in

ماذا تريد تركيا من سوريا بالضبط؟

مالذي يُخيف الأتراك !؟

كيف أن تحريك أقليم (الأنبار ) بدعم ساسة نينوى يخدم الأستراتيجيات التركية في العراق والموصل !؟

بقلم :- سمير عبيد

هذا الذي يُخيف تركيا !!

بضغط الزمن ،ومخطط الشرق الأوسط الجديد، وصفقة القرن باتت تركيا شبه مسعورة بسبب الخوف أن لا تصل سالمة الى عام ٢٠٢٣ والذي بات قريبا بحسابات الزمن السياسي والاستراتيجي وتركيا لازالت لم تحقق الأستعدادات الكافية لهذا العام ، وهو عام التحرر التركي من الحجز الأنفرادي حسب معاهدة لوزان ١٩٢٣ !!.
فباتت تركيا مأزومة على مستوى القيادة والقرارات هذه الأيام وان التأزيم بات واضحاً في التصريحات والقرارات وفِي جميع الميادين .فالقيادة التركية تعرف والرئيس أردوغان يعرف أن هناك قوى دولية ومعها إسرائيل ودوّل خليجية بمقدمتها السعودية لن تسمح لتركيا الوصول الى عام ٢٠٢٣ وهي بهذه الهيئة والقوة والتأثير. فأعدت تلك الدول سيناريوهات متداخلة لنشر الفوضى السياسية والاقتصادية والأمنية داخل تركيا وإجبارها على التقهقر !!.وان الحصان الأسود بهذا المخطط وزير الخارجية السابق أحمد أوغلو ومجموعة معه والذين انشقوا عن حزب اردوغان وسوف يعلنون حزبهم ومكانتهم قريبا بدعم اميركي وغربي وخليجي.ناهيك عن تأثير الشيخ عبد الله غولن داخل تركيا !!.
فتركيا تخاف :
١-الدول الكبرى وبمقدمتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا قلقة من التمدد التركي خارج حدود تركيا فهي تراقب ذلك وتعرف ان قوة تركيا تعني أذلال تلك الدول وابتزازها لأن هناك ثأر سياسي وتاريخي لتركيا عند هذه الدول .لاسيما وان هناك تنافس تركي وفرنسي في ليبيا !. لذا لن تهدأ هذه الدول حتى تُقهقر تركيا قبل حلول ٢٠٢٣!.
٢- الدول السنية الكبيرة مثل مصر والسعودية وبدعم أماراتي تناصب تركيا الأخوانية العداء والثأر وباتت تعمل مع الدول الكبرى بمنع وصول تركيا سالمة الى عام ٢٠٢٣ .لأن وصولها سالمة لهذا التاريخ يعني هيمنة تركيا على القرار الاسلامي ( السني) في العالم .وهذا ينهي الأزهر ويُنهي الزعامة السعودية على القرار السني في العالم !.

٣- إسرائيل تخاف الأتراك وتنظيم الأخوان الدولي بزعامة تركيا ولا تريد تفقد ما حققته في الخليج من مقاربات وعلاقات وصفقة ( بيع فلسطين بأموال خليجية حسب صفقة القرن ) لذا هي مع الدول الكبرى والدول الخليجية ومصر ضد تركيا. واميركا وبأمر اسرائيلي ستكون معهم بل بدأت بالفعل معهم ضد تركيا !.

الأستراتيجيات التركية الأستباقية :-

أولا :- في سوريا وليبيا !!.

١-عندما انغمست تركيا في مشروع (داعش) الأرهابي وباتت دولة ترانزيت وبعدها دولة رعاية لبقايا داعش وهي تعلم أنه مشروع “اميركي اسرائيلي خليجي” ولكنها راهنت على ربح اقتصادي سريع حيث تهريب النفط بقيادة داعش منذ عام ٢٠١٤ وحتى الآن عبر تركيا وربحت ربح أستراتيجي حيث أسست من داعش والمنظمات الإرهابية الاخرى جيش انگشاري جديد تحت تصرف تركيا .وربحت ربح لوجستي وأمني عندما استخدمت سلاح الأمن والترهيب عبر موجات النزوح المليونية نحو أوربا ولازالت تهدد بذلك !!. والآن هي تقامر بالجيش الأنگشاري الجديد من ليبيا حتى سوريا !.

٢- باشرت تركيا بالأستماته والتنازل لروسيا وإيران وحشرت نفسها طرفاً ثالثاً في المباحثات حول الملف السوري .وقبلت شرط روسيا بقبول شراء منظومة الصواريخ الروسية S400 والابتعاد التدريجي عن الولايات المتحدة لكي تعيد العمل باتفاقية ( أضنه) والموقعة بين انقرة ودمشق في التسعينات من القرن الماضي والتي تتيح لتركيا التوغل داخل العمق السوري من جهة المناطق الكردية بحدود ٢٠ كلم …..والأستماته التركية والتنازلات التي قدمتها تركيا للروس ولدمشق ولإيران في سبيل اعادة العمل باتفاقية (أضنة) لكي توقف عملية ولادة دويلة كردية شرق الفرات ولكي توقف المخطط السعودي الإماراتي الذي وصل مستويات متقدمة في تلك المنطقة . وكان ينتظر الشروع و باستغلال هذا الوضع والشروع بحرب الاستنزاف ضد تركيا !!.
٣- فتركيا تكذب فهي تعرف أن دمشق وبدعم روسي وايراني سوف تتقدم نحو (أدلب) وسوف تنهي ازمةٍ أدلب بالقضاء على التنظيمات الإرهابية هناك وبمقدمتها (النصرة) …ولكن تركيا سارعت بزج قواتها العسكرية وتكبدت خسائر بشرية وعسكرية ومادية بحجة الدفاع عّن سكان أدلب المدنيين ولكن في الحقيقة ان تركيا تريد بسط نفوذ جديد وصنع اوراق جديدة .فهي تريد مسافة داخل أراضي سوريا ( مسافة أمنية في أدلب) وبمحاذاة حدودها مع سوريا ولكن داخل الاراضي السورية على غرار ما حققته حسب اتفاقية ( أضنة) في المناطق الكردية السورية وشرق الفرات لكي تربطها بمنطقة أدلب لتحمي حدودها مع سوريا أمام المخططات القادمة لها قبيل بلوغ عام ٢٠٢٣ !!. فهي تريد تلك المنطقة الآمنة داخل سوريا لتكون بمثابة وطن وفضاء حركة ونشاط وتقوقع لنواة الجيش الأنگشاري الجديد ليكون مصد ولصالح تركيا !.

نقطة نظام :-

تصوروا تتنازل السعودية لتتوسل بدمشق لدعمها بحربها ضد التنظيمات الأرهابية في أدلب بالمال والسلاح وتتبرع بالوقوف لصالح سوريا في المحافل الدولية وهكذا فعلت الأمارات أيضا بسبب العداء السعودي الإماراتي ضد تركيا.ومن هناك فتحت مصر خط استخباري ومعلوماتي مع دمشق لدعم دمشق بمعركة أدلب …انظروا لتلك الدول وانظروا المصالح ماذا تفعل !!. ولكن انظروا لدمشق العتيدة والذكية كيف ستدير الأمور والتي سنرى نتائجها خلال الأيام المقبلة !!.

٤- وعلى نفس النهج ذهبت تركيا صوب ليبيا لتتدخل هناك من أجل ان تكون لاعبا مؤثرا واستباقيا لتصبح بيدها ورقة ضغط وتفاوض مستقبلية وقبل بلوغ ٢٠٢٣ ..و لكي تمنع مخططات الدول ضدها من الآن والتي شرحناها في سياق المقال.. وفِي نفس الوقت هي ذهبت صوب ليبيا لتجد منطقة فعاله ونشطة في القتال لنشر جيشها الأنگشاري الجديد الذي صنعته من وراء ( داعش والنصرة والتنظيمات الاخرى) ..وذهبت لتخط خطوط بحرية وضمن اتفاقية بين طرابلس الليبية وأنقرة أسقطت بموجبها الحسابات الاسرائيلية واليونانية والقبرصية حيث جعلت المنطقة الغنية بالنفط والغاز ضمن حدود تلك الاتفاقية وهنا ثارت ثائرة اليونان وقبرص واسرائيل وإيطاليا ودوّل اخرى ..!!.

ثانيا :- تركيا وأحلامها في الموصل !!.

الحذر من الخطوة القادمة المتمثلة بنقطة رقم (٥) :

٥- وهي خطة ضم الموصل ، والوصول لثروات كركوك . فهناك بنود في الأتفاقية الدولية (اتفاقية أنقرة ) بين بريطانيا وتركيا في 5 يونيو لعام ١٩٢٦ .كانت الموصل مرتبطة باتفاقية موندروس للهدنة الموقعة من قبل الدولة العثمانية . وأُعلن عن تجزئة 90% من حدود أراضي ولاية الموصل وفصلها عن تركيا بعد مئات السنين من السيادة التركية وفق الميثاق الأممي. وبعد بضعة أيام من توقيع الاتفاقية احتلت بريطانيا الموصل وفق المادة 7 من اتفاقية موندروس. ((وللتذكير ففي عام 1924، اجتمعت تركيا مع بريطانيا لبحث أزمة الموصل، لأول مرة، في مؤتمر القرن الذهبي بإسطنبول. ولم يتم التوصل لاتفاق نتيجة المطالبة بمنطقة حكاري أيضاً))ولهذا في عام 1926 تبنت عصبة الأمم أزمة الموصل. ورفعت المشكلة التي لم يوجد لها حلاً الى محكمة العدل الدولية . وهنا أيضاً لم يتم الوصول إلى نتائج ايجابية. وأخيراً توصل الانجليز إلى اتفاق بعد المحادثات التي جرت في أنقرة.وكانت نتيجته توقيع اتفاقية أنقرة في 5يونيو 1926.

بنود الاتفاقية

  • تتبع ولاية الموصل العراق. ويكون خط بروكسل هو الخط الفاصل الذي يتفق عليه العراق وتركيا.
  • يعطي العراق 10% من عائدات نفط الموصل لتركيا لمدة 25 سنة .شاركت تركيا العراق في نفطه حتى عام 1954 وتوقف الدفع تماما بعد ثورة ١٩٥٨ومجيء عبد الكريم قاسم للحكم. وحتى عام 1986 كانت الميزانية التركية تأتي على حساب مجيء هذه النسبة وفي 1986 وضمن تسوية قام بها رئيس الوزراء توركوت أوزال مع الدول العربية تمت ازالة هذه الفقرة من الميزانية (تمت مضاعفة سعة الانبوب العراقي التركي في عام 1986 والاتفاق على أسعار جديدة تتقاضاها تركيا بين 45-75 سنت للبرميل الواحد بحسب مقادير التصدير).
  • تم تعديل خط بروكسل الحدودي الفاصل بين العراق وتركيا بمقدار بسيط لصالح تركيا

وبدأنا هذه الأيام نسمع من قادة سياسيين كبار في تركيا بالتجييش الشعبي والسياسي والنفسي المبكر حول الموصل.وباتت هناك ندوات ومحاضرات وبرامج إعلامية حول عائدية الموصل . بحيث باتت هناك خطوات سرية بهذا الأتجاه وبغداد كعادتها نائمة ولا تدري بل لا تسمع ولا تقرأ (ولمن لا يدري فالأتراك وفِي كل موازنة سنوية ومنذ خروج الموصل من السيطرة التركية يقتطعون نسبة بأسم الموصل وحتى كركوك وتوضع في صندوق خاص كأشارة بعدم نسيان الموصل وكثقافة للأجيال ان الموصل لتركيا !!!) …

هنا يكمن الخطر !!.

وتستند تركيا على بند في اتفاقية عام ١٩٢٦ يقول “اذا تغيرت معالم وحدة العراق سوف يجيز لتركيا التدخل والمطالبة بالموصل” .وهناك بند آخر في الأتفاقية يقول”اذا تعرض تركمان العراق الى الخطر او تغيير ديموغرافي أدماتي يحق لتركيا بالتدخل “!!.

فهنا يكمن سر دعم وتشجيع بعض السياسيين من مدينة الموصل (وخصوصا حلفاء تركيا )الى فكرة ومشروع (أقليم الأنبار) علما وعبر التاريخ أن الموصليين لا يستسيغون الأنباريين وبالعكس وهذه معروفة لدى العراقيين .لهذا كثير من العراقيين أستغربوا دعم الموصليين وبقوة لفكرة اقليم الانبار لا بل يجتمعون مع سنة الانبار وتحريت وغيرهم ولكن الهدف يكمن في :-

لأن عند ولادة اقليم ( الانبار) بزعامة محمد الحلبوسي هناك مشروع متداخل معه وهو ولادة (الإقليم السني) من مدن ومحافظات ستعلن عن نفسها أقاليم صغيرة تتوحد بقيادة عليا اسمها ( الإقليم السني) .فتركيا تراقب !!!.

فتركيا باتت تشعر أن مشروع اقليم الانبار المدعوم بقوة من الامارات والسعودية يستهدفها مستقبلا وسوف يشكل خطرا على تركيا . وهو استبدال لمشروع الدولتين الذي كان جاهزا ضدها و فشل في شرق الفرات عندما عادت توغل الجيش التركي وعاد الأكراد للحضن السوري …لهذا سوف تستعجل تركيا خططها في العراق ايضا وقبل ان تكون الامارات والسعودية وجيش الناتو العربي في تلك المنطقة وصولا للحدود السورية العراقية !!!

وهذا سيعطي تركيا حجة باستخدام البند الخاص بالموصل بحجة تغيير خارطة ووحدة العراق وسيتم التوغل نحو مدينة ( الموصل ) وفرض واقع جديد سوف يتمدد نحو كركوك وان حلفاء تركيا في الموصل استعدوا لهذا ويعرفون ان مسألة التوغل التركي مسألة وقت!!
وسوف تدعي تركيا انها تبحث عن فرض منطقة أمنية في بادىء الأمر ومثلما فعلت في سوريا .

خطة حيدر العبادي البائسة :-

لا سيما وان تركيا تحتل اجزاء كبيرة من منطقة بعشيقة في عهد العبادي. ولازالت تحت السيطرة التركية. لا بل بعهد العبادي منحت سنجار الى حزب العمال التركي PKK بخطة فاشلة لأجبار تركيا على الخروج من أراضي بعشيقة …وفِي الآخر بقيت تركيا تحتل أراضي من بعشيقة وسقطت سنجار بيد حزبPKkولا زال السكان في سنجار تحت رحمة تلك المنظمة المصنفة إرهابية حسب السجلات الاميركية والأوربية… ولا ندري كيف ومن سمح للعبادي التعامل مع منظمة ارهابية وأعطاها اكبر قضاء في العراق ولا زالت تحتل سنجار وتروع السكان هناك …وللعلم سوف تعتبرها تركيا ورقة وحجة في توغلها المنتظر في شمال العراق بحجة طرد تلك المنظمة والبقاء هناك ولفرض منطقة أمنية ومن ثم الأنقضاض على الموصل.لكي تؤمن نفسها اَي تركيا قبل عام ٢٠٢٣ !!.

سمير عبيد
١٣ شباط ٢٠٢٠

شعبة الانترنيت تنفذ مشروع مد كابل ضوئي يتجاوز آلاف متر لمجمع الورش والآليات

العراق يشارك في فعاليات المؤتمر العربي الأوروبي للعلاقات الدولية بالشارقة