حيدر صبي
((الفريق الحواري العراقي عليه ان يضع ثلثي بيضه في السلة الامريكية والثلث الاخير يساوم به طهران قبل ان يضعه بسلتها حينها سيقال عنكم كنتم مفاوضين عراقيون شرسين )).
وقبل ان ابدأ : هل هو حوار ام تفاوض ؟
ما تريده امريكا وايران من العراق وما يرغب العراق الحصول عليه ، انها اشكالية التفاوض ..
متى ما كنت ضعيفا فانت ستعطي المسوغ لهم لان يسلب قرارك .. يتمدظ بنفوذه وسيحرص على اذلالك بعدها ..
ما تريده امريكا من العراق : ” تقليل النفوذ الايراني , القرار السيادي بأيدي العراقيين , حصر سلاح المليشيات بيد الدولة فعليا وتفكيك المليشيات الولائية , عدم السماح للقيادات العسكرية الدخول بالعملية السياسية وتشكيل الاحزاب , قيادة عراقية صارمة تضع مصلحة بلدها كأولوية ” .
ورقة امريكا التفاوضية تكمن بديمومة الدعم الاقتصادي للعراق من عدمه وتبعا لما ستؤول اليه الحوارات من نتائج
النتائج التي ترغب الحصول عليها الولايات المتحدة الامريكية من الحوار هو ابعاد الخطر الايراني عن جنودها برسم اذرعها العسكرية وتغيير مواقف وكلاء طهران لبعض من قيادات العراق السياسية والحفاظ على التوازن الجيوسياسي في المنطقة وبما يؤمن الحفاظ مصالحها في المنطقة .
ما تريده طهران من العراق : خروج القوات الامريكية من العراق , الابقاء على الفصائل المسلحة المدعومة من قبلها , الابقاء على مستويات التصدير الحالية من السلع الحالية ولا نقول مستويات التبادل التجاري حيث لا هناك من مواد عراقية مصدره للجانب الايراني , عدم خسارة نفوذها في الداخل العراقي , الحفاظ على المواقع الجيوسياسية التي غنمتها بعد حرب داعش في المناطق الغربية صعودا نحو استمكاناها في الجغرافية السورية , خفض زخم التظاهرات العراقية الناقمة عليها , الحفاظ على مكانة السياسيين من القادة العراقيين الموالين لها ” .
وبتقاطع ورقتي الضغط الامريكية والايرانية يستطيع المفاوض العراقي من استقراء النهايات الدنيا التي يرغب كل فريق الحصول عليها , ومع الاهمية القصوى في معرفة نقاط القوة لكلا الدولتين فينزاح للدولة صاحبت النقاط العليا والتي بمقتضاها يحدد العراق سقف التزاماته نحوها وبما يحقق للبلد تأمين مصالحه العليا ويضمن عودته للمجتمع الدولي كفاعل له دور ريادي في المنطقة ولاعبا فذا في كل ما يجتاحها من نزعات , حينها ليشرع بالتفاوض من مبدأ الند والقوة بل وستزداد حضوضه في الحصول على سقف اعلى من المتوقع من نتائج الحوار .
