Menu
in

ماسر هرولة الكويت لشراء الذمم العراقية حول سكك الحديد!؟

بقلم :- سمير عبيد
إيران لم تقلق من التطبيع الاماراتي البحريني مع إسرائيل بقدر قلقها من القمة الثلاثية بين ” العراق ومصر والاردن ” والتلميح لشام جديد ومشرق جديد !.
بل تعتقد ايران ومن خلال تطبيع الامارات والبحرين مع إسرائيل قرّبت إسرائيل نفسها لايران في حالة اتخاذ قرار الحرب ضد اسرائيل او ممارسة استراتيجية الحرب الاستخبارية و المطاردة و الخطف والتبادل .
وفِي نفس الوقت باتت لدى إيران مبررات في حالة اتخاذ خطوات امنية او عسكرية ضد الامارات والبحرين بحجة الخطر الاسرائيلي ضد أيران .وهذا ما أشّرت اليه (صحيفة كيهان) الايرانبة الناطقة بلسان التيار المحافظ في ايران في منتصف آب ٢٠٢٠ عندما قالت ( ان أبو ظبي باتت هدفاً مشروعاً وسهلاً للمقاومة )

#شراء الأمن صفقة بائسة !
فالضعيف في المعادلة هي البحرين والامارات وليس ايران مثلما يتوقع البعض. لأن الامارات والبحرين يبحثان عّن مظلة امينة من دولة اسمها اسرائيل تقيهم الخطر الايراني المزعوم والذي اوهمهم به اللاعب الاميركي .. ولكن اسرائيل هي نفسها تبحث عّن الامان. فكيف تعطي للامارات والبحرين الأمان ؟.
لذا فالهدف الاستراتيجي الاسرائيلي من وراء هذا التطبيع بات واضحا فهو ليس توفير الامن البائس للبحرين والامارات بل لتحقيق اهداف تكتيكية وهي :-

١- انقاذ اسرائيل من ازمة اقتصادية خانقة باتت تهدد المجتمع الاسرائيلي ، وباتت تهدد الكيان الاسرائيلي نفسه بسبب جائحة كورونا .ووجدت اسرائيل ضالتها بالمال الاماراتي الذي هرولت نحوه جميع البنوك الاسرائيلية اخيرا !.
٢-تجنيس اعداد كثيرة من الاسرائليين بالجنسية الاماراتية والبحرينية. والسماح لهم بالتمليك ” الشروع بوطن بديل عند ساعة الصفر” وخصوصا العناصر الامنية والاستخبارية الذين يتكلمون العربية لتصبح عملية دخولهم ونشاطهم واندماجهم في الدول العربية سهلة وسلسة لخدمة اسرائيل، وخصوصا في العراق وسوريا والكويت ودوّل اخرى !.

٣-تحسين الظروف السياسية لرئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو الذي يتعرض لمظاهرات وازمات سياسية وملفات قضائية باتت تهدد مستقبله الشخصي والسياسي هذا أولا ….وثانيا تحسين ظروف الرئيس ترامب على انه صانع للسلام لكي ينتصر على الرئيس اوباما بحصوله هو الاخر على جائرة نوبل للسلام… وفِي نفس الوقت تحسين حظوظه الانتخابية أمام منافسه جو بايدن !

#تعليق :-
هذا يعني ان التطبيع من قبل الامارات والبحرين مع إسرائيل هو تطبيع نفعي ووقتي وفرضته المصالح التكتيكية لنتنياهو وترامب معاً وما الامارات والبحرين الا شماعة علق عليها نيتنياهو وترامب مشاكلهما السياسية والاقتصادية والشخصية !.
—————-

#فالاسرائيليون يجاهرون بعزمهم تحويل الامارات الى قاعدة للعمل ضد ايران وهم قادرون على ذلك حتى بدون علم الامارات !
+ولكن السؤال :-
•هل الامارات جاهزة لمواجهة أيران لمجرد خدمة المصالح الاسرائيلية !؟
•الجواب :-
الأمارات سلكت سلوك أكراد العراق بالضبط وعندما توقع الأكراد بانهم سوف يحققون جميع اهدافهم واحلامهم من خلال التحالف مع إسرائيل.. بحيث وفي مطلع السبعينات أصبح الاكراد خنجرا بيد اسرائيل في خاصرة العراق ولعبوا دورا كبيرا في تهجير ماتبقى من يهود العراق. ثم راحت اسرائيل فتخلت عنهم. فتم استهدافهم من قبل الشاه الايراني وصدام حسين!

