in

من ينقذ شباب العراق من أنهيار العقول

تحقيق \ امير البركاوي

خطر محدق للنيل من الركيزة الأساس للنهوض بالبلد وتقدمه، فالشباب هم الجيل الذي سيرسم ملامح مستقبل هذا البلد، ولذا فإن أي تدمير لهذا الجيل هو تدمير للمجتمع العراقي الذي سيدير في السنوات القليلة القادمة دفة البلد ، فالمشاكل المجتمعية لدينا كثيرة، ولكنها كانت تتسم بصفة مميزة عن كثير من المجتمعات وهي خلوها وندرة تعاطي المخدرات فيها، فالخطر الجديد هو أن تتحول تلك الميزة من ممارسات فردية إلى ظاهرة في الأوساط الشبابية، ولعل منهم من هو بأعمار لم تتجاوز لم تتجاوز سن الرشد السن القانوني وهو مؤشر ينذر بخطر كبير يهدد بتفكك البنية المجتمعية في بلدنا 

لذا اتجهنا  لاعداد تحقيق صحفي لمعرفة الاثار النفسية والاجتماعية  والصحية لتعاطي الحبوب المخدرة وما يجب اتخاذه للحد من هذه الظاهرة.

تعاطي وتجارة

 توجهنا في البداية الى السيد فرزدق أبراهيم الصكبان مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الأنسان في محافظة النجف الأشرف  قائلاً : رصدت المفوضية العليا لحقوق الأنسان ومن ضمن مهامها وواجباتها وفريق العدالة الجنائية وجد ان هناك فئتين لتعاطي الحبوب المخدرة فئة التجارة والتعاطي والفئات من فوق (18الى 30) تعاطي وفوق (40 الى 50) تعاطي وتجارة وتوجد اسباب اقتصادية ونفسية ومالية للمتعاطين وايضا المتاجرين حيث بلغ سعر الاغرام الواحد  الى 50 الف وهذه تجارة رابحة وتوجد ثلاث ممرات لوصول الحبوب والمخدرة الى محافظة النجف هي الطريق الحدودي مع السعودية والطريق الغربي مع المحافظات الغربية والجنوبية لا توجد رقابة صارمة وشديدة في قانون مكافحة المخدرات حيث تم تعديل قانون 50 لسنة 2017 المعدل هذا القانون الذي الغى عقوبة الأعدام  وخففها الى عقوبة المؤبد والسجن 15 عام ومصادرة الاموال المنقول وغير المنقولة هذا القانون سهل الاتجار والتعاطي وكان العراق يسمى بلد ممر لعبور المخدرات ولاتوجد تعاطي وتجارة بهذه النسبة والكمية عن السابق والأضرار في الفئة الشبابية نفسية واجتماعية وتعاطي الشباب لحبوب الصفر واحد والكرستال.

ضرر نفسي وأجتماعي

في كلية التربية المختلطة حيث التقينا بالدكتور فاضل محسن الميالي حدثنا قائلاً : ظاهرة تعاطي الحبوب المخدرة ظاهرة خطيرة في المجتمع ولا نمتلك بيانات دقيقة عن مدى انتشارها في المجتمع لكن هناك مؤشرات تؤكد وجود هذه الظاهرة بين الفئات الشبابية ولها مضار اهمها صحية وعلى الجانب النفسي وعلى الجانب الاجتماعي  والمضار النفسية تجعل الشخص اضعف من الناحية النفسية وأهم تأثير على الشخص تخلف قدراته الذهنية بحيث تحول بينة وبين توظيف هذه القدرات من الناحية الفعلية العملية وبالتالي يخسر الكثير من هذه القدرات في مجال عمله واهتماماته وفي مجال اختصاصه وبالتالي تكون ابعد من ان يستخدمها ولا يتمكن من اكتشافها وتوظيفها في مجال عمله ويفتقر الى الصورة الاكمل في الواقع الميداني وفي المنفعة الشخصية والتاثير الثاني تؤثر على الجانب الوجداني  على البنية الوجدانية وتجعلها متبلده بنية جامدة ليس فيها حراك ليس فيه حيوية الانسانية وتفتقر الى التراحم واقرب الى الجمود وصعوبة في التعامل مع الاخرين ويكون التعامل اقرب الى الرسمي الجاف وعدم الارتياح  وعدم التقبل بحدود ذاته والتحول الى حالة الادمان والادمان الجسمي  والادمان النفسي واذا وصل الى حالة الادمان الجسمي وهذه مرحلة خطيرة ويشعر بهذه الحالة يحتاج الى تحفيز الى ان يتعاطى الحبوب المخدرة وفي هذه الحالة دورة في المجتمع يقل وتنعكس على دورة في العائلة وفي المجتمع وعدم الشعور بالمسؤولية الاجتماعية وفي تعاملاتة مع المجتمع ككل ولا ياخذ دورة في المجتمع  وهناك مضار اقتصادية عند الادمان تدفعة الى الهدر الكثير من الاموال من اجل تعاطي الحبوب المخدرة.

