#ماهي أسباب المظاهرات الشيعية في العراق؟
بقلم :-سمير عبيد
أولا :-
المظاهرات الشيعية في العراق ليست صدمة بالنسبة للمحللين والمختصين لأنها كانت متوقعة . ولكنها صدمة للذين حكموا ويحكمون العراق خارج سياقات الزمن والمنطق والمألوف منذ عام ٢٠٠٣ وحتى الآن .فهؤلاء تقمصوا الحكم المطلق، وتقمصوا حالة حكم القداسة والتأليه. فباتوا ينظرون للشعب على أنه عبيد وخدم وتابعين، ولن يرفعوا صوتهم يوماً ضد هؤلاء الحكام المستبدين لهذا صُدموا عندما بانت الحقيقة ومستوى الكراهية الشعبية للطبقة السياسية الحاكمة !!!.
#ولكن في سياق المنطق وسياق حركة الشعوب والمجتمع لابد من خروج جيل رافض .وهكذا خرج جيل جديد في العراق رافض لهيمنة العائلات والأحزاب الشيعية على شؤون ومستقبل الطائفة الشيعية والعراق وجيل رافض للتجهيل والخرافة ..
لذا بان متوقع أيضاً وبنسبة ٨٠٪ فحال الخروج من معاقبة الساسة وتعديل الوضع السياسي الفاشل سوف يكون الهدف الثاني رجال الدين والعائلات الدينية الشيعية في العراق. لأن هذا الجيل الشيعي الجديد لن يغفر ولن ينسى موقف الجهات الدينية لتثبيت حكم الأحزاب الشيعية التي نهبت و دمرت العباد والبلاد منذ عام ٢٠٠٣ وحتى الآن وبمشاركة تشاركية في التدمير وتعويق الدولة مع حلفائهم الأكراد والسنة!!!!. .
ثانيا :-
خروج التظاهرات بقيادة الشباب الشيعي هو خروج على الذين يحسبون أنفسهم آلهة على الطائفة الشيعية.وخروج على الأمر والنهي في ادق تفاصيل حياة أبناء الطائفة الشيعية. والذي بات يتمدد على طوائف أخرى وبالأكراه. وتحديدا عندما اقتحم الأمر والنهي شؤون الدولة وشؤون وزارات ومؤسسات الدولة والحياة العامة ..
وبالتالي …..هي مظاهرات ضد القبضة الحديدية للأحزاب والمليشيات والعائلات . وضد الهيمنة والتحكم في ميادين الدولة والمجتمع حيث هناك هيمنة على الغذاء والصحة والمدارس والجامعات والاستيراد والتصدير. بحيث باتت تلك الأحزاب وتلك الآلهة تتحكم بقوت وحياة وثقافة وتعاطي أبناء الطائفة. فملّت الناس وسئمت من هذا النظام الذي يعتمد على التجهيل والخرافة ومحاربة التنوير والإبداع والبناء !!!.
ثالثا :-
حصل لدى الشيعة في العراق وخصوصاً شرائح الشباب في تلك الطائفة حصل وعياً وتبدلاً في القناعات. وهو من الأسباب المهمة التي جعلت الشيعة العراقيين يخرجون للتظاهرات والمطالبة بالتغيير .. بحيث بات هناك رفض نفسي مصحوب بالكراهية ضد تكرار الوجوه نفسها بحيث وبسبب تكرار الوجوه بات اصحاب الوجوه السياسية والدينية يعتبرون أنفسهم آلهة وعلى ابناء الطائفة عبادتهم، مما دفع بالشباب والمثقفين رفض ذلك ورفضهم ان تصل الثقافة الصنمية لأبنائهم وأحفادهم فيتحول المجتمع العراقي الى مجتمع جاهلي ويعيش الردة الحقيقية في جميع ميادين الحياة بما فيها الدين نفسه !.
رابعا:-
خروج المظاهرات وبقيادة الشباب الشيعي بعد ان تعمق الأنكسار داخل الأحزاب الشيعية وداخل المنظومات الدينية الشيعية نفسها، ناهيك عن التخندق فيما بينها مما دفع بالشباب للخروج ضد حالة الانكسار هذه والتي ان بقيت سوف لن يبقى وطن جامع العراقيين اسمه العراق. وسوف لن يبقى الشيعة بشكل خاص والمواطن العراقي بشكل عام مواطنين من الدرجة الأولى في المجتمع وداخل العراق. بل سيُصبِحون درجة ثانية وثالثة بسبب تدخل الدول ومشاريعها المختلفة بسبب حالة الانكسار والتبعية التي مارستها وتمارسها قادة الأحزاب الشيعية والجهات الدينية المشاركة للأحزاب في تقاسم السلطة ……
•فقرر الشباب الشيعي الخروج على الايديولوجيات والأطر القديمة .
