Menu
in

مالذي يجري وراء الكواليس حول زيارة ماكرون ؟وماهو دور اكراد وحكومة بغداد وايران !؟

•اللوحة الثانية :-
—————-
#
بقلم :- سمير عبيد

#إيران صانعة الصفقات رغم حصارها :-

مثلما أكدنا في اللوحة الاولى كيف نجحت ايران من احياء الثقة والعلاقة القديمة والتاريخية مع فرنسا وذهاب أيران لدعم مبادرات الرئيس الفرنسي في لبنان.

فإيران ليست دولة عادية في موضوعة الدبلوماسية وقنص الفرص والتعامل الحكيم الذي يصب في مصلحة إيران . فإيران دولة غير محاربة، وتخاف الحرب اصلا لانها منذ زمن بعيد قد جربت الحرب وذاقت مرارتها. بدليل فعندما حاولت طالبان والاستخبارات الباكستانية والخليجية من توريط ايران في المستنقع الافغاني في مزار شريف في افغانستان في ٨ آب ١٩٩٨ عندما قتلت طالبان وفصيل باكستاني متطرف الدبلوماسيين الإيرانيين في أفغانستان بعد حصار القنصلية الإيرانية في مزار شريف والذي ادى الى مقتل 8 دبلوماسيين إيرانيين ذبحا .ورغم هذا الحدث الخطير ولكن ايران لم تتورط ولَم تجرها السعودية وباكستان ومحور الارهابيين للحرب …..وهكذا فعلت روسيا عندما اسقط الاتراك الطائرة الروسية وتم ذبح وتقطيع الطيار الروسي من قبل الارهابيين الموالين لتركيا !فهكذا هي الدول التي تصنع من مآسيها اوراقا استراتيجية لصالحها !!.
••وايران المحاصرة عرفت كيف توجه ضربتها التكتيكية الى تركيا والسعودية والامارات في لبنان. عندما توافقت مع فرنسا في لبنان. بحيث قُبرت جميع المخططات والاستراتيجيات التركية بلبنان والتي صرفت عليها تركيا مئات الملايين من الدولارات وعندما عرفت طهران استغلال كراهية فرنسا لتركيا. وعندما وعد الرئيس الفرنسي باسقاط اتفاق الطائف وتأسيس نظام جديد سارعت طهران لدعم ذلك وهنا وجهت طهران من خلال الفرنسيين ضربة موجعة الى الهيمنة السعودية على القرار السني في لبنان !

#إيران ..والاكراد والشيعة في العراق !

علينا العودة للوراء قليلا . فعندما تحرك تنظيم داعش الأرهابي وهو بعنفوان تقدمه الى محافظة( أربيل) من أجل أحتلالها سارع السيد البرزاني الى طلب المعونة من تركيا فلم يحصل على جواب .وسارع بطلب المعونة من امريكا فسّوفت الادارة الطلب. فأضطر لطلب المساعدة من أيران وحولت القيادة الايرانية طلبه الى الجنرال قاسم سليماني واتصل الجنرال بالبارازاني ليلا ( وقال له :سويعات وسوف يصلك الامداد والخبراء لصد داعش ) وتم ذلك بالفعل وسلمت اربيل من الاذى والسقوط !
#هنا يبرز السؤال :-
١-لماذا لم يُنجد الاتراك البرزاني ؟
٢-لماذا سارعت ايران لنجدة البرزاني ؟
••الجواب:-
١-الاتراك كانوا على توافق نفعي واستراتيجي مع تنظيم داعش الأرهابي. وكان داعش يعتمد على السوق التركية بِما يحتاجه. وكانت تتدفق للسوق التركية ملايين الدولارات من داعش .. وكان يُعتمد تنظيم داعش على البنوك التركية في تحويلات تهريب النفط فاستفادت البورصة التركية. وفِي نفس الوقت استفادت تركيا من النفط ومشتقاته لبيعها نيابة عّن داعش واخذ نصف السعر لها .. وتمدد داعش نحو اربيل وكردستان كان حلم تركيا لتهيمن تركيا من وراء داعش على الثروات النفطية باقليم كردستان، وتنهي تجربة كردستان العراق وللابد لكي لا يتمدد مشروعها لتركيا !

