#لمحة سريعة:- على الطرق الأميركية لتثوير الشعوب ضد الإنظمة التي انتهى مفعولها !!.
#هكذا أحرق الإسلام السياسي نفسه في العراق !!.
بقلم :- سمير عبيد
#لمن لا يعرف السياسة الاميركية نعطيه بعضاً منها :-
١- السياسة الأميركية تتبع نهج ليس هناك عميلا دائم، وليس هناك صديقاً دائم، مثلما ليس هناك عدوا دائم… فبرمشة عين يكون العدو صديقاً.. والعميل والصديق في سلة المهملات، او معلقاً في أعمدة الكهرباء أو داخل قفص الأتهام..وان كان مهما يخرج ليلا ويختفي للابد في أحدى الولايات المتحدة، او في احدى جزرها المنتشرة في العالم !.
٢- السياسة الاميركية تتبع نهج التعامل مع الأقوى على الأرض في البلدان والساحات ،وحتى وان كان خصماً لسياساتها فتتعامل معه لحين عبور الحالة التي بمر بها البلد سين والساحة صاد !.
وبالتالي هناك جهات سياسية او عسكرية في بعض دول العالم فهمت السياسة الاميركية وتقدمت وحسمت الأمر على الأرض وأنقذت بلدانها من الفوضى والسيناريوهات المُعدّة لها .فبماشرة تعاملت معها واشنطن مع العلم هي خصمها .فهكذا هي السياسة الأميركية !.
٣- السياسة الأميركية تتبع نقل حالات وسيناريوهات وسياسات أستخدمتها واشنطن في عقود ماضية من القرن الماضي استعملتها في قارات فتنقلها لقارات اخرى، وأستُخدمت في بلدان فنقلتها لبلدان أخرى. ومثلما نقلت سيناريوهاتها التي استُعلمت في أواخر السبعينات في دول امريكا اللاتينية الى العراق بعد أحتلاله والتي أدارها نفس اللاعب في امريكا اللاتينية وهو نيغروبونتي ومساعديه من بعده !!.
٤- أدخلت الولايات المتحدة عناصر جديد لحروبها الأخيرة للتقليل من خسائرها في الأرواح ..وهي :-
ألف :- أستخدام نهج الحروب الناعمة من خلال دعم وتدريب وتمويل منظمات المجتمع المدني والأحزاب والحركات ورجال الاعمال والاقتصاد داخل الدول والمجتمعات التي تقرر الشروع بها بالحرب الناعمة واستعملت ذلك في العراق، وها نحن نعيشها ثمارها اليوم ولا ندري كيف ستكون مخرجاتها !!.
باء: أستخدام نهج تأسيس وتمويل وتدريب المنظمات والحركات المسلحة والمتطرفة التي تنتمي لأديان وقبائل وثقافات الدول والشعوب التي تقرر أختراقها أو تهديم أسوارها الدينية والثقافية والفكرية والقبلية .ولقد استخدمت هذه الطريقة في افغانستان وباكستان وفِي دول الشرق الأوسط ومنها العراق ونجحت في ذلك !.
جيم :- أستخدام نهج تأسيس التنظيمات الأرهابية الفتية ونشرها في الدول الاسلامية والعربية والتي حملت شعارات ولا فتات وأدبيات إسلامية ودينية ، ودعمها اعلاميا وسياسيا واستخباريا مثل ( تنظيم داعش) لتصبح جيوشاً تمهد للولايات المتحدة بأحتلال البلدان مثل العراق، وتمهد لواشنطن بتفكيك الدول وصولا بتأسيس القواعد مثل سوريا ،وتجبر الدول الغنية على عقد الصفقات المليارية لشراء الأسلحة والمعدات والصواريخ المختلفة والتقنيات من الولايات المتحدة والغرب بحجة حمايتها من الفوضى والارهاب ومثلما حصل مع السعودية ودوّل الخليج فمنهم تأسست تلك التنظيمات وبسببها تم ابتزاز دول الخليج ولا زال الابتزاز ساريا حتى الساعة !.
دال :- وأخيرا نهجت الولايات المتحدة نهجاً جديدا وفر لها تأمين حياة جنودها ومعداتها من خلال تدشين الحروب عن بعد لشل الدول والانظمة السياسية ومن ثم تثوير الشوارع ضدها ،،،،،،،، وهي :-
١- تدشين الحرب الإلكترونية ( السيبرانية ) ولقد أسس الرئيس السابق اوباما (قسم الحروب الإلكترونية واصبح معتمدا في وزارة الدفاع الأميركية ) وهي غزو الدول والأهداف من خلال الحواسيب الإلكترونية لأهداف عسكرية واقتصادية وعسكرية وتقنية لشل الدول عسكريا واستخباريا واقتصاديا .. ولقد استعملت بين واشنطن وموسكو ، وبين بكين وواشنطن ، وبين طهران وواشنطن !. ناهيك ان الرئيس اوباما أسس قبل ذلك أستراتيجية أصطياد الأهداف الدسمة والمهة من خلال (حرب الطائرات المسيرة ) التي استعملها في باكستان / وزيرستان وفِي اليمن وفِي مالي ونيجريا وليبيا وغيرها فقتل من خلالها اهم قادة تنظيم القاعدة في العالم !.