مانع ديني وقانوني

وفي كلية التربية المختلطة في قسم القران والتربية الاسلامية تحدث لنا الدكتور سيروان عبد الزهرة الجنابي قائلاً : تسالم الفقهاء منذ الأزل كل مسكر حرام وكل ما يدخل ضمن المسكر غير جائز ومحضور التعامل بة لانة له اضرار اجتماعية كبيرة فضلا عن الاضرار الاقتصادية التي تضر بالمجتمع سواء ذكر او انثى فلما كان هذا الأمر في الشريعة الأسلامية محرم وفي القران الكريم وقولة تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) فان هذا يدعوا الشباب الى الأبتعاد عن تعاطي المخدرات لأن لها اضرار اجتماعية وحظرها الألهي من الله سبحانه وتعالى ففي كل الاديان قاطبة الخمر محرمة ولما كانت الخمر مسكرة حرم كل مسكر بناء على هذا التحريم فعدة المخدرات محرمة بناء على اتحاد العلة مع الخمر وهي الأسكار وبالتالي القاعدة تقول ان الحكم يدور مع العلة اين ما دارت فان هذا ينص على وجوب تحريم المخدرات لأن العلة فيها كاملة وهي السكر وبالتالي يجب الأمتناع عن تعاطي المخدرات والخمر والأمر الأخر الذي يجب ان يتنبه له الشباب وهو المانع القانوني لأن هناك قوانين صارمة لتعاطي المخدرات او الأتجار بالمخدرات ولها عواقب وخيمة في القانون المدني العراقي تصل الى الحكم المؤبد فضلا عن العزلة والضرر النفسي وعدم القدرة على التركيز او انجاز أي عمل سواء عمل اقتصادي او اذا كان طالب  عمل علمي  والحالة الاجتماعية تدعوا الى نفرة الكثير من العوائل لتزويج البنت لمتعاطي المخدرات وهذا يؤدي الى مقاطعة اجتماعية كبيرة تعود بالضرر النفسي والاجتماعي والقيمي والافضل الامتناع عن هذه الظاهرة.

أضرار صحية خطيرة

في حين حدثتنا الدكتورة ايناس البديري قائلة : دائماً من يتعاطى الحبوب المخدرة يكون بلا وعياً يتصرف بدون حكمة ومؤذي وقاسي لنفسة وللأخرين واذا لم يتعاطى الحبوب المخدرة يكون في صداع مستمر ويشكي من قلة النوم والكوابيس والخمول ويكون شخص مستهلك ويبدأ الادمان على التعاطي بعد التعاطي لمرة وتستمر الحالة الى الادمان على التعاطي بشكل يومي وعلى بعض الشباب الابتعاد عن هذه الظاهرة التي تهدد حياتهم ومستقبلهم الوظيفي والأجتماعي والأسري لأنها مؤثرات عقلية وعلى الشباب التوجه الى الله لأن تعاطي الحبوب المخدرة معصية وابتعاد عن الدين.

فيما تؤكد لنا الدكتورة يسرى الياسري (صيدلانية ) فتقول : ان تعاطي الحبوب المخدرة لها اثار خطيره على المتعاطين لكون المتعاطي يدخل في مرحلة اللاشعور الى ان ينتهي الدواء وهناك من يقوم بأخذ ادوية مشابة للمواد المخدرة في حالة لم يحصل على الحبوب ويجبر الصيدلي على اعطاءه هذا العلاج وهذه هي حالة الأدمان نتيجة تعاطي الحبوب المخدرة وتؤثر هذه الحبوب على الكبد مباشرة لأن من يقوم بالتخلص  من هذه المواد هو الكبد وهناك تعاطي اخر وهو عن طريق الأركيلة  تندرج  ضمن المورفين  ومن تجربة التعاطي الاولى تبدأ مرحلة الأدمان.

على الجهات المعنية العمل على تكثيف الجهود من قبل كل المؤسسات ذات العلاقة من اجل القضاء على هذه الظاهرة الأخطر على حياة ومستقبل شباب العراق  لأنها تفتك بأهم شريحة لبناء وتطور ونهوض البلد مع  تحديد الجهات  المروجة لهذة المواد والقضاء عليها وتقديمها للعدالة من اجل بلد ينعم بشباب واعي  لمستقبلة ومستقبل بلدة مع تخصيص دروس ضمن المنهاج التربوي في المدارس للتوعية من ظاهرة تعاطي الحبوب المخدرة  وتبيان المخاطرها النفسية والأجتماعية والصحية على الفرد المتعاطي.

نص الخطبة الثانية التي ألقاها ممثل المرجعية الدينية العليا فضيلة العلاّمة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في يوم الجمعة (7/جمادى الأولى/1441هـ) الموافق (3/1/2020

الصين: نعارض الاستخدام الجائر للتهديد بالعقوبات على بغداد