٢- ايران سارعت لنجدة اربيل لكي لا يتمدد الدواعش نحو اربيل والنتيجة ستكون لصالح تركيا والمحور الخليجي الممول والداعم لداعش …
وفِي نفس الوقت فأن وصول داعش لأربيل سوف يصل الى السليمانية بسرعة ومثلما وصل لصلاح الدين بأبواق السيارات فقط . وعند وصول تنظيم داعش الى السليمانية سوف يتحالف داعش مع المعارضة الكردية الايرانية وسوف تُفتح جبهة خطيرة ضد ايران. وان اول خسائر ايران هي خسارتها للعراق ،وستخسر سوق وموضع كردستان العراق. وبعدها سوف تخسر امام المحور الخليجي. وسيفتح ذلك جبهات اخرى ضد أيران من خلال دعم المعارضات القومية الايرانية الاخرى !.

#كيف جُرّت فرنسا نحو العراق؟

أولا :- موضوع كردستان !
عندما توغلت اخيرا تركيا عسكريا في شمال العراق دون رادع من الحكومة المركزية في بغداد، والتي لا تمتلك قوة الصد والرد اصلا ولكنها لم تشتكي تركيا عند مجلس مجلس الأمن اصلا .ناهيك ان الحكومة الجديدة في بغداد تهاونت متعمدة وسمحت للتدخل التركي العسكري وتوسعه( ويبدو باتفاق مع القيادات الكردية في كردستان)حتى يُغري ملف التدخل التركي في العراق فرنسا والرئيس ماكرون ليتدخل لأنه يبحث عّن جميع الاوراق في المنطقةاي الاوراق التي تؤذي وتحاصر تركيا ثأرا منها بِما فعلته في ليبيا وفِي المتوسط والذي كان سببا بالتصعيد والتلاسن بين فرنسا وتركيا وبالعكس. وكاد ان يحصل صدام عسكري بين البلدين….

وبما ان التوغل التركي في شمال العراق بات يُهدد كردستان بالفعل لم يبق أمام اربيل وكردستان بصورة عامة ملاذا غير فرنسا التي تربطهم بها علاقات تاريخية ونفعية مستغلين العداء الفرنسي لتركيا والذي تصاعد اخيرا بسبب الملف الليبي وملف شرق البحر المتوسط ….وبالفعل نجحت الحكومة العراقية واقليم كردستان من سحب فرنسا نحو العراق ضد تركيا .

بحيث عندما زار الرئيس الفرنسي لبنان وهي الزيارة الثانية خلال شهر وفرض مرشحه( مصطفى اديب) ليشكل الحكومة في لبنان بدعم حلفاء أيران في لبنان ….وطار مباشرة نحو العراق ليلتقي مع ( مصطفى) الثاني لهندسة سيناريو الردع ضد تركيا من العراق . ومن ثم نزول فرنسا لاعبا في العراق لا سيما وان لفرنسا اهتمام كبير جدا في موضوع ( الناصرية ) ولديها شركات عامله هناك واهتمام كبير منذ سنوات /وسنتطرق لهذا الملف لاحقا !.

ثانيا :-
موضوع شيعة العراق !

مثلما أكدنا على الصفقة ” الايرانية -الفرنسية ” في لبنان وكيف لعبتها أيران لصالحها ووجهت لمنافسيها هناك ضربات موجعة من خلال وضع بيضها في سلة ماكرون تكتيكيا !
وعندما جاء الرئيس الفرنسي الى العراق فليسَ بمغريات من حكومة بغداد ومن اكراد العراق فقط ليكون بالضد من تركيا … بل ايضا بتأييد من طهران وهذا سر توافد القيادات الشيعية ( حلفاءايران) لاستقبال الرئيس ماكرون !
فأيران في جوهر رغبتها مستعدة أن تفرش الورود في بغداد والمدن الشيعية العراقية للرئيس ماكرون ومن ورائه فرنسا على أن لا يكون نزول ( بريطانيا ) في وسط وجنوب العراق …فبريطانيا بالنسبة لإيران رعب حقيقي وان أيران لا تخاف ولا ترتجف الا من بريطانيا للاسباب التالية :-
١-لأن الدهاء الأنجليزي البريطاني يفوق الدهاء الايراني!

