بقلم :- سمير عبيد
أصبحت الكتل السياسية الشيعية في العراق بمثابة الرجل المريض. فباتت عبء ثقيل على شيعة العراق وعلى دولة العراق. لأنها تأخذ ولا تعطي ، والزمن يتحرك وهي جامدة في مكانها.فالكتل السياسية الاخرى تتطور وهي تصر على الكلاسيكية والراديكالية بحيث هي من سببت الفوضى الاخيرة في المحافظات الجنوبية بسبب فشلها السياسي والاداري فتلاقفتها جهات مختلفة والنتيجة نفسها على مر تاريخ العراق السياسي وهي( انهار الدماء الشيعية العراقية الزكية من الشهداء والجرحى) ومن يتحمل المسؤولية هي تلك الكتل الشيعية البائسة سياسيا واداريا ووطنيا وضميريا!!
فالكتل الشيعية باتت تأكل نفسها بنفسها والضحية السواد العراقي الشيعي الاعظم . والسبب لأنها لم وَلَن تؤمن بالتجديد الحقيقي فهي مؤمنة أيمان كامل بأنها لن تتنازل حتى وان قتل ثلاث ارباع شيعة العراق . ولهذا هي تصر على محاربة الاصلاح والتجديد (لا في الافكار ولا بالدماء الجديدة، ولا في المصداقية مع الجمهور).فبقيت تصدر نفس بضاعتها وفقط بأسماء اخرى ،او من خلال تغييرها بألوان فاقعه، وتارة بشعارات تموت بُعيد نشرها وتسويقها!
فتلك الكتل باتت تُمارس نفس اصرار ( معمل الدبس القديم ) والذي يصر صاحبه على البدائية في التحضير والاعداد والتجهيز والعمل والتخزين والتوزيع، ويرفض عمليات التجديد العملاقة في صناعة الدبس والتي باتت علبها الجميلة والمدججة تصل الى جميع دول العالم. والاخ صاحب معمل الدبس باقي لحد الآن بالقدور الضخمة والصدأة التي ” يبربع” بها التمر الزهدي ، وبتلك التعبئة البدائية في ( دبات النايلون ) ….الخ … ويريد منافسة السوق، وكذلك يُريد البقاء في الصدارة !.رغبنا من وراء هذا المثال إيصال الفكرة !.
#فالعلة :
ليست هناك قناعة لدى الكتل الشيعية بالاصلاح ونقد الذات والمسيرة ، وَلَن تكون هناك قناعة بأنها ستقبل برأس قاطرة( رئيس حكومة) من خارج العائلات السياسية المهيمنة على العملية السياسية الشيعية في العراق. فباتت هناك قناعة لدى تلك العائلات السياسية الشيعية في العراق بأنه لا يجوز ويُحرم ان يكون هناك ( رئيس حكومة ) من خارج هذه العائلات او من خارج موافقاتها!!
وان جاء رئيس حكومة من خارج تلك العائلات السياسية والدينية المهيمنة فسوف يُحارب ويتهم بأنه حليف للبعثيين وأنه يحارب المقدسات ويهدد وحدة المجتمع !!….وهذا يعني ان تلك العائلات السياسية والدينية المهيمنة على القرار الشيعي في العراق قد أقتنعت تماماً بأن البيئة الشيعية سواء كانت ديموغرافية او جغرافية أو اقتصادية أو ثقافية فهي خاضعة لحكم وأملاءات وتوجيهات تلك العائلات السياسية والدينية التي تُمارس الاقطاع السياسي على طريقة الكنيسة ابان العصور الوسطى في اوربا ، وعلى طريقة الأقطاع قبل ثورة الاصلاح الزراعي في العراق فباتت لها ” شحناتها ، وصراكيلها ، وسماسرتها ، وعيونها، وأسواطها ، وطرق عقوبتها للمخالفين ..الخ ”
#فالظلم يولد الثورة !
فهناك عُرف ديني وانساني ووضعي متفق عليه يقول ” ان الظلم يولد الثورة “.وان الطغيان يشحذ سيف الحرية ضده.وجميع المؤشرات تدل ان هناك ثورة كامنة بصدور الشيعة العراقيين ضد الاغلبية من السياسيين الشيعة بسبب ظلمهم، وبسبب الفساد الخرافي، وبسبب تحويل الشيعة الى فئات ودرجات، وبسبب الفقر والجوع والجهل والخرافة وطوابير الاف المتسولين والمتسولات وهم سعداء بذلك… لهذا نتوقع ان تلك الثورة التي في صدور السواء الاعظم لشيعة العراق سوف تنفجر بأية لحظة وسيكون انفجارها كارثي!
#لأن التاريخ السياسي العراقي يؤشر ان العراقيين يتحملون ويصبرون كثيرا . بحيث يوصلهم صبرهم وسكوتهم بأن يُقال عنهم شعب جبان وشعب متخاذل. ولكن عندما يقرر الغضب وينهض فهو لا يقتنع بمخرجات الربيع العربي في الدول العربية على سبيل المثال. بل يتحول الى بركان وتسونامي محطم لكل شيء !!)
وياله من قدر .ما أن جاء نظام سياسي للعراق حتى ثار عليه الشعب ودمر معالم وذكريات ودلالات ذلك النظام سواء كانت ايجابية او سلبية !
#فالسؤال :-
هل سيتكرر المشهد ضد النظام السياسي الذي بدأ عام ٢٠٠٣ برعاية اميركية وغربية ، ومرضعة ايرانية، ومدربة تركية وسعودية وخليجية خبيثة ؟
لا يستحق العراق والعراقيين منكم كل هذه العنصرية والكراهية والتدمير والتفتيت والتجهيل يا سادة !!!
فأحذروا نهوض العنقاء من الركام !.
٦ نوفمبر ٢٠٢٠