حيدر صبي – خاص لبانوراما
زعيما اكبر كتلتين شيعيتين ينددان بمطلقي الكاتيوشا من المنضوين لفصائل الحشد ويحذران من مغبة ضياع العراق وخرق سيادته .
وحذر زعيم التيار الصدري ، مقتدى الصدر ان من يطلق الكاتيوشا على القواعد الأميركية والمنطقة الخضراء في بغداد ، ما اسماه بالتمادي في خرق السيادة العراقية، وتعريض البلاد للخطر، فالعراق حسب قوله ، ما عاد يتحمل العنف والحروب والصراعات والشغب.
وقال الصدر ، من أن استمرار عمليات القصف للبعثات الاجنبية والاغتيالات للناشطين التي تقوم بها مليشيات تابعة للحشد الشعبي ستقود إلى ضياع البلاد، وتجعل منها ساحة لصراع الآخرين، مشددًا على أن العراق “ما عاد يتحمل المزيد من العنف والحروب والصدامات والصراعات السياسية والشغب”.
وأشار الصدر، زعيم تحالف “سائرون” أكبر تكتل برلماني عراقي، في بيان نشره ضمن تغريدة على حسابه في “تويتر”، تابعتها “بانوراما “، إلى أن تلك الممارسات تجعل من العراق ساحة لصراع الاخرين، في إشارة إلى الولايات المتحدة وإيران.
وشدد على ضرورة عدم تدخل جميع الأطراف في شؤون العراق الداخلية، لأنه لم يعد يحتمل المزيد من العنف والحروب والصدامات والصراعات السياسية والشغب.
من جهته زعيم كتلة الفتح الشيخ هادي العامري ومن خلال بيان اصدره تحالفه ،ادان ، الخميس، استهداف البعثات الدبلوماسية، فيما دعا الى انهاء مسلسل الخطف والاغتيالات.
وقال التحالف في بيانه “نتيجة لما يقع من احداث ومواقف داخلية ومايحيط بالعراق من ظروف غير اعتيادية، نرى ضرورة ان نؤكد مرة اخرى على ماذكرناه في بياننا المؤرخ في الـ31 من اب الماضي وندعو الى مايلي:
١- الالتزام بالمهمة الاساسية الاولى لهذه الحكومة وهي بسط الامن واعادة هيبة الدولة وخلق المناخات المناسبة لاجراء انتخابات مبكرة حرة ونزيهة وعادلة.
2-نؤكد ان لاخيار سوى خيار بناء الدولة العادلة القادرة على بسط الامن وتأمين الحياة الحرة الكريمة لكل مواطن عراقي.
٣-ندعو القضاء والاجهزة الامنية الى الوقوف بحزم وقوة وانهاء مسلسل الخطف والاغتيالات واثارة الرعب بين الناس والذي تقف خلفه اياد اثمة تريد اثارة الفوضى وخلط الاوراق ويجب على الجميع التعاون مع الجهات المختصة من اجل القضاء على هذه الاعمال الاجرامية.
٤- نعلن رفضنا وادانتنا لاي عمل يستهدف البعثات الدبلوماسية والمؤسسات الرسمية وان هذه الاعمال اضعاف للدولة وضرب لهيبتها وهو امر مرفوض ويؤدي إلى نتائج خطيرة.
٥- ان الحشد الشعبي هو المدافع عن العراق ووحدته وسيادته جنباً الى جنب القوات المسلحة والاجهزة الامنية وعليه فاننا ندعو ابناءنا في الحشد الشعبي الى ان يكونوا كما عرفناهم مثلاً اعلى في الالتزام بالقانون والابتعاد عن كل مايسيء الى صورة هذا الكيان المقدس.
6-وعلى الجميع توخي الدقة وعدم اطلاق التهم جزافاً لان الارهاب وازلام النظام السابق والمجاميع المنحرفة واعداء العراق تسعى دائماً لخلط الاوراق.
واكد التحالف ان “هدفنا وواجبنا حفظ مصلحة العراق والعراقيين والدفاع عن وحدته وسيادته وامنه واستقراره وازدهاره وتقدمه”.
ما يلاحظ انها المرة الاولى التي تعترف بها قيادات شيعية من سائرون والفتح بوجود فصائل حشدية تقوم باعمال بلطجة وخطف وقتل لناشطين وتطلق الكاتيوشا على البعثات الدبلوماسية ببغداد هذا غير تعرض فرق الامداد اللوجستي للجيش الامريكي لاستهدافات تكاد تكون شبه يومية من قبل البعض منها .
ياتي تصريح الصدر والعامري بعد يوم واحد من لقاء السفير الامريكي ماثيو تولر برئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي فائق زيدان ، ومطالبة السفير تولر زيدان محاسبة الجهات التي تعتدي وتهدد السفارات والبعثات الدبلوماسية الموجودة في العراق وانعكاسات تلك العمليات على علاقات العراق مع دول العالم .
ويبدو ان تصريحي الزعيمان اعطت لرئيس الحكومة العراقية “مصطفى الكاظمي” جرعة من الارادة ليعاود البحث مرة عن مُطلقي “الكاتيوشا”
فقد وجهة الكاظمي جهاز مكافحة الارهاب لتنفيذ عملية تفتيش واسعة بمنطقة الزوية، معقل الميليشيات بحثا عن الجهات التي تستهدف سفارة أميركا في المنطقةالخضراء.