٢- لأن وسط وجنوب العراق ( بل من جنوب الموصل وحتى الفاو هي منطقة نفوذ لبريطانيا حسب اتفاقية سايكس بيكو ) وبريطانيا تعتبرها تركة استعمارية خاصة بها وستعود لها حال ترتيب وضعها بعد خروجها من الاتحاد الاوربي !
٣- بريطانيا تعرف وتحتفظ بارشيف خطير عّن قادة ايران منذ حكم سلالة الشاه الايراني وحتى هذه الساعة .وتعرف نقاط ضعف النظام الايراني الحالي .وايران تعرف والعالم يعرف ان الولايات المتحدة ماهي الا شقي يعمل بأوامر بريطانيا !

٤-بريطانيا سيدة تاريخية على دول الخليج بل هم بيادق لدى بريطانيا .وان سلطنة عُمان التي على علاقة جيدة مع أيران هي تابعة لوجستيا الى التاج البريطاني اصلا وان المستشارين البريطانيين يتواجدون في سلطنة عُمان والكويت والبحرين وفِي ادق التفاصيل .وهذا تعرفه أيران وتخاف منه !

٥- بريطانيا ترتبط ارتباط تاريخي مع عرب الاحواز ومع قبيلة وامتداد الشيخ ” خزعل الكعبي ” الذي كان على علاقة جيدة مع امراء دول الخليج وكان ندا قويا وشرسا للإمبراطورية الإيرانية والتي كان تعرف بالدولة القاجارية وهي مملكة أسسها القاجاريون عاصمتها طهران.و كان الشيخ خزعل حاكم المحمرة والأحواز في عربستان خلال الفترة من ( 1897 – 1925 ) وأخر أمرائها توفي عام 1936 أبوه الشيخ جابر مرداو يوسف الكعبي. الشيخ خزعل كان شريكا في الشركة البريطانية بريتيش بتروليوم ( ‪bp‬ :‪Britis Petroleum‬ ) وكان يملك ما نسبة 30% من أسهم تلك الشركة التي تأسست عام 1908م للتنقيب عن النفط في إيران ومن ثم ليبيا وكان اسمها آنذاك شركة النفط ( الأنجلو – إيرانية ) حتى عام 1945م … وأن الشيخ خزعل بإقليمه الغني كان يتحكم بـ30% من أسهم الشركة البريطانية…والاهم والذي تعرفه ايران جيدا أن بريطانيا تعرف كل صغيرة وكبيرة عّن عرب الاحواز وتركة الشيخ خزعل ( وتعرف ان ٨٠٪؜ من ثرواتها النفطية والغاز هي في تلك المنطقة ) وبالتالي فأن فقدانها يعني انهيار ايران لهذا تحاول ايران الاندفاع صوب العراق والمنطقة لكي تسيد حائط صد لكي لا تسقط عربستان وهي تُعرف ان من يسقطها هي بريطانيا فقط وان قدوم بريطانيا يعني دخول ايران في عصر الهلع والخوف !!.
#ومن هنا ….
فأن ايران مستعدة للتنازل امام امريكا بواسطة فرنسا ومثلما حصل في لبنان واكثر .ومستعدة لتتعاون مع فرنسا لأقصى الحدود في العراق، ومستعدة للجم حلفائها الشيعة في العراق واجبارهم على قبول ماتطلبه فرنسا لكي تتمدد في الوسط والجنوب في العراق لكي تكون هي بديلا عّن التمدد السعودي في العراق والذي تريده السعودية والامارات واسرائيل. وفِي نفس الوقت ان فرنسا بديلا ذهبيا بالنسبة لايران لأنها لو استطاعت لتجر فرنسا جرا نحو جنوب العراق وقبل ان تتحرك بريطانيا نحو جنوب العراق . !.
فوجود فرنسا في جنوب العراق يمنع تمدد السعودية من وجهة نظر ايران وسيملأ الفراغ قبل مجيء البريطانيين . لا سيما وان باريس صدقت بوعدها لايران في لبنان عندما قررت اسقاط اتفاق ( الطائف) وتجسير علاقة جيدة مع شيعة لبنان .. فوجود فرنسا في جنوب العراق والبيئة الشيعية سوف يقوي العلاقة الايرانية لا سيما وان الشركات الفرنسية افضل بكثير من الشركات السعودية الجاهزة للاستثمار في العراق والتي اكثر من نصفها شركات اسرائيلية تحت علم سعودي!

#الى اللقاء في اللوحة الثالثة
سمير عبيد
٤ ايلول ٢٠٢٠