محمد ناصر
بعيدا عن السياسة وقريبا من الحياة المجتمعية يعيش هنا الالاف من العراقيين في العاصمة البريطانية لندن والمدن الاخرى تقدر اعداد الجالية بأكثر من 500 الف يعيشون في المقاطعات البريطانية كافة ،العراقيون في المملكة المتحدة هم سواء بالولادة أو الأصل المقيمون في بريطانيا هذه البلاد احتضنت الذين فروا من جحيم الانظمة الاستبدادية التي حكمت العراق فيما إتخذ اخرون من هذه البلاد مقصدا لاكمال تعليمهم وانخرط الالاف منهم في المهن المختلفة واستطاعوا الاندماج في المجتمع الإنجليزي والجاليات العالمية الاخرى ومن بين فئات الجالية العراقية الكبيرة هنا اتحدث عن ابناء الجالية من النجفيين الذين لطالما عرفوا بتميزهم وتمسكهم بعاداتهم وتقاليدهم المجتمعية والدينية لاكثر من اربعة عقود من الزمن تعرض النجفيون فيها الى انماط مختلفة من الثقافات ساهمت الى حد كبير في صقل شخصية جديدة لهم وفيما يرى اخرون ان معالم التغيير عصية على الشخصية النجفية ويرى اخرون بان النجفيين تمكنوا من الحفاظ على موروثهم الديني هنا وفي نفس الوقت استطاعوا الانفتاح على العوالم الاخرى من اجل التلاقح الفكري والثقافي ،وتزخر المجالس الادبية والملتقيات والمنتديات الاجتماعية في بريطانيا بمساهمات فاعلة للشخصيات النجفية البارزة والملفت للانتباه ان الفعاليات الاجتماعية والثقافية يتبنىٰ كثير منها شخصيات ثقافية وادبية واجتماعية ودينية فاعلة ونافذة في المجتمع وقد اصبحت المملكة المتحدة وجهة مفضلة لتوطيد العلاقات العراقية البريطانية حيث دابت شخصيات نجفية على توطيد عرىٰ هذه العلاقة انطلاقا من الصداقات القديمة للكثير من المرجعيات السياسية والدينية والثقافية بالحكومة البريطانية واذا اردنا التحدث بشكل اوسع فاننا يمكن ان ننطلق نحو افاق اخرى تتعلق بشريحة الشباب المثقف الذين يتواجدون في الساحة البريطانية وهم يمثلون جيل جديد من العراقيين عامة والنجفيين خاصة يتطلعون لكسب مهارات جديدة والاستفادة من المراكز العلمية والثقافية التي تتمثل بالجامعات البريطانية ومراكز البحوث والمؤسسات العلمية الاخرى إضافة الى قسم من أبناء النجف والمحافظات من الذين ولدوا في بريطانيا يعملون في الشرطة البريطانية وهم مصدر فخر لابناء الجالية حيث عملوا على نشر الثقافة القانونية بين الجاليات كافة .. وقسم من ابناء النجف عادوا الى الوطن لتوظيف امكانياتهم ومهاراتهم التي اكتسبوها هنا في بريطانيا لاجل خدمة الوطن الحبيب وينتظر اخرون الفرص لتحسن الاوضاع في العراق من اجل العودة ايضا لوطنهم وشعبهم وفي كل الأحوال فان المرحلة الماضية شهدت تميزا للكثير من الشخصيات النجفية التي تولت مناصب وعناوين داخل الحكومة العراقية وفي مجلس النواب على الرغم من التعقيدات الواسعة في المشهد السياسي العراقي .. مانتمناه ان تفتح الحكومة العراقية الجديدة الابواب وتوفر الفرص المناسبة لكل الطاقات العراقية في دول المهجر من اجل استيعابها في النشاطات العامة للدولة وتوفير قاعدة بيانات عن امكانياتهم ودرجاتهم العلمية وخاصةً ان المملكة المتحدة يعيش فيها نخبة من كبار العلماء العراقيين في مختلف الاختصاصات اذا ماعادوا فسيكون لهم دور مهم وكبير في المساهمة ببناء الدولة العراقية ولاسيما ان الوطن يمر بظروف دقيقة وحرجة واستثنائية تحتاج تضافر جهود أبنائهِ ذوي الاختصاص من الكفاءات العلمية .
ونورد هنا بعض اسماء هذه الشخصيات النجفية البارزة التي تركت بصمتها على المشهد السياسي والاجتماعى والذين عاشوا لفترات طويلة في بريطانيا وهذه الشخصيات امثال المرحوم الدكتور سماحة السيد محمد بحر العلوم أحد اركان الحركة الإسلامية في العراق وراعي مؤسسة اهل البيت الإسلامية في بريطانيا والشهيد سماحة السيد مهدي الحكيم عالم وفقيه ساهم في تأسيس الحركات الإسلامية في العراق ومن مؤسسي مؤسسة أهل البيت الإسلامية في لندن و سماحة العلامة الدكتور فاضل الميلاني مؤسس ورئيس الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية وأستاذ الدراسات العليا في الجامعة والأستاذ الفقية في الحوزة العلمية والمرحوم السيد عبد المجيد الخوئي أمين عام مؤسسة الإمام الخوئي و الدكتور السيد هاشم السيد محسن شبر مؤسس كلية الدراسات والعلوم الإنسانية والأستاذ الدكتور ابراهيم العاتي رئيس قسم الدراسات العليا في الجامعة الاسلامية العالمية
وسماحة السيد رضوان الكليدار النائب السابق في البرلمان العراقي والدكتور ابراهيم بحر العلوم وزير النفط السابق والأستاذ محمد حسين بحر العلوم السفير والدبلوماسي الرفيع في الخارجية العراقية والدكتور السيد صاحب الحكيم الباحث والمؤلف والأستاذ فائق الشيخ علي النائب في البرلمان العراقي والشاعر الدكتور عدنان الصائغ والصحفي والإعلامي القدير الأستاذ السيد علاء الخطيب وغيرهم من اصحاب المعالي الشخصيات النجفية التي تبوأت مناصب رفيعة في الدولة العراقية الجديدة .
وهنا نؤكد ان اعتماد القطاع الطبي في المملكة المتحدة على كوادر من أصول عراقية نجفية ساهمت بشكل كبير على تخفيف أزمة جائحة كورونا الحالية التي اجتاحت بريطانيا وأصابتها بالصميم .
ابناء النجف الأشرف في بلاد المهجر عامة وفي بريطانيا بالخصوص هم سفراء للنجف ومشروع عطاء دائم لاينضب وشعلة دائمة تنهل ضيائها المشرقة من انوار المدينة المقدسة التي تشرف ثراها الطاهر بمرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ..