القوة العسكرية أقدمت على قطع جميع المداخل الفرعية في المنطقة، فيما انتشرت قوات من الجيش في مناطق قريبة، بينها حي الكرادة وسط العاصمة العراقية للقبض على مُطلق “الكاتيوشا”.
وايضا فان الكاظمي لم يعد امامه خيار اللوذ بالصمت كثيرا ولابد وان يثبت للحليف الامريكي كونه رجل مرحلة وعليه اتمام مهمته بكل شجاعة والا فالتهاوي سيكون سريعا خصوصا والتحديات التي امامه كبيرة جدا ولذا فامريكا لازالت داعمة له وهي بذات الوقت تراقب قراراته خصوصا تلك التي تخص النفوذ الايراني في العراق .
يفاجأنا بعد هذا رئيس هيئة الحشد باصداره بيانا متناغما مع بيان مقتدى والعامري ويصدر الخميس، أمرين بإعفاء اثنين من قيادات الحشد الشعبي عبر وثيقتين، صدرتا عن رئيس هيئة الحشد، وجاء فيهما “استنادا إلى الصلاحيات المخولة إلينا بموجب الأمر الديواني (۱۲۹) ذي العدد (م.ر.و/د ۱۹۷۰/ ۰۲ / ۷ ) في ۲۰۲۰/ ۷ / ۱۹ قررنا الآتي: إنهاء تكليف (حامد هادي الجزائري) من مهام آمر اللواء الثامن عشر، وتكليف (احمد محسن مهدي الياسري) بمهام أمر اللواء أنفأ.
وفي الوثيقة الأخرى، قرر الفياض إعفاء (وعد محمود احمدقدو) من مهام آمر اللواء 30، وتكليف (زين العابدین جميل خضر) بمهام آمر اللواء.
وسارع ائتلاف العبادي ليعلق على بيان الحشد الشعبي حول هجمات الفصائل المسلحة على البعثات الدبلوماسية مثمنا التزام الحشد الشعبي باوامر القائد العام للقوات المسلحة، فيما دعا لتضامن فعّال يحفظ المصالح العليا.
وذكر ائتلاف العبادي في بيان، تلقت ” بانوراما ” نسخة منه، ، ان “ائتلاف النصر يثمن عاليا البيان المسؤول للحشد الشعبي بالتزامه باوامر القائد العام للقوات المسلحة، وتاكيده على اتباع جميع السياقات الرسمية للمؤسسات الامنية، ويرى في مضامينه التزاما وانسجاما مع توجهات الدولة وسياساتها العامة”.
وأكدت هيئة الحشد الشعبي، الخميس، أنها مؤسسة عسكرية عراقية رسمية ملتزمة بكافة الأوامر التي تصدر عن القائد العام للقوات المسلحة وتمارس عملها وفق السياقات والقوانين التي تسري على المؤسسات الأمنية العراقية كافة.
وذكرت الهيئة ببيانها ، “منذ اللحظة الأولى التي أُسس بها حشدكم الوفي وبمباركة من المرجعية الأبوية لسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله وهو يذود بعزم لا يلين ودماء اجريناها رخيصة قربانا لتراب هذا الوطن الطاهر، ولم نبتغ عرضا ولا مناصب سوى رضا الله وطرد الظلام والظلاميين من أرض النور والأنبياء”.
وأضاف البيان، أن “الحشد قد حظي لدى جميع أبناء شعبنا على اختلاف مشاربهم ومرجعياتهم باحترام وتبجيل للتضحيات التي قدمها ومازال يقدمها في طريق العز والجهاد”، مشيراً إلى أن “الحشد قوة عسكرية عراقية رسمية ملتزمة بكافة الأوامر التي تصدر عن القائد العام للقوات المسلحة وتمارس عملها وفق السياقات والقوانين التي تسري على المؤسسات الأمنية العراقية كافة”.
وشدد البيان، أن “الحشد بكافة تشكيلاته وقيادته ليس معنياً بأي صراعات سياسية أو أحداث داخلية تجري في البلد، كما أنه ليس مسؤولاً عن جهات تستخدم أسمه لأغراض التشويه والتسقيط والقيام بعمليات مشبوهة ونشاط عسكري غير قانوني يستهدف مصالح أجنبية أو مدنية وطنية لا تنسجم مع ثوابت الدولة، وقد أعلن مراراً وعبر مواقف رسمية براءته الكاملة منها”.
وحذر البيان، من “محاولات أطراف داخلية وخارجية لزجه بذلك”، عادا ذلك “محاولات لخلط الاوراق وتضليل الرأي العام عن دوره المشرف والتاريخي في حفظ الأرض والعرض”، فيما ختم بالقول “نتفهم جيداً حرص المحبين لنا والحريصين على سمعتنا وننتظر منهم المزيد من الدعم والمساندة والله الموفق والمستعان”.
بقي ان نستفهم هل ما جاء اليوم من مواقف مغايرة وقرارات لزعماء ما يعرف ب ” الولائيين ” يأتي ضمن تغيير حقيقي في مواقفهم السياسية أم هو الانصياع للضغوط الامريكية والخوف من غرق سفنهم التي باتت تبحر بلا شراع وسط بحر من الانتقادات والاستياء الشعبي من قبل العراقيين ام لا هو رماد انتخابي رش بصورة مؤقتة وحتى انقضاء اجراء الانتخابات النيابية المقبلة