
نحن لسنا عملاء لقطر بل نحن نبحث عن مصلحة العراق اولا . وان مصلحته تكمن أُن يكون براغماتيا ويستغل التقارب مع دولة قطر والاستفادة منها في تقوية العراق وتحريك التنمية والاستثمار …ويا حبذا يولد تحالف استراتيجي قطري عراقي اردني يغري دول اخرى لتدخل فيه مثل ايران وتركيا وغيرهما !!.
سمير عبيد
٢٤شباط ٢٠٢٠