•والخروج على القداسة التي منحت للأشخاص والجهات السياسية والدينية والتي باتت تُمارس على الشيعة والمجتمع ممارسات خطيرة ومخيفة وأحياناً قمعية صادرت و تصادر حقوق الشيعة …
•والخروج على الطقوس التي رسخها ساسة الشيعة وبدعم رجال الدين !!.
خامسا :-
خروج المظاهرات بقيادة الشباب الشيعي هو خروج على التناقض في الخطاب السياسي وخروج ضد اللامبالاة في الأدارة والحكم .فجاء خروج الشباب للحفاظ على مستقبل الأجيال من جهة ومن اجل سلامة الوطن من جهة أخرى …حيث هناك مخططات التقسيم والتشرذم التي باتت تتصاعد ولها رجالاتها ومن داخل الطبقة السياسية نفسها !!! …..
فالشباب العراقي بشكل عام والشيعي بشكل خاص استشعر خطر الإقطاع السياسي في العراق وحالة التوريث في المناصب والوزارات والسفارات والمواقع في الدولة والمجتمع وحتى في المؤسسات الدينية بحيث باتت هناك قطاعات واسعة في الدولة تهيمن عليها عائلات وسلسلة أقارب وأصهار وباتت تنهب بقوت الشعب وخزينة الدولة من جهة. وباتت تنهب بالأرض والعقارات وزحفت لقطاعات مهمة في الدولة لتهيمن عليها وتابعة للصحة والتعليم والكهرباء والتجارة والصناعة ..الخ من جهة اخرى !.
سادسا :-
خروج المظاهرات بقيادة الشباب الشيعي العراقي من أحد أسبابه المهمة ايضا هو المشروع الايراني الذي من أهدافه السيطرة على الطوائف في المنطقة وبمقدمتها العراق .بحيث بات التمدد الايراني في العراق وخصوصا في الطائفة الشيعية في العراق وفِي جميع تفاصيل حياتها ولد ردات فعل كبيرة نفسية ومعنوية وقومية بالضد من الهيمنة الإيرانية على كثير من مفاصل الحياة والمجتمع في العراق ….فبات داخل اغلب نفوس الشيعة العراقيين ثورة رافضة لهذه الهيمنة والتدخل وضد ادوات ايران في العراق سواء كانت واجهات سياسية او دينية او عقائدية …..
ناهيك ان التواجد الايراني الكمي وشبه المستمر في المدن الشيعية وخصوصا المقدسة ولد نفور كبير لدى الشيعة العراقيين ضد ايران.. وان اكثر ما جعل الشباب الشيعي في حالة غليان ضد الهيمنة الإيرانية هو الانغماس الكلي من قبل قادة العراق في الحالة الإيرانية وحالة الخنوع عند قادة العراق الى طهران وسفارتها في العراق مما هيّج الشعور القومي الباحث عن الهوية !!.
##الخلاصة :-
فليعلم الجميع ان الحالة التي تجسدت في التظاهرات هو الخروج من الأصطفاف والتخندق الطائفي وهذا يعني فرزت المظاهرات العراقية حالة صحية وايجابية …وبما ان الأهداف مطلبية شعبية موحدة بدورها وحدت الحالة الوطنية في الشارع !!.
فهناك وعي شبابي بات يقول للسياسيين جميعا (ان الملفات التي تدعون بها ضد بعضكم البعض …لماذا لا ترسلوها للقضاء ان كُنتُم صادقين !!؟ )
ظهور جيل شبابي عارف ان الأحزاب السياسية تتصارع في الاعلام زورا وان جميع الجهات السياسية التي تُمثل بكتل سياسية قد وزعت ( الجبنة )فيما بينها .لقد وزعت النفط،والصناعة ، والتجارة ، والسوق ، والجامعات ، والقطاع الصحي ، والاستثمار ، وكل شيء!!!!!!!
فهذا الوعي اسقط جميع أدوات احتيال السياسيين ورجال الدين الذين لديهم تحالف مع السياسيين في قيادة العراق تلك القيادة التي بدأت منذ عام ٢٠٠٥ وحتى الآن والتي جعلت العراق متربعاً بموقع الدولة الفاشلة والدولة الفاسدة في العالم اَي في ذيل قائمة الدول على انها الدولة الفاشلة والفاسدة عالميا !!.
# همسة مخلصة :-
ان استمرار التظاهرات في الأماكن المخصصة لها والبقاء على سلميتها .. سوف تحقق اهدافها، وسوف تعين عبد المهدي على الكتل السياسية وعلى البرلمان..وان خروجها من الأماكن المخصصة لها وخروجها من سلميتها سوف تفقد تعاطف الشعب معها وسوف تشتت اهدافها وبالتالي سوف تستقوي الطبقة السياسية الفاسدة عليها !!.
سمير عبيد
١١ نوفمبر ٢٠١٩