٢- تدشين حروب ( التثوير) عبر مواقع التواصل الأجتماعي ( تويتر ،فيسبوك ) اَي تثوير الشعوب ضد الأنظمة التي يراد ابتزازها أو تغييرها من خلال فتح ورش تدريب الجيوش الإلكترونية والذباب الالكتروني من قبل شركات وجهات استخبارية اميركية وغربية واسرائيلية على تلك الحروب ويُستقطب لها الاعمار من ( ١٥ عاما الى ٢٥عاما) .
اي تدريب تلك الشرائح على فنون وأساليب ونشر ومنهجية هذه الحروب للتلاعب بالرأي العام والعواطف ثم تهيئة الأجواء للخروج بعد ذلك بالتظاهرات التصاعدية والتي مقدمتها من منظمات المجتمع المدني وجماهير الأحزاب والحركات الممولة اميركيا .. ولكل بلد نهجه وطريقته الخاصة سواء كانت عنفية او نصف عنفية أو غير عنفية …
مع إسنادها من قبل الفضائيات المرتبطة بوكالة التنمية الاميركية والتي مكتبها في البحرين ومرتبط بوزارة الخارجية الأميركية ووكالة الاستخبارات الاميركية (CIA) وتلك الفضائيات تأسست اصلا بتمويل اميركي في منطقتنا وهناك مثلها في قارات ومناطق اخرى تعمل فيها امريكا لنفس النهج والاهداف بحيث يتم اختيار حتى ضيوفها ومعلقيها بالاسماء !.
#الغريب في الأمر !!
هناك قاسم مشترك موجود في معظم البلدان التي باشرت الولايات المتحدة في تجريب حروبها( الناعمة ، والإلكترونية ، والتثوير عن بعد)فيها ..والقاسم المشترك هو ؛-
١- وجود تمثيل مهم لأحزاب الإسلام السياسي في السلطة الحاكمة وفِي النظام السياسي الذي يحكم تلك البلدان .
٢- وجود حالة الفقر والبطالة والتهميش والتجهيل وتحديدا وسط الشباب بحيث من يقوم بتلك الأحتجاجات والثورات هي تلك الجهات ثم تسلب منهم لصالح متدربي منظمات المجتمع المدني والأحزاب والجهات التي أشرنا لها في سياق التحليل ( المقال) !.
#الخلاصة :-
١- تريد الولايات المتحدة تحميل أحزاب الاسلام السياسي في تلك الدول ومنها العراق مسؤولية الفشل والتهميش والبطالة والتجهيل ، وأجبار الناس على الخرافة والصنمية البشرية بدلا من الدين ..لكي تصبح أحزاب الاسلام السياسي هي الهدف والعدو لتلك الشرائح الثائرة فيتم اقتلاعها مثلما تم اقتلاع الإخوان المسلمين في مصر !!.وها نحن نشاهد السيناريو قد بدأ !.
٢- وهي السيناريوهات التي تنبهت لها حركة النهضة التونسية( وهي تيار إسلامي) فسارعت الى الابتعاد عّن أسلمة المجتمع التونسي ، وتركت حيزا كبيرا للأحزاب الديموقراطية والليبرالية والمستقلة لتشاركها في قيادة البلاد من خلال انتخابات (لم تجازف في احراق صناديقها أو تزويرها أو فرص رجال صدفة بدلاء عّن الفائزين الحقيقيين مثلما فعلت احزاب الاسلام السياسي في العراق) بل اقتنعت تماما اي حركة النهضة الاسلامية بحيز تقدم لها بخمسة مقاعد او اقل او أكثر في كل انتخابات بحيث لا تستطيع تشكيل حكومة إسلامية لوحدها.. فأنجت نفسها، وأنحت تونس من الخراب والفوضى !!.
٣- وهذا لم تفعله أحزاب الاسلام السياسي في العراق بل رفضت ان يشترك معها اَي فصيل وجهة اخرى الا من خلالها ( أي احتكرت المشهد السياسي والاداري والاقتصادي لوحدها ) مع شركاء شاركوها ذلك الأحتكار ….فعليها الآن دفع ضريبة نهجها واحتكارها وعسكرتها وأسلمتها السياسية للمجتمع !!!.
٤- والخطأ الجسيم عندما يصدق الشعب بنيات وشعارات وتغريدات القافزين من تلك السفينة التي أحاط بها الإعصار ليركبوا الموجة على انهم ديموقراطيين ومنقذين للشعب ..أين كان هؤلاء ل١٦ سنة متواصلة من الازماتِ والتقهقر والضياع والتهميش وسرقة قوت الشعب وخزينة البلاد من قبل حيتان الفساد ومافيات الأستيلاء على كل شيء في العراق !؟
#أَلَم يكن هؤلاء شركاء في تقسيم الكعكة التي حرموا الشعب المسكين من رائحتها حتى !!.
#ربنا ندعوك أن تنقذ العراق والعراقيين من نار الفتنة !.
# ربنا ندعوك أنقاذ العراق والعراقيين من سيناريوهات امريكا واسرائيل والدول المجاورة التي لن ولن تحب العراق وشعبه !.
سمير عبيد
٢٧ أكتوبر ٢٠١٩

