#مالذي فعله الرئيس ترامب حتى يطالبون بعزله !؟
#ماهي تفاصيل القضية !؟
بقلم :- سمير عبيد
كثيرون هم الذين يسألون عن موضوع “عزل الرئيس الاميركي دونالد ترامب”.هذا الموضوع أو البالون الذي باغتت به العالم زعيمة الديموقراطيين و رئيسة الكونغرس الأميركي السيدة بيلوسي ،وتزامنا مع حضور قادة العالم في نيويورك حيث أجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة .وبأتهام على لسان بيلوسي بأن الرئيس ترامب خالف القسم لتحقيق مصالح سياسية خاصة بالرئيس.علما ان المكالمة المزعومة بين الرئيس الأميركي ونظيره الرئيس الأوكراني والذي يدور حولها الجدل حدثت بتاريخ ٢٥ تموز الماضي ولمدة ثلاثين دقيقة، وليس الآن !!.
#ماذا طلب الرئيس ترامب من نظيره الأوكراني ولماذا !؟
اولا :-
إن الذي طلبه الرئيس الأميركي ترامب من نظيره الأوكراني هو تذكيره بقضية كانت تشغل الراي العام الأوكراني قبل سنوات ،وكانت تخص نجل نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن. حيث كان نجله يعمل في شركات لأستخراج الغاز في أوكرانيا وكان والده يوفر له الغطاء، ووقع بمخالفات وتجاوزات قانونية هناك وهي خطيرة ولكنها اغلقت بتأثير من بايدن !!. .
فذكّر ترامب نظيره الأوكراني بأنه كان هناك كلام وجدل ونيابة عامة في أوكرانيا والمتهم بها نجل بايدن (والأخير طبعا هو المرشح الأوفر حظا لمنافسة ترامب في الانتخابات الأميركية القادمة )وهناك تقارير تثبت بأن جو بايدن وعندما كان نائبا للرئيس إوباما تدخل وأوقف التحقيق في قضية نجله ….!!.
وخاطب الرئيس ترامب نظيره الأوكراني قائلا ( يكون أمر عظيم اذا المدعي العام في أوكرانيا فتح هذا الملف من جديد!!) ..
الأستفزاز هنا سببه لأن الموضوع هنا ليس له علاقة بالتعاون بين الدول لأن الرئيس ترامب طلب من نظيره الاوكراني خدمة سياسية خاصة. والمستهدف هو خصمه في الانتخابات القادمة وهو جو بايدن.من هنا ثارت ثائرة بيلوسي !!
ثانيا :-
فعندما كان جو بايدن نائبا للرئيس باراك أوباما أستخدم منصبه لكي يؤثر على سير قضية نجله المتهم في أوكرانيا بحيث استخدم نفوذه بأزاحة النائب العام في أوكرانيا والذي كان يحقق بقضية نجل بايدن واتهم النائب العام بأنه لا يدعم عملية الاصلاح ومحاربة الفساد في أوكرانيا وتم استبداله بنائب متهاون وأغلقت القضية..
فيحاول الرئيس ترامب فتحها بمساعدة الرئيس الأوكراني وإثارتها بوجه خصمه في الأنتخابات بايدن !لأن ما يفهمه مقربون من ترامب ان ماحدث من بايدن كان لحماية ابنه لأن النائب العام كان منهمك بالبحث عن ادلة تدين بايدن وابنه !.
ثالثا :-
يعتبر بايدن حتى الآن ومن خلال استطلاعات الرأي هو الأوفر حظا في انتخابات 2020 الأميركية .لذا طلب الرئيس ترامب من الرئيس الأوكراني التدخل لدى النائب العام والمدعي العام ليفتحا تحقيق مع بايدن ..وهذا اعتبره الديموقراطيون و أنصار بايدن بانه طلب لمصلحة شخصية وضد بايدن، وبهذا خالف الرئيس ترامب القسم لتحقيق مصالحه الشخصية ويجب ان يُحاسب ويُعزل!.
رابعا :-
قبل أجراء المكالمة بأسبوع قرر الرئيس ترامب ايقاف منح أوكرانيا مساعدات بقيمة 400 مليون دولار كمساعدات عسكرية .وعند المكالمة قال له الرئيس ترامب ملمحاً( كنّا جيدون معكم ولكنكم غير جيدين معنا ) ومباشرة طلب من نظيره الاوكراني بطلب خدمه من الرئيس الأوكراني فقال له ( سوف يتواصل معكم وزير العدل والمحامي الخاص جولياني حول هذه الخدمة !. )هنا حجب ترامب دور وزارة العدل واعطى قيادة المهمة لمحاميه الخاص وهذا يعتبر مخالفة كبيرة !!.
فيجيبه الرئيس الأوكراني قائلا :-
بعد تمكننا من الأغلبية في البرلمان أصبح النائب العام رجلنا وبنسبة ١٠٠٪ أي متأكد سيقوم بما أريده منه !!
هنا يعتبره الديموقراطيون خرق لان الرئيس ترامب ضغط من خلال نفوذه باستعمال ادوات الدولة لصالح المصلحة الشخصية بحيث ابتز الرئيس الأوكراني بالمساعدات المقررة من الولايات المتحدة الى أوكرانيا .. وهي شبهة قوية جدا !!.
خامسا :-
الديموقراطيون يُهيمنون على الكونغرس فباشروا بقضية عزل الرئيس ترامب من خلال استغلال هذه المكالمة …. ولكنهم لن يفلحوا بذلك لأنه حتى ولو حصلوا على دعم الكونغرس ضد ترامب سوف يحول الملف الى مجلس الشيوخ والذي هو ب 100صوت ومن الصعب ولكنه ليس مستحيلا الحصول على تأييد مجلس الشيوخ او الحصول على 20 عضو من مجلس الشيوخ وهو الرقم الذهبي .. وهنا سوف يصطدمون بمجلس الشيوخ والذي هو بأكثرية لصالح الجمهوريين اَي لصالح ترامب .وايضا هناك أعضاء مجلس شيوخ من الديموقراطيين وصلوا بفضل ترامب فهم يحابونه ايضا!.
#اذن ماهي الغاية من تلك الضجة !!؟
الجواب:-
تعمّد الديموقراطيون لذكر تفاصيل تلك المكالمة والتذكير بالتحقيقات بمحاولة منهم لتحريك الرأي العام للتأثير على الأنتخابات وهي أهم من العزل بكثير …
فهم سيبقون يحركون بتلك القضية عسى يتخلى الجمهوريون ولَم يدافعوا عن ترامب وان حصل هذا هنا الخطر فحينها سوف تكون تداعيات داخلية وخارجية كبرى !!.
#الخلاصة :-
هذا الجدل الدائر حول هذه القضية يشوش الرئيس ترامب مما سيؤثر على سياساته الخارجية وخصوصا في الملفات الساخنة مثل الملف الايراني والملف الصيني وملفات اخرى !!!.
لا سيما وأن مفتاح الحرب والسلم بيد الإيرانيين لأن الرئيس ترامب اقتنع تماما بسياسة تكتيف ايران وحجزها ضمن حيزها والاستمرار باستراتيجية التنقيط معها ليزيد في أنكفائها للداخل وقفل الصندوق عليها ..
لذا سياسته مع ايران أشبه بالتحقيق مع المتهمين في غرف الأنظمة البوليسية حيث يُعلّق المتهم بالسقف عاريا ويوميا ومن هناك يزيدون بتعذيبه لكي ينهار ويعترف ويوقع على بياض ..وهذا هو اُسلوب ترامب مع ايران ومستمر فيه ويوميا يزيد في جرعته !!.
سمير عبيد
٢٨ أيلول ٢٠١٩


