بقلم :- سمير عبيد
كثُرت الأفكار والأيديولوجيات والأحزاب السياسية في العراق مابعد سقوط نظام صدام حسين والشروع في مشروع الأحتلال وخطف السيادة العراقية .وليس عيباً أن تتعدد الأيديولوجيات مادامت تحترم القانون، وحقوق الأنسان ،وتسير ضمن النسق الديموقراطي قولاً وفعلاً وممارسة .
فالحلم الديموقراطي كان بعيد المنال في زمن الحاكم بأمره صدام ،وفي زمن الحزب الواحد والذي شعاره كان معروف للعراقيين وهو ” كل عراقي بعثي وإن لم ينتمي !!”.
ولكن عندما رحل صدام وبدأ عهد جديد كان الشعب يُردد والآن انتهى زمن الحروب العبثية وزمن الموت والخوف والرعب والقمع والحصار ، وسوف ينهض العراق من جديد .ولكن الطامة الكبرى عندما يعود الشعب نفسه والذي رقص وفرح لزوال نظام صدام .وأذا به يترّحم على نظام صدام، بل هناك من يترحم على روح صدام ومن نفس الذين سجنهم وأضطهدهم صدام .ويُفترض أن يدق هذا جرس الإنذار في مكاتب الحكام والساسة الذين يديرون ويحكمون العراق منذ ١٦ عاماً ويسارعون لمعرفة الأسباب التي دعت الشعب يترحم على نظام صدام ودعت مضطهدي صدام وعائلات شهداء الحروب يترحمون على صدام… لكي يعالجوا نهجهم وحكمهم ويعيدوا النظر في سياساتهم وطريقة حكمهم للعراق والشعب …ولكن كل هذا لم يحدث بل رفعوا شعارات حكمهم و أهمها :-
١- إن لم تكن معي فأنتَ عدوي ويجب محاربتك وحتى برزقك !.
٢- إن أعترضت ونقدت سياساتهم فأنت متهم بالتهم التالية ” بعثي، صداّمي، تكفيري ، وهابي”
٣- إن خرجت للشارع لتمارس حقك في التظاهر أو الاعتصام يطلقون عليك النار لتُقتل ، وتُجرح ، وتُعتقل ، وتُختطف ويكون مكانك الزنازين!!. وان مارست حريتك في الكتابة والتحليل والنقد لسياساتهم تأتيك الفرق الملثمة وزوار الفجر لتحول بيتك الى ركام وتجعل اسرتك فريسة لأمراض السكر والصدمة والرهاب والغيبوبة بسبب أساليبهم القمعية واللاإنسانية لتخطفك ويضيع خبرك !!.
٤- وإن كُنتَ وطنياً ،كفوء في أختصاصك ،مستقل ولم تنتم لأحزابهم، ونزيه ولم ترتشي وتحارب الفساد فلا مؤسسة أو مكان عمل يريدك ويبدأ مسلسل محاربتك وتسقيطك .وفي الآخر يتم أجتثاثك لأن منظومة الفساد التي يحميها كبار الساسة والقادة الفاسدين تبحث عن اللصوص والمزورين والفاشلين ليجلسوا بمكان النزهاء والوطنيين وأصحاب الكفاءة !!.
٥- وإن إنتقدت الفساد ورجالاته فمصيرك المساومة اًو الخطف أو حتى القتل ! ..وكذلك أن تورطت وانتقدت رجال الدين المشاركين السياسين في حكم البلد والتحكّم بثرواته ومؤسساته هنا يكونَ مصيرك الجحيم !!.
٦-إن مارست حريتك في مواقع التواصل الأجتماعي بالنقد للوضع السيء القائم منذ ١٦ سنة ، أو انتقدت طريقة الحكم ، وان انتقدت سياسات بعض المؤسسات اًو كشفت. ملفات فساد اًو كشفت انحراف وظيفي فيكون مصيرك إغلاق جميع حساباتك وان فتحت غيرها سوف يغلقونها ويستمر هذا المسلسل ..وان صمدت بعدها يُحركون عليك جيوشهم الألكترونية وذبابهم الالكتروني الممول من خزينة الدولة لينهشوا سمعتك الاجتماعية والأخلاقية وسمعة اسرتك الى سابع ظهر .وان صمدت فيقررون ترويع اسرتك و خطفك لتصبح في زنازينهم !!.
هنا يبرز سؤال :-
١- هل ما ورد أعلاه له علاقة بالديموقراطية والنظام الديموقراطي ، وله علاقة بحرية الرأي، وهل له علاقة بحقوق الأنسان !؟
•الجواب :-كلا..بل هي تصرفات نظام بوليسي شمولي قمعي ينتهك حريات الناس وحقوق الانسان وسمعتهم وتاريخهم ومنذ ١٦ سنة ولا زال مستمرا !!.وجمبع تصرفاتهم خارج القانون والدستور!.
وهنا يبرز سؤال أهم :-
٢-هل ماوردَ أعلاه لا تعلم به أمريكا وسفارتها في بغداد والتي تدعي هي راعية الحريات وحقوق الانسان في العراق والعالم !؟ ولا تعلم به بريطانيا ودول الاتحاد الأوربي وكندا وأستراليا وهي دول تدعي حماية الحريات وحقوق الانسان !؟
•الجواب :- تعلم به امريكا وبريطانيا والدول اعلاه تماماً ،لا بل تدعم أستمراره وتديم الذين يمارسون هذا الانتهاك في الحريات وحقوق الانسان ..ولا تناصر الذين يمارسون حرياتهم ويدافعون عن حقوقهم .فقط يحمون الذين تتبناهم السفارة الاميركية فقط على أنهم يدافعون عن الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان. وهولاء لا يمثلون أنفسهم ولا حتى شعبهم. بل يمثلون الجهات التي تجندهم كببغاوات ولذر الرماد في العيون ان هناك حريات !.
وسؤال آخر أكثر شمولية :-
هل فعلا طُبقت الديموقراطية مابعد صدام في العراق !؟
•الجواب:- كلا لم تُطبق ..بل سلبت شعاراتها وملابسها ولبسهما من لا يؤمن يوماً بها ولا بالقانون ولا حتى بحقوق الانسان وباتَ يتاجر بها زورا ، ناهيك عن محاربته حرية الرأي والرأي الآخر. والأخطر ول ١٦ عاماً من حكم هذا الطيف السياسي الغريب للعراق ولم يؤمن يوما بنظام المؤسسات. بدليل لم يبن مؤسسة ديموقراطية واحده!.
وبسبب ذلك بات في العراق ألف صدام ومليون حسين كامل ، وَعَبَد حمود ، ومنال يونس ، وبرزان التكريتي .ومليوني من الأمن الخاص وفدائيي صدام باختلاف التسميات .فعاد الرعب للمجتمع. واحيانا اكثر من رعب وقمع نظام صدام حسين. وامريكا والدول التي تدعي دعم الديموقراطية وحرية الشعوب وحرية الرأي تتفرج سعيده على عذاب وقهر ودماء العراقيين !!.
#وبسبب ذلك تفرعن القادة والساسة في العراق لانهم لم يردعهم أحد وحتى من الجانب الديني أُمنوا النقد والعقاب والردع لانهم تصاهروا سياسيًا وتجاريًا واقتصاديًا وماليًا مع رجال الدين باستثناءات بسيطة !!.
وسؤال الختام :-
١- أعطني انتخابات تشريعية واحدة في العراق لم تزور نتائجها وبعلم الأميركان أنفسهم !؟
٢- أعطني أنتخابات تشريعية واحدة في العراق التزموا بنتائجها !؟
•الجواب على السؤالين :-
ج١:- لم تحدث انتخابات واحدة دون تزوير لكي تبقى نفس الطبقة الحاكمة ليستمر تنفيذ ما وقعوا عليه في أواخر عام ٢٠٠٢ في واشنطن عندما قبلوا ووقعوا على ( الغزو ، والأحتلال ، والعمل بعقود لدى المحتل،وعدم مناكفة إسرائيل في العراق لتنفذ ماتريد ..وبعدها قبلوا أنفسهم باتفاقية ( كوبنهاگن) بالقبول بشروط البنك الدولي والعمل لصالح البنك الدولي في العراق مقابل مزايا خاصة وبقاء في المناصب!.
ج٢:- لم تشكل حكومة واحدة في العراق ومنذ عام ٢٠٠٥ على ضوء نتائج الانتخابات ( وهو خداع كبير وعلني للشعب العراقي ، وهدر مليارات الدولارات بحجة الانتخابات والمفوضية ….الخ والنتيجة لا يلتزمون بها ) بل تُعلق النتائج مباشرة ويذهبون الى استراتيجية ( تقسيم الكعكة ، وتبويس اللحى ، وتوزيع المناصب كمحاصصة )
إذن لماذا تُهدر مليارات الدولارات على انتخابات خادعة وشكلية ….ففي هذه الأموال المهدورة لوحدها لكان في العراق افضل المدارس في المنطقة ولكانت لدينا بنية تحتية نفتخر بها !!.
فلعنة الله عليك يا أمريكا وعلى كل دولة شاركتكِ ولازالت تشارك بتدمير العراق وسلب ثروته ومنع تنميته ونهوضه !!.
ولعنة الله على كل مسؤول عراقي قبل بذلك ورضى ولا زال مستمرا كاداة في تدمير العراق وقهر الشعب العراقي…الله ينتقم منه !!.
والاحترام للقلة القليلة من السياسيين الذين قلبهم على العراق… وكذلك الاحترام لرجال الدين الذين لم يسقطوا في مستنقع السياسة والمنافع على حساب الشعب وبقوا في مهنتهم الأصلية التي أوصى بها الله والرسول وأهل البيت وهي الحفاظ على بيضة المجتمع والوطن والدين !!.
سمير عبيد
٢٩شباط ٢٠٢٠