واليوم يعيد نتنياهو السيناريو نفسه مع الامارات لتصبح بمواجهة أيران ثم سيتركها وشأنها بعد تنشيف خزائنها تماما ً!.
وبعد ذلك ستصبح الامارات ضعيفة وخاوية أمام السعودية وحسب الخطة التي كشفها القيادي السابق في الموساد الاسرائيلي حييم تومر عندما قال ( السعودية واسرائيل شكلت منظمة تنسيق لمواجهة إيران ) وبالتالي فأن الخطوة الاماراتية جاءت بدافع الغرور بعد افتتاح المفاعل النووي ومشروع (أمل) لغزو الفضاءوالذي جميع مفاصله ياباني ولكن الامارات تعجلت وسوف تدفع الثمن غاليا جدا !.
———-

#الخوف الاستراتيجي الايراني ليس من الامارات بل من فقدان العراق !.

لقد دخلت ايران مرحلة القلق والاستنفار في ٢٥ آب ٢٠٢٠ عندما تم الاعلان عّن تحالف ” المشرق الجديد ” او ” الشام الجديد ” والذي تخللته قمة ثلاثية ضمت ” العراق ومصر والاردن ” وهذا ما اكده ايضا رئيس حكومة العراق عندما كان في واشنطن بتاريخ ٢٠ اب٢٠٢٠ لصحيفة واشنطن بوست عندما اكد على تحالف المشرق الجديد !

وهذا لم يكن من بناة افكار رئيس حكومة العراق قطعاً بل هي خطة سلمت له في واشنطن. وخصوصا عندما نقل لهم أسرار الزيارة المباغتة التي قام بها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى بغداد قُبيل توجه الوفد العراقي الى السعودية وايران وامريكا وهي الزيارة التي نسفت زيارة الوفد العراقي الرسمي الى الرياض !!!

فجواد ظريف نقل للعراق مقترحاً ايرانيا جاهزا وهو ( الوثيقة الاستراتيحية بين العراق وايران ) ويبدو ان ايران طرحت ذلك لتكون مقابل ( الوثيقة الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن ) وهذا يعني ان الايرانيين يريدون البقاء كشركاء للأميركيين في العراق!

فجاء الرد بأستراتيجية ( الشام الجديد / أو المشرق الجديد ) والذي جلبها رئيس حكومة العراق معه من واشنطن وراحت واشنطن لتبلغ عاهل الاردن عبد الله الثاني والرئيس المصري السيسي بالحضور في ٢٥ اي ٢٠٢٠ والجلوس مع رئيس حكومة العراق والتحدث حول استراتيجية المشرق الجديد وكانت عبارة عن رسالة اميركية اسرائيلية لايران بالدرجة الاولى وتركيا بالدرجة الثانية بأن العراق ليس لكم وان السوق العراقية لم تعد سوقاً لايران وتركيا . وهذا ما دفع القيادة التركية لتفتح نافذة حوار مع مصر لان الدول تفتش عّن مصالحها ولتركيا ١٨ مليار دولار داخل العراق كصادرات تركية !

# المربع السني !

فهذا هو الذي ادخل أيران في حالة تأهب قصوى تحالف او محور المشرق الجديد يعني ولادة(الدائرة السنية مقابل الهلال الشيعي/ اي المربع السني مقابل الهلال الشيعي الذي بدأ يتفكك ! ) فالذي يجري في محافظات جنوب العراق هو تهشيم لقلب الهلال الشيعي ….

وبعبارة أدق تعني ربط مصير ومستقبل العراق والسوق العراقية بأستراتيجية ما يسمى ب ( موانىء السلام ) .اي ادخال العراق ضمن دائرة الموانىء الاماراتية الاسرائيلية المصرية الاردنية فالعراق .وهنا سوف تخرج أيران وتركيا من السوق العراقية ومن قوة التأثير على القرار العراقي !!

#وهذا سبب أيضا جعل الكويت تسارع الى شراء ذمم بعض الساسة العراقيين واصحاب القرار لتمرير مشروع السكك عبر العراق ومشروع خور عبد الله لتفريغ يد الامارات من البصره والعراق. وهنا اضيف للساحة العراقية مصارعان جُدد وهما الكويت والامارات !!.

#فمتى تكون في العراق قيادة وطنية تجمع شعبها خلفها وتمنع الدول من الصراع فيما بينها فوق الاراضي العراقية ؟
#ومتى تكون لدينا اجهزة امن قومي تعمّل للوطن والمواطن. وتكون سيفا بتارا ضد الغرباء العابثين وضد جميع الذين يعبثون بالساحة العراقية، وضد المخربين للامن القومي والسلم الاهلي والمجتمعي في العراق /متى !؟

سمير عبيد
٢٢ ايلول ٢٠